أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-15
447
التاريخ: 5-2-2017
9149
التاريخ: 8-11-2016
3374
التاريخ: 1-2-2017
6360
|
الساميون والعرب:
أ- ملاحظات حول فكرة موطن أصلي للساميين:
أولى هذه الملاحظات هي أن افتراض موطن أصلي انطلقت منه هجرات كبيرة، كونت الشعوب التي تتحدث اللغات السامية ليس أمرا ضروريا أو لازما لتفسير التشابه أو التقارب بين هذه اللغات؛ فاللغات أداة تعامل وتداول تنتقل وتؤثر وتتأثر بالحركة والاختلاط والتجاور والتبادل، والهجرات جزء من هذا كله ولكنها ليست كل شيء ولا يمكن أن ينظر إليها على أنها تشكل العامل الوحيد الذي يؤدي إلى ما بين أية مجموعة من اللغات من تشابه أو تقارب.
والملاحظة الثانية هي أن الارتباط بين الهجرات الدورية أو الكبيرة وبين الجفاف والإقفار الذي حل بالمناطق التي انطلقت منها هذه الهجرات أمر وارد، ولكنه لا يشكل مع ذلك حكما عاما أو قاعدة متواترة، فهناك من الشواهد التاريخية ما يثبته، لكن هناك كذلك ما ينفيه، وعلى سبيل المثال فمن الشواهد التي تؤيده الهجرات التي انطلقت في القرن الثاني عشر ق. م. من سهوب آسيا الوسطى بسبب عوامل الإقفار والقحط المترتب عليه. واندفعت غربا لكي تستقر في بعض مناطق آسيا الصغرى والقسم الشرقي من أوروبا وليفر أمامها عدد من الشعوب أو الأقوام التي حاولت أن تستقر في مناطق مختلفة على الشواطئ الشرقية للبحر المتوسط، وقد عرفت هذه الشعوب في التاريخ القديم باسم شعوب البحر (1). ومن هذه المنطقة "آسيا الوسطى" كذلك انطلقت في القرن الرابع الميلادي قبائل الهون التي أغارت على الحدود الشمالية الشرقية للإمبراطورية الرومانية واستقرت في عدد من مناطق أوروبا الشرقية. والمنطقة نفسها شهدت في القرن الحادي عشر الميلادي انطلاق القبائل التركية التي استقرت في آسيا الصغرى والشريط الساحلي الأوروبي لمداخل البحر الأسود لتؤسس الدولة العثمانية فيما بعد.
ولكن مع ذلك فالتاريخ يقدم لنا، من الجانب الآخر، أمثلة لا يرتبط فيها الجفاف والإقفار بالهجرات الكبيرة أو الدورية، فهناك مناطق انطلقت منها هجرات كبيرة دون أن تتعرض لأي جفاف أو إقفار، وأوضح مثل على ذلك هو هجرات القبائل الجرمانية المتبربرة التي اتجهت من مواطنها الأصلية في شمالي أوروبا لتجتاح حدود الإمبراطورية الرومانية في القرن الرابع وأوائل القرن الخامس الميلادي، على أن المنطقة التي جاءوا منها لم تتعرض لجفاف أو للإقفار. كذلك هناك مناطق أصابها الجفاف والإقفار ولم يؤدِّ ذلك إلى هجرة سكانها، وعلى سبيل المثال فقد عرفت مصر عدة فترات من الجفاف والقحط نتيجة لعدم فيضان النيل كانت كل فترة منها تمتد عدة سنوات، من بينها فترة على الأقل في العصر القديم ظلت ذكراها متواترة إلى أن أشار إليها القرآن الكريم، وفترة أخرى في العصر الوسيط ذكرها المؤرخون المسلمون. وكان المصريون حسب الانطباع الذي يتركه لدينا القرآن وحسبما سجل المؤرخون المسلمون، يقاسون مقاساة شديدة، ومع ذلك فلم يترك المصريون موطنهم الأصلي ويهاجروا إلى مناطق جديدة. والشيء ذاته نجده في وادي الرافدين، فقد عرفت هذه المنطقة فترات مشابهة من الجفاف والقحط في عصورها المختلفة نتيجة لانخفاض منسوب المياه في نهري دجلة والفرات في وقت الفيضان، وقد وعت ذاكرة السكان في وادي الرافدين القحط، والشدة التي تعرض لها سكان البلاد في تلك الفترات منذ القدم وسجلها التراث الشعبي العراقي القديم فيما تركوه من ملاحم في عصر السومريين والبابليين، ولكن هذه الملاحم لم تذكر ولو مرة واحدة شيئًا عن هجرة سكان وادي الرافدين أو عن تفكيرهم في الهجرة (2) .
