مفهوم الحضارة:

هي مرحلة متقدمة من التطور الاجتماعي وتحول الانسان من الحالة البدائية الى حالة اجتماعية اكثر تقدما ورقيا, وترد الحضارة بمعنى الثقافة، او بوصفها فن حياة مجتمع ما، خلال حقبة من الزمن. وتعرف الحضارة بانها ذلك الكل المعقد الذي يضم المعلومات والمعتقدات والفنون والقيم والقوانين والحروب والعمران واية امكانيات او عادات يكتسبها الانسان بوصفه عضواً في المجتمع (Herra, 1981, P. 121) .

وان البعد الحضاري يمثل مجموع المعلومات التي يقوم عليها نظام حياة شعب من الشعوب أي انه يعبر عن اسلوب حياته ومحيطه الفكري ونظرته الى الحياة ولا بد ان يكون خاصاً به ونابعاً من ظروفه واحتياجاته، (مؤنس، 1998، ص49).

وان النظم الحضارية المختلفة بصفتها نتاجات حضرية لمجتمع ما تمثل الانعكاس لقيم الانسان بإعادة خلق هويته الخاصة.

لذلك فان الحضارة هي الجانب المهم الذي يمكن التعبير عن الخصائص والمميزات الجوهرية التي تعطي التنظيمات المختلفة شخصيتها المميزة من خلال تحكمها بقواعد علاقاتها الكامنة. ان الحضارة والتاريخ والمكان سيمثل النص الذي تكتبه العمارة فضلاً عن  المتطلبات والمفاهيم والافكار للمستعمل. ولما كانت العمارة قيمة حضارية تعكس صورة الحضارة المؤسسة على قواعد ثابتة، او بعبارة اخرى انها تقوم باستخدام المعاني الموجودة في ذلك الزمان والمكان وتحقق حضورها.

وعلى هذا الاساس فان الفعاليات الانسانية والانشطة المتنوعة التي يقوم بها افراد المجتمع، في صورها واتجاهاتها، ما هي الا تعبير عن الافكار الحضارية والفلسفات الحياتية المتنوعة، وما النتاج العمراني الا مترجم امين لأنماط الحياة الانسانية وتفاعلاتها وان التواصل العمراني لا يتم اذا لم يكن هناك فهم وادراك للمعاني الحضارية وما تحمله من سمات وخصائص منفردة لمجتمعها. (Lang, 1987, P:80).