x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
النحو
اقسام الكلام
الكلام وما يتالف منه
الجمل وانواعها
اقسام الفعل وعلاماته
المعرب والمبني
أنواع الإعراب
علامات الاسم
الأسماء الستة
النكرة والمعرفة
الأفعال الخمسة
المثنى
جمع المذكر السالم
جمع المؤنث السالم
العلم
الضمائر
اسم الإشارة
الاسم الموصول
المعرف بـ (ال)
المبتدا والخبر
كان وأخواتها
المشبهات بـ(ليس)
كاد واخواتها (أفعال المقاربة)
إن وأخواتها
لا النافية للجنس
ظن وأخواتها
الافعال الناصبة لثلاثة مفاعيل
الأفعال الناصبة لمفعولين
الفاعل
نائب الفاعل
تعدي الفعل ولزومه
العامل والمعمول واشتغالهما
التنازع والاشتغال
المفعول المطلق
المفعول فيه
المفعول لأجله
المفعول به
المفعول معه
الاستثناء
الحال
التمييز
الحروف وأنواعها
الإضافة
المصدر وانواعه
اسم الفاعل
اسم المفعول
صيغة المبالغة
الصفة المشبهة بالفعل
اسم التفضيل
التعجب
أفعال المدح والذم
النعت (الصفة)
التوكيد
العطف
البدل
النداء
الاستفهام
الاستغاثة
الندبة
الترخيم
الاختصاص
الإغراء والتحذير
أسماء الأفعال وأسماء الأصوات
نون التوكيد
الممنوع من الصرف
الفعل المضارع وأحواله
القسم
أدوات الجزم
العدد
الحكاية
الشرط وجوابه
الصرف
موضوع علم الصرف وميدانه
تعريف علم الصرف
بين الصرف والنحو
فائدة علم الصرف
الميزان الصرفي
الفعل المجرد وأبوابه
الفعل المزيد وأبوابه
أحرف الزيادة ومعانيها (معاني صيغ الزيادة)
اسناد الفعل الى الضمائر
توكيد الفعل
تصريف الاسماء
الفعل المبني للمجهول
المقصور والممدود والمنقوص
جمع التكسير
المصادر وابنيتها
اسم الفاعل
صيغة المبالغة
اسم المفعول
الصفة المشبهة
اسم التفضيل
اسما الزمان والمكان
اسم المرة
اسم الآلة
اسم الهيئة
المصدر الميمي
النسب
التصغير
الابدال
الاعلال
الفعل الصحيح والمعتل
الفعل الجامد والمتصرف
الإمالة
الوقف
الادغام
القلب المكاني
الحذف
المدارس النحوية
النحو ونشأته
دوافع نشأة النحو العربي
اراء حول النحو العربي واصالته
النحو العربي و واضعه
أوائل النحويين
المدرسة البصرية
بيئة البصرة ومراكز الثقافة فيها
نشأة النحو في البصرة وطابعه
أهم نحاة المدرسة البصرية
جهود علماء المدرسة البصرية
كتاب سيبويه
جهود الخليل بن احمد الفراهيدي
كتاب المقتضب - للمبرد
المدرسة الكوفية
بيئة الكوفة ومراكز الثقافة فيها
نشأة النحو في الكوفة وطابعه
أهم نحاة المدرسة الكوفية
جهود علماء المدرسة الكوفية
جهود الكسائي
الفراء وكتاب (معاني القرآن)
الخلاف بين البصريين والكوفيين
الخلاف اسبابه ونتائجه
الخلاف في المصطلح
الخلاف في المنهج
الخلاف في المسائل النحوية
المدرسة البغدادية
بيئة بغداد ومراكز الثقافة فيها
نشأة النحو في بغداد وطابعه
أهم نحاة المدرسة البغدادية
جهود علماء المدرسة البغدادية
المفصل للزمخشري
شرح الرضي على الكافية
جهود الزجاجي
جهود السيرافي
جهود ابن جني
جهود ابو البركات ابن الانباري
المدرسة المصرية
بيئة مصر ومراكز الثقافة فيها
نشأة النحو المصري وطابعه
أهم نحاة المدرسة المصرية