والملاحظة الثالثة هي أنه ليس هناك سبب حقيقي يدعو إلى الافتراض أن كل الشعوب المتحدثة باللغات السامية قد هاجرت بالضرورة من موطن صحراوي أو أن هذه الشعوب قضت في أطوارها الأولى حياة بدوية، والدليل الذي أسوقه في هذا الصدد هو وضع "الأكديين" في وادي الرافدين في العصور القديمة. لقد كان هؤلاء الأكديون شعبا ساميا يقطن المنطقة الزراعية الوسطى في وادي الرافدين التي تمتد بين نهري دجلة والفرات من نهر في الجنوب إلى هيت وسامراء في الشمال تقريبا، وقد ظهروا بشكل قوي على مسرح تاريخ وادي الرافدين ابتداء من عهد الملك سرجون الأكدي "حوالي 2371-2316 ق. م" وإن كان هذا لا يعني أنهم لم يكونوا موجودين في المنطقة قبل ذلك. وقد كانت منطقتهم أكّد تقع إلى شمالي المدن السومرية التي ظهرت منذ فجر التاريخ في جنوب الوادي ورغم أن تداخلا حدث بين الأكديين وبين السومريين قبل عهد سرجون كما يشير إلى ذلك عدد من الألفاظ السومرية التي تبناها الأكديون وعدد من الألفاظ الأكدية السامية التي تبناها السومريون "وهم شعب كان يتحدث لغة لا علاقة لها بالمرة باللغات السامية" إلا أننا لا نجد نصا سومريا واحدا -على كثرة ما عثر عليه من هذه النصوص- يصف الأكديين بأنهم أعداء أو غزاة أو بدو، وهذا يشير إلى أنهم لم يكونوا وافدين إلى المنطقة من الصحراء، وإنما كانوا مستقرين فيها مثلما كان السومريون مستقرين في الجنوب. وفي الواقع فإن هذا الاستقرار يشير إليه أكثر من دليل، فقد كان الأكديون -رغم اختلاف اللغة- يمارسون نفس نمط الحياة الذي كان يمارسه السومريون "ولا غرابة في ذلك فالشعبان تحيط بهما ظروف طبيعية واحدة". فهم يعيشون مثلهم حياة حضرية في المدن والقرى ويشاطرونهم نفس أسلوب الحياة ونفس المعتقدات الدينية. وحين أصبحت السيادة على المنطقتين للأكديين منذ عهد الملك سرجون غيرت هذه السيادة تاريخ وادي الرافدين بأكمله، ولكنه رغم ذلك لم تغير الشخصية السومرية لحضارة وادي الرافدين. ومن بين الجوانب الكثيرة التي تشير إلى هذه الحقيقة جانب المعتقدات الدينية التي ظلت كما هي في مضمونها، وجانب الملاحم البطولية التي ظلت تتخذ محورا لها أبطالا سومريين وجانب الأساطير التي كانت في عهد السياسية الأكدية مجرد ترجمة للأساطير السومرية في أغلب الأحيان (3).
ب- تصور مطروح حول هذه الفكرة:
وبعد هذه الملاحظات المبدئية، وفي ضوئها، انتقل الآن إلى التصور الذي أريد أن أقدمه في مسألة الشعوب الناطقة باللغات السامية، إن الناظر إلى المنطقة التي استقرت فيها هذه الشعوب يجد أنها تشكل امتدادًا واحدًا متكاملًا، يضم شبه الجزيرة العربية ووادي الرافدين والصحراء السورية والمنطقة السورية، وحتى منطقة الحبشة التي تقع عبر البحر الأحمر لا يمكن اعتبارها في الحقيقة خارجة عن هذا الامتداد إذا أدخلنا في اعتبارنا أن الذي يفصل بينها وبين شبه الجزيرة العربية هو المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، وهو مدخل ضيق مليء بالجزر التي تشكل اتصالا بين الحبشة والطرف الجنوبي الغربي لشبه جزيرة العرب أكثر مما يشكل انفصالا بينهما. ومن الثابت جغرافيا أن هذه المنطقة كانت قبل نهاية عصر البلايستوسين "حوالي 1000 ق. م" منطقة خضراء آهلة بالسكان، ولنا أن نتصور أن هؤلاء السكان -بحكم تجاورهم وانتمائهم إلى منطقة واحدة- كانوا يتحدثون بلغات متقاربة أو بلهجات متقاربة من لغة واحدة.
ومن الثابت جغرافيا كذلك أن عصر الجفاف قد حل بهذه المنطقة "كما حل بامتداداتها في الشرق إلى نهر الإندوس في الهند، وفي الغرب إلى شواطئ المحيط الأطلسي" بحيث أدى الجفاف المستمر إلى إقفار المنطقة وتحولها إلى صحراء فيما عدا بعض المناطق التي سمحت ظروفها الجغرافية ببقاء الخضرة والخصوبة لسبب أو لآخر -مثل وادي الرافدين الذي كان فيه نهرَا دجلة والفرات قد نحتا مجراهما فتكون الوادي الخصب بينهما وأصبحا مصدرا لري هذا الوادي، ومثل بعض المناطق الأخرى في جنوب غربي شبه الجزيرة وعلى الساحل السوري وفي الحبشة، حيث تقوم المرتفعات بصد الرياح المحملة بالأمطار القليلة أو الكثيرة فتسقط هذه الأمطار على قلتها أو كثرتها في هذه المناطق لتعطيها نسبا متفاوتة من الخصوبة. ونتيجة لذلك فإن سكان المناطق التي استطاعت أن تتفادى نتائج الجفاف وتبقى على شيء من الخصوبة ظلوا مستقرين في مناطقهم الأصلية ومارسوا حياة الاستقرار بكثافات مختلفة حسب حظ مناطقهم من الماء ومن ثم من الخصوبة، في وادي الرافدين والساحل السوري ومنطقة اليمن والحبشة والواحات التي تحيط بالعيون والينابيع المتناثرة في المناطق الصحراوية الواسعة في شبه جزيرة العرب أو على تخومها الشمالية، أما سكان المناطق المقفرة فقد تراجعوا أمام زحف الصحراء إلى تخوم المناطق الخضراء المتبقية ليعيشوا حياة بدوية تقوم على الرعي، ومن ثم الارتحال حيثما تنمو الأعشاب من منطقة إلى منطقة، ومن موسم إلى موسم.
