أقرأ أيضاً
التاريخ: 14/9/2022
1120
التاريخ: 8-3-2018
2448
التاريخ: 26-11-2018
2429
التاريخ: 13-1-2016
2079
|
إليك هذا السيناريو الذي قد يكون مألوفا لديك ـ وانا شخصياً مررت به عدة مرات، أنت واقف في إحدى حدائق الحيوان ـ في قسم الزواحف تحديداً ـ وتقف عائلة بجوارك تشاهد ثعبانا جميل الشكل جلده عليه رسومات دقيقة وهو يتحرك بكل سلاسة على أحد الفروع، وهنا تقول الأم(1): (يا للبشاعة! انه مريع الشكل!)، ويحدث نفس الشيء عند بيت العناكب وبيت العقارب.
لحسن الحظ فإن بعض الأطفال لديهم من التعقل ما يجعلهم يتجاهلون مثل هذا التعليق (ومعظم الامهات لديهن من التعقل ما يمنعهن من قول مثل هذا التعليق من الاساس)، لكن في المقابل هناك اطفال سوف يأخذونه على انه حقيقة، وفي الواقع فان الكثير من الاطفال الذين تعلموا قول تعليق مثل "يا للبشاعة!" عند رؤية أي حيوان زاحف تعلموه لان حولهم بالغين أغبياء بما يكفي قد قالوا شيئا كهذا. في الواقع، تلك المخلوقات جميلة بحق، ويجب تشجيع الاطفال على تقديرها، او على الاقل نترك مسألة تكوين رأي سلبي نحوها ليحددوه بأنفسهم دون تشجيع منه عليه.
إن الاطفال يتأثرون بنا بقدر كبير، وإذا لم تلزم الحذر فقد تكبل أطفالك بقدر هائل من المخاوف، وبما ان الاطفال يتخيلون قدرا كبيرا من المخاوف بطبيعتهم، فهم ليسوا بحاجة لمخاوفك ايضا، لذا فلتحتفظ بها لنفسك.
كانت إحدى الأمهات المتعقلات اللاتي أعرفهن تخاف بشدة من العناكب، تخافها الى حد الرهاب. لكن لأنها لم تكن تريد ان تشعر ابنتها بمثل هذا الشعور فإنها كانت تعالج هذا الامر بحكمة؛ فمثلا اذا كان هناك عنكبوت في حجرة نوم الابنة، فان الام تأتي بسرعة حاملة مكنسة يدوية لطرد هذا المخلوق وتطيح به من النافذة. هذا الامر قد يجعلها ترتعش في داخلها لكن الابنة الصغيرة لم تعلم شيئا عن هذا مطلقاً ؛ لأن الأم كانت حريصة على إخفاء هذا الأمر. إلا انه في احدى المرات وقع منها العنكبوت داخل الحجرة، ولما لم تكن قادرة على البحث ثانية فقد تظاهرت ألقته خارج النافذة ، ولم يتم اكتشاف الأمر إلا حين كانت الفتاة تسحب أغطية الفراش لتجد العنكبوت واقفاً يحدق فيها. يا للمأزق!
أنا لا اتحدث فقط عن العناكب أو الثعابين. بل اتحدث عن كل شيء آخر، مثل الخوف من التعرض للاختطاف مثلاً. بالطبع انت ترغب في تنمية إحساس عال بالحذر لدى أطفالك لكن لا يعني هذا أن تخلق بداخلهم خوفاً مرضياً مبالغاً فيه – فهذا قد يحد من حياة الأطفال الاجتماعية بشكل كبير. كذلك، ماذا عن الخوف من الفشل؟ إنني أعرف أحد الآباء الذي أقنع ابنه بعدم التقدم لاختبار القبول بالجامعة لأنهم سيتضايقون بشدة إن فشل في اجتيازه.
إن إخفاء مثل تلك الأمور قد لا يكون سهلاً ، كما أن أطفالك قد يلاحظون تلك الإشارات الخفية، لكن كلما بذلت مجهوداً لإخفاء مخاوفك الشخصية، نجحت في ذلك بصورة أكبر، وهذا يحرر أطفالك ويجعلهم يستمتعون بالحياة ويكتشفونها بأنفسهم – وتكون لهم مخاوفهم الخاصة بهم دون أي مساعدة من جانبك.
بما أن الأطفال يتخيلون قدراً كبيراً من المخاوف بطبيعتهم، فهم ليسوا بحاجة لمخاوفك أيضًا.
______________
1- لقد فكرت كثراً فيما كان يجدر بي قول هذا المثال خوفاً من اتهامي بالتحيز ضد المرأة، لكن
الحقيقة هي أن مثل تلك التعليقات دائماً ما تقولها الأمهات.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
العتبة الحسينية تطلق فعاليات المخيم القرآني الثالث في جامعة البصرة
|
|
|