أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-10
1084
التاريخ: 4-12-2016
1883
التاريخ: 24-10-2019
2167
التاريخ: 23-6-2021
4087
|
منع تدوين الحديث
لماذا منع تدوين الحديث ؟ من منعه ؟ أليست السنة هي التي تفصل المجمل من القرآن كما جاء في أكثر النصوص الواجبة من صلاة وصوم وخمس وزكاة وحج وجهاد وكافة ما ورد في الفقه عن الأحوال الشخصية من زواج وطلاق ومواريث . . . الخ ، والحدود وما يتبعها وتوضيح المنهج وغيرها ؟
أليست السنة هي الأصول والقواعد التي أمر بها ونهى عنها رسول الله وعمل بها وكتب منها إلى من أرسله إلى المدن والأقطار النائية ، والوصايا الإدارية والأخلاقية التي حث عليها أو التي طلب الانتهاء من إتيانها ؟ أليست أقرب العهود إلى رسول الله هي أصدقها وخصوصا وأن الصحابة أحياء ؟ ، ألم تنزل آية التبليغ وإكمال الدين في غدير خم ونصب رسول الله عليا للولاية بعده وأمر بتهنئته رجلا ونساء وطلب من الحضور كما مر وهم بين مئة ألف إلى أكثر من 200 ألف أن يبلغ الحاضر الغائب ؟ ألم تنزل أكثر من ثلاثمائة آية في علي ولكل منها حديث كآية الولاية وآية التطهير ( الكساء ) وآية التبليغ وآية إكمال الدين في يوم الغدير وكثير من الآيات الأخرى لكل منها حديث يلزم تدوينه ؟ كم حديث لرسول الله في علي وفي أهل بيته تلك التي ذكرنا بعضها بأسانيدها وكم هناك من الأحاديث كل منها له صلة بآيات قرآنية ، ولكل آية قرآنية رواية وحديث صحيح يلزم معرفته لمعرفة فيم نزلت ليدرك منها المسلمون الحقائق التاريخية والهدف الذي جاءت من أجله .
أليس الواقع أن رسول الله إنما منع الكذب والتحريف في الحديث ومنع الدس والالحاق والوضع وهذا هو المعقول والمقبول منطقيا فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار " لأن الكذب على رسول الله إنما هو الكذب على الله ، ولا يعمل ذلك إلا كافر لا يؤمن بالله ورسوله ، وحتى لو لم يسمع ذلك من رسول الله فإنما سمع الآيات . إن الله عز وجل قال عن رسوله : ( وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى ) ( 1 ) ، وقال تعالى : ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنهفانتهوا ) ( 2 ) .
أي امرئ له ذرة من العقل ويرضى أن رسول الله يأمر وينهى ويحدث بما يهدي فيه الأمة ثم ينهى عن تسجيل حقيقة ذلك ويمنعه ؟ ! أليس منع التدوين في زمن الشيخين أبي بكر وعمر وزمن عثمان هو الذي سبب فيما بعد ضياع الحقائق ؟ فعلى من يقع وبال ضياع الحقائق ؟ وأشرار الدس والتمويه والوضع والكذب على الله ورسوله ! ؟ ؟ والوضع والأكاذيب والدس من المنافقين وأعداء الاسلام من الأديان في المذاهب الأخرى ؟ ، ألم يجدر بأبي بكر وبعده عمر أن يجمعا الصحابة المؤمنين وهما يعرفانهم حق المعرفة ويضبطون الروايات والأحاديث النبوية ؟ ليت شعري هل يخطر على بال ذي لب بأن رسول الله منع تسجيل الحديث وقد علمنا أن أبا بكر حسب رواية عائشة كان قد جمع خمسمئة حديث ، وعمر أراد تدوين الحديث واستشار الصحابة وأيدوه على ذلك ثم عدل عن ذلك فما هي حجته ؟ وسار على سيرتهم في المنع عثمان وفتحوا الطريق بذلك لآل أبي سفيان وآل مروان والخوارج والنواصب وأعداء الاسلام لوضع ودس وتحريف ما شاءوا فعلى من تلقى تبعة هذه الجرائم ؟ كيف يمنع أبو بكر وعمر تدوين الحديث وهما بحاجة لتفسير القرآن وأصول الاحكام والفقه وتفصيل المجمل ولا يمكن ذلك إلا بتدوين الحديث . كيف كانوا لا يقبلون الحديث الواحد أحيانا ويقبلونه أخرى ؟ وكيف أجاز لنفسه أبو بكر أن يروي عن رسول الله الحديث في قضية فدك وهو المدعي على ذلك يأتي برواية يريد أن ينقض بها نصا قرآنيا في الإرث فيظهر له ولغيره خلاف ذلك بدليل إعادة فدك في زمن عمر ثم في زمن عمر بن عبد العزيز وفي أزمنة متعددة تكرر فيه الغصب والإعادة وكيف كان يفسر الآيات القرآنية في المواريث في الجدة وغيرها وبجنبه وصي رسول الله ووليه وأعلم الأمة وباب مدينة علم رسول الله فلم يستفته على من تقع تبعة هذا التضارب في الروايات وهذا الوضع والدس والتلاعب ؟ ألم يكن من يومه مقصودا حتى تخفى الحقيقة الواقعية من غصب الخلافة والروايات الواردة فيها في علي وعترته من بعده وما أنزل في فضائلهم من الآيات ؟ ولو ثبتت لثبت تحديهم حدود الله ورسوله وقد كان ذلك ، وترى في هذا أن أصح الروايات والأحاديث والأصول إنما هي عند الشيعة التي امتازت عن المذاهب الأخرى بالروايات عن رسول الله وعلي وعترته الطاهرة الذين طهرهم الله من الدنس والرجس بشهادة كلام الله المجيد ، ونقلوا الأحاديث والروايات نسلا عن نسل حتى أدلوا بها إلى المؤمنين ذوي العلم والتقوى فسجلوها واضحة جلية ، ولقد حق لمخالفيهم أن يطعنوا بها لأنها تهدم كيانهم من القواعد ، وتفضح أباطيلهم ، ولقد عرف بعض كتاب أهل السنة والجماعة أكثر حقيقتها فمالوا بكلهم وبعضهم فنالوا ما نالوا من جماعتهم من التنكيل والقسوة حتى القتل ، وأما الذين دخلوا في التشيع واندمجوا فيه فقد كفروهم وخلقوا لهم العيوب والذنوب التي لا تكفر . وإذا ما راجعت حافظ المغرب ابن عبد الله والبيهقي في المدخل عرفت أن عمر أراد أن يكتب السنن فاستفتى أصحاب رسول الله في ذلك - ورواية البيهقي فاستشار فأشاروا عليه أن يكتبها - أخرج ذلك محمود أبو رية في كتابه " أضواء على السنة المحمدية " ص 43 الطبعة الثانية ، ثم عدل عمر بقوله : إني ذكرت قوما كانوا قبلكم كتبوا كتبا فأكبوا عليها وتركوا كتاب الله ، وإني والله لا أشوب كتاب الله بشئ أبدا . وإذا كان حقا يريد أن لا يشيب كتاب الله لكان عليه أن يكتب تلك التي لها صلة بالكتاب وتفسيره حتى لا يبقى هو ومن بعده في ضلال يضربون أخماسا بأسداس في تفاسيرهم ؟ وكيف يكتب ذلك في تفسير القرآن وفيه ما فيه من الحجج الداحضة عن ولاية علي وحقوقه المضاعة المغتصبة وحقوق أهل بيته ، وفيها فضائله وفضائلهم تلك التي ليس لهم فيها حصة ما ، بل سوف تعود عليهم بالويل والثبور ، والخزي ، ثم هذه الرواية تنفي من روى أن رسول الله منع من تدوين الحديث والسنة . وعن العلامة محمود أبو رية في كتابه " أضواء على السنة المحمدية " عن يحيى بن جعدة أن عمر بن الخطاب أراد أن يكتب السنة ثم بدا له أن لا يكتبها ثم كتب في الأمصار من كان عنده شئ فليمحه . نعم لأنه رأى ذلك مما لا يتفق والخلافة والمجلس الذي سلبه من آل بيت رسول الله ، ولم يكتف بذلك بل حرج على أتقى وأعدل واعلم الصحابة ومنعهم من الخروج من المدينة كي لا يرووا شيئا ، وهددهم وخوفهم قسرا ، وقد نسبوا إلى علي منع تدوين الحديث وهذا ينطبق عليه نفس الذي طبقناه على ما رووا عن رسول الله بمنع الحديث . نعم إنما منعوا الكذب والأحاديث الموضوعة ، وعلي أعلم الأمة بالأحاديث وصحتها ، وكان يعلم ما يريده القوم فأراد بتر ذلك الدس وتلك الأكاذيب .