ويقدم لنا أحد الباحثين تصورا منطقيا وتاريخيا لما كان يمكن أن يجري في هذه المناطق الحدية الواقعة بين مناطق الخصوبة والاستقرار من جهة ومناطق البداوة والارتحال في الفترة السابقة لظهور الجمل في مناطق الشعوب السامية في غضون القرن الثاني عشر ق. م. حين كان الحمار لا يزال هو دابة النقل عند هذه الشعوب. وهو يذكر لنا في هذا المجال أن البدو كانوا على علاقة وثيقة ومستمرة مع المزارعين في المناطق الخصبة، فالمزارعون يشترون منهم بعض الأغنام ويزودونهم في مقابلها بالحبوب والتمر والأدوات والأسلحة والسلع الأخرى التي يحتاجون إليها في حياتهم اليومية، والصورة العامة لهذا التبادل هي أن أفرادا أو جماعات من الجانبين كانت تلتقي بشكل منتظم في القرى أو الأسواق الواقعة عادة خارج أسوار المدن، يتبادلون سلعهم ويتبادلون معها، دون شك، أحاديثهم وأفكارهم، وبعدها يعود البدو إلى مراعيهم التي ربما لم تبتعد عن هذه الأسواق والقرى إلا بضعة أميال، وفي بعض الأحيان فإن بعض الأفراد من البدو قد يتركون قبيلتهم لكي يعملوا في المدن إما كجنود مرتزقة أو كحرفيين أو كتجار. وفي أحيان أخرى فإن أسرة من البدو أو عشيرة أو قبيلة بكاملها قد تحصل على قطعة من الأرض داخل المنطقة المزروعة، إما يستولون عليها استيلاء أو يقدمها إليهم أصحاب الأراضي الزراعية أو حكوماتهم، وفيها يمارس البدو حياة الزراعة إلى جانب رعي الأغنام.
وفي ضوء هذه الظروف كان يحدث كثيرا أن تمد حكومات المناطق الزراعية سيطرتها في صورة أو في أخرى إلى القبائل البدوية ليستخدموهم كجنود مرتزقة أو مساعدة بشكل خاص كلما احتاجوا إليهم. ولكن الوضع قد ينعكس في أوقات الاضطرابات أو القلق السياسي فتشن القبائل البدوية بشكل فردي أو جماعي الغارات على المجتمعات الزراعية المستقرة وتنهب مدنها وتحتل مساحة صغيرة أو كبيرة من أراضيها تنتهي بالاستقرار فيها. وهكذا يأتي هذا الباحث إلى ختام تصوره التاريخي ليذكر أن استقرار البدو في المناطق الزراعية كان، على هذا النحو، تطورا بطيئا ويكاد يكون مستمرا مع فترات تدخل مسلح من حين لآخر. وهو في هذا كله لم يتم نتيجة لحركات "هجرات" كبيرة من قلب الصحراء إلى المناطق الزراعية، وإنما اتخذ شكل انتقال على مدى مكاني قصير أو متوسط في المناطق الحدية الواقعة بين الأراضي الزراعية حيث الاستقرار، والأراضي العشبية البدوية (4).
وهذا التصور وارد إلى حد كبير. ورغم اقتصار الباحث في حديثه على الفترة السابقة لظهور الجمل في حياة الشعوب السامية، إلا أنه بالإمكان أن يغطي، بشكل جانبي، الفترة التالية لظهور الجمل كدابة نقل تصلح للمسافات البعيدة. وفي الواقع فإن ظهور الجمل في حياة البدو من الممكن أن يزيد من حجم هذا الاتصال بين سكان المناطق الواقعة حول العيون والينابيع في قلب الصحراء وبين المناطق الخصبة المزروعة. وقد يتم هذا عن طريق التعامل التجاري بين أطراف شبه الجزيرة العربية وهو أمر وجد فعلا فظهرت خطوط القوافل التجارية لتصل بين سكان شبه الجزيرة العربية والمناطق المتاخمة لها في وادي الرافدين والمنطقة السورية، وقد ساعد على هذا دون شك الموقع المتوسط لشبه الجزيرة الذي كانت تمر بشماله الخطوط التجارية البرية الآتية من الشرق الأقصى والذي كانت تمر على شواطئه الخطوط البحرية من المحيط الهندي والموانئ اليمنية في الجنوب الغربي لشبه الجزيرة العربية، ومنها تنتقل بالطرق البرية إلى الساحل السوري في الشمال ومنه إلى الشواطئ المتعددة للبحر المتوسط، وهي طرق لم تندثر حتى بعد أن نشطت الحركة التجارية في البحر الأحمر.
