x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
الشرق الأوسط الكبير
المؤلف: محمد رياض
المصدر: الأصول العامة في الجغرافيا السياسية والجيوبوليتيكا
الجزء والصفحة: ص224-228
24-1-2016
2521
على هذا النحو من التحديد تشترك مجموعة كبيرة من الدول في الشرق الأوسط على عكس ما هو متصور دائما، ويتداخل الشرق الأوسط في قارات العالم القديم الثلاث، ففي أوروبا تدخل اليونان وتركيا الأوروبية، وفي آسيا تركيا وإيران وأفغانستان والجزء الغربي من باكستان وكشمير، بالإضافة إلى كل الدول العربية في الجزيرة العربية والهلال الخصيب، وفي أفريقيا مصر وشرق ليبيا ومعظم السودان ومعظم إثيوبيا والصومال والصومال الفرنسي (إقليم العيسى والأفار) (انظر الخريطة رقم 1).
وقد يبدو هذا التعريف للشرق الأوسط واسعا وفيه كثير من المغالاة، ولكن علينا أن نعرف أن الأقاليم لا تتحدد بحدود قاطعة مثل الحدود السياسية، فالإقليم تركيب شاركت في بنائه الظروف الطبيعية والمكانية والحضارية على مر فترة زمنية طويلة، بينما تتحدد الوحدات السياسية بخطوط يصطنعها الإنسان في وقت محدد، ولهذا فإن حدود الأقاليم أكثر انسياحا وتداخلا، وتشتمل على كثير من المناطق الانتقالية، وفي حالة إقليم الشرق الأوسط الكبير نجد مؤثرات طبيعية وبشرية متداخلة، وخاصة في أطرافه، ففي آسيا توجد مؤثرات شبه القارة الهندية مناخ موسمي وبقايا حضارات هندوكية في باكستان وكشمير، وتوجد مؤثرات تركمانية حضارية في شمال أفغانستان وشمال إيران.
وفي المنطقة الممتدة بين بحر قزوين والبحر الأسود نجد ( موزاييك ) حضاري ولغوي نظيره قليل في العالم: تركماني وأرميني وجورجاني وشركسي وعشرات من المجموعات الحضارية اللغوية الصغيرة، كلها تدور وتتداخل في خلفية تستقطبها المجموعات الحضارية الرئيسية في المنطقة: إيراني وكردي، وتركي، وروسي. وفي المنطقة التركية اليونانية من الشرق الأوسط في جنوب أوروبا الشرقي، نجد تداخلا واضحا بين مجموعة المؤثرات الحضارية اللغوية التركية والألبانية الإسلامية مع الحضارة اليونانية والمجموعات اللغوية المقدونية والبلغارية والصربية على خلفية المسيحية الأرثوذكسية، وفي الشرق الأوسط الأفريقي يوجد التداخل الحضاري العربي مع مؤثرات بربر شمال أفريقيا في مناطق متفرقة من ليبيا حتى واحة سيوة المصرية، والتداخل الزنجاني اللغوي في جنوب السودان والتداخل الحامي الكوشي اللغوي في الصومال وإثيوبيا وأجزاء من شرق السودان وجنوب شرق مصر، ولكن كل هذه التداخلات الحضارية في الشرق الأوسط الأفريقي تدور على خلفية قوية ومؤثرة ترتبط بالإسلام واللغة العربية كلغة تخاطب رئيسية (انظر الخريطتين 2 ،٣).
وقد يقال إن هذا التوصيف للشرق الأوسط يدخل كثيرا من اللغات غير العربية في المنطقة، وصحيح أن هناك التباسا عاما عند غالبية الناس في ربط الشرق الأوسط باللغة العربية؛ نظرا لأهمية المنطقة العربية وثقلها السياسي في منطقة العبور العالمي شرق المتوسط وقناة السويس والبحر الأحمر وخليج عدن وثقلها البترولي دول الخليج العربي المنتجة للنفط لكن الحقيقة أن المتكلمين بالعربية لا يحتلون وحدهم منطقة الشرق الأوسط، فحسب المصطلحات الشائعة وتحديدات الإقليم التي سبق أن أوردناها، فإن التركية والفارسية تدخلان، على الأقل، جنبا إلى جنب من العربية لتكون اللغات الرئيسية في الشرق الأوسط، فماذا يضير لو دخلت لغات أخرى في التصنيف الإقليمي للمنطقة ما دامت الشروط العامة للمقومات الطبيعية والمكانية والحضارية منطبقة على مناطق يتكلم أهلها لغات أخرى غير العربية؟
فإذا عدنا إلى تلك الشروط والسمات العامة لنحللها ونرى مدى انطباقها على منطقة الشرق الأوسط الكبير، فإننا سوف نجد ما يلي:
أولا: الجفاف والظروف المناخية شبه الجافة مسيطرة بدون نزاع على القدر الأكبر من مساحة كل دولة من الدول الداخلة في المنطقة، من الأناضول إلى الصومال ومن ليبيا إلى أفغانستان وغرب باكستان.
