يعتبر المانشيت (العنوان العريض) من العناوين المهمة التي تستخدمها الصحيفة، حيث يقوم بإبراز الخبر المهم فيها، ويقدم للقارئ فكرة مكثفة وسريعة عن أهم حدث او موضوع تريد الصحيفة تغطيته سواء اتصف بالمحلية او الدولية، وسواء أكان تعبيراً عن حدث سياسي او اقتصادي او اجتماعي، ويترك اعداد (العنوان العريض) إلى الساعات الاخيرة من عملية اعداد الصحيفة، الانتظار ما يتجسد من الانباء، اما العناوين الخاصة بالأنشطة الوزارية والمشروعات المحلية او الانشطة السياسي المختلفة، فيمكن اعدادها في وقت مبكر، ويتحمل رئيس التحرير المسؤولية في اعداد هذا النوع من العناوين، لما يعنيه من اهمية وما يمثله في واجهة الصحيفة، حيث تقع عليه عيون القراء لأول وهلة، ويلتفت انظارهم، وقد يتكون (العنوان العريض) من سطرين او ثلاثة، وقد يعبر عن موضوع واحد متكامل او عن عدة مواضيع، وقد تكون العناوين متساوية في طولها ولونها واخراجها او تختلف، وعلى اية حالة فإنه لا يفضل التباين الحاد فيما بينها في المعالجات الفنية لكي لا تشتت نظر القارئ.

تعتمد صياغة (العنوان العريض) على طبيعة الحدث المراد ابرازه، وكذلك براعة المحرر الذي يتولى صياغة، وفهمه لطبيعة اللغة وامكاناتها التعبيرية، وقدرات مخرج الصحيفة وطبيعة الرسالة الصحفية الاخبارية التي لا تحتمل التلاعب بالألفاظ والمبالغة في زخرفتها، بقدر ما يتطلب تقديم العبارات المنجزة الدالة والمعبرة بوضوح عن الحدث بأسلوب مختصر خال من التعقيد، وتتبع الصحف أسلوب ربط العنوان العريض بالموضوع الخاص به، بحيث يحتل صدر الصفحة في الركن الاعلى الايمن منها، وبحيث يكون هذا العنوان متبرعاً بعدد من العناوين الفرعية، وتأتي المقدمة الاخبارية التي تلخص اهم ما في الخبر.

تشترك العناوين العريضة في تشكيل شخصية الصحيفة، واعطائها السمات التي تميزها من غيرها، وهذا ما يجعله يتخذ طابعاً جاداً في بعض الصحف، وطابع الاثارة في صحف اخرى، وذلك من خلال المبالغة في العنوان والحجم واستخدام الكلمات التي تعكس المبالغة والتهويل.

يتطلب اخراج العناوين القيام بالتدرج في استخدام احجام ابناط العناوين، وذلك لإيجاد واسطة انتقال مريحة بين العناوين ذات الابناط الكبيرة إلى المتون او نصوص المواضيع التي تجمع عادة بحروف صغيرة، وهي ناحية فسيولوجية مهمة لراحة العين وتسهل القراءة بالنسبة لها.

تختلف الصحف فيما بينها في التعامل مع العناوين، ولكل صحيفة اسلوبها الخاص ومدرستها الصحفية التي تتبعها في صياغة العناوين ونشرها، من حيث طول العنوان او قصره، وعدد الكلمات التي يتكون منها وعدد الاسطر، وكذلك استخدام اللون في العناوين باعتباره عنصراً تيبوغرافيا يزيد من جاذبية الألوان وشد الانظار اليه، ولكن بالرغم من تفاوت نظرة الصحف إلى العناوين واختلاف اساليبها الا انها تتفق على ان تكون العناوين جذابة ومعبرة عن شخصية الصحيفة ومحققة للإنقرائية، وقد كانت العناوين الصحفية تكتب بالخط اليدوي، ثم اصبحت تجمع آليا بآلات جمع العناوين، ثم اصبحت تجمع إلكترونيا، الامر الذي سهل كتابتها واعدادهاً واخراجها، إلى جانب المادة التحريرية المتصلة بها.