هذه الحركة التجارية التي كانت تجعل أجزاء شبه الجزيرة العربية على اتصال دائم مع المناطق المتاخمة لها -كانت دون شك استمرارا موسعا لما كان يحدث في الفترة السابقة من تداخل بين مناطق البداوة والحضارة قبل أن يظهر الجمل في أفق الشعوب السامية. وقد كان هذا كله وسيلة لاتصال مستمر بين هذه الشعوب لا يجعل لغاتها تنفصل عن بعضها إلى نقطة اللا عودة أو حتى إلى نقطة الاختلاف الكبير -وهو اتصال لم تقتصر مقوماته على هذه التحركات السلمية، وإنما امتد ليشمل تحركات من نوع آخر كانت تتم بشكل توسعي، سياسي وعسكري، وكانت تتخذ عادة شكل حروب وغارات تقوم بها القوات الآشورية والبابلية الحديثة بشكل خاص على المناطق الواقعة إلى غربيها، وفي أثناء هذه التوسعات سواء أكانت مؤقتة أو طويلة الأجل كانت في حد ذاتها نوعا من استمرار الصلة، وإن تم بشكل عنيف، داخل دائرة هذه الشعوب (5). وشيء مثل هذا يمكن أن يقال بتفاصيل أخرى عن العلاقة بين جنوب غربي شبه الجزيرة ومنطقة الحبشة عبر مضيق باب المندب عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر وبخاصة في القرن السادس الميلادي.
ونحن نستطيع أن ندرك مدى استمرار الصلة بين هذه الشعوب "بغض النظر عن الصورة التي تتخذها هذه الصلة" ومن ثم استمرار التقارب بين لغاتها، إذا أضفنا إلى كل هذا أن المنطقة بأكملها كانت تقع بين القوات أو الإمبراطوريات الكبيرة؛ في الشرق حيث الفرس، وفي الغرب حيث الدول المتأغرقة التي قامت في بداية القرن الثالث على أنقاض إمبراطورية الإسكندر الأكبر، ثم الإمبراطورية الرومانية ثم الإمبراطورية البيزنطية، وأن هذه الإمبراطوريات كانت في صراع شبه دائم إن لم يكن دائما فعلا في علاقاتها، وأن هذا الصراع كان يمتد في بعض الأحيان لكي يدخل فيه طرف ثالث مثل دولة الحبشة "وبخاصة في فترة الصراع بين البيزنطيين والفرس". وفي خلال كل هذا كان سكان المنطقة ينشطون بأشكال وصور مختلفة حسب نوعية الظروف التي تبرز من مرحلة إلى مرحلة، فتقوم لهم دول مستقلة مثل مملكة تدمر أو مملكة الأنباط أو إمارات تابعة أو شبه تابعة مثل إمارة المناذرة في الحيرة وإمارة الغساسنة في الشام، وتنشط الخطوط التجارية من حين لآخر إذا تمخضت كل هذه العلاقات أو بعضها عن ظروف مواتية، أو تنشط المواجهات العسكرية في ظروف أخرى، فيتم الاتصال سلاما أو عنفا، ولكنه في كلتا الحالين محافظ على استمرار التقارب بين لغات هذه الشعوب.
وأخيرا، وليس آخرا، فنحن نستطيع أن نضيف إلى كل ما سبق ذكره عاملين سبق أن أشرت إلى أحدهما بشكل جانبي، وأحد العاملين هو دون شك الاضطرابات التي كانت تحدث في بعض المناطق مثل اليمن لتصيب الاستقرار والموارد الاقتصادية فيهاجر بعض أبناء المنطقة إلى مناطق أخرى بحثًا عن الأمن والاستقرار وعن موارد جديدة. أما العامل الآخر الذي لا ينبغي أن نستبعده احتمالا، أو حتى ترجيحا، في ضوء ظروف الجفاف والقحط التي يمكن، إذا اشتدت وطأتها، أن تدفع بأعداد منظمة أو شبه منظمة من السكان إلى ترك مناطقهم إلى مناطق أخرى أكثر خصبًا وبخاصة بعد ظهور الجمل في حياة الشعوب السامية، وإن كنت أبادل فأقول: إن تحديد هذه الهجرات وترتيبها في أزمان محددة واستقرارها في مناطق محددة هو أمر لا نملك أن ندعمه بشواهد تاريخية قاطعة حتى الآن.
