أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-12-2021
2580
التاريخ: 13-5-2022
1698
التاريخ: 19-5-2022
1612
التاريخ: 2-1-2021
3930
|
وفي ضوء ما تقدم، فأنها مبادئ إجرائية تتألف من مجموعة فروض سياسية - جغرافية تنطلق منها الدولة في وضع فروضها الاستراتيجية التي ستتبعها في سياستها الخارجية، وتتضمن هذه القواعد بالضرورة تحديد لمصالح الدولة وفرصها، ولمصادر التهديد وعواقبها، التي قد تتعرض لها هذه المصالح، والرد المخطط له لمواجهة هذه التهديدات إن وقعت، والمبررات التي تساق للأقدام على هذا الرد. وتتنوع هذه المبادئ، والقواعد بتنوع الدول على الخريطة العالمية.
ووفقا لذلك، فان هذه المبادئ الجيوبوليتيكية ترتبط ارتباطا وثيقا بالتخطيط الاستراتيجي لسلوك الدولة وبناء استراتيجيتها العليا، فهو أحد أعمدتها الرئيسة، فما هو التخطيط الاستراتيجي؟
إن التخطيط اصطلاح حديث لمجموعة فعاليات مارسها البشر منذ قديم الزمان، فالإنسان يفكر في مستقبله كلما شعر ضرورة بان يحتاط لغده، وان يتجنب ما لا يرغب كلما استطاع إلى ذلك سبيلا، فلا يمكن تحقيق المصالح والأهداف الاستراتيجية إلا بوضع الخطط المناسبة وتهيئة البرامج اللازمة التي من خلالها يمكن تنفيذ الخطط وتحقيق الأغراض الأساسية المبتغاة منه. فلا توجد هناك خطط بدون مصالح، وبالمقابل لا توجد مصالح بدون خطط. فبانعدام المصالح والأهداف ليس هناك حاجة إلى التخطيط، لان التخطيط عملية مرتبطة ارتباطا لا ينفصل بالمصالح والحاجات والمطالب التي تفرض التفكير بها وخلق الوسائل التي من خلالها يمكن تحقيقها وتنفيذها، فتحديد الأهداف والمصالح من التخطيط هي جزء أساسي من عملية التخطيط.
لذلك يعرف التخطيط بانه عمل ذهني يعتمد على التفكير العميق والرؤية الصائبة التي يستخدمها المخطط في روية حاضره ومواجهة مستقبله. وهذا ما يتفق والتخطيط الاستراتيجي الذي يعرف بأنه العملية التي يتم من خلالها صياغة تصور للمستقبل، واختيار الوسائل والعمليات اللازمة لتحقيق هذا المستقبل.
وفي ضوء هذا يعرف ميسرة التخطيط السياسي الخارجي بأنه توقع الأحداث الدولية والأحداث الداخلية ذات الأهمية الدولية، بهدف تعديل السياسة الخارجية بشكل محسوب ليحقق أهداف الدولة. اما بلومفيلدا فانه يعرف ذلك بأنه تحديد المصالح والأهداف الوطنية. ويذكر "جورج مرجان إن تخطيط السياسة الخارجية هو تلك العملية التي تبدأ من الهدف المستقبلي وتعمل لاتخاذ الخطوات اللازمة لتنفيذه، بعكس صنع السياسة الخارجية الذي يبدأ من السياسات الراهنة متجها نحو هدف مستقبلي.
ولهذا يعتمد التخطيط الاستراتيجي على ثلاث عناصر اساسية: أولها الهدف المطلوب الوصول إليه. ثانيها، حصر الإمكانات والموارد الموجودة. وآخرها وضع البدائل والخيارات الممكنة لتحقيق الوصول للأهداف. ولتفعيل هذه العناصر لا بد من استخدام منهجيات التخطيط الاستراتيجي التي تعتمد على تقويم الوضع الحالي وكيف حدث، ومن ثم تحديد المصالح والأهداف، واخيرا رسم الطريق لتحديد هذه المصالح والأهداف. وهنا يكون الالتقاء بين التخطيط الاستراتيجي للأهداف والمصالح، والإدراك الاستراتيجي بهذه الأهداف والمصالح.
ولإنجاح التخطيط الاستراتيجي على مستوى المبادئ الجيوبوليتيكية، يجب توافر العنصر الحيوي في ذلك التخطيط، وهو المفهوم الاستراتيجي ويقصد به التقرير المركب الذي يجمع بين الهدف القومي والوضع التقديري الذي حدده الإدراك الاستراتيجي، والمبادئ التكتيكية التي تصبح قاعدة العمل بالنسبة للحكومة في تحمل مسؤولياتها الدولية، فالفرض من التخطيط الاستراتيجي هو الوصول إلى مفهوم عملي للمبادئ الجيوبوليتيكية، إذ تحل الأمور العادية في هذه المبادئ كأمر تكتيكي أكثر منه أمر على مستوى التحليل الاستراتيجي الكبير.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|