أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-8-2022
1330
التاريخ: 12-7-2018
1796
التاريخ: 28-4-2017
2566
التاريخ: 5-5-2018
1915
|
تصل المآسي والمشاكل الاجتماعية التي يلاقيها الأطفال المدللون والمعجبون بأنفسهم قمتّها عندما يتركون دور الطفولة ويدخلون في المجتمع حقيقة ... إنهم يكشفون بأعمالهم البذيئة وسلوكهم الأهوج عن مستوى إنهيارهم الخلقي ، ويظهر عدم كفاءتهم وجدارتهم لتحمل أعباء الحياة من خلال التجارب التي يمرّون بها. إن الشخص الذي نشأ على الدلّال يواجه مشكلتين عظيمتين :
الأولى : إنه يتوقع من أفراد المجتمع رجالاً ونساءً أن يحترموه كما كان يفعل ذلك أبواه ، وينفذوا أوامره دون تردّد فعندما يجد أنهم لا يحترمونه بل يسخرون منه لتوقعاته الفارغة هذه يتأذى كثيراً ويحس بالحقارة والضعة في نفسه.
الثاني : إن حوادث الاخفاق والفشل التي يلاقيها ـ والتي كانت منشأ ظهور عقدة الحقارة فيه ـ جعلت منه فرداً عصبياً وسيء الأخلاق ، وأدت الى أن يفقد الصبر والثبات أمام أبسط مشكلة ، وينظر إلى الناس جميعاً نظرة ملؤها التشاؤم والإستياء ، فيبدأ بالتعرض لهم بالكلمات البذيئة والعبارات المشينة. ويظل يئن من هاتين المشكلتين طيلة عمره !.
« إن الحياة في القرن العشرين تتطلب الشجاعة والصلابة قبل كل شيء ، وبغير ذلك لا يمكن مواجهة مشاكلها. إن الطفل الذي لم ينل حصة وافرة من التربية الصالحة فاقد لهاتين الصفتين ، بمعنى أن كان قد تُرك حراً في طفولته ، وعُوّد على أن يُحضر له جميع ما يريد ، وبصورة عامة كان ديكتاتوراً مطلقاً في عالم الطفولة ، وفي جو الأسرة بالخصوص ، وتكون النتيجة أن تكون الحواجز والموانع والصعوبات والمشاكل والغربة كلمات فاقدة للمعنى عند طفل كهذا ».
إن الطفل الذي أسيئت تربيته عندما يكبر ويرث ثروة ضخمة فإنه يضطر إلى الاتصال بالناس والإحتكاك بهم ، ولكنه إذ لا يرى أصحابه ومن حوله كأصحابه الذين كانوا يتساهلون معه ويحنون عليه في أيام الطفولة ، يضطر إلى أن يعتبر الجميع منحطين لا يستحقون الصداقة والمعاشرة ... وهكذا ينكد العيش على نفسه. أما إذا لم يرث ثروة ما من أبويه واضطر إلى أن يذهب وراء عمل ليسدّ به رمقه ، عند ذلك تبدأ المأساة بالنسبة له ويحصر بين صخرتي اليأس والشقاء ، ويدرك بسرعة أنه لفقدانه الشعور بالشجاعة والاعتماد على النفس لا يستطيع الاستمرار في حياة يكون التنازع فيها على البقاء ، ولا يقدر الوقوف على قدميه... حينئذ ينخرط في سلك الافراد الذين ليسوا عالة على المجتمع فقط ، بل يشكلون خطراً كبيراً على الآخرين كالسرّاق والمشعوذين ، والمقامرين ، والخمارين ... الخ (1)
إن صفة الإعجاب بالنفس أساس جميع العيوب والنقائص. فالمصابون بهذا الداء الخُلقي يتميزون بانحراف ظاهر في سلوكهم وأحاديثهم ، والذي يكشف عن نفسه من خلال صداقتهم وعداوتهم ، وتصديقهم وتكذيبهم ، وموافقتهم ومخالفتهم ... هذا الإنحراف المتمثل في الأثرة والانانية وتقديم الصالح الفردي على الصالح الجماعي. لكن هؤلاء يفضحون أنفسهم بسلوكهم ويكشفون عما خفي من عيوبهم.
وفي هذا يقول الإمام أمير المؤمنين عليه السلام : «بالرّضاء عن النفس تظهر السوءات والعيوب»(2).
وعنه عليه السلام أيضاً : « من رضيَ عن نفسه ظهرت عليه المعايب »(3)
___________________
(1) عقده حقارت ص14.
(2) غرر الحكم ودرر الكلم للآمدي ص338.
(3) المصدر السابق ص 685.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|