الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
المجال الاجتماعي في التربية
المؤلف:
السيد نذير الحسيني
المصدر:
فلسفة التربية في الإسلام
الجزء والصفحة:
ص91ـ93
25-12-2020
2944
الهدف الأساسي للتربية الإسلامية هي إيجاد الإنسان المسلم ، والأسرة المسلمة، والمجتمع المسلم وبما أن الإنسان يتجه نحو الاجتماع بطبعه، فلابد لأي فلسفة تريد لنفسها البقاء والاستمرار الاعتناء بهذا الوجود الاجتماعي للفرد وتقنينه ووضع الأطر والتوصيات اللازمة له ، فالإسلام أوجد منظومة ضبط اجتماعية، تبدأ من داخل الإنسان وتمر بالأسرة وتنتهي بالمجتمع.
أما بالنسبة للإنسان فقد ركزت التربية الاسلامية على تنشيط دور الضمير الإنساني، والواعز الداخلي كي يحاسب صاحبه عن أي عمل من الأعمال يقوم به ليلاً أو نهاراً ، وهذا من مختصات التربية الاسلامية التي أعطت لهذا العالم دور فعال، وحذرته من أن الإفلات من الجزاء القانوني الديني لا يعني نهاية العقوبة فهنالك وقفة أخرى أمام الحق تباكر وتعالى وهذا ما خلت منه الفلسفات الاخرى في مناهجها التربوية لخلوها عن الوعود الجزائية في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، أما بالنسبة للأسرة فهي لبنة المجتمع الأساسية في نظر الاسلام؛ فقد شرع لها أحكام لتنظيم العلاقات الأسرية داخل الأسرة الواحدة كقوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21].
ونظم أيضاً علاقة الرجل بالمرأة ووضع قانون الإحسان وجعله الحاكم في هذه العلاقة: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء: 19].
وأمر المرأة بطاعة زوجها: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ} [النساء: 34].
ونظم علاقة الأولاد بآبائهم فقال عز من قال: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [لقمان: 14].
فوضع الإسلام لكل العلاقات القائمة داخل الأسرة الواحدة قوانين وانظمة سواء كانت هذه العلاقات بين الزوج وزوجته أو بين الأخ وأخيه أو بين الأب وابنه وغير ذلك من العلاقات الأسرية الأخرى، وحتى قانون الوراثة والتوارث الرائع الذي نظمه الإسلام داخل الأسرة والأقارب ففيه ما يدل على روعة هذا التنظيم لبناء أسرة مسلمة تكون نواة للمجتمع المسلم.
ومن ثم انطلق إلى المجتمع ووضع له حقوق وواجبات فقال عز وجل: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا } [النساء: 36].
ونحن لا نريد أن نستعرض التقنينات الاجتماعية في الإسلام إلا بقدر الإشارة على الاهتمام المتزايد للتربية الإسلامية بالجانب الاجتماعي في الحياة الإنسانية، بحيث جعل من الفرد الاجتماعي ميداناً لقوانينه التربوية، فأصبح الإنسان في كنف الاسلام مسؤولاً عن مجتمعه، ومسؤولاً عن النهوض به إلى الهدف المرجوة منه.
الاكثر قراءة في التربية الروحية والدينية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
