والحقيقة أننا في حديثنا عن اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري، إنما نقدمه كنموذج نجد له نظيرا في معظم المؤسسات الإعلامية العربية، مما يؤكد أهمية وضع الاستراتيجية والسياسات الإعلامية ثم الخطط التنفيذية من قبل هذه المؤسسات، وفي هذا الإطار نقول: إن السياسات والخطط التي يصوغها الإعلام العربي بصفة عامة، إنما يؤكد أهمية استشراف المتقبل من خلال منظومة إعلامية متكاملة تقوم على اساس التواصل مع العالم، وتحمل في طياتها رسالة السلام والحوار والتفاهم بين الامم والشعوب وتحقيق التوازن بين الاصالة والمعاصرة))(1)

ولنا أن نذكر بعض أهم الخطوط العامة للاستراتيجية والسياسات والخطط الإعلامية في اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري وهي(2):

الحرص على أن تكون الخطة الإعلامية ترجمة لمناخ الحرية والمساهمة في إعداد المجتمع لتحقيق النهضة العصرية الشاملة، والتأكيد على أهمية توفير حق المعرفة وعرض الرأي والرأي الآخر كمفوم أساسي في تحقيق الخطط البرامجية وبصورة تتم بالفورية والمواكبة، والحرص على تكامل الشاشات وتوسيع دائرة البث الفضائي والارضي الداخلي لإفساح المجال من أجل تأكيد حق الاختيار والانتقاء .

وتضيف إلى كل ما سبق ما تحرص عليه الاستراتيجية والسياسات الإعلامية والخطط من حيث تقديم مختلف ألوان المعارف من قيم وثقافة وترفيه وتحقيق آمال الجماهير وتطلعاتها من خلال حفزهم على المشاركة والتعبير عن طموحاتهم وآمالهم عبر الشاشة والميكروفون. مع أهمية الاهتمام بكافة شرائح المجتمع ووضع قضاياها على أولويات العمل الإعلامي في الخطة. مع إلقاء الضوء على برامج العمل الوطني والذي يستهدف في المقام الاول رعاية كافة المواطنين وعلى رأسهم المواطن محدود الدخل، والتأكيد على شيوع مبدأ العدالة والمساواة والمساندة الإعلامية في هذا المجال بالإضافة إلى الاهتمام بالقضايا والمشكلات الرئيسية في المجتمع والحرص على تناولها برامجيا.

ولعل من أهم ما تبرزه الاستراتيجية والسياسات والخطط الإعلامية هنا، هو إبراز أهمية البحث العلمي والتكنولوجيا في مختلف جوانب الحياة وأهمية ذلك في تقدم المجتمع والنهوض بالفرد.

ومن كل ما سبق  تتضح أهمية استشراف المستقبل في أداء المؤسسات الإعلامية في جميع أنحاء الوطن العربي والإسلامي، فالنهضة الحقيقية إنما تقوم على الرؤية المستقبلية التي يحميها ويؤازرها العدل، ((وهذه النهضة يجب أن تكون حقيقية ومبنية على أسس العدل وتطبيق القوانين على الجميع، وإعلاء الثقافة والحياة الكريمة للباحثين والعلماء وتقدير عملهم . ولا يمكن لدولة أن تنعم بالرخاء بدون الاهتمام بالبحث العلمي والتعليم))(3).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) الكتاب السنوي لاتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري 2000 - 2001- مطابع الاهرام التجارية - القاهرة.

(2) المرجع السابق، هو المرجع الاساسي.

(3) أحمد زويل (د) - ض لقائه السنوي الذي عقد في دار الاوبرا المصرية في الصالون الثقافي مساء الاثنين في السابع عشر من فبراير عام 2009.