أرجو إفادتي في تفسير هذه الروايات التي تنسب النقص للمرأة مع بيان مصادرها أو آراء العلماء فيها ؟ |
1322
09:21 صباحاً
التاريخ: 15-10-2020
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-26
796
التاريخ: 2024-04-09
726
التاريخ: 15-10-2020
1323
التاريخ: 15-10-2020
1981
|
السؤال : أرجو المعذرة ، ولكن الموضوع له شجون في القلب ، عن كيف نكون نحن من خلقنا البارئ ناقصات؟ هل نحن لا نستحقّ لقب الإنسانية الذي هو لنا؟ أرجو إفادتي في تفسير هذه الروايات التالية ، مع بيان مصادرها أو آراء العلماء الأجلاّء الأفاضل فيها :
1 ـ قال النبيّ : « شاوروا النساء وخالفوهن ، فإنّ خلافهن بركة » (1).
2 ـ قال النبيّ : « ليس على النساء جمعة ولا جماعة ... ولا تستشار » (2).
3 ـ قال الإمام الصادق : « استعيذوا بالله من شرار نسائكم ، وكونوا من خيارهن على حذر ، ولا تطيعوهن في المعروف ، فيدعونكم إلى المنكر » (3).
4 ـ قال الإمام علي : « يا معاشر الناس ، لا تطيعوا النساء على حال ... » (4).
5 ـ قال الإمام الصادق : « يستشير رجلاً عاقلاً » (5).
6 ـ قال الإمام علي : « إيّاك ومشاورة النساء ، فإنّ رأيهن إلى الأفن ، وعزمهن إلى الوهن » (6).
7 ـ قال النبيّ : « فإنّ أكثركن حطب جهنّم » (7).
8 ـ قال تعالى : { إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ} [يوسف: 28] .
الجواب : إنّ الله تعالى قد شاء أن تكون استمرارية الحياة البشري على دعامتين : الرجل والمرأة ، فكُلّ منهما له الدور الأساسي في هذا المجال.
ومن جانب آخر فقد أودع بمقتضى المصلحة والحكمة في كُلّ منهما قوى ومشاعر لتوظيفها في الجهة المقصودة ، فكان السهم الأوفر من العواطف والحنان والأحاسيس نصيب المرأة ، بما أنّها تكون في الغالب ربّة البيت ، وأُمّاً للأطفال ، في حين أنّ وظيفة الرجل وهي إدارة العائلة والتوغّل في المجتمع يحتاج بالضرورة إلى تدبير أرقى وعقل مدبّر ، فكان نصيبه من قوّة العقل ـ بعيداً عن إثارة العواطف عنده ـ أكثر.
وهذا الفارق الأساسي لا يعني أنّ الرجل ـ بما هو رجل ـ في جميع الأحوال يكون أعظم درجةً من المرأة في الإسلام ، بل هو بمعنى تقسيم الوظائف والأدوار ليس إلاّ ، حتّى أنّه ورد عن الإمام الصادق عليه السلام : « ربّ امرأة خير من رجل » (8).
وهنا لابدّ من التنبيه بأنّ المقصود من كلام الإمام عليه السلام في هذه الرواية ليس أمثال فاطمة وزينب عليهما السلام ، فإنّ الحكم بالنسبة إلى أمثالهما واضح ، بل الكلام هو في مجال سائر الناس ، كما يظهر من مفاد الرواية.
ثمّ البحث في الروايات والآية المشار إليها في السؤال يتطلّب أُموراً :
أوّلاً : إنّ الآية الكريمة : ( إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ) نقل لكلام عزيز مصر ، ولا يدلّ على تأييده من جانب الله تعالى ، على أنّ الإشارة فيها إلى زوجته بالذات ، فلا يشمل باقي النساء لزوماً.
ثانياً : الروايات المذكورة بما أنّ أكثرها مرسلة ومقطوعة السند ، أو أنّ بعضها تحتوي في السند على رجال غير موثقين، فلا يعتمد عليها في الاستدلال ، ولا حجّية لأكثرها سنداً.
ثالثاً : ومع غض النظر عن البحث في السند ، فإنّ الكثير من الروايات لا يصلح دليلاً على مدّعى القائل ، فعلى سبيل المثال : « يستشير رجلاً عاقلاً » لا ينفي استشارة امرأة عاقلة ؛ أو أنّ شاوروا النساء يتعارض مع « إيّاك ومشاورة النساء ».
وإنّ « ولا تطيعوهن في المعروف » مقطوع البطلان ، إذ كيف يكون معروفاً وفي نفس الوقت منهياً عنه! أو أنّ « لا تطيعوا النساء على حال » لا إطلاق له ، إذ قد يكون كلامهن ورأيهن ـ ولو في مورد واحد ـ صحيحاً ، فكيف ينبغي أن لا تطاع حتّى في هذه الحالة.
وحتّى أنّ « إنّهن ناقصات عقل ودين » (9) ليس معناه نقص الرتبة والمنزلة ، بل المراد هنا هو النقص التكويني والوظائفي ـ كما بيّناه في صدر الجواب ـ وهكذا باقي الموارد.
مضافاً إلى أنّ كافّة هذه الأحاديث ـ لو سلّمنا بصدورها بهذه الكيفية من المعصومين عليهم السلام ـ معارضة في إطلاقاتها ومفاهيمها مع أمثال الرواية التي ذكرناها في المقدّمة ، وعليه لابدّ من رفع اليد عنها ، أو تأويلها بما لا يتصادم مع صريح تلك الرواية أي « ربّ امرأة خير من رجل ».
ومن جملة ما يمكن أن يقال في سبيل علاج تلك الأحاديث هو : أن نلتزم بأنّها قضايا خاصّة تشير إلى موارد معيّنة ، وإن جاءت بنحو الإطلاق ، فإنّ هذا نوع من بديع الكلام ، كما هو المسلّم في الآية ( إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ) ، إذ المخاطب زوجته فقط ، ولكن يذكر الحكم بنحو العموم لما فيه من التأثير في المخاطب.
__________________
1 ـ بحار الأنوار 100 / 262.
2 ـ من لا يحضره الفقيه 4 / 364.
3 ـ الكافي 5 / 518.
4 ـ من لا يحضره الفقيه 3 / 554.
5 ـ المحاسن 2 / 602.
6 ـ الكافي 5 / 338.
7 ـ المصدر السابق 5 / 514.
8 ـ من لا يحضره الفقيه 2 / 427.
9 ـ شرح نهج البلاغة 18 / 199.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|