وقول ابن عباس هنا يؤيد ما قلناه ، فقد قال : " كنا نكتب العلم ولا نكتبه . أي لا نأذن لأحد أن يكتبه عنا " . عن محمود أبو رية ص 45 من كتابه " أضواء على السنة المحمدية " الطبعة الثانية كما قال في ص 46 وقد ذكروا ان نهي النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن كتابة حديثه إنما كان لخوفه من اختلاط الحديث بالقرآن ، وهو سبب لا يقتنع به عاقل عالم ، ولا يقبله محقق دارس اللهم إلا إذا جعلنا الأحاديث من جنس القرآن في البلاغة ، وأن أسلوبها من الاعجاز كأسلوبه ، وهذا ما لا يقره أحد حتى ولا الذين جاءوا بهذا الرأي ؟ إذ معناه ابطال معجزة القرآن وهدم أصوله من القواعد . هذا على أن الأحاديث لو كانت قد كتبت فإنما ذلك على أنها أحاديث للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وبين الحديث والقرآن ولا ريب فروق كثيرة يعرفها كل من له بصيرة بالبلاغة وذوق في البيان . ومن ثم كانت تؤثر على هذه الصفة وإذا كتبها الصحابة بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى ووزعوا منها نسخا على الأنصار كما فعلوا بالقرآن فيكون ذلك على أنها أحاديث يتلقاها المسلمون على أنها كلام النبي ويظل أمرها على ذلك جيلا بعد جيل فلا يدخلها الشوب ولا يعتريها التغيير ، ولا ينالها الوضع على أن هذا السبب الذي يتشبثون به قد زال بعد أن كتب القرآن في عهد أبي بكر على ما رووه ، وبعد أن كتب مرة أخرى في عهد عثمان ووزعت منه نسخ على الأمصار وأصبح من العسير بل من المستحيل أن يزيدوا على القرآن حرفا واحدا .
وما لهم يذهبون إلى اختراع الأسباب وابتداع العلل وعنه أيضا أنه روى الدارمي وأبو داود وابن ماجة عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ألا وأني أوتيت الكتاب ومثله معه ، وفي رواية أخرى : الا أني أوتيت القرآن ومثله معه . وهنا يجب أن نعجب من قول عمر عندما طلب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو يحتضر أن يكتب للناس كتابا لن يضلوا بعده فقال عمر : حسبنا كتاب الله . وهل صح ذلك من عمر وقد بدل كثيرا من نصوص القرآن ولتستطيع أن تلم بذلك راجع كتاب النص والاجتهاد للعلامة الامام السيد عبد الحسين شرف الدين . وروى الذهبي في تذكرة الحفاظ عن شعبة عن سعيد بن إبراهيم عن أبيه أن عمر حبس ابن مسعود وأبا الدرداء وأبا مسعود الأنصاري فقال : " قد أكثرتم الحديث عن رسول الله ، وكان قد حبسهم في المدينة ثم أطلقهم عثمان " . جاء ذلك في ص 7 ج 1 وص 123 من " تاريخ التشريع الاسلامي " وص 161 كتاب " تمهيد لتاريخ الفلسفة الاسلامية " .
وانظر أبا بكر وهو يجهل قضية بسيطة ويأبى أن يسأل أعلم الأمة عنها فتراه يجتهد وبعدها يفتي على رأي المغيرة الزاني والمعروف بالغش وإلى جانبه الصحابة الثقات وعلى رأسهم ابن عباس ودونه وصي رسول الله وباب مدينة علمه علي بن أبي طالب ، ويبقى في تردده في كثير من المسائل حتى الموت ومنها ما أخرجه ص 54 العلامة محمود أبو رية في كتابه أضواء على السنة المحمدية وقال : روى ابن شهاب عن قبيصة أن الجدة جاءت أبا بكر ملتمسة أن تورث فقال : ما أجد لك في كتاب الله شيئا ، وما علمت أن رسول الله ذكر لك شيئا ، ثم سأل الناس فقام المغيرة فقال : كان رسول الله يعطيها السدس ، فقال له : هل معك أحد ؟ فشهد محمد بن مسلمة بمثل ذلك فأنفذه بها أبو بكر . فأين هذا ممن يسأل الناس قائلا : " أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني " ويطلب منهم أن يسألوه عن القرآن وعما في الأرض والسماء وهو يشير إلى صدره قائلا : هذا سفط العلم ، هذا لعاب رسول الله كما مر ذكر ذلك .
____________________
( 1 ) سورة النجم ، الآية 3 - 4 .
( 2 ) سورة الحشر ، الآية 7 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|