المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في روسيا الفيدرالية
2024-11-06
تربية ماشية اللبن في البلاد الأفريقية
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06

Lipoproteinemia
4-12-2018
قثاء الحمار المسهل، مقتي الحمار Ecballium elaterium
21-8-2019
الخوارج ومعاوية
30-11-2018
مكنون بروتيني Proteome
14-10-2019
علي بن الحسين الآمدي النحوي
26-06-2015
تحديد فكرة استدامة النمو - الاتجاه القوي
2023-03-10


دور الإمام الرضا ازاء الموجة الفكرية الدخيلة  
  
3538   04:09 مساءً   التاريخ: 19-05-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة-عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص455-456.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / التراث الرضوي الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-8-2016 3038
التاريخ: 4-8-2016 2792
التاريخ: 3-8-2016 2945
التاريخ: 31-7-2016 3582

بالرغم من وجود هذه الجهود العلمية، فانّ الذي كان مثاراً للقلق هو انّه كان يوجد من بين هؤلاء المترجمين أشخاص متطرفون ومتعصبون من الأديان الأُخرى مثل الزاردشتيين والصابئة والنساطرة والروم وبراهمة الهند، الذين كانوا يترجمون الكتب العلمية الأجنبية من اللغات اليونانية والفارسية و الهندية واللاتينية وغيرها إلى العربية .

ولا شكّ انّ جميع هؤلاء لم يكونوا يحملون نوايا حسنة في عملهم، وكان البعض منهم يحاول أن يتصيّد في الماء العكر ليحصل من سوق انتقال العلوم الأجنبية إلى المجتمع الإسلامي ذلك السوق المزدهر على فرصة مناسبة لبث عقائدهم المنحرفة المسمومة، ولهذا السبب وجدت العقائد الخرافية والأفكار المنحرفة اللا إسلامية طريقها و هي بين دفتي هذه الكتب العلمية في الظاهر إلى البيئة الإسلامية وأثّرت في أفكار جماعة من الشباب والبسطاء بشكل سريع ؛ ثمّ لم يلبثوا ان عرفوا ألواناً من الثقافات الأجنبية والثقافات اليونانية خاصة والفلسفة اليونانية على وجه أخص، فتأثّروا بهذا كلّه واتّخذوه وسيلة إلى الدفاع عن دينهم كما فعل النصارى واليهود، ثمّ مضوا إلى أبعد من ذلك ف آمنوا بالعقل وحكّموه في كلّ شيء وزعموا انّه وحده مصدر المعرفة، وقد غرهم إيمانهم بالعقل فدفعهم إلى شطط بعيد وهذا هو الذي فتح عليهم أبواب هذا الاختلاف الذي لا ينقضي وجعلهم فرقاً نيفت على السبعين .

ومن المؤكّد انّه لم يكن هناك لجنة علمية مقتدرة كفوءة تتمتع بالتقوى وتشعر بالمسؤولية في البلاط العباسي في تلك الفترة كي تدرس وتنقد الأعمال والكتب العلمية الأجنبية بشكل دقيق وتغربلها بغربال الرؤية الإسلامية الأصيلة تعزل الفاسد منها وتقدم النقي المفيد إلى المجتمع الإسلامي، والمهم هنا هو انّ هذه الظروف الفكرية والثقافية الخاصة ألقت مسؤولية كبيرة على عاتق الإمام الرضا (عليه السَّلام) ، فشمّر ذلك الإمام الهمام الذي كان يعيش في ذلك العصر وعارفاً بخطورة الموقف عن ساعد الجد، وأحدث ثورة فكرية عميقة، ودافع عن أصالة العقيدة الإسلامية وثقافة المجتمع الإسلامي أمام هذه التيارات الفكرية الجارفة والخطيرة وبالتالي قاد هذه السفينة بقيادته الحكيمة وخلصها من السقوط في دوامة الانحراف الخطيرة، وتتضح أهمية هذا الأمر أكثر عندما نعلم بأنّ اتساع العالم الإسلامي قد بلغ ذروته لدرجة انّ بعض المؤرخين المشهورين صرحوا بأنّه لم يكن هناك وفي أي زمن من الأزمان دولة كبيرة بهذه الدرجة في العالم، ويعتقدون بأنّه لا يمكن مقارنتها إلاّ بمملكة الاسكندر الكبير. وكانت في تلك الفترة جميع البلدان التالية تخضع للحكومة الإسلامية: إيران، أفغانستان، الهند، تركستان، القوقاز، تركية، العراق، سورية ، فلسطين، الجزيرة العربية، السودان، الجزائر، تونس ،المغرب، اسبانيا الأندلس وهكذا كانت مساحة العالم الإسلامي في العصر العباسي و بغض النظر عن الأندلس تعادل مساحة القارة الأُوربية أو أكثر .

وكان من الطبيعي ان تخترق ثقافات هذه البلدان السابقة المركز الإسلامي وتؤثر عليه، ويكون لهذا النفوذ الأثر في امتزاجها بالفكر والثقافة الإسلاميين الأصيلين بينما كانت تتمتع بالغث والسمين والصحيح والفاسد في آن واحد .

 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.