أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-4-2021
1943
التاريخ: 4-7-2021
2358
التاريخ: 30-6-2018
7754
التاريخ: 21-4-2021
8173
|
الحرف الصناعية وأهميتها في البيئة الاقليمية:
عرف الإنسان الصناعة منذ القدم، اذ بدأ يصنع من الحجارة والطين والخشب آلاته البدائية، ليستعين بها في حياته، ثم تطورت تلك الأعمال البدائية بمرور الزمن، حتى عرف الناس أنماطا مختلفة من الصناعات، إلاَّ أنَّ طابعها ظلَّ بدائياً ساذجاً.
ثم جاءت النهضة الحديثة تبشِّر بميلاد صناعات مدهشة، اهتدى إليها الانسان بفعله الجبار، ليسدّ بها متطلبات العصر، حتى وصف هذا العصر بـ (العصر الصناعي).
إلاَّ أنّه ما تزال هناك بعض الحرف الصناعية اليدوية قائمة، تقاوم كلَّ التطورات الصناعية إذ نلمس فيها مقّومات الجودة الفنية، والمهارة والذوق.
علماً أنَّ هناك بعض الحرف اليدوية، اذ أردنا موازنتّها مع بعض الصناعات التي تستخدم الآلات الميكانيكية الحديثة ، نجدها لا توازيها فحسب، بل تفوقها جودة ونوعية ، كصناعة السجاد اليدوي.
وتعدّ بعض الصناعات سجلاً لتاريخ حضارات الأمم. فالبابليون حرصوا على تغطية جدران مبانيهم الأولى بالجصّ والقار منذ بدايات حضاراتهم، ثم عرجوا بعد ذلك على تغطيتها بحشوات من الحجارة أو المرمر، أو ترابيع قاشانية تحمل النقوش والصور البديعة التي تفصِّل مشاهد الحروب والصيد، وهي الى ذلك تمتاز بدقِّة الإخراج وجمال الهيئة. وإنّ تلك الصناعات ذات الطابع الفني التقليدي تُعبرّ عن الأصول التاريخية والفنية للمجتمع العراقي. والغاية من دراسة الحرف ،هي دراسة لحضارة شعب، للوصول الى استيعاب فكري كامل لحضارة الأجداد، والحفاظ على معالم الحياة الشعبية واستمرار الصلة بين الماضي والحاضر، والحفاظ على الشخصية التي ينفرد بها كل شعب.
أمَّا الأهمية الأخرى لهذه الصناعات ، فكونُها مصدراً من مصادر العملات الصعبة للبلاد ،كما في الهند ، إذ أقامت الحكومة الهندية الوكالات المتخصّصة ،وموّلتها برأس مالٍ جيدِ، لتؤهِّلها لأداء نشاطات فاعلة في حقل تصدير الصناعات الشعبية. ويعدّ مجلس عموم الهند للصناعات اليدوية الشعبية (The All Indian Handicrafts Board) من أهّم هذه الوكالات، فهو يدعم السوق ويمنح القروض، ويهيئ التدريبات والتصاميم كما يقوم السوق المركزي لمنتجات الأكواخ* (CCIE) بمهام التسويق المحلَّي أما شركة الصناعات الشعبية ومنتجات الأنوال اليدوية، فتقوم بفعاليات التصدير. وتبرز أهمية الصناعة الصغيرة في العراق من خلال مساهمتها التي تجاوزت 30% من القيمة المضافة، للمدة بين عامي 1970و1990، في قطاع الصناعة التحويلية.
وتتضح أهمية هذه الصناعات كذلك في تشغيل الأيدي العاملة، وتوظيفها لرفع مستويات الدخول الفردية، والقضاء على البطالة، وامتصاصها ولو بشكلٍ بسيطٍ. إذ تعاني معظم الدول النامية من البطالة الكلية (unemployment) تتفاوت بين 10-15% في المدن التي تزيد نفوسها على عشرة الآف نسمة، ومن بطالة جزئية (underemployment) تتراوح بين 20-40% في الأرياف، ومن المرجَّح أن ترتفع تلك المعدلات العالية من البطالة الكلية والجزئية طالما أن وتيرة نمو الإنتاج تقل عن نسبة زيادة السكان.
يحاول الباحثون* الاستفادة من دراسة العلوم السلوكية لمعرفة أساليب الشراء عند المستهلك ودوافعه، ومحفّزاته ، لأنّه في ضوء تلك المعلومات يمكن إشباع المستهلك، ولكن من الضروري تأكيد أنه على إنه لا توجد دوافع وعادات شرائية دائمية، بل هي دوافع وعادات متغيرة، لأن هناك الكثير من التأثيرات في المستهلك منها مسألة السن، ودور التيارات الخارجية والداخلية للموديل وتغير الأذواق، ووسائل الأعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، وكذلك سرعة انتقال الموديلات من بلد الى آخر، الأمر الذي يؤثر في أذواق المستهلكين.
كما تجدر الإشارة الى أنه قد سادت بين الجماعات الحرفية والمهنية العربية الإسلامية نزعة الى التجمع في أسواق معينة، فقد تجمَّع أصحاب كلّ حرفة أو مهنة في سوق واحدة. كان هذا التجمع قبل الإسلام في مكة، وفي صدر الإسلام المدينة المنورة ،وبعد الفتوح الإسلامية أصبحت الأسواق عنصراً مهماً في تخطيط أية مدينة إسلامية، وللِتخصص أسباب ودوافع ترنوا إليها الجماعات الحرفية ، منها، حماية أنفسهم، وتنظيم شؤون حرفهم، والشعور بروح الجماعة، وكذلك التعريف لصناعاتهم فيها.
أنَّ لِلاهتمام بالأسواق التراثية وتطويرها، مثل سوق (الاسترابادي) وغيره، الى جانب تشجيع بعض المهن والحرف اليدوية ذات الطابع التراثي، كالصياغة وصناعة التحف والأواني النحاسية، ومتاجر تصنيع وبيع السبح والأزياء العربية التقليدية الرجالية والنسائية، أهمية بالغة لهذه الأنشطة، في إبراز الجوانب التاريخية والتراثية والدينية للمجتمع العراقي، وكذلك الاهتمام بالمحال التجارية بشكل عام وتنظيم مناطق حديثة وعصرية للتسوق في هذه المدينة بما يتلاءم والأعداد الكبيرة التي تقصدها من قبل الزائرين أو سكان المنطقة.
وتقوم الحرف الصناعية بإشباع رغبات المستهلك، وترقي الذوق، من خلال المنتجات التي تمتاز بالطابع الفني النادر، وبدقة الصنع، وروعة الجمال، وكذلك استثمار وقت الفراغ بممارسة الهوايات والأعمال النافعة التي تعود بربح مادي إضافي لأفراد الأسرة ، مثل حرفة خياطة الملابس والعبي.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
خدمات متعددة يقدمها قسم الشؤون الخدمية للزائرين
|
|
|