ثانيا: شكل الاستقرار إما واحي كما هو الحال في أفغانستان وإيران والجزيرة العربية وليبيا، وإما مرتكز على ضفاف الأنهار كما هو الحال في الأناضول والعراق وسوريا ومصر والسودان وباكستان، وإما مرتبط بالسهول الساحلية الضيقة الممطرة أو التي تنتهي إليها المياه الباطنية من المناطق الجبلية المتاخمة، كما هو الحال في سواحل تركيا واليونان وشرق البحر المتوسط وقبرص وسواحل جنوب وجنوب شرق الجزيرة العربية والصومال، وإما بالجبال والهضاب الممطرة كما هو الحال في تركيا وإيران وشمال العراق، وفي سوريا ولبنان وفلسطين الوسطى والشمالية، وبرقة وعمان واليمن.
ثالثا: يسيطر نظام البداوة ورعي الحيوان بأنواعه المختلفة على النشاط الاقتصادي للسكان غير الزراعيين، ويؤدي إلى بنية اجتماعية متشابهة، والحيوان الرئيسي في الشرق الأوسط الكبير هو الجمل بنوعيه: العربي في كل القسم الغربي من الشرق الأوسط ابتداء من سهول العراق إلى سهول الصومال والصحراء الليبية، والبكتيري ذو السنامين الذي يسود في منطقة الهضاب الإيرانية الأفغانية، ويمتد إلى ما وراء الشرق الأوسط إلى منغوليا وتركستان الصينية (سنكيانج).
وإلى جانب الإبل تظهر حيوانات الرعي الصغيرة داخل كل الأقاليم، وفي مناطق معينة يظهر رعي الأبقار كنوع من التأقلم على البيئة، كما هو الحال في السودان وإثيوبيا وجنوب الصومال، وهذه هي مناطق التداخل والانسياح داخل أفريقيا الزنجانية طبيعيا وحضاريا، وفي باكستان تظهر تربية الأبقار والجاموس أيضا في منطقة الانتقال الهندية، وقد سبق أن ذكرنا أن الديانة والحضارة الإسلامية تشكل الغالبية الساحقة بين سكان الشرق الأوسط، مع استثناءات قليلة في مناطق العزلة الجبلية في الليفانت وجبال الحبشة، وحتى في هذه الحالات القليلة فإن النمط الحضاري العام للسكان غير المسلمين متفق مع النمط العام الحضاري الذي يمكن أن نسميه (شرقي) أو (عربي) أو (إسلامي).
رابعا: يحكم الرباط (المكاني) أقدار مجموعة الدول المتشابهة في الصفات الطبيعية والحضارية سالفة الذكر، في صورة مثلث كبير تمتد قاعدته بحذاء الحدود الشمالية لليونان وتركيا وإيران وأفغانستان، ويمتد ضلعه الأيمن من كشمير إلى الصومال عبر باكستان والبحر العربي، بينما يمتد ضلعه الأيسر من الصومال شمالا في قوس خفيف الانحناء عبر السودان وليبيا في اتجاه وسط البحر المتوسط، وهذا التكتل المساحي الكبير لا يتكون من مساحات أرضية متصلة، بل تتخلله البحار والخلجان في أشكال واتجاهات مختلفة، كما لو كانت تريد أن تلتقي، وقد ساعدها الإنسان على الالتقاء في أضيق نقاطها، فشق قناة السويس مكونا بذلك أكبر طريق مائي عالمي عبر الشرق الأوسط، وعلى وجه العموم فإن دول الشرق الأوسط الكبير في معظمها تشارك بصورة أو أخرى في الإشراف على ممرات العبور الدولية سواء الجبلية منها أو البحرية أو الجوية، مما يدعونا إلى أن نطلق عليه (عالم العبور) (انظر الخريطة 4).