المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05
إجراءات المعاينة
2024-11-05
آثار القرائن القضائية
2024-11-05

تشويش frying
26-6-2019
الإدارة الإليكترونية والأعمال الإليكترونية
15-4-2017
منبع السحر في القرآن‏
28-01-2015
التمني
24-7-2022
مـعالجـة قـروض الشـركاء الدائـنـة وفـوائـدها فـي شركـات التضامن
2024-05-30
معنى كملة نعس‌
10-1-2016


احتفظ بمخاوفك لنفسك  
  
1946   10:17 صباحاً   التاريخ: 24-1-2021
المؤلف : ريتشارد تمبلر
الكتاب أو المصدر : قواعد التربية
الجزء والصفحة : ص140-141
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14/9/2022 1120
التاريخ: 8-3-2018 2448
التاريخ: 26-11-2018 2429
التاريخ: 13-1-2016 2079

إليك هذا السيناريو الذي قد يكون مألوفا لديك ـ وانا شخصياً مررت به عدة مرات، أنت واقف في إحدى حدائق الحيوان ـ في قسم الزواحف تحديداً ـ وتقف عائلة بجوارك تشاهد ثعبانا جميل الشكل جلده عليه رسومات دقيقة وهو يتحرك بكل سلاسة على أحد الفروع، وهنا تقول الأم(1): (يا للبشاعة! انه مريع الشكل!)، ويحدث نفس الشيء عند بيت العناكب وبيت العقارب.

لحسن الحظ فإن بعض الأطفال لديهم من التعقل ما يجعلهم يتجاهلون مثل هذا التعليق (ومعظم الامهات لديهن من التعقل ما يمنعهن من قول مثل هذا التعليق من الاساس)، لكن في المقابل هناك اطفال سوف يأخذونه على انه حقيقة، وفي الواقع فان الكثير من الاطفال الذين تعلموا قول تعليق مثل "يا للبشاعة!" عند رؤية أي حيوان زاحف تعلموه لان حولهم بالغين أغبياء بما يكفي قد قالوا شيئا كهذا. في الواقع، تلك المخلوقات جميلة بحق، ويجب تشجيع الاطفال على تقديرها، او على الاقل نترك مسألة تكوين رأي سلبي نحوها ليحددوه بأنفسهم دون تشجيع منه عليه.

إن الاطفال يتأثرون بنا بقدر كبير، وإذا لم تلزم الحذر فقد تكبل أطفالك بقدر هائل من المخاوف، وبما ان الاطفال يتخيلون قدرا كبيرا من المخاوف بطبيعتهم، فهم ليسوا بحاجة لمخاوفك ايضا، لذا فلتحتفظ بها لنفسك.

كانت إحدى الأمهات المتعقلات اللاتي أعرفهن تخاف بشدة من العناكب، تخافها الى حد الرهاب. لكن لأنها لم تكن تريد ان تشعر ابنتها بمثل هذا الشعور فإنها كانت تعالج هذا الامر بحكمة؛ فمثلا اذا كان هناك عنكبوت في حجرة نوم الابنة، فان الام تأتي بسرعة حاملة مكنسة يدوية لطرد هذا المخلوق وتطيح به من النافذة. هذا الامر قد يجعلها ترتعش في داخلها لكن الابنة الصغيرة لم تعلم شيئا عن هذا مطلقاً ؛ لأن الأم كانت حريصة على إخفاء هذا الأمر. إلا انه في احدى المرات وقع منها العنكبوت داخل الحجرة، ولما لم تكن قادرة على البحث ثانية فقد تظاهرت ألقته خارج النافذة ، ولم يتم اكتشاف الأمر إلا حين كانت الفتاة تسحب أغطية الفراش لتجد العنكبوت واقفاً يحدق فيها. يا للمأزق!

أنا لا اتحدث فقط عن العناكب أو الثعابين. بل اتحدث عن كل شيء آخر، مثل الخوف من التعرض للاختطاف مثلاً. بالطبع انت ترغب في تنمية إحساس عال بالحذر لدى أطفالك لكن لا يعني هذا أن تخلق بداخلهم خوفاً مرضياً مبالغاً فيه – فهذا قد يحد من حياة الأطفال الاجتماعية بشكل كبير. كذلك، ماذا عن الخوف من الفشل؟ إنني أعرف أحد الآباء الذي أقنع ابنه بعدم التقدم لاختبار القبول بالجامعة لأنهم سيتضايقون بشدة إن فشل في اجتيازه.

إن إخفاء مثل تلك الأمور قد لا يكون سهلاً ، كما أن أطفالك قد يلاحظون تلك الإشارات الخفية، لكن كلما بذلت مجهوداً لإخفاء مخاوفك الشخصية، نجحت في ذلك بصورة أكبر، وهذا يحرر أطفالك ويجعلهم يستمتعون بالحياة ويكتشفونها بأنفسهم – وتكون لهم مخاوفهم الخاصة بهم دون أي مساعدة من جانبك.

بما أن الأطفال يتخيلون قدراً كبيراً من المخاوف بطبيعتهم، فهم ليسوا بحاجة لمخاوفك أيضًا.

______________

1-  لقد فكرت كثراً فيما كان يجدر بي قول هذا المثال خوفاً من اتهامي بالتحيز ضد المرأة، لكن

الحقيقة هي أن مثل تلك التعليقات دائماً ما تقولها الأمهات.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.