المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24



دافع المأمون الرئيسي من وراء إقامة مجالس المناظرة  
  
4319   04:09 مساءً   التاريخ: 19-05-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة-عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص457-463.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / التراث الرضوي الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-8-2016 2778
التاريخ: 30-7-2016 2797
التاريخ: 1-8-2016 3507
التاريخ: 1-8-2016 5007

بعد ان فرض المأمون ولاية العهد على الإمام علي بن موسى الرضا (عليمها السَّلام) راح يقيم مجالس كبيرة للمناظرة وندوات علمية، وكان يدعو إليها كبار العلماء في ذلك العصر من مختلف الأديان ؛ وممّا لا شكّ فيه انّ الغلاف الظاهري لهذه الدعوة هو إثبات وتبيين منزلة الإمام الراقية ولكن ما الذي يكمن وراءها من حقيقة؟ فهذا ما بحثه الباحثون:

1- فيقول جماعة وهم ينظرون إلى هذا الموضوع بنظرة متشائمة و لهم الحقّ في ذلك، لأنّ القاعدة الأوّلية في تحليل رؤى الطغاة السياسية هو التشاؤم لم يكن للمأمون هدف من وراء ذلك غير الحط من شأن الإمام في عيون الناس لا سيما الإيرانيين الذين يميلون إلى أهل بيت العصمة بشدة، ظناً منه انّ الإمام لا يتمتع بدراية عن المعرفة وطرق الاستدلال سوى إلمام بسيط بالقرآن والحديث، وقد استدلّ هؤلاء لإثبات نظريتهم بنفس كلام المأمون الوارد في كتب التاريخ ؛ كما جاء في رواية النوفلي أحد أصحاب الإمام المقرّبين حيث نقرأ : قدم سليمان المروزي متكلّم خراسان على المأمون فأكرمه ووصله، ثمّ قال له: إنّ ابن عمي علي بن موسى قدم علي من الحجاز، و هو يحب الكلام وأصحابه، فلا عليك أن تصير إلينا يوم التروية 8 ذي الحجة لمناظرته .

فقال سليمان وقد كان مغروراً بعلمه ومعرفته: إنّي أكره أن أسأل مثله في مجلسك في جماعة من بني هاشم، فينتقص عند القوم إذا كلّمني ولا يجوز الاستقصاء عليه .

قال المأمون: إنّما وجهت إليك لمعرفتي بقوتك، وليس مرادي إلاّ أن تقطعه عن حجة واحدة فقط.

فقال سليمان : حسبك يا أمير المؤمنين أجمع بيني وبينه، وخلّني والذّم .

تشكلت هذه المناظرة بقرار مسبق واحتج الإمام على سليمان فيها بحجج قوية، أفحمه، فلم يحر جواباً، وكشف الإمام عن عجزه .

والدليل الآخر هو حديث يروى عن نفس الإمام الرضا، فلما كان المأمون يعقد مجالس البحث والنظر ويجمع المخالفين لأهل البيت ويكلّمهم في إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وتفضيله على جميع الصحابة تقرّباً إلى أبي الحسن علي بن موسى الرضا كان الرضا (عليه السَّلام) يقول لأصحابه الذين يثق بهم: لا تغترو بقوله، فما يقتلني واللّه غيره، ولكنّه لابدّ لي من الصبر حتى يبلغ الكتاب أجله .

ومن المؤكد انّه من حقّ المأمون أن يدافع عن مذهب أمير المؤمنين بكلّ هذه الصراحة، لأنّ شعار العباسيين الأوّل هو شعار الرضا من آل محمد، هذا من جهة.

و من جهة أُخرى كان الإيرانيون يشكّلون العمود الفقري لحكمه وسلطانه، وهم يعشقون مدرسة أهل البيت (عليهم السَّلام) ، فلم يكن أمامه غير الحفاظ عليهم .

وعلى أيّة حال يدلّ كلام الإمام السابق على أنّ المأمون لم يكن صادقاً في شأن عقد ندوات البحث و المناظرة كما يقول أبو الصلت خادم الإمام فلما لم يظهر منه (عليه السَّلام) في ذلك للناس إلاّ ما ازداد به فضلاً عندهم ومحلاً في نفوسهم، جلب عليه المتكلّمين من البلدان طمعاً من أن يقطعه واحد منهم، فيسقط محله عند العلماء، وبسببهم يشتهر نقصه عند العامة، فكان (عليه السَّلام) لا يكلمه خصم من اليهود والنصارى والمجوس والصابئين والبراهمة والملحدين إلاّ قطعه وألزمه الحجة .

والملفت للنظر انّ بلاط المأمون كان دائماً مكاناً لعقد هذه الندوات والمناظرات، ولكن بعد استشهاد الإمام لم يبق أثر للندوات العلمية والمناظرات الكلامية، وهذا أمر يستدعي الدقة والتأمل.