وهكذا أصل إلى نهاية النقاش لأذكِّر بأن الحديث عن الشعوب السامية، ومن بينها العرب، ليس حديثا عن شعوب تنتمي إلى عنصر واحد وتنحدر من أصل واحد لهذا العنصر، وإنما هو حديث عن شعوب تتقارب لغاتها إلى حد واضح في عدد من الجوانب المهمة، من بينها جذور ألفاظها وطريقة تكوين هذه الألفاظ وتصريفها ومن بينها الأسماء الدالة على تكوين الأسرة وعلى التنظيمات السياسية والعلاقات الاجتماعية والمعتقدات الدينية -وكلها، كما هو ظاهر، تدور حول تكوين المجتمع وحركته، ومن ثم تدل على احتكاك مستمر بين هذه الشعوب. على أن هذا كله لا يدفعنا، وليس هناك مبرر علمي أو تاريخي لأن يدفعنا، إلى افتراض موطن أصلي لهذه الشعوب انطلقت منه في صورة هجرات دورية كبيرة منتظمة إلى بقية أرجاء المنطقة التي استقرت فيها بشكل نهائي، وإنما التصور الذي يتعارض مع المنطق والذي يتفادى كثيرا من النقد العلمي والتاريخي هو أن التشابه الذي نراه بين لغات هذه الشعوب حتى الآن هو نتيجة لتعامل مستمر اتخذ أشكالًا متعددة.
ومن بين أشكال هذا التعامل، التداخل البطيء الذي كان يتم بين المناطق البدوية والمناطق الزراعية التي تقع على تخومها في الفترة السابقة لظهور الجمل كدابة نقل تملك الإمكانات المناسبة للتنقلات البعيدة سواء من حيث الأحمال أو الاحتمال (6) ومن بينها احتمال هجرات كبيرة من حين لآخر بسبب اشتداد القحط أو بسبب اختلال الأمن وتدهور العناية بالموارد الاقتصادية في منطقة أو أخرى. ومن بينها كذلك ما دار داخل المنطقة من علاقات سلمية أو حربية بين المناطق الواقعة في داخلها. وإلى جانب كل هذا كان هناك الموقع المتوسط الذي تشغله المنطقة بين الشرق والغرب، فكانت ممرا تجاريا نشطا بينهما، وهو ممر اشتركت فيه بقوافلها بكل ما تمثله هذه القوافل من معاملات واتصالات بين شعوبها، كما تأثرت بسبب هذا الموقع المتوسط، بالقوات الكبرى التي ظهرت في الشرق أو في الغرب بكل ما يستتبعه هذا من تحركات ولقاءات سلمية أو حربية كانت المنطقة في خلالها همزة وصل في كثير من الأحيان.
ج- العرب وفكرة الأصل السامي:
هذا، إذن، هو التصور الذي أطرحه فيما يخص الساميين أو الشعوب السامية وأصلهم وصلتهم بشبه جزيرة العرب، وهنا نصل إلى سؤال أخير: أين موقع العرب من هذه الشعوب السامية؟ لقد بدأ الحديث عن أصل العرب بين الإخباريين أو كتَّاب الأخبار الأول في صدر الإسلام عند اثنين من هؤلاء هما عبيد بن شرية الجرهمي وهو يمني، ووهب بن منبه وهو يمني كذلك، وجاء الحديث ضمن ما رواه هذان الإخباريان عن أصل الشعوب الموجودة من عرب وغير عرب، واستمر هذا الحديث في الكتابات العربية في العصر الإسلامي عدة قرون زادت فيها تفاصيله وتشعبت وتداخلت حتى لخصها وصنفها ابن خلدون في أواخر القرن الثامن الهجري "أواخر القرن الرابع عشر الميلادي" في الجزء الثاني "الذي يلي جزء المقدمة" من تاريخه المعروف "العبر وديوان المبتدأ والخبر".
ودون دخول في تفاصيل الأنساب التي ربطها هؤلاء الكتاب بالعرب وفي اختلافاتهم في هذه الأنساب، فقد اتفقوا بشكل عام إلى تقسيم العرب إلى طبقتين أساسيتين هما العرب البائدة ومن بينهم قبائل عاد وثمود وطسم وجديس، وقد باد هؤلاء لسبب أو لآخر، وعرب باقية، وهؤلاء بدورهم قسمهم الكتاب من إخباريين ومؤرخين إلى طبقتين: العرب العاربة أي أصحاب اللسان العربي الأول، الذين أخذوا عن هؤلاء اللغة العربية واصطنعوها لسانا لهم. والذي يهمنا في صدد الحديث الحالي هو ما ورد في هذه الكتابات من محاولات لربط العرب عرقيا، أي عن طريق تسلسل النسب وقرابة الدم بالأصل السامي، وهي محاولات يظهر من بينها، على سبيل المثال، ما ذكره عبيد بن شرية في أثناء حديثه عن أبناء نوح -عليه السلام- من أن أحد أبنائه وهو "سام" كان له ابنان، أحدهما إرم وإليه وإلى بنيه ينتسب العرب (7). وما ذكره عدد من الكتاب الآخرين، مثل البلاذري والمسعودي، من أن العرب العاربة ينتسبون إلى قحطان بن عامر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح (8).