جهود علماء المدرسة المصرية
كتاب شرح الاشموني على الفية ابن مالك
جهود ابن هشام الانصاري
جهود السيوطي
شرح ابن عقيل لالفية ابن مالك
المدرسة الاندلسية
بيئة الاندلس ومراكز الثقافة فيها
نشأة النحو في الاندلس وطابعه
أهم نحاة المدرسة الاندلسية
جهود علماء المدرسة الاندلسية
كتاب الرد على النحاة
جهود ابن مالك
اللغة العربية
لمحة عامة عن اللغة العربية
العربية الشمالية (العربية البائدة والعربية الباقية)
العربية الجنوبية (العربية اليمنية)
اللغة المشتركة (الفصحى)
فقه اللغة
مصطلح فقه اللغة ومفهومه
اهداف فقه اللغة وموضوعاته
بين فقه اللغة وعلم اللغة
جهود القدامى والمحدثين ومؤلفاتهم في فقه اللغة
جهود القدامى
جهود المحدثين
اللغة ونظريات نشأتها
حول اللغة ونظريات نشأتها
نظرية التوقيف والإلهام
نظرية التواضع والاصطلاح
نظرية التوفيق بين التوقيف والاصطلاح
نظرية محاكات أصوات الطبيعة
نظرية الغريزة والانفعال
نظرية محاكات الاصوات معانيها
نظرية الاستجابة الصوتية للحركات العضلية
نظريات تقسيم اللغات
تقسيم ماكس مولر
تقسيم شليجل
فصائل اللغات الجزرية (السامية - الحامية)
لمحة تاريخية عن اللغات الجزرية
موطن الساميين الاول
خصائص اللغات الجزرية المشتركة
اوجه الاختلاف في اللغات الجزرية
تقسيم اللغات السامية (المشجر السامي)
اللغات الشرقية
اللغات الغربية
اللهجات العربية
معنى اللهجة
اهمية دراسة اللهجات العربية
أشهر اللهجات العربية وخصائصها
كيف تتكون اللهجات
اللهجات الشاذة والقابها
خصائص اللغة العربية
الترادف
الاشتراك اللفظي
التضاد
الاشتقاق
مقدمة حول الاشتقاق
الاشتقاق الصغير
الاشتقاق الكبير
الاشتقاق الاكبر
اشتقاق الكبار - النحت
التعرب - الدخيل
الإعراب
مناسبة الحروف لمعانيها
صيغ اوزان العربية
الخط العربي
الخط العربي وأصله، اعجامه
الكتابة قبل الاسلام
الكتابة بعد الاسلام
عيوب الخط العربي ومحاولات اصلاحه
أصوات اللغة العربية
الأصوات اللغوية
جهود العرب القدامى في علم الصوت
اعضاء الجهاز النطقي
مخارج الاصوات العربية
صفات الاصوات العربية
المعاجم العربية
علم اللغة
مدخل إلى علم اللغة
ماهية علم اللغة
الجهود اللغوية عند العرب
الجهود اللغوية عند غير العرب
مناهج البحث في اللغة
المنهج الوصفي
المنهج التوليدي
المنهج النحوي
المنهج الصرفي
منهج الدلالة
منهج الدراسات الانسانية
منهج التشكيل الصوتي
علم اللغة والعلوم الأخرى
علم اللغة وعلم النفس
علم اللغة وعلم الاجتماع
علم اللغة والانثروبولوجيا
علم اللغة و الجغرافية
مستويات علم اللغة
المستوى الصوتي
المستوى الصرفي
المستوى الدلالي
المستوى النحوي
وظيفة اللغة
اللغة والكتابة
اللغة والكلام
تكون اللغات الانسانية
اللغة واللغات
اللهجات
اللغات المشتركة
القرابة اللغوية
احتكاك اللغات
قضايا لغوية أخرى
علم الدلالة
ماهية علم الدلالة وتعريفه
نشأة علم الدلالة
مفهوم الدلالة
جهود القدامى في الدراسات الدلالية
جهود الجاحظ
جهود الجرجاني
جهود الآمدي
جهود اخرى
جهود ابن جني