وكان الإمام و هو على علم بقصد المأمون يقول: إذا سمع احتجاجي على أهل التوراة بتوراتهم، وعلى أهل الانجيل بإنجيلهم، وعلى أهل الزبور بزبورهم، وعلى الصابئين بعبرانيتهم، وعلى أهل الهرابذة بفارسيتهم، وعلى أهل الروم بروميّتهم، وعلى أصحاب المقالات بلغاتهم، فإذا قطعت كلّ صنف ودحضت حجته وترك مقالته ورجع إلى قولي، علم المأمون أنّ الموضع الذي هو بسبيله ليس بمستحق له فعند ذلك تكون الندامة منه .

وهكذا تستحكم نظرية المتشائمين في هذا المجال بشكل تام.

2- لو أعرضنا عن هذا الدافع الذي يقول به أصحاب النظرية الأُولى، فهناك دافع آخر يسترعي الانتباه، وهو أنّ المأمون أراد أن يحصر شخصية الإمام الثامن في الإطار العلمي فقط وينحيه عن القضايا السياسية بالتدريج، وليقول للآخرين: إنّ الإمام شخصية علمية وملاذ الأُمة الإسلامية في القضايا العلمية فقط، ولا صلة له بالأُمور السياسية، وبهذا يصبح شعار فصل الدين عن السياسة عملياً .

3- والدافع الآخر الذي يخطر بالبال هو انّ السياسيين المحتالين والمحترفين لطالما يوجدون ما يشغل الشعوب ويلهيهم في فترات مختلفة حتى يبعدون الناس والرأي العام عن قضايا المجتمع الرئيسية ومواطن الضعف في حكمهم من خلال ذلك، فقد كان المأمون يرغب في أن يكون عقد المناظرة بين الإمام الرضا وعلماء عصره الكبار حديث الأوساط العلمية، ويتناقله شيعة أهل البيت في أحاديثهم اليومية ويتحدّثون عن انتصارات إمامهم في هذه البحوث لكي يمارس أعماله السياسية بهدوء وراحة بال، ويكون ذلك غطاءً لنقاط الضعف في حكومته .

4- والدافع الرابع الذي يظهر هنا هو انّ المأمون الذي لم يكن عديم الفضل والمعرفة قد رغب في أن يقدم نفسه للمجتمع الإسلامي بصفة الحاكم العالم، وان يصدق الجميع حبه للعلم والمعرفة سواء في البيئة الإيرانية أو الإسلامية عموماً، ويكون هذا امتيازاً لحكمه، فيلفت توجه الناس نحوه من خلال ذلك.

ومن حيث إنّ هذه الندوات والمناظرات كان لها دوافع سياسية، والقضايا السياسية لا تكون أُحادية السبب عادة فلا مانع من أن نقول: إنّ جميع تلك الدوافع الأربعة كانت تقف وراء عمل المأمون في عقده لهذه الندوات.

وعلى أيّة حال كانت تعقد مناظرات وندوات بحث واسعة وبتلك الدوافع من قبل المأمون ولكن كان ـ كما سنرى ـ يخرج منها خائباً وفاشلاً دائماً و فضلاً عن بلوغ أهدافه نراه يحصل على نتائج عكسية.

والآن ونظراً لما مهّدناه نلقي الضوء على بعض هذه الندوات والمناظرات العلمية، وعلى الرغم من أنّ كتب التاريخ والحديث لا تذكر و للأسف هذه البحوث التي كانت تدور فيها بالتفصيل أحياناً وتعرضها بشكل مضغوط جداً، وليت تلك التفاصيل تكون بأيدينا اليوم حتى ندرك عمق كلام الإمام ونرتوي من عين علمه الصافية، طبعاً هذا القصور والتساهل في عمل نقلة الحديث والرواة ليس قليلاً ولم يبق لنا غير الأسف، بيد انّه ولحسن الحظ نقل قسم منها بالتفصيل وهو غيض من فيض.

ومع أنّ مناظرات الإمام علي بن موسى الرضا (عليمها السَّلام) كثيرة ولكن الأهم منها جميعاً هو سبع مناظرات نورد فهرسها بالصورة التالية: وقد ذكر المرحوم العالم الكبير الشيخ الصدوق هذه المناظرات في كتاب عيون أخبار الرضا، ونقل عنه المجلسي أيضاً في المجلد49 من بحاره وذكرت في كتاب مسند الإمام الرضا في المجلد الثاني وهي :

1. مناظرة الإمام مع الجاثليق .

2. مناظرته مع رأس الجالوت .

3. مناظرته مع هربذ الأكبر .

4. مناظرته مع عمران الصابي .

وقد حدثت هذه المناظرات الأربع في مجلس واحد وبحضور المأمون وجماعة من العلماء ورجال خراسان .

5. مناظرته مع سليمان المروزي في مجلس منفرد بحضور المأمون ورجاله .

6. مناظرته مع علي بن محمد بن الجهم .

7. مناظرته مع أصحاب الأديان المختلفة .

ولكلّ واحدة من هذه المناظرات مغزى رائع وعميق، وهي ما تزال إلى اليوم وبعد مرور ألف ومائتي عام عليها تقريباً نبراساً يهتدى بها، وتحتوي على تعاليم كبيرة وقيمة، سواء من ناحية المضمون أو من ناحية كيفية الاستدلال.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.