ورغم أن هذه الكتابات ظهرت جميعا بعد انتهاء العصر الجاهلي وظهور الدعوة الإسلامية، بل كان ظهور بعضها بعد الإسلام بعدة قرون كما أسلفت، ورغم أن بعضها على الأقل تحيط به شكوك كثيرة سواء فيما يخص الملابسات التي أحاطت بالكتابة نفسها أو بمضمون هذه الكتابة أو فيما يخص الاختلافات بين أصحاب هذه الكتابات (9)، إلا أن نقطة أساسية لا بد أن نعترف بها قبل البدء في مناقشة هذا الانتساب العرقي بين العرب وبين سام بن نوح، وهذه النقطة هي أن العرب كانوا حريصين على ظاهرة النسب في عمومها، وعلى وجه الخصوص في العصر الجاهلي، وهو أمر نلمسه بشكل واضح في الشعر الجاهلي وما فيه من مواضع كثيرة يفخر فيها شعراء الجاهلية بانتسابهم إلى عشيرة أو قبيلة معينة، أو يهجون فيها عشيرة أو قبيلة أخرى. وفي الواقع فإن هذه الظاهرة كانت من طبيعة الأشياء في شبه جزيرة العرب بكل ما أحاط بها من ظروف طبيعية تجعل العصبية رابطة أساسية تتكتل أو تلتف حولها كل مجموعة من المجموعات التي انقسم إليها سكانها، تلتف حولها القبائل البدوية في تلمسهم لأسباب الحياة تسابقا وتصارعا فيما بينها حول منابت العشب ومنابع الماء أو إغارة على قبائل الحضر المستقرة، وتتكتل حولها قبائل أو عشائر الحضر سواء في تصديقهم، عنفا أو سلاما، لغارات البدو، أو في صراعهم فيما بينهم داخل المدينة الواحدة أو داخل الإمارة أو المملكة الواحدة في صراعها حول الاستئثار بزمام السلطة وما يعنيه هذا من خير كثير في وقت لم يكن فيه سكان شبه الجزيرة قد عرفوا التكتل حول إيديولوجيات سياسية، ومن ثم كان التصور الوارد هو التكتل حول العصبية التي تقوم على أساس من رابطة العرق أو رابطة الدم والانتماء إلى أصل واحد سواء أكان حقيقيا أو موهوما. ونحن نلمس هذا التمسك بأرومة الدم أو الأصل الواحد في احتفاظ عدد من الأقوام أو المجموعات التي سكنت بعض أقسام شبه الجزيرة العربية بأسمائها حتى بعد أن تنتقل، لسبب أو لآخر، من مواطنها الأصلية إلى مواطن أخرى بعيدة عنها، فقوم عاد الذين يشير القرآن الكريم إلى موطنهم الأصلي في منطقة الأحقاف في القسم الجنوبي من شبه الجزيرة تحت اسم عاد الأولى، لا نلبث أن نراهم، سواء في القرآن الكريم أو في الكتابات الكلاسيكية في موطنهم الجديد في القسم الشمالي الغربي من شبه الجزيرة، محتفظين باسمهم القديم، والثموديون الذين لا تزال نقوشهم قائمة حتى الآن في المنطقة الوسطى نراهم، هم الآخرون، وقد احتفظوا باسمهم في المنطقة الشمالية الغربية، مرة أخرى في المصادر القرآنية والكلاسيكية (10). والشيء ذاته ينطبق على السبئيين، وهم من عرب الجنوب الذين أسسوا في الشمال مدنا أو مستوطنات تحت اسم سبأ مؤثرين بذلك إلى إيثارهم لتسميتهم كقوم على أية معطيات مكانية قد توحي باسم جديد.
وإذن فتصور الرابطة العرقية كنقطة تكتل بين المجموعات التي سكنت شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام "وفي الواقع حتى بعد ظهور الإسلام رغم كل ما حملت الدعوة الإسلامية من قيم جديدة تتجاوز القبلية والعنصرية عموما" هو تصور قائم، ومن ثم يصبح الحديث عن الأنساب عند العرب أمرا واردا، وهو حديث يصل التشبث به في الواقع إلى ما يتجاوز أنساب البشر في بعض الأحيان إلى محاولة لتسبب الخيل ذاتها (11). ولكن، مع ذلك، فالحديث عن تأصيل النسب شيء، والمغالاة في هذا التأصيل شيء آخر، وفي هذا الصدد قد يكون من المعقول والمنطقي أن يعرف أبناء أسرة أو عشيرة نسبهم بشيء من الدقة النسبية إلى حدود معينة، أما أن يدفع هذا النسب تأصيلا إلى عهد سام بن نوح "وفي بعض الأحيان إلى عهد آدم (12)، الأب الأول للبشرية" فأمر لا بد أن يدخل فيه قدر كبير من النحت والخيال. وفي الواقع فإنه لا يوجد مما تركه له سكان شبه الجزيرة قبل الإسلام، سواء في مجال الآثار أو المخلفات المادية، أو في مجال النقوش والشعر، ما يشير إلى اعتقادهم في هذا النسب الذي يصل إلى سام بن نوح، كما أن محاولة تأصيل هذا النسب بين كتاب العصر الإسلامي قد أوقعت هؤلاء الكتاب في قدر غير قليل من الحرج والتناقض وما يؤدي إليه هذا من تخريجات وتبريرات من بينها، على سبيل مثال واحد، ما عمد إليه بعضهم في سد الفجوة بين أجيال العرب العاربة والمستعربة (13).
