المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



أقران البيئة والتلوث الثقافي  
  
2631   03:12 مساءً   التاريخ: 30-10-2021
المؤلف : الاستاذ فاضل الكعبي
الكتاب أو المصدر : الطفل بين التربية والثقافة
الجزء والصفحة : ص129 ـ 131
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

إن أبرز أخطار التلوث الثقافي، تلك التي تكمن في الأقران من رفقاء السوء، الذين يختلط بهم الطفل في إطار الحي السكني، أو المحيط الاجتماعي العام، أو في محيط المدرسة.

إن جماعة الأقران لها تأثير كبير على الطفل، وهذا التأثير أحياناً إيجابي وأحياناً سلبي، وأكثر ما يتخوف منه الآباء هو الجانب السلبي في علاقة الطفل بالأقران، إذ (ان الأطفال يعيشون في عالمين، عالم يتألف من الوالدين ومن على شاكلتهم من الكبار الراشدين، وعالم آخر من أقران الطفل)(۱).

ومثلما يتعلم الطفل من الوالدين بعض القيم الثقافية والتقاليد، والعادات، فان هذا الـطـفـل يـتـعـلـم ايـضـاً مـن أقـرانـه الـعـديـد مـن الـقـيـم والتقاليد، والمفردات، وأنماط السلوك، وأوجه التقليد في اللعب، والنشاط، حتى الملبس، والذوق، خلال عمليات تفاعل الطفل مع الأقران، فهذا التفاعل يتيح للطفل التزود ببعض المعارف وطرق التصرف، وأشياء لم يتعلمها الطفل من الكبار، وخلال هذا التفاعل يتلقى الطفل من جماعة الأقران بعض العناصر الثقافية، التي تتشكل شيئاً فشيئا ضمن بنيته الثقافية، لتشكل جزءاً أساسياً في هويته الثقافية، - مهما كانت قيمة هذه العناصر – سلبية أو إيجابية – فهي قد أخذت مكانها في فكر الطفل وضميره وعقله وسلوكه..

ومن طبيعة الطفل انه في الغالب يتأثر بما يسود بين الأقران من قيم وعادات، فلو ان هذا الطفل شاهد أحد أقرانه يساعد رجلاً، فانه سرعان ما يقوم بهذا العمل، في المرة التالية التي يصادف فيها أحداً ما يحتاج إلى المساعدة.. ثم ان الطفل في الغالب يرى نفسه من خلال الأقران، ويبدأ يفهم ذاته عبر ذلك، أو أحياناً يتعلم الطفل العدوان من خلال الأقران الذين يميلون إلى العدوانية والقسوة في التعامل مع الأطفال الآخرين..

وفي بعض الحالات يتعود الطفل على نمط معين من السلوك، وعلى نشأة معينة، غير ان هذا الطفل يعاكس هذا السلوك الذي تعلمه من والديه، ويعاكس النشأة التي تعود عليها داخل أسرته، وذلك بتأثير الأقران وفاعليتهم في هذا الطفل، ومثال ذلك (ان والدي الطفل قد يحاولان تعويده على الحرية في التعبير عن عواطفه، وعلى الحنان بأن يسمحا له باللعب بالعرائس، ان هو أراد ذلك، ولكنه ان لعب بالعرائس خارج المنزل، قد يجد ان الأطفال الآخرين يسخرون منه، ويعيرونه أو يعاقبونه على ذلك بوسائلهم الخاصة، وبذلك نجد ان مثل هذا السلوك يتناقض أو يزول، ويتبين الآباء ان جهـودهـم قـوّضها تأثير جماعة الأقران الذين يضطرون الطفل إلى ان يتبع في سلوكه الأنماط التقليدية المألوفة من جنسه)(2).

ومع ان الثقافة البيئية، أو ثقافة المحيط الاجتماعي أو الحي السكني تنعكس على الأقران، فيتصرف هؤلاء الأقران على وفق ثقافة المحيط الاجتماعي، الذي يدور فيه هذا الطفل، إلا ان العديد من الأقران قد اكتسب بعض الظواهر السلبية، أو المفردات الشاذة، أو العادات السيئة، اختلاطه ببيئات أخرى، أو خالط أطفال آخرين خلال سكنه السابق أو خلال بعض الرحلات والسفرات، أو خلال زيارات الأقارب والأصدقاء من مناطق مختلفة.. وكل هذا يؤثر في ثقافة الطفل وفي ثقافة الأقران، لذلك من المفيد معرفة الأقران، والكشف عن سلوكياتهم، قبل انزلاق الطفل في سلوكيات خاطئة، وفي مهاوي القيم الثقافية الشاذة التي اكتسبها من بعض الأقران..

لذا فان للأقران تأثير مباشر في تربية الطفل، وتكوين قيمه الثقافية على مدى مراحل نموه، خاصة بعد مرحلة المدرسة التي تبدأ من خلالها تتشكل العلاقة مع الأقران..

نخلص في تحديد سمات البيئة الثقافية للطفل، ان هذه البيئة تسهم إلى حد كبير في النشأة الاجتماعية، والثقافية.. وان البيئة في التي تحدد سمات ثقافته، ومكونات سلوكه، وتربيته، فمكونات البيئة، وسكان المحيط السكني، من الكبار والصغار ومن الأقران، اضافة إلى ذوي الطفل، كل ذلك يشكل معالم بيئته الثقافية، ومصادر ثقافته في محيطها الاجتماعي..

_______________________________

(1) بول مسن، جون كونجر، جیروم کاجان.

(2) نفس المصدر، ص ٤١٠. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.