أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-04
1101
التاريخ: 2-03-2015
2817
التاريخ: 2024-03-04
920
التاريخ: 5-05-2015
2585
|
ان ما في السنة هو بيان وشرح وافي لما في القرآن، وما فيهما جميعا ما هو إلا تلك النظم والأحكام في المجالات المختلفة، التي تنظم حياة الإنسان مع ربه ومع نفسه ومع مجتمعه، ومجموع هذه العلائق تبينها السنة المطهرة من خلال كتاب اللّه عز وجل.
وهناك أحاديث مستفيضة تدلل على أن كل ما يقوله الأئمة عليهم السلام فإنما هو في الكتاب أو السنة.
فعن سماعة عن أبي الحسن (عليه السلام) قال : قلت له كل شيء تقول به في كتاب وسنة أو تقول برأيكم قال : «بل كل ما نقوله في كتاب وسنة» (1).
والسنة لم تقتصر على بيان الأحكام والشريعة والنظم الاجتماعية، بل ذهبت إلى بيان الفلسفة والعلة والحكمة لكل تشريع ولكل حكم، بل وذكرت التفاصيل والشواهد لكل قصة وحدث ورد في القرآن.
فالكتاب هو أصل التشريع في الحياة، والدستور الأوحد. الجامع لخير الدنيا والآخرة، وهو القانون الذي ينظم العلاقة بين اللّه والإنسان والإنسان والمجتمع الذي يعيش فيه.
والسنة هي الأصل الثاني وعدل القرآن أو الثقل المقابل له ، وهي التي أعطيت تلك الأهمية والأولوية من قبل النبي (صلى الله عليه واله وسلم). بناء على ذلك يمكن أن نوجز علاقة السنة بالكتاب من خلال النقاط التالية :-
أولا :
أن تكون السنة موافقة لما ورد في كتاب اللّه عز وجل من كل وجه ، ونعني بذلك أن تتفق مع الخط العام للقرآن ، والقواعد الأساسية التي تحدث عنها، ومراجعة هذه الروايات من حيث الصحة سندا ومتنا ، ومراعاة الظروف التاريخية التي مرت فيها الرواية.
ثانيا :
أن تكون السنة بيانا لما أريد بالقرآن، وتفسيرا له وشارحة وموضحة لمعانيه في بيان المجمل، كبيان مواقيت الصلاة وعدد ركعاتها وكيفية ركوعها وسجودها، وغير ذلك من العبادات والمعاملات والأحكام الشرعية الأخرى التي ترتبط بالجانب الفردي أو الجانب الاجتماعي.
كما أن هناك في القرآن محكم ومتشابه وناسخ ومنسوخ وعام وخاص، وكل ذلك بحاجة إلى بيان وتوضيح من قبل النبي (صلى الله عليه واله وسلم) وأهل بيته.
فعن يعقوب بن جعفر قال : كنت مع أبي الحسن بمكة فقال له قائل : إنك لتفسر من كتاب اللّه ما لم نسمع.
فقال : «علينا نزل قبل الناس ولنا فسر قبل أن يفسر في الناس فنحن نعلم حلاله وحرامه وناسخه ومنسوخه ومتفرقه وخطيره وفي أي ليلة نزلت من آية وفي من نزلت، فنحن حكماء اللّه في أرضه» (2).
ثالثا :
السنة هي التي سمحت لنا بالاقتراب من القرآن، وأجازت لنا فهم القرآن من خلال الظواهر والتدبر فيه، ناهيك عن الآيات التي حثّت على دراسة القرآن لفهم آياته {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ } [القمر : 17]
{ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [الدخان : 58]
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد : 24]
ومن هنا وردت عند علماء الفقه والأصول مسألة حجّية ظواهر الكتاب في أنها حجة أم لا ؟ وقد بحثوها من خلال العقل، وتأييد روايات أهل البيت. لذلك فهي واضحة ما دام البشر جميعهم قد تعارفوا عليها، وجرت معاملاتهم على الأخذ بظواهر الكلام، وترتيب الآثار واللوازم عليه، فلو تخلى الناس عن ذلك لما استقام لهم التفاهم بحال، وما استطاعوا أن يتعايشوا مع بعضهم البعض.
وعصر النبي (صلى الله عليه واله وسلم) لم يكن يختلف عن بقية العصور التي سبقته حتى تكون فيه أساليب خاصة ومعقدة وبعيدة عن الافهام، ولم تكن لهم طريقة خاصة في التفاهم انفردوا بها.
ولذا نزل القرآن الكريم بلغة العرب الفصحى ، وعلى طريقتهم في عرض تلك المفاهيم والأفكار، لكي يفهمونه ويسيرون على وفقه.
والسنة حينما سمحت لنا بالاقتراب من القرآن والتدبر فيه وفهمه، اشترطت أن لا يكون بالرأي ، وتحميل القرآن ما لم ينطق به، ولم يقله، وإليك هذه الروايات : عن سليم الفراء عن رجل عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال : «ينبغي للمؤمن أن لا يموت حتى يتعلم القرآن أو يكون في تعلمه» (3).
وقال رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) : «لا يعذّب اللّه قلبا وعى القرآن» (4).
وعن النعمان بن سعد بن علي (عليه السلام) أن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) قال : «خياركم من تعلم القرآن وعلمه» (5).
وعن الفضيل بن يسار عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال : قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) : «تعلموا القرآن فانه يأتي يوم القيامة صاحبه في صورة شاب جميل شاحب اللون فيقول له ، أنا القرآن الذي كنت أسهرت ليلك وأظمأت هو اجرك وأجففت ريقك وأسبلت دمعتك ... إلى أن قال فابشر فيؤتى بتاج فيوضع على رأسه ويعطى الأمان بيمينه والخلد في الجنان بيساره ويكسى حلتين ثم يقال له اقرأ وارقأ فكلما قرا آية صعد درجة ويكسى أبواه حلتان إن كانا مؤمنين لهما هذا لما علمتماه من القرآن» (6).
رابعا :
الآيات القرآنية نزلت لهداية الناس للخير والصلاح، وفي بعض الأحيان كانت للعبرة والنصيحة، كما في القصص التاريخية التي وردت في القرآن الكريم، وفي بعض الأحيان كانت أسباب خاصة لنزولها، فجاءت السنة المطهرة موضحة لها، ومبيّنة مدى ارتباطها بما جرى في عصر النبي (صلى الله عليه واله وسلم) بحادثة معينة أو جواب لسؤال ما، أو هناك أسباب أخرى، وهذا ما نسميه بأسباب النزول.
ولم نكن نستطيع أن نستفيد حق الاستفادة من معرفة حدود وطبيعة الآية وبيان مدلولها ومفهومها، خاصة إذا عرف الزمان والمكان وسائر الظروف المحيطة بالآية ، لم يكن كل ذلك لو لا السنة الشريفة التي بيّنت لنا هذه العلاقة بين الآية وسبب النزول.
_______________
1. الاختصاص ص 10 .
2. الوسائل (ج18) ص 145 .
3. أصول الكافي (ج2) ص 106.
4. أمالي الطوسي (ج1) ص 5 .
5. أمالي الطوسي (ج1) ص 376 .
6. أصول الكافي (ج 2) ص 603 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|