أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-6-2021
2575
التاريخ: 20-4-2020
2157
التاريخ: 29-12-2019
1682
التاريخ: 12-1-2020
2247
|
قوله:
أردوا أويساً وعماراً لشقوتهم *** والسيدين وما أبقوا على حجرِ
أبرأ إلى الله من عمرو وصاحبه *** والأشعري ومروان ومن بُسرِ
فأقول: إن الفقيه حميد المحلي رحمه الله[تعالى] ذكر أن أويس بن عامر ممن حضر صفين، وكذلك أحمد بن يحيى أشار إلى ذلك في (شرح سيرة البحر) كما أشار إليه السيد صارم الدين هنا، وكذلك رواه اليافعي في (روض الرياحين) لأنه قال.
وفي الحديث، عن أبي هريرة، أن رسول الله ً قال:((إن الله يحب من خلقه الأصفياء، الأخفياء، الأبرياء الشعثة رؤوسهم، المغبرة وجوههم، الخميصة بطونهم، الذين إذا استأذنوا على الأمراء لم يؤذنوا)) -إلى أن قال- قالوا: يا رسول الله، كيف لنا برجل منهم؟ فقال: ((ذلك أويس القرني)). قالوا: وما أويس القرني؟ قال: ((أشهل ذو صهوبة بعيد ما بين المنكبين، معتدل القامة، آدم[اللون] شديد الأدمة، ضارب بذقنه، رام بصره إلى موضع سجوده، واضع يمينه على شماله، يبكي على نفسه، ذو طمرين لا يؤبه له، ذو مئزر صوف، ورداء صوف، مجهول في أهل الأرض، معروف في أهل السماء، لو أقسم على الله لأبره، ألا وإن تحت منكبه الأيسر لمعة بيضاء، ألا وإنه إذا كان يوم القيامة قيل للعباد: ادخلوا الجنة، وقيل لأويس: قف فاشفع ؛ فيشفع في مثل ربيعة ومضر، يا علي ويا عمر إذا أنتما لقيتماه، فاطلبا إليه أن يستغفر لكما)).
قال: فكانا يطلبانه عشر سنين لا يقدران عليه؛ فلما كان في آخر السنة التي هلك فيها عمر، قام على[جبل] أبي قبيس فنادى بأعلى صوته: يا أهل اليمن، أفيكم أويس [القرني]؟ فقام إليه شيخ كبير، طويل اللحية فقال: إنا لا ندري ما أويس، ولكن ابن أخ لي يقال له: أويس، وهو أخمل ذكراً، وأقل مالاً، وأهون أمراً من أن نرفعه إليك، وإنه يرعى إبلنا، حقير بين أظهرنا، فَعَمَى عليه عمر كأنه لا يريده، فقال: أين ابن أخيك هذا؟ أيخدمنا هو؟ قال: نعم.
قال: وأين يصاب؟ فقال: بأراك عرفات. قال: فركب عمر وعلي سراعاً إلى عرفات، فإذا هو قائم يصلي إلى شجرة، والإبل حوله ترعى، فشدا حماريهما، ثم أقبلا عليه، فقالا: السلام عليك ورحمة الله[وبركاته] ؛ فخفف أويس من الصلاة، ثم ردَّ عليهما السلام؛ فقالا: من الرجل؟ فقال: راعي غنم وأجير قوم؛ فقالا: لا نسألك عن الرعاية، ولا عن الإجارة، ما اسمك؟ فقال : عبد الله. قالا: قد علمنا أن أهل السماوات والأرض عبيد الله، فما اسمك الذي سمتك به أمك؟
فقال: يا هذان، ما تريدان إلي؟ فقالا: وصف لنا محمدً أويساً القرني، فقد عرفنا الصهوبة، والشهولة، وقد أخبرنا أن تحت منكبك الأيسر لمعة بيضاء؛ فأوضحها لنا فإن كانت بك؛ فأنت هو، فأوضح منكبه فإذا اللمعة؛ فابتدراه وقالا: نشهد أنك أويس القرني فاستغفر لنا يغفر الله لك؛ فقال: ما أخصُّ باستغفاري نفسي، ولا أحداً من ولد آدم، ولكن من في البر والبحر من المؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، -يا هذان- فقد شهر الله لكما حالي، وعرفكما أمري، فمن أنتما؟
فقال علي-عليه السلام-: أما هذا فأمير المؤمنين [عمر لأنه في خلافته] وأما أنا فعلي بن أبي طالب؛ فاستوى أويس قائماً، وقال: السلام عليكما ورحمة الله وبركاته فجزاكما الله عن هذه الأمة خيراً؛ فقالا: وأنت جزاك الله عن نفسك خيراً؛ فقال له عمر: مكانك -يرحمك الله- حتى أدخل مكة، فآتيك بنفقة وفضل كسوة من ثيابي، وهذا [المكان] ميعاد بيني وبينك.
فقال: يا أمير المؤمنين، لا ميعاد بيني وبينك، لا أراك بعد اليوم تعرفني، ما أصنع بالكسوة، أما ترى عليَّ إزاراً من صوف، ورداءً من صوف، متى تراني أبليهما؟ أما ترى نعلي مخصوفين، متى تراني أبليهما؟ أما تراني قد أخذت من رعايتي أربعة دراهم، متى تراني آكلها؟ يا أمير المؤمنين، إن بين يدي و يديك عقبة كؤد لا يجاوزها إلا ظامر مخف مهزول، فأخف يرحمك الله؛ فلما سمع عمر ذلك ؛ ضرب بدرته الأرض، ثم نادى بأعلى صوته: ألا ليت عمر لم تلده أمه، يا ليتها كانت عقيماً، لم تعالج حملها، ألا من يأخذها بما فيها [ولها] يعني الخلافة، ثم قال: يا أمير المؤمنين، خذ أنت هاهنا حتى آخذ [أنا] هاهنا، فولى عمر ناحية مكة، وساق أويس الإبل فوافا القوم، فأعطاهم إياها، وخلى الرعاية، وأقبل على العبادة.
قالوا: وكان أويس إذا أمسى، يقول: هذه ليلة الركوع؛ فيركع حتى يصبح، وكان يقول في الليلة الثانية: هذه ليلة السجود؛ فيسجد حتى يصبح، وكان إذا أمسى يتصدق بما [يبقى] في بيته من فضل الطعام والشراب، ثم يقول: اللهم من مات جوعاً فلا تؤاخذني به، ومن مات عرياناً فلا تؤاخذني به.
قالوا: وكان يلتقط الكسر من المزابل فيغسلها، ويتصدق ببعضها، ويأكل بعضها، ويقول: اللهم، إني أبرأ إليك من كل كبد جائع.
وروي عن عبد الله بن سلمة قال: غزونا أذربيجان زمن عمر بن الخطاب، ومعنا أويس القرني، فمرض علينا، فحملناه، فلم يستمسك فمات؛ فنزلنا فإذا قبر محفور، وماء مسكوب، وكفن وحنوط، فغسلناه وكفناه، وصلينا عليه.
قال اليافعي: يعني ودفناه؛ فلما مشينا قال بعضنا لبعض: لو رجعنا فعلمنا قبره فرجعنا، فإذا لا قبر ولا أثر.
قال اليافعي: وروي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى -رحمه الله[تعالى] - قال: نادى منادٍ بصفين: أفي القوم أويس القرني؟ فوجد في القتلى من أصحاب علي -عليه السلام-، قال قلت: وهذا هو الأشهر؛ لأنه في كتب الشيعة، وهم أعرف بأحوال صفين من غيرهم.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|