مقدمة حول جهود العرب
التطور الدلالي
ماهية التطور الدلالي
اسباب التطور الدلالي
تخصيص الدلالة
تعميم الدلالة
انتقال الدلالة
رقي الدلالة
انحطاط الدلالة
اسباب التغير الدلالي
التحول نحو المعاني المتضادة
الدال و المدلول
الدلالة والمجاز
تحليل المعنى
المشكلات الدلالية
ماهية المشكلات الدلالية
التضاد
المشترك اللفظي
غموض المعنى
تغير المعنى
قضايا دلالية اخرى
نظريات علم الدلالة الحديثة
نظرية السياق
نظرية الحقول الدلالية
النظرية التصورية
النظرية التحليلية
نظريات اخرى
النظرية الاشارية
مقدمة حول النظريات الدلالية
أخرى
النحت في اللغة العربية - اشتقاق الكبار
المؤلف: د. خالد نعيم الشناوي
المصدر: فقه اللغات العروبية وخصائص العربية
الجزء والصفحة: ص 244 - 252
19-7-2016
23899
النحت اللغوي ضرب من الاشتقاق، إذ انقسم الباحثون من علماء اللغة إزاء نسبة النحت إلى الاشتقاق، إلى أربعة فرقاء :
الفريق الأول : ويرى (أن مراعاة معنى الاشتقاق وجعل النحت نوعا منه : ففي كل منهما توليد شيء من شيء ، وفي كل منهما فرع وأصل ، ولا يتمثل الفرق بينهما إلا في اشتقاق كلمة من كلمتين أو أكثر على طريقة النحت واشتقاق كلمة من كلمة في قياسي التصريف(1).
الفريق الثاني : ويذهب إلى أن النحت غريب عن نظام اللغة العربية الاشتقاقي . لذلك لا يصح أن يعد قسما من الاشتقاق فيها . وحجته أن لغويينا المتقدمين لم يعتبروه من ضروب الاشتقاق ، وأنه يكون في ذع كلمة من كلمتين أو أكثر بينما يكون الاشتقاق في ذع كلمة من كلمة. زد على ذلك أن غاية الاشتقاق استحضار معنى جديد ، أما غاية النحت في فالاختصار ليس إلا(2).
الغريق الثالث : ويمثله الشيخ عبد الت در المغربي . وقد توسط بين الفريقين
وفقه اللغة العربية وخصائها للدكتور أميل يعقوب : 209 .
ص244
السابقين : فاعتبر النحت " من قبيل الاشتقاق وليس اشتقاقا بالفعل ، لان الاشتقاق ان تنزع كلمة من كلمة . والنحت ان تنزع كلمة من كلمتين او اكثر ، وتسمى تلك الكلمة المنزوعة منحوتة "(3).
الفريق الرابع : وقد انفرد به العلامة محمود شكري الالوسي . وقد ادرج النحت في باب الاشتقاق الاكبر .
فيقول : " و " النحت " بأنواعه ، من قسم " الاشتقاق الاكبر"(4).
وعنده ان الاشتقاق الاكبر هو : " ان يؤخذ لفظ من لفظ ، من غير ان تعتبر جميع الحروف الاصول للمأخوذ منه ، ولا الترتيب فيها ، بل يكتفي بمناسبة الحروف في المخرج ، ومثلوه بمثل : نعق ، من النهق ، والحوقلة من جملة : لا حول ولا قوة الا بالله ، للدلالة على التلفظ بها "(5).
وما ذكره العلامة الالوسي – سلفا - ، اعتبر خلطا غير مرض ، اذ النحت يتميز عن الاشتقاق الاكبر بتوليد جديد له بعض خواص الاشتقاق .
ويمكننا القول ان النحت من قبيل الاشتقاق وليس اشتقاقا بالفعل – كما قال الشيخ المغربي - ، من حيث ان عنصر التوليد فيه ظاهر ، والذي عليه مدار الاشتقاق وبينهما اختلاف غير يسير.
حد النحت في اللغة :
يعرف النحت بالاشتقاق الكبار(6) واصله في اللغة : هو النشر والبري والقطع(7).
