أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-04-2015
3790
التاريخ: 16-3-2016
3836
التاريخ: 3-04-2015
4356
التاريخ: 16-3-2016
3234
|
توجّه الإمام الحسين (عليه السلام) في ليلة رجب سنة للهجرة من المدينة المنوّرة قاصداً مكّة المكرّمة مصطحباً معه في سفره أولاده وإخوته وأخواته وأولادهم وجمع من أقربائه وأصحابه، وكان وصوله إلى مكّة في الثالث من شعبان، ففرح أهلها وكبار الصحابة فيها بحضوره وصاروا يختلفون إليه بكرة وعشيّاً. وأمضى الإمام الحسين (عليه السلام) في مكّة بقيّة شهر شعبان وشهر رمضان وشوّال وذي القعدة والأيّام الأول من شهر ذي الحجّة الحرام.
وفي المشهد الآخر فإنّ أهل الكوفة الذين أضناهم كثرة الضغوطات والمضايقات عليهم من قبل الأمويّين كانوا يبحثون عمّن يقودهم إلى الثورة ضدّهم. فتوجّهوا نحو الإمام الحسين (عليه السلام) وأرسلوا إليه أثناء إقامته في مكّة المكرّمة بالعديد من الرسائل في سبيل هذا الأمر، وفي المرحلة الأولى وصلته الكتب من أشراف أهل الكوفة أمثال سليمان بن صرد الخزاعيّ والمسيّب بن نجيّة وحبيب بن مظاهر ورفاعة بن شدّاد وعبد الله بن وال وغيرهم, وممّا قالوه في رسالتهم الأولى له وطلبوه منه (عليه السلام):
"فأقبل إلينا فرحاً مسروراً مأموناً مباركاً سديداً وسيِّداً أميراً مطاعاً... ولو بلغنا أنّك قد أقبلت إلينا أخرجناه- أي النعمان بن بشير والي الكوفة - عنّا حتّى يلحق بالشام فأقدم إلينا فلعلّ الله عزَّ وجلَّ أن يجمعنا بك على الحقّ".
وبعدما قرأ الإمام الحسين (عليه السلام) رسالتهم لم يجبهم، ورجع رسولا أهل الكوفة إليها.
وفي المرحلة الثانية التقى الإمام (عليه السلام) بقيس بن مسهّر الصيداويّ وجماعة معه من وجهاء أهل الكوفة المعروفين, حاملين معهم الرسائل الكثيرة من أهل الكوفة, فسلّموها للإمام الحسين (عليه السلام) سائلين منه القدوم معهم إلى الكوفة ولكنّه (عليه السلام) تأنّى في أمره ولم يجبهم أيضاً بشيء.
ولكن في المرحلة الثالثة جاءه رسولان من أهل الكوفة هما هانئ بن أبي هانئ وسعيد بن عبد الله يحملان إليه رسالة أشراف الكوفة وأكابرها، أمثال: شبث بن ربعيّ، حجّار بن أبجر، يزيد بن الحارث بن يزيد بن رويم، عروة بن قيس، عمرو بن الحجّاج ومحمّد بن عمير بن عطارد وقد أعلموه في رسالتهم: "أمّا بعد، فإنّ الناس منتظرون لا رأي لهم في غيرك، فالعجل العجل يا ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قد اخضرّت الجنّات، وأينعت الثمار، وأعشبت الأرض وأورقت الأشجار، فأقدم إذا شئت, فإنّما تقدم إلى جندٍ لك مجنّدة...".
وحينئذٍ أجابهم الحسين (عليه السلام) فأرسل مسلم بن عقيل ليستخبر أوضاع الكوفة, وبعث معه برسالة لهم يقول فيها:
"... وقد بعثت إليكم أخي وابن عمّي وثقتي من أهل بيتي, مسلم بن عقيل بن أبي طالب (رضي الله عنه) وقد أمرته أن يكتب إليّ بحالكم ورأيكم ورأي ذوي الحجى والفضل منكم، وهو متوجّه إلى ما قبلكم إن شاء الله تعالى، والسلام ولا قوّة إلّا بالله، فإن كنتم على ما قدمت به رسلكم وقرأت في كتبكم فقوموا مع ابن عمّي وبايعوه وانصروه ولا تخذلوه، فلعمري ليس الإمام العامل بالكتاب والعادل بالقسط كالذي يحكم بغير الحقّ ولا يهدي ولا يُهتدى".
وقام الإمام الحسين كذلك بإرسال سليمان بن رزين إلى البصرة محمّلاً إيّاه الرسائل إلى رؤوس الأخماس فيها وأشرافها يدعوهم إلى بيعته ونصرته وممّا قاله لهم:
"وأنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنّة نبيّه، فإنّ السنّة قد أميتت، وإنّ البدعة قد أحييت، فإن تسمعوا قولي وتطيعوا أمري أهدكم سبيل الرشاد".
وفي هذه الأثناء أوعز يزيد - في خطوة ماكرة قبيحة - إلى عمرو بن سعيد بن العاص بأن يتوجّه مع جماعة في مكّة وفي الخفاء لاعتقال الإمام الحسين (عليه السلام) وإن لم يفلحوا في ذلك فليقتلوه.
ولكنّ الإمام (عليه السلام) ومن أجل حفظ حرمة حرم الله هيّأ نفسه للخروج من مكّة والتوجّه نحو العراق وقال (عليه السلام): "لا نستحلّها ولا تستحلّ بنا".
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
المجمع العلمي يواصل إقامة دوراته القرآنية لطلبة العلوم الدينية في النجف الأشرف
|
|
|