والتصور الذي أطرحه أعود فيه إلى ما سبق أن ذكرته في هذا الحديث وهو أن نقاء العناصر أو الأجناس أمر لم يعد واردًا من الناحية العلمية الآن؛ ومن ثم فإن محاولة تنسيب العرب إلى أصل معين، سواء إلى سام أو إلى غير سام، تخرج بدورها عن نطاق التحديد العلمي. وأزيد هنا أن محاولات التنسيب والتأصيل العرقي كانت طريقة سائدة في العصور القديمة، كما حدث، على سبيل المثال، عندما حاول الرومان تنسيب -أن ينسبوا- رومولوس ROMOLUS المؤسس الأسطوري لمدينة روما إلى البطل الطروادي إينياس aeneas "الذي قد يكون بدوره بطلا أسطوريا". بل لقد وصلت هذه المحاولات عند عدد من الشعوب إلى تنسيب الآلهة ذاتها، كما حدث في ملحمة "إينوما إيليش" "حينما في العلا" التي تروي أسطورة الخلق عند البابليين، أو في ملحمة "ثيوجونيا" theogonia "سلالة الآلهة" التي حاول فيها الشاعر اليوناني هزيودوس hesiodos أن يفصل فيها نسب الآلهة عند اليونان (14). فإذا أضفنا إلى هذا الاتجاه العام ما ذكرته عن تمسك عرب شبه الجزيرة في الجاهلية برابطة العصبية التي كانت تتمثل في رابطة عرقية ذات انطباع عميق في تصور العرب، تصبح لدينا البذرة الأولى لفكرة التنسيب التي ظهرت في الكتابات العربية بعد الإسلام.
وقد وجد العرب أنفسهم بعد الإسلام أمام تحديات حضارية جديدة، فالفتوح الإسلامية وضعتهم وجها لوجه أمام حضارات قديمة مستقرة لا بد أنها دفعتهم أمام تأكيد هويتهم أمام هذه الحضارات وهو أمر نجد صداه فيما يذكره الكتاب العرب في العصر الإسلامي من صفات يتميز بها العرب عن غيرهم (15) -الأمر الذي نجده في شكل أوسع في أثناء ظهور الحركة الشعوبية في العصر العباسي حين أخذ الفرس يمجدون أصلهم ويتعالون به على العرب، فكان رد الفعل عند العرب أن قابلوا ذلك بتمجيد مماثل للأصل العربي وللصفات العربية. وفي مجال تأكيد الهوية يصبح تأصيل النسب أمرًا واردًا بالدرجة الأولى. أما عن إرجاع هذا النسب إلى سام بن نوح فهو يمثل عنصر الإسرائيليات التي بدأت تتسرب إلى الكتابات العربية آنذاك، وبخاصة إذا عرفنا أن عددا من الكتاب كانوا إما من أصل يهودي أو متأثرين بالكتابات والأخبار الإسرائيلية، مثل عبيد بن شريه الجرهمي ووهب بن منبه وأبي عبيدة معمر بن المثنى التميمي (16).
وهكذا تصبح الكتابات العربية التي ظهرت في العصر الإسلامي عن أنساب العرب وردها إلى سام بن نوح نتاجا طبيعيا للظروف التي أحاطت بعرب شبه الجزيرة سواء في العصر السابق لظهور الإسلام، أو بعد ظهور الدعوة الإسلامية وفترة الفتوحات العربية. وهي كتابات عكست تصور العرب آنذاك، ولكننا لا يمكن أن ننظر إليها الآن كحقائق علمية، وإن كانت من جهة أخرى لا تخلو من فائدة فيما تعكسه من اختلافات بين عرب الجنوب وعرب الشمال في شبه الجزيرة، وهو اختلاف له أصوله من حيث الغنى والفقر والحضارة والبداوة وأسلوب الحياة بوجه عام، كما تعكس لنا ذكريات، مهما كانت باهتة في أذهان العرب آنذاك، عن أقوام من شبه الجزيرة ظهروا في بعض الفترات ثم هاجروا أو اندثروا وبعضهم، رغم وحدة المقام في شبه الجزيرة العربية، كانوا يتحدثون بلهجات أخرى غير اللهجة التي أصبحت لغتهم العربية. ولعل كل ما يمكن أن نصل إليه في هذا الموضوع بشكل محدد هو أن عرب شبه الجزيرة الذين سبق أن رينا كيف أسهمت الظروف في تبلور شخصيتهم أو هويتهم الجماعية بشكل تدريجي في الفترة السابقة للإسلام، كانوا عند ظهور الإسلام قد بدءوا يشعرون بشكل محدد بأنهم قوم لهم صفة عربية محددة سواء كمجموعة بشرية لها صفات عامة تجمعها وتميزها عن غيرها، أو كأصحاب لغة عامة موحدة تجمع بينهم رغم اختلاف لهجاتهم المحلية، وأن لديهم انطباعا عاما يعتقدون من خلاله أنهم ينحدرون من سلالة إبراهيم -عليه السلام- وقد أكد القرآن الكريم هاتين الفكرتين بشكل يدل على أن عرب شبه الجزيرة كان لديهم هذا الانطباع (17).
