أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-7-2016
4166
التاريخ: 3-8-2016
2822
التاريخ: 1-8-2016
3077
التاريخ: 3-8-2016
3085
|
بالرغم من وجود هذه الجهود العلمية، فانّ الذي كان مثاراً للقلق هو انّه كان يوجد من بين هؤلاء المترجمين أشخاص متطرفون ومتعصبون من الأديان الأُخرى مثل الزاردشتيين والصابئة والنساطرة والروم وبراهمة الهند، الذين كانوا يترجمون الكتب العلمية الأجنبية من اللغات اليونانية والفارسية و الهندية واللاتينية وغيرها إلى العربية .
ولا شكّ انّ جميع هؤلاء لم يكونوا يحملون نوايا حسنة في عملهم، وكان البعض منهم يحاول أن يتصيّد في الماء العكر ليحصل من سوق انتقال العلوم الأجنبية إلى المجتمع الإسلامي ذلك السوق المزدهر على فرصة مناسبة لبث عقائدهم المنحرفة المسمومة، ولهذا السبب وجدت العقائد الخرافية والأفكار المنحرفة اللا إسلامية طريقها و هي بين دفتي هذه الكتب العلمية في الظاهر إلى البيئة الإسلامية وأثّرت في أفكار جماعة من الشباب والبسطاء بشكل سريع ؛ ثمّ لم يلبثوا ان عرفوا ألواناً من الثقافات الأجنبية والثقافات اليونانية خاصة والفلسفة اليونانية على وجه أخص، فتأثّروا بهذا كلّه واتّخذوه وسيلة إلى الدفاع عن دينهم كما فعل النصارى واليهود، ثمّ مضوا إلى أبعد من ذلك ف آمنوا بالعقل وحكّموه في كلّ شيء وزعموا انّه وحده مصدر المعرفة، وقد غرهم إيمانهم بالعقل فدفعهم إلى شطط بعيد وهذا هو الذي فتح عليهم أبواب هذا الاختلاف الذي لا ينقضي وجعلهم فرقاً نيفت على السبعين .
ومن المؤكّد انّه لم يكن هناك لجنة علمية مقتدرة كفوءة تتمتع بالتقوى وتشعر بالمسؤولية في البلاط العباسي في تلك الفترة كي تدرس وتنقد الأعمال والكتب العلمية الأجنبية بشكل دقيق وتغربلها بغربال الرؤية الإسلامية الأصيلة تعزل الفاسد منها وتقدم النقي المفيد إلى المجتمع الإسلامي، والمهم هنا هو انّ هذه الظروف الفكرية والثقافية الخاصة ألقت مسؤولية كبيرة على عاتق الإمام الرضا (عليه السَّلام) ، فشمّر ذلك الإمام الهمام الذي كان يعيش في ذلك العصر وعارفاً بخطورة الموقف عن ساعد الجد، وأحدث ثورة فكرية عميقة، ودافع عن أصالة العقيدة الإسلامية وثقافة المجتمع الإسلامي أمام هذه التيارات الفكرية الجارفة والخطيرة وبالتالي قاد هذه السفينة بقيادته الحكيمة وخلصها من السقوط في دوامة الانحراف الخطيرة، وتتضح أهمية هذا الأمر أكثر عندما نعلم بأنّ اتساع العالم الإسلامي قد بلغ ذروته لدرجة انّ بعض المؤرخين المشهورين صرحوا بأنّه لم يكن هناك وفي أي زمن من الأزمان دولة كبيرة بهذه الدرجة في العالم، ويعتقدون بأنّه لا يمكن مقارنتها إلاّ بمملكة الاسكندر الكبير. وكانت في تلك الفترة جميع البلدان التالية تخضع للحكومة الإسلامية: إيران، أفغانستان، الهند، تركستان، القوقاز، تركية، العراق، سورية ، فلسطين، الجزيرة العربية، السودان، الجزائر، تونس ،المغرب، اسبانيا الأندلس وهكذا كانت مساحة العالم الإسلامي في العصر العباسي و بغض النظر عن الأندلس تعادل مساحة القارة الأُوربية أو أكثر .
وكان من الطبيعي ان تخترق ثقافات هذه البلدان السابقة المركز الإسلامي وتؤثر عليه، ويكون لهذا النفوذ الأثر في امتزاجها بالفكر والثقافة الإسلاميين الأصيلين بينما كانت تتمتع بالغث والسمين والصحيح والفاسد في آن واحد .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|