ويقال : نحت النجار الخشب والعود اذا براه وهذب سطوحه ، ومثله في الحجارة
ص245
والجبال ، وقال تعالى : ﴿وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ﴾ الشعراء / 149
والنحت في الاصطلاح : ان تعمد الى كلمتين او جملة فتنزع من مجموع حروف كلماتها كلمة تدل على ما كانت تدل عليه الجملة نفسها . ولما كان هذا النزع يشبه النحت من الخشب والحجارة سمي نحتا(8).
وهو في الاصطلاح اللغوي : " اخذ كلمة من كلمتين متعاقبتين ، واشتقاق فعل منها"(9).
ويعد الخليل بن احمد " ت 175 هـ " هو اول من اكتشف ظاهرة النحت في اللغة العربية حين قال : " ان العين لا تأتلف مع الحاء في كلمة واحدة لقرب مخرجيها كونهما من المخرج الصوتي نفسه ، الا ان يشتق فعل من جمع بين كلمتين مثل " حي على " كقول الشاعر :
اقول لها ودمع العين جار الم يحزنك حيعلة المنادي
فهذه كلمة جمعت من " حي " ومن " على " . ونقول منه " حيعل ، يحيعل ، حيعل(10).
ويعرف الدكتور نهاد الموسى النحت بقوله : هو بناء كلمة جديدة من كلمتين او اكثر او من جملة ، بحيث تكون الكلمتان او الكلمات متباينتين في المعنى والصورة ، اذ تكون الكلمة الجديدة اخذة منها جميعا بحظ في اللفظ ، دالة عليها جميعا في المعنى(11).
ويعد تعريف الدكتور نهاد الموسى الذي اوردناه في ما سبق من القول ، اشمل تعريف للنحت كونه قارب بين التعريفات التي ساقها اللغويون من قبل .
صور النحت في اللغة العربية :
لقد ورد النحت في اللغة العربية على صور عديدة اهمها(12).
تأليف كلمة من جملة لتؤدي مؤداها ، وتفيد مدلولها ، كبسمل المأخوذة من " بسم
ص246
الله الرحمن الرحيم " ، وحيعل المأخوذة من " حي على الصلاة ، حي على الفلاح ".
ومما ورد في كلام العرب :
لقد " بسملت " ليلى غداة لقيتها فيا حبذا ذات الحبيب المبسمل
تأليف كلمة من المضاف والمضاف اليه ، عند قصد النسبة الى المركب الاضافي اذا كان علما كعبشمي في النسبة الى عبد شمس ، وعبد ري في النسبة الى عبد الدار .
تأليف كلمة من كلمتين او اكثر ، تستقل كل كلمة عن الاخرى في افادة معناها تمام الاستقلال ، لتفيد معنى جديد بصورة مختصرة . وهذا النوع كثير الورود في اللغات الاوربية ، قليل في العربية واخواتها الساميات ولم تعرف منه الا بعض الفاظ نتيجة تخريج لبعض العلماء ، من ذلك " لن " الناصبة ، يرى الخليل انها مركبة من " لا " النافية و " ان " الناصبة . و" هلم " . وقيل : انها مركبة من هاء التنبيه و " لم " بمعنى ضم . و " ايان " الشرطية مركبة من " أي آن " فحذفت همزة ان وجعلت الكلمتان كلمة واحدة متضمنة معناهما . وغير خاف هذا القسم رهن بافتراضات جدلية وخلافات بين العلماء .
الغرض من النحت(13):
تيسير التعبير بالاختصار والايجاز . فالكلمتان او الجملة تصير كلمة واحدة بفضل النحت .
يقول ابن فارس : " العرب تنحت من كلمتين كلمة واحدة ، وهو جنس من الاختصار . وذلك " رجل عبشمي " منسوب الى اسمين "(14) هما عبد وشمس .
وسيلة من وسائل تنمية اللغة وتكثير مفرداتها ؛ حيث اشتقاق كلمات حديثة ، لمعان حديثة ، ليس لها الفاظ في اللغة ، ولا تفي كلمة من الكلمات المنحوت منها بمعناها .