__________
(1) النصوص المتعلقة بهجرات وتحركات شعوب البحر، ترجمة إنجليزية لها وتعليق عليها في: J.Wilson:the war against the people of the
G.a،wainwright some. 262 - 263 صفحات sea "anet"
sea-peoples and others in the hittite archives، journal of egyptian archaeology "J.E.A." XXV 1939.
(2) عن إحدى فترات الإقفار والقحط في مصر في العصور القديمة، راجع القرآن الكريم: سورة يوسف، آيات 43 - 48، إحدى فترات الإقفار في العصور الوسطى يشير إليها المؤرخ الإسلامي عبد اللطيف البغدادي. مثال من فترات الإقفار والقحط في وادي الرافدين في العصور القديمة يرد في النصوص الخاصة بالطوفان في النسخة البابلية "أتراخاسيس"، راجع ترجمتها العربية في فاضل عبد الواحد علي: المرجع ذاته، صفحات 60 - 61.
(3) G.ROUX: المرجع ذاته، صفحات 139-140.
(4) الكاتب ذاته: المرجع ذاته، ص 138.
(5) يوجد عرض وتحليل للنصوص المسمارية المتعلقة بهذه العلاقات التوسعية في رضا جواد الهاشمي: العرب في ضوء النصوص المسمارية، مجلة كلية الآداب، جامعة بغداد، عدد 22، شباط 1978، صفحات 639 - 666.
(6) عن تاريخ ظهور الجمل عند الساميين راجع: G.ROUX: المرجع ذاته، ص 138. وعن مناقشة هذا التاريخ بتوسع راجع forbs: studies in ancient technology "leiden 1995" صفحات 187-203. عن الإمكانات التي يملكها الجمل للتنقلات البعيدة من حيث الأحمال والاحتمال راجع: حاشية 22 من الباب الثالث من هذه الدراسة.
(7) وهب بن منبه: التيجان في ملوك حمير "حيدر آباد الدكن 1347هـ" كذلك عبيد بن شرية: أخبار اليمن وأشعارها وأنسابها أو كتاب الملوك وأخبار الماضين "ملحق بكتاب التيجان لوهب بن منبه" صفحات 316-319.
(8) البلاذري: أنساب الأشراف ج1، "القاهرة، 1959" ص4، المسعودي: مروج الذهب، ج2 "القاهرة، 1958" ص71.
(9) كان عبيد بن شرية أحد المقربين في بلاط معاوية بن أبي سفيان، راجع المسعودي: ذاته ج2، ص85. عن طريقة روايته لأخباره التي تأخذ شكل المسامرة للخليفة، راجع: عبيد بن شرية: ذاته، صفحات 313 وما بعدها، كذلك المسعودي: ذاته، ج3، ص40.
(10) عن عاد: راجع الباب الخامس من هذه الدراسة، عن ثمود راجع: البابين الرابع والخامس من هذه الدراسة.
(11) ابن الكلبي: نسب فحول الخيل في الجاهلية والإسلام، القاهرة 1946.
(12) على سبيل المثال، الموضوع الأول في كل من وهب بن منبه: ذاته، الهمداني: صفة جزيرة العرب.
(13) هذه الملاحظة في سعد زغلول عبد الحميد: في تاريخ العرب قبل الإسلام، بيروت، 1975، ص84 "راجع ابن خلدون: ذاته، ج2، ص47 مقتبسة في حاشية 3 في الصفحة ذاتها".
(14) النص الكامل لملحمة إينوما إيليش في anet، صفحات 61-72، نقل النص الآكدي إلى الإنجليزية e.a.speiser تحت عنوان: the creation epic. عن سلالة الآلهة عند اليونان راجع: hesiod theogonia، الملحمة كلها. عن إينياس ورومولوس، راجع عرضا عاما لمحاولات الرومان في هذا الصدد في m. cary: a. history of rome ط2 "1960 oxford" ص35، وحاشية 12، ص40. عن أسفار إينياس الأسطورية التي حملته إلى الشواطئ الإيطالية راجع الإنيادة للشاعر اللاتيني فرجيليوس، النشيد الثالث.
(15) راجع، على سبيل المثال، الهمداني: صفة جزيرة العرب، ص3، الذي يضفي على العرب عددا من الصفات المميزة لعرب شبه الجزيرة، سواء في طريقة نطقهم أو في صفاتهم الجسمانية أو في صفاتهم النفسية، أو في معاملاتهم مع غيرهم.
(16) عن الأصل اليهودي لأبي عبيدة التميمي راجع ابن النديم: الفهرست، ص53. عن انتشار التأثيرات الإسرائيلية "على علاتها" عموما، راجع جواد علي: ذاته، ج1، صفحات 121-122.
(17) الإشارة إلى الصفة العربية في القرآن الكريم: سورة فصلت:44، الإشارة إلى الأعراب "عشر مرات": سورة التوبة:90، 97، 98، 99، 101، 120، سورة الأحزاب: 20، سورة الفتح: 11، 16، سورة الحجرات: 14، الإشارة إلى اللسان العربي "10 مرات": سورة النحل: 103، سورة يوسف: 2، سورة الرعد: 37، سورة طه: 113، سورة الزمر: 28، سورة فصلت: 3، سورة الشورى: 7، سورة الزخرف: 3، سورة الأحقاف: 12، الشعراء: 195.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|