أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-09-2015
2482
التاريخ: 25-09-2015
2196
التاريخ: 24-09-2015
1194
التاريخ: 12-9-2020
20171
|
الرّجوع: فنٌّ في مجرَى الكلام يَرْجِع فيه المتكلم إلى كلامه السابق فينقُضُه ويُبْطِله، لداعٍ بلاغي، كالتحسّر، والتحزّن، ودفع توهّمٍ قد يسبق إلى الذهن، واستدراكٍ بقيدٍ، وبيانٍ للمراد من الكلام السابق وغير ذلك.
أمثلة:
المثال الأول: قول "زُهَيْر بن أبي سُلْمَى":
*قِفْ بالدِّيَارِ الَّتي لَمْ يَعْفُهَا الْقِدَمُ * بَلَى وَغَيَّرَها الأَرْوَاحُ والدِّيَمُ*
لَمْ يَعْفُها: أي: لم يَمْحُ آثارها.
الأرْواح: أي: الرّياح، يقال لغة: ريح وجمعها رِيَاح وأَرْواح وأرْيَاح، والريح: الهواء إذا تحرّك.
الدِّيَمُ: جمع "الديمة" وهي المطر الذي يدوم زَمَانُه طويلاً.
نظر زهير إلى ديار مَنْ يُحِبُّ فتورادتْ عليه الذكريات، فتَمَثَّلَتْ صورتُها في نفسه كأنَّها مُشَاهَدَةٌ بعَيْنيه، فوصَفَ الدّيارَ بقوله: "لم يَعْفُهَا الْقِدَمُ" وما لَبِثَ طَوِيلاً حتَّى انجلَتْ تصوُّراتُه النفسيّة، وشاهد الواقع، فلم يَرَ في الدّيار أثراً، فقال: "بَلَى، وغَيَّرَها الأرواح والدّيم".
أي إنّه أراد أن يُعَبِّر عن حالَتِه التي تعرَّض لها في النظرة الأولى ثم في النظرات التي جاءت بعدها، فصَاغَ كلامه بأسلوب الادّعاء أوّلاً، ونقضِ الادّعاء ثانياً.
المثال الثاني: قول الحماسي "ابْن الطَّثْرِيّة":
*ألَيْسَ قِلِيلاً نَظْرَةٌ إِنْ نَظَرْتُهَا * إِلَيْكِ وَكلاَّ لَيْسَ مِنْكِ قَلِيلُ*
رأى الشاعر أوّلاً أنّ صاحبته إذا سمحت له بنظرة ينظرها إليها فإنّها لا تعطيه إلاَّ عطاءً قليلاً، فأطلق عبارته فقال: "ألَيْسَ قَلِيلاً نَظْرَةٌ إِنْ نَظَرْتُهَا إِلَيْكِ" ولكن تَنَبَّهَ عَقِبَهَا إلَى أنّ القليلَ مِنْهَا بالنسبةِ إلَيْهِ شَيْءٌ كثيرٌ يكَثِّرُه حبُّهُ لها وشوقُه إليها، فاستَدْرَك على نفسه، فنقضَ قولَهُ بأُسلوبِ زَجْرِ نفسه زَجْرِ نفسه على أوّل تفكيره وتعبيرِه فقال: "وَكَلاَّ لَيْسَ مِنْكِ قَليلُ".
كلُّ هذهِ كانت خواطِرَ مارّةً في نفسه، فرأى بأُسْلوبِه الأَدَبيّ أن يُعَبِّر عنها كما هيَ، ويُدَوِّنَها في شِعْرِهِ.
ويُشْبِهُ قولَ هذا الحماس قولُ القائل:
*قَلِيلٌ مِنْكَ يَكْفِيني ولَكِنْ * قَلِيلُكَ لاَ يُقَالُ له قَلِيلُ*
ونظيره قولُ المتنبّي من قصِيدَةٍ يُمْدَحُ بها سَيْفَ الدولة:
*وَجُودُكَ بِالْمُقَامِ وَلَوْ قَلِيلاً * فَمَا فِيمَا تَجُودُ بِهِ قَلِيلُ*
قال العكبري: "وهو منقول من قول "أشْجَع":
*وقُوفُكَ بالْمَطِيِّ وَلَوْ قَلِيلاً * وَهَلْ فِيما تَجُودُ بِهِ قَلِيلُ*
وكَقَوْل "إسْحاقَ الموصلي":
*إِنَّ مَا قَلَّ مِنْكَ يَكْثُر عِنْدِي * وكَثِيرٌ مِمَّنْ تُحِبُّ الْقَلِيلُ*
وكقول "إسحاق" أيضاً:
*وحَسْبِي قَلِيلٌ مِنْ جَزِيلِ عَطَائِهِ * وَهَلْ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ قَلِيلُ*
وكَقَوْل الآخر:
*وإنَّ قَلِيلاً مِنْكِ لَوْ تَبْذُلِينَهُ * شِفَاءٌ، وقُلٌّ لَيْسَ مِنْكِ قَلِيلُ*
الْقُلُّ: الشَّيْء القليل.
يُريد أن يقول: القُلُّ الذي لَيْسَ مِنْكِ هو القليل، أمّا مِنْكِ فَقُلُّكِ كثير.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
دور في الحماية من السرطان.. يجب تناول لبن الزبادي يوميا
|
|
|
|
|
العلماء الروس يطورون مسيرة لمراقبة حرائق الغابات
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|