اتمام الامام العمرة					
				 
				
					
						
						 المؤلف:  
						باقر شريف القرشي .					
					
						
						 المصدر:  
						حياة الامام الحسين					
					
						
						 الجزء والصفحة:  
						ج3, ص50-51.					
					
					
						
						16-3-2016
					
					
						
						3813					
				 
				
				
				
				
				
				
				
				
				
			 
			
			
				
				لما عزم الامام على مغادرة مكة احرم للعمرة المفردة فطاف بالبيت وسعى وقصر وطاف طواف النساء واحل من عمرته وذكر الشيخ المفيد ان الامام الحسين لما أراد التوجه إلى العراق طاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة وأحل من احرامه وجعلها عمرة لأنه لم يتمكن من اتمام الحج مخافة أن يقبض عليه بمكة فينفذ به إلى يزيد وهذا لا يخلو من تأمل فان المصدود عن الحج يكون احلاله بالهدى حسبما نص عليه الفقهاء لا بقلب احرام الحج إلى عمرة فان هذا لا يوجب الاحلال من احرام الحج أما ما ذكرناه فتدعمه روايتان ذكرهما الشيخ الحر العاملي في وسائل الشيعة في كتاب الحج في باب انه يجوز أن يعتمر في أشهر الحج عمرة مفردة ويذهب حيث شاء.
أما الروايتان فهما :
1 ـ رواها ابراهيم بن عمر اليماني عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) أنه سئل عن رجل خرج في اشهر الحج معتمرا ثم خرج إلى بلاده قال : لا بأس , وان حج من عامه ذلك وأفرد الحج فليس عليه دم وان الحسين بن علي (عليه السلام) خرج يوم التروية إلى العراق وكان معتمرا.
2 ـ رواها معاوية بن عمار قال : قلت لأبي عبد اللّه : من أين افترق المتمتع والمعتمر؟ فقال (عليه السلام) : ان المتمتع مرتبط بالحج والمعتمر إذا فرغ منها ذهب حيث شاء وقد اعتمر الحسين (عليه السلام) في ذي الحجة ثم راح يوم التروية إلى العراق والناس يروحون إلى منى ولا بأس بالعمرة في ذي الحجة لمن لا يريد الحج  .
والشيء الذي يدعو إلى التساؤل هو ان الامام (عليه السلام) قد غادر مكة في اليوم الثامن من ذي الحجة وهو اليوم الذي يتأهب فيه الحجاج للخروج إلى عرفة فلما ذا لم يتم حجه؟ وفيما أحسب أن هناك عدة عوامل دعته إلى الخروج من مكة بهذه السرعة وهي :
1 ـ ان السلطة قد ضايقته مضايقة شديدة حتى اطمئن انها ستفتح معه باب الحرب أو تغتاله وهو مشغول في اداء مناسك الحج وتستحل بذلك حرمة الحج كما تضيع أهدافه المقدسة التي منها تحرير الأمة تحريرا كاملا من الذل والعبودية.
2 ـ انه اذا لم تناجزه السلطة أيام مناسك الحج فانها حتما ستناجزه الحرب بعدها فيصبح في مكة اما مقاتلا أو مقتولا وفي كلا الأمرين سفك للدماء في البيت الحرام وفي الشهر الحرام فغادر مكة حفاظا على المقدسات الاسلامية.
3 ـ ان خروجه في ذلك الوقت الحساس كان من أهم الوسائل الإعلامية ضد السلطة في ذلك العصر فان حجاج بيت اللّه الحرام قد حملوا إلى أقطارهم نبأ خروج الامام في هذا الوقت من مكة وهو غضبان على الحكم الأموي وانه قد أعلن الثورة على يزيد ولم يبق في مكة صيانة للبيت الحرام من أن ينتهك على أيدي الأمويين هذه بعض الأسباب التي حفزت الامام على الخروج قبل اتمام حجه.
ولما علم ابن الزبير بمغادرة الامام إلى العراق خف إليه يسأله عن مسألة لم يهتد إليها فقال له :
يا بن رسول اللّه لعلنا لا نلتقي بعد اليوم فأخبرني متى يرث المولود ويورث؟ وعن جوائز السلطان هل تحل أم لا؟
فاجابه (عليه السلام) أما المولود فاذا استهل صارخا وأما جوائز السلطان فحلال ما لم يغصب الأموال .
ولم تكن عند ابن الزبير أية بضاعة فقهية فراح يستفتي الامام في مثل هذه الأمور الواضحة والغريب انه مع هذا الحال كيف يتصدى لإمامة المسلمين وخلافتهم؟!!
				
				
					
					
					 الاكثر قراءة في  الأحداث ما قبل عاشوراء					
					
				 
				
				
					
					
						اخر الاخبار
					
					
						
							  اخبار العتبة العباسية المقدسة