أقرأ أيضاً
التاريخ: ص22-24
1626
التاريخ: 2023-02-22
1027
التاريخ: 21/12/2022
1018
التاريخ: 9-2-2020
1652
|
الفكر الإقليمي في الجغرافيا الوسيطة
يتمثل الفكر الجغرافي الإقليمي في الجغرافيا الوسيطة في الكتابات الجغرافية العربية في العصور الوسطي، فقد شغلت الكتابات الجغرافية الإقليمية في القترة الإسلامية حيزا كبيرا - إن لم يكن الأكبر - هن الكتابات الجغرافية في تلك القترة، فبعد أن استوعب العرب جغرافية الإغريق والرومان - جغرافية بطليموس - وأضافوا إليها تسببت عملية الخروج من شبه الجزيرة العربية لتشر الدين الإسلامي وما أعقبها من اتساع رقعة دولة الإسلام في إضافة المزيد من المعلومات عن مختلف البيئات التي أصبحت ضمن إطار الدولة الجديدة، وهو ما كان يعنى إضافة المزيد من التنوع في مظاهر سطح الأرض، فبدأت التحركات الجغرافية الاستكشافية الدينية - الفتح والحج - والتجارية والسياسية الهادفة إلى معرفة المزيد عن المناطق الجديدة تشكل أفق الجغرافيا الإسلامية في ذلك الوقت، وكانت الجغرافيا الإقليمية هي أهم ملامح هذا الأفق ومن الجدير بالذكر أن الجغرافيا العربية في الفترة الإسلامية لم تكن تعنى ما نعرفه الآن عن علم الجغرافيا، وإنما كانت تعنى أحد موضوعاتها، فكانت مثلا علم الطرق والمسالك والممالك أو تقويم البلدان، أو الممالك والأقاليم أو علم الأطوال والعروض، ومن ثم كانت الجغرافيا الإقليمية في تلك الفترة تختلف اختلافا واضحا عن الجغرافيا الإقليمية الحالية، التي تسعى إلى تحديد الشخصيات الجغرافية للأقاليم، بهدف الوصول إلى الأنماط الإقليمية.
وعلى الرغم من تأثير الجغرافيا الإغريقية - الرومانية على الجغرافيا العربية الوسيطة، كما يبدو ذلك في تمسك العرب بالتقليد الإغريقي في تقسيم العالم إلى نطاقات وفي اعتبار أن الجزء المعمور منه هو أهم الأجزاء، فإن جغرافية الوصف العربية الوسيطة - الجغرافيا الإقليمية - قد بلغت ذروتها بعد نشاط الرحلات التي كانت الكتابات الناتجة عنها تمثل تطويرا للدراسة الإقليمية التي بدأها قبلهم الإغريق والرومان، وكانت تلك الكتابات على مستويين : مستوى الدراسة الإقليمية العامة - بالنسبة للعالم المأهول في ذلك الوقت - ومستوى الدراسة الإقليمية الخاصة - إقليم أو منطقة معينة.
وقد ترك العرب مادة جغرافية غزيرة في موضوعات الجغرافيا الإقليمية اشتملت على معلومات عن المدن والطرق والمسافات، وعلى إشارات إلى الصناعة والتجارة والحياة الاجتماعية لسكان الأقاليم التي زارها الرحالة، الذين قام بعضهم برحلاته خصيصا من أجل إعطاء فكرة واضحة عن هذه الأقاليم معتمدين في ذلك على المشاهدة والسؤال والاستقصاء والتحقيق.
كذلك تعتبر الدراسات الإقليمية التي قام بها العرب دراسة مسلسلة تمتاز بدقة تستحق الإعجاب، وكانت الطريقة التى اتبعها أكثر من كتب هذه الدراسات تبدأ بتقسيم منطقة الدراسة إلى أقاليم أو تحديد موقع المنطقة من العالم المعمور، ثم ذكر أهم المظاهر القزيوجرافية في كل إقليم، ثم عرض للمدن وما بها من نشاط اقتصادي واجتماعي، ثم تسجيل عادات السكان وأعمالهم، ثم سرد لإنتاج الإقليم من الغلات النباتية والمعادن، وتنتهي بمناقشة ما يروج في هذا الإقليم من خرافات الفكر الإقليمي في القرنين ١٧ و ١٨ .
ترجع فكرة تقسيم علم الجغرافيا إلى قسميه الرئيسين : العام والخاص إلى الجغرافي الألماني "برنار "فارينيوس" . "Varrenius, B. في القرن السابع عشر وذلك عندما ميز بين ما أسماه بالجغرافيا العامة أو الأصولية والجغرافيا الخاصة أو الإقليمية في كتابه عن الجغرافيا العامة Geographia Generalis الصادر في عام 1650م، حيت ذكر أن على الجغرافي في الجغرافيا الخاصة أن يحاول وصف قطر بأكمله، ومن ثم كان "فارينيوس" يرى في الدولة وحدة مناسبة للدراسة الإقليمية.
وقد قال "فارينيوس" بأن الجغرافيا العامة هي ذلك الفرع من العلم الذي يدرس الأرض بشكل عام ويصف أقسامها المتنوعة التى تؤثر عليها ككل ، والذي يقدم الأسس والقوانين العامة التي يجب استخدامها في دراسة الاقطار المختلفة وهـي الأسس والقوانين التى تشكل الجغرافية الخاصة، ومن ثم فقد كان "فارينيوس" يؤمن بأن الجغرافيا بجانبها العام تهدف إلى دراسة الجانب الإقليمي منها
وخلال القرن الثامن عشر وجد الجغرافيون في الوحدة السياسية - الدولة - بحدودها التحكمية أساساً قاصراً للدراسة الإقليمية، ومن ثم اتجهوا للبحث عن مناطق أخرى أكثر توافقاً في خصائصها الجغرافية الداخلية تميزهاً أكثر عن غيرها من المناطق فاتخذوا أحواض الأنهار كوحدات إقليمية
وقد شجعت التغييرات العديدة التى أحدثتها حروب نابليون في قارة أوربا من ناحية وصعوبة تمييز الوحدات الإدارية الكثيرة العدد في ألمانيا من ناحية أخرى، على التغاضي أكثر فأكثر عن الحدود السياسية وعلى اعتماد النواحي الطبيعية كأساس للتقسيم الإقليمي كذلك فقد شجعت نظرية بواش (Buache ١٧٠٠-١٧٧٣م) والتي أوردها في كتابه "محاولة في دراسة الجغرافياً الطبيعية Essai de geographie) physique ) عام 1756م الاتجاه نحو الظاهرات الطبيعية كأساس للتقسيم الإقليمي، وهي النظرية القائلة بأن سطح الأرض يتألف من عدد من الأحواض التي تفصلها خطوط متصلة من الجبال القارية والسلاسل البحرية.
وقد قام الجغرافي الألماني ,,جاترير Gaterer بتبني "أحواض بواش" وذلك في مؤلفه "إطار عام لسطح الأرض" المنشور في عام ١٧٧٥، فاتخذ السلاسل الجبلية أساساً لتقسيم العالم إلى أقاليم طبيعية، رغم أنه لم يهمل الحدود السياسية كأساس لتمييز الوحدات الأصغر الواقعة داخل كل إقليم طبيعي، وقد تبع جاتيرير في اتجاهه هذا عدد من الجغرافيين الألمان أمثال "هوميير Hommeyer وزنه Zeune وبخر Bucher " وذلك قبل ظهور هتنر Hittner 1859- 1941 بوقت طويل.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|