أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-11-2014
![]()
التاريخ: 14-06-2015
![]()
التاريخ: 20-6-2016
![]()
التاريخ: 2024-11-27
![]() |
أثار المشركون شبهة ملخّصها : أنّ نزول القرآن مفرّقا يعني أن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ليس مرسلا بدين من اللّه سبحانه ، إذ لو كان وحيا إلهيا على زعمهم لنزل دينا كاملا مرة واحدة ، ونزوله مفرّقا يعني أنّه قول البشر يتأمل نصوصه فيأتي بها.
فردّ عليهم القرآن ، وبيّن الحكمة من النزول مفرّقا ، فقال تعالى :
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا} [الفرقان : 32].
ويمكن أن يكون سبب هذه الشبهة ما هو معروف من أخبار الديانات السابقة ، أنّ الكتب أنزلت مكتوبة جملة واحدة ، وكيفية نزول القرآن تختلف عن كيفية نزول التوراة والانجيل والزبور ، فالقرآن نزل قراءة ومفرّقا ، أما تلك الكتب فقد نزلت مكتوبة جملة واحدة وبصيغتها الكاملة. وقد ذكر القرآن ذلك ، كما في قوله تعالى : و{وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ} [الأعراف : 145].
وقال تعالى : {وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ } [الأعراف : 154].
وهكذا يوضح القرآن أن التوراة أنزلت مكتوبة بشكلها الكامل في الألواح ، وبهذه الصيغة تلقّاها موسى عليه السّلام. وقد بيّن القرآن الحكمة من نزوله مفرّقا في الآية (32) من سورة الفرقان ، كما وبيّن ذلك في الآية (145) من سورة الأعراف.
ملخص الحكمة في الآيتين هو :
1- لنثبّت به فؤادك.
2- لتقرأه على الناس على مكث.
فالحكمة إذن هي أن استمرار نزول الوحي ، وتواصل نزول القرآن ومواصلة النبي بالقرآن ، يثبّت فؤاد النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ويقوّي موقفه الجهادي في مواجهة التحدّيات أولا ، وثانيا أن الرسالة الاسلامية رسالة تغيير شامل ، وتسعى لبناء مجتمع ودولة وحضارة ، وتثبيت قانون ونظام. والتغيير والبناء يقتضي التدرّج في التبليغ لمواصلة عملية الهدم والبناء ، ولترسخ الدعوة في النفوس ، وتستوعب العقيدة والأحكام والمفاهيم بشكل تدريجي ، وليستقبل الناس التغيير على مراحل ، وليتفاعلوا مع مبادئ القرآن ، وتتهيّأ النفوس لتحمّل التكاليف.
وهكذا يكون العامل الزمني والنزول التدريجي قضية ضروريّة للنبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وللمجتمع كما يوضح القرآن ذلك.
ولعل البحث يدعونا الى أن نذكّر أن الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كان نبيّا قبل أن يبعث رسولا ، أي قبل أن ينزل عليه القرآن في غار حراء ، وهذا يعني أنّ النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كان يتلقى تعاليم قرآنية بمعانيها ودلالاتها ليعدّ ويهيّأ لمهمة تلقّي القرآن ، وحمل الرسالة الكبرى.
وقد ذهبت بعض الآراء الى أنّ النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم تلقّى - وحيا - الأركان الأساسية والخطوط الكبرى لأمّهات الكتاب جملة واحدة ، ثم نزل القرآن بأكمله مفرّقا عبر سنيّ التنزيل.
|
|
لخفض ضغط الدم.. دراسة تحدد "تمارين مهمة"
|
|
|
|
|
طال انتظارها.. ميزة جديدة من "واتساب" تعزز الخصوصية
|
|
|
|
|
مشاتل الكفيل تزيّن مجمّع أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) بالورد استعدادًا لحفل التخرج المركزي
|
|
|