مخاطر الاستثمار في البورصة (مفهوم المخاطرة Risk والعلاقة بين المخاطرة والعائد)
المؤلف:
د. جيهان جمال
المصدر:
عالم البورصة (رؤية تحليلية تعليمية بسيطة)
الجزء والصفحة:
ص141 - 142
2025-12-14
36
الفصل الحادي عشر
مخاطر الاستثمار في البورصة
هناك مفهوم رئيسي لابد وأن يكون عالقاً في ذهنك طوال الوقت وهو "كلما أردت أن تحقق أرباحاً أكثر من الاستثمار في البورصة ، كلما تعرضت لمخاطر استثمارية أكبر"، فأنت عندما تقوم ببيع أو شراء أسهم