اقسام النحت
قام المتأخرون من علماء اللغة من خلال استقرائهم للأمثلة التي اوردها الخليل
ص247
بن احمد وابن فارس بتقسيم النحت الى اقسام عدة(15) يمكن حصرها فيما يلي :
النحت الفعلي : وهو ان تنحت من الجملة فعلا ، يدل على النطق بها ، او على حدوث مضمونها ، مثل : " جعفد " من : جعلت فداك " وبسمل " من : " بسم الله الرحمن الرحيم " .
النحت الوصفي : وهو ان تنحت كلمة واحدة من كلمتين ، تدل على صفة بمعناها او بأشد منه ، مثل : " ضبطر " للرجل الشديد ، مأخوذة من ضبط وضبر .
زو " الصلدم " وهو الشديد الحافر ، مأخوذة من الصلد والصدم .
النحت الاسمي : وهو ان تنحت من كلمتين اسما ، مثل " جلمود " من : جمد وجلد . و" حبقر " للبرد ، واصله حب قر .
النحت النسبي : وهو ان تنسب شيئا او شخصا الى بلدتي : " طبرستان " و " خوارزم " مثلا ، تنحت من اسميهما اسما واحدا على صيغة اسم المنسوب ، فتقول :
" طبر خزي " أي منسوب الى المدينتين كليهما . ويقولون في النسبة الى " الشافعي وابي حفيفة " : " شفعتني " والى " ابي حنيفة والمعتزلة " : " حنفلتي " ، ونحو ذلك كثير .
النحت الحرفي : مثل قول بعض النحويين ، ان " لكن " منحوتة ، فقد راي القراء ان اصلها " لكن ان " طرحت الهمزة للتخفيف و نون " لكن " للساكنين ، وذهب غيره من الكوفيين الى ان اصلها " لا " و " ان " و الكاف الزائدة لا التشبيهية ، وحذفت الهمزة تخفيفا(16).
النحت التخفيفي : مثل بلعنبر في بني العنبر ، وبلحارث في بني الحارث ، وبلخزرج في بني الخزرج وذلك لقرب مخرجي النون واللام ، فلما لم يمكنهم الادغام لسكون اللام حذفوا ، كما قالوا : مست وظلت . وكذلك يفعلون بكل قبيلة تظهر فيها لام المعرفة، فأما اذا لم تظهر اللام فلا يكون ذلك ، مثل : بني الصيداء ، وبنى الضباب ، وبنى النجار(17).
وهناك تأويلات الفاظ قائمة على وجوه فكهة يمكن حملها على النحت ، وذلك كالذي اورده الجاحظ " ت 255 هـ " عن ابي عبد الرحمن الثوري ، اذ قال لابنه :
ص248
( ... أي بني ، إنما صار تأويل الدرهم ، دار الهمّ ، وتأويل الدينار ، يدني الى النار)(18) ومنه : (كان عبد الأعلى إذا قيل له : لم سمّي الكلب سلوقياً ؟ قال : لأنه يستل ويلقى ، وإذا قيل له : لم سمّي العصفور عصفوراً ؟ قال : لأنه عصى وفرّ)(19).
هذا ، وحين نستعرض الشواهد الصحيحة المروية عن في النحت لا نكاد نلحظ نظاماً محدداً نشعر معه بما يجب الاحتفاظ به من حروف وما يمكن الاستغناء عنه . وليس يشترك بين كل تلك الأمثلة سوى أنها في الكثرة الغالبة منها تتخذ صورة الفعل أو المصدر ، وأن الكلمة المنحوتة – في غالب الاحيان – رباعية الأصل .
ومن أشهر الأمثلة الرباعية الأصول ما يلي :
كلمة منحوتة من كلمتين مثل (جعفل) (أي) جعلت فداك وكذلك (جعفد) منحوتة من نفس الكلمتين في بعض الروايات .
كلمة منحوتة من ثلاث كلمات مثل : (حيعل) أي قال : (حي على الفلاح) .
كلمة منحوتة من أربع كلمات مثل : (بسمل) أي قال : (بسم الله الرحمن الرحيم) .
