ما جاء في القرآن من قصص الانبياء يختلف عمّا في كتب العهدين التوراة والإنجيل ، وهذا يعني ان اخبار القران غير صحيحة بعد اعتراف القرآن لهذه الكتب بالوحي الإلهي |
892
09:24 صباحاً
التاريخ: 18-1-2019
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-11-2016
504
التاريخ: 14-11-2016
866
التاريخ: 17-1-2019الإ
493
التاريخ: 17-1-2019الإ
512
|
[نص الشبهة] : من خلال عقد مقارنة بين ما جاء في القرآن من قصص الأنبياء ، وما جاء في كتب العهدين المتداولة ( التوراة والإنجيل ) نجد أنّ ما جاء في القرآن يختلف كثيراً في تفصيلات الحوادث ونسبتها إلى الأنبياء وأُممهم السالفة عمّا جاء في تلك الكتب . ولمّا كانت هذه الكتب ممّا يعترف القرآن بها أنّها من الوحي الإلهي ، وكان هو وحيَاً إلهيّاً أيضاً فكيف يُخالفها في ذلك ؟ وهل يُمكن أنْ يناقض الوحي الإلهي نفسه في الإخبار عن الأحداث والوقائع التاريخيّة؟
ثمّ إنّ القرآن جاء في مجتمعٍ وأُمّةٍ منفصلة عن تاريخ أنبياء تلك الكتب السماويّة وأُممهم ، في حين أنّ تلك الكتب بَقِيَت متداولة جيلاً بعد آخر في أُمم هؤلاء الأنبياء ، وهذا يعني أنّهم أدقّ معرفةً واطلاعاً بأوضاع هؤلاء الأنبياء وما جرى لهم مع آبائهم وأجدادهم ، فيكون ذلك دليلاً على صِدق ما جاء في كتب العهدَين دون ما جاء في القرآن ، وعليه يدلّ القرآن على صِدق نبوّة مَنْ جاء به .
[جواب الشبهة] : دفع هذه الشبهة يتمّ بلحاظ ما يلي :
1 ـ إنّ ادعاء بقاء كتب العهدَين متداولة ، كما أُنزلت على أنبيائها في أُممهم جيلاً بعد آخر هو أوّل الكلام ، إذ أنّ الصلة بين أجيال تلك الأمم لا تشكّل دليلاً على بقاء تلك الكتب سليمةً وبعيدةً عن يدِ التحريف والتزوير ، خصوصاً إذا عرفنا أنّ انفصالاً تاريخيّاً قد وقع بين تلك الأُمم وأنبيائهم ، ممّا أفقد تلك الأُمم القدرة على الاحتفاظ بأُصول كتب العهدَين كما أُنزلت على هؤلاءِ الأنبياء ، فكثُرت في نصوصها الاجتهادات وطالتْها يد التحريف والتزوير جيلاً بعد آخر ، ويؤكّد القرآن الكريم هذه الحقيقة في معرض بيانه لواقع أُمم هؤلاء الأنبياء التي نزلت فيهم تلك الكتب (1) .
2 ـ إنّ عقد المقارنة بين ما جاء في القرآن الكريم من قصص الأنبياء ، وما جاء في كتب العهدَين المتداولة ، والتعرّف على مواطن الاختلاف ، يدعو بنفسه إلى تصديق القرآن الكريم دون كتب العهدَين وليس العكس ؛ وذلك لأنّ تفاصيل قصص هؤلاء الأنبياء في القرآن الكريم ، جاءت دقيقة ومتطابقة تمام الانطباق مع الأصول العقليّة والثوابت العقائديّة لواقع الأنبياء وصفاتهم الأساسيّة ، في حين أنّنا نجد خلاف ذلك في التوراة والإنجيل ، فهما يذكران العديد من الخرافات والأباطيل ، وينسبان إلى أنبياء تلك الفترة مواقف لا تتّفق والصفات الواقعيّة للأنبياء وسلوكيّات لا تليق برُسُل الله وأُمنائه على أرضه ودينه (2) . بل إنّها تتنافى مع صفات أصل الصلاح والإصلاح من عامّة الناس .
وعليه فإنّ العرض القرآني لقصص الأنبياء ووقائعهم ، يظهر لنا جانباً مهمّاً من إعجاز القرآن الكريم ؛ لانسجامه وائتلافه مع طبيعة الصفات الواقعيّة للأنبياء والرُسُل التي أرشدت إليها العقول وأقرّتها العقائد الدينيّة ، ويؤكّد يقيننا بأنّ مصدرها الوحي الإلهي ، وليس كتب العهدَين وأمثالها كما يدّعون .
ـــــــــــــــــــــــ
(1) كقوله تعالى في تحريف بني إسرائيل للتوراة : { أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [البقرة: 75].
وكذلك قوله تعالى {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ} [المائدة: 13] . وغيرهما من الآيات الشريفة.
(2) للوقوف على نماذج من ذلك يُمكن الرجوع إلى كتاب الهدى إلى دين المصطفى للعلاّمة البلاغي ، الجزء الثاني .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|