أو ربما كانت هذه الكلمة منحوتة من كلمتين فقط هما (بسم الله) .
أكبر عدد من الكلمات التي نحت منها كلمة واحدة هو ذلك القول المشهور (لا حول ولا قوة إلا بالله) ، فقيل من هذه العبارة : (حوقل) أو (حولق)(20).
مذهب ابن فارس في النحت :
لقد استهوت ابن فارس فكرة النحت وطبقها على أمثلة كثيرة في كتابه (مقاييس اللغة) فخرج علينا بنظرية مفادها : أن أكثر الكلمات الزائدة على ثلاثة أحرف ، منحوت من لفظين ثلاثيين .
يقول ابن فارس في كتابه (مقاييس اللغة) : (اعلم أن للرباعي والخماسي مذهباً في القياس ، يستنبطه النظر الدقيق ؛ وذلك أن أكثر ما تراه منه منحوت ، ومعنى النحت : أن تؤخذ كلمتان وتنحت منهما كلمة تكون آخذه منهما جميعاً بحظ . والأصل في ذلك ما ذكر الخليل من قولهم : حيعل الرجل إذا قال : حيّ على)(21).
ص249
كما يقول ابن فارس في كتابه (الصاحبي) :
(العرب تنحت من كلمتين كلمة واحدة ، وهو جنس من الاختصار ... وهذا مذهبنا في أن الأشياء الزائدة على ثلاثة احرف فأكثرها منحوت . مثل قول العرب للرجل الشديد (ضِبَطر) من ضبط وضبر)(22).
مما سبق ؛ نستنتج – كما استنتج أحد الباحثين من قبل(23) – بأن ابن فارس مسبوق في نظريته ؛ حيث يشتم من نصه في المقاييس بأن الخليل بن أحمد قد سبقه في مذهبه المذكور وأنه يسير على طريقته في ذلك .
موقف المحدثين من النحت :
يقول الدكتور صبحي الصالح : (ولقد كان للنحت أنصار من أئمة اللغة في جميع العصور ، وكلما امتد الزمان بالناس ازداد شعورهم بالحاجة الى التوسع في اللغة عن طريق هذا الاشتقاق الكبار ، وانطلقوا يؤيدون شرعية ذلك التوسع اللغوي بما يحفظونه من الكلمات الفصيحات المنحوتات .
ولكن النحت ظل – مع ذلك – قصة محكية ، أو رواية مأثورة تتناقلها كتب اللغة بأمثلتها الشائعة المحدودة، ولا يفكر العلماء تفكيراً جدياً في تجديد أصولها وضبط قواعدها ، حتى كانت النهضة الأدبية واللغوية في عصرنا الحاضر؛ وانقسم العلماء في النحت الى طائفتين :
طائفة تميل الى جواز النحت والنقل اللفظي الكامل للمصطلحات .
وطائفة يمثلها الكرملي حيث يرى : (أن لغتنا ليست من اللغات التي تقبل النحت على وجه لغات أهل الغرب كما هو مدوّن في مصنفاتها . والمنحوتات عندنا عشرات ، اما عندهم فمئات ، بل ألوف ، لأن تقديم المضاف إليه على المضاف معروفة عندهم ، فساغ لهم النحت . أما عندنا فاللغة تأباه وتتبرأ منه)(24) .
وقد وقف الطائفتين مغالية فيما ذهبت إليه ؛ فإن لكل لغة طبيعتها وأساليبها في الاشتقاق والتوسع في التعبير . وما من ريب في أن القول بالنحت إطلاقاً يفسد أمر هذه اللغة ،
ص250
ولا ينسجم مع النسيج العربي للمفردات والتركيبات ، وربما أبعد الكلمة المنحوتة عن أصلها العربي. وما أصوب الاستنتاج الذي ذهب إليه الدكتور مصطفى جواد حول ترجمة (الطب النفسي الجسمي (psychosomatic) ، فإنه حكم بفساد النحت فيه (خشية التفريط في الاسم بإضاعة شيء من أحرفه ، كأن يقال : (البنفسجي) أو (النفجسمي) مما يبعد الاسم عن أصله ، فيختلط بغيره وتذهب الفائدة المرتجاة منه)(25).
النحت بين السماع والقياس :
يقرر الدكتور إبراهيم نجا -رحمة الله- أن : (النحت سماعي . وليس له قاعدة يسير وفقها القائلون ، إلا في النسبة للمركب الإضافي . فقد قال العلماء ، إنه مبني على تركيب كلمة من اللفظين على وزن (فعلل) ، بأخذ ٠ الفاء والعين من كل لفظ ثم ينسب للفظ الجديد كعبشميّ في عبد شمس ، وعبد ريّ في عبد الدار، وتيمليّ في تيم اللاّت . وفي غير ذلك مبنى على السماع والأخذ عن العرب)(26).
غير أن بعض الباحثين المتأخرين فهموا نص ابن فارس : (. . . وهذا مذهبنا في أن الأشياء ، الزائدة على ثلاثة أحرف فأكثرها منحوت )(27) - فهموه فهماً مختلفاً ؟ فقد استنتج بعضهم من هذا النص أن ابن فارس يرى أن النحت قياسي .
يقول الدكتور إبراهيم أنيس : (ومع وفرة ما روي من أمثلة النحت تحرج معظم اللغويين في شأنه واعتبروه من السماع ، فلم يبيحوا ك نحن المولدين أن ننهج نهجه أو أن ننسج على منواله. ومع هذا فقد اعتبره ابن فارس قياسياً ، وعده ابن مالك في كتابه التسهيل قياسياً كذلك )(28) . حيث يقول (ابن مالك) في التسهيل : قد يبنى من جزأي المركب فعلل بفاء ، كل منهما وعينه، فإن اعتلت عين الثاني كمل البناء بلامه أو بلام الأول ونسب إليه. وقال أبو حيان في شرحه : وهذا الحكم لا يطرد ؟ إنما يقال منه ما قالته العرب ، والمحفوظ عبشمي في عبد شمس ، وعبد ري في عبد الدار، ومرقسى في امرئ القيس ، وعبقسى في عبد القيس ، وتيملي في تيم الله. انتهى(29) . وقد علقت لجنة النحت بمجمع اللغة العربية في القاهرة على هذا الاختلاف بالقول : (...
ص251
وقد نقلنا فيما تقدم عبارة ابن فارس في فقه اللغة ، وهي لا تفيد القياسية إلا إذا نظر الى ان ابن فارس ادعى اكثرية النحت فيما زاد عن ثلاثة ، ومع الكثرة تصح القياسية والاتساع)(29).
وهكذا يظل النحت بين قياس وسماع بين اللغويين ، ووقف مجمع اللغة العربية من ظاهرة النحت موقف المتردد في قبول قياسيته ، حتى (تجدد البحث أخيراً حول إباحته أو منعه ، فرأى رجال الطب والصيدلة والعلوم الكيماوية والحيوانية والنباتية في إباحته وسيلة من خير الوسائل التي تساعدهم عند ترجمة المصطلحات الأجنبية الى اللغة العربية)(30).
ومن هنا ؛ انتهى مجمع اللغة العربية بالقاهرة الى قرار سنة 1948 م يفيد : (جواز النحت في العلوم والفنون للحاجة الملحة الى التعبير عن معانيها بألفاظ عربية موجزة)(31).
ولكن بشرط انسجام الحروف عند تأليفها في الكلمة المنحوتة ، وتنزيل هذه الكلمة على أحكام العربية ، وصياغتها على وزن من أوزانها .
وبتحقيق هذه الشروط يكون النحت – كجميع أنواع الاشتقاق – وسيلة رائعة لتنمية هذه اللغة وتجديد أساليبها في التعبير والبيان من غير تحيّف لطبيعتها ، أو عدوان على نسيجها المحكم المتين(32).
ص252
_________________
(1) ينظر دراسات في فقه اللغة : د. صبحي الصالح : 243-244 .
(2) ينظر الاشتقاق : للدكتور فؤاد ترزي : 363 وفقه اللغة وخصائص العربية : لمحمد المبارك : 148 – 149 .
(3) الاشتقاق والتعريب : للشيخ عبد القادر المغربي : 13.
(4) كتاب النحت وبيان حقيقته ونبذه من قواعده ، للعلامة السيد محمود شكري الالوسي ، تحقيق وشرح محمد بهجة الاثري : 39 ، ط . المجمع العلمي العراقي ، سنة 1409 هـ.
(5) المصدر نفسه : 38.
(6) ينظر موضوعه النحت في المزهر : للسيوطي ، 1: 482 – 485 . وكتاب النحت وبيان حقيقته ونبذه من قواعده : للعلامة السيد محمود شكري الالوسي ، تحقيق وشرح محمد بهجة الاثري ، . مطبعة المجمع العلمي العراقي سنة 1409 هـ و لاشتقاق : للأستاذ عبد الله امين ، ص 389 وما بعدها .
ومن اسرار اللغة : للدكتور ابراهيم انيس : 71 وما بعدها . وكتاب النحت في اللغة العربية : للدكتور نهاد الموسى ، الطبعة الاولى – دار العلوم للطباعة والنشر بالرياض سنة 1405 هـ . ودراسات في فقه اللغة : 243 .
(7) ينظر : لسان العرب " و " تاج العروس " مادة : ن . ح ، ت .
(8) ينظر الاشتقاق والتعريب : للأستاذ عبد القادر المغربي : 13.
(9) ينظر : العين : للخليل بن احمد ، تحقيق الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرائي : 60 :1 ، ط . دار الرشيد ببغداد ، سنة 1980 م .
(10) ينظر : النحت بين مؤيديه ومعارضيه : للدكتور فارس فندي البطانية : 122 ، بحيث منشور بمجله " اللسان العربي ( العدد 34 سنه 1990 م . ، وهي دورية متخصصة سنوية تصدر عن مكتب تنسيق التعريب بالمملكة المغربية .
(11) ينظر : النحت في اللغة العربية : 65 – 67.
(12) ينظر فقه اللغة : د. علي عبد الواحد وافي : 186.
(13) ينظر فقه اللغة : 22.
(14) الصاحبي : لابن فارس : 227.
(15) ينظر : الاشتقاق والتعريب ، للأستاذ عبد القادر المغربي : 16 ودراسات في فقه اللغة : للدكتور صبحي الصالح : 249 .
(16) ينظر : النحت بين مؤيديه ومعارضيه : 122.
(17) فقه اللغة : د. ابراهيم ابو سكين : 23.
(18) لبخلاء : للجاحظ ، تحقيق طه الحاجري : 15 ، ط . دار المعارف : مصر ، سنة 1958 .
(19) المصدر نفسه : 106 .
(20) من أسرار اللغة د : إبراهيم انيس : 72 .
(21) مقاييس اللغة : لابن فارس ، تحقيق عبد السلام هارون : 328-329 ، ط . دار إحياء الكتب العربية سنة 1366 هـ .
(22) الصاحبي : لابن فارس : 271 .
(23) ينظر قول الاستاذ ابراهيم ابو سكين في فقه اللغة : 24 .
(24) دراسات في فقه اللغة : 246-266 .
(25) ينظر المصدر نفسه : 266 .
(25) فقه اللغة العربية : للدكتور ابراهيم محمد نجا : 56 ، وفقه اللغة : للدكتور ابراهيم أو سكين : 25 .
(26) الصاحبي : لابن فارس : 271 .
(27) من أسرار اللغة : د. ابراهيم انيس : 72 .
(28) ينظر : المزهر ، للسيوطي 1: 485 .
(29) ينظر : مجلة المجمع : 202 : 7 والنحت في اللغة العربية : للدكتور نهاد الموسى : 248 .
(30) اللغة والنحو : عباس حسن : 245 ، ط . دار المعارف في مصر ، سنة 1966، ومن أسرار اللغة : د. ابراهيم انيس ، : 74-75 .
(31) مجلة المجمع 20 : 7 .
(32) دراسات في فقه اللغة : للدكتور صبحي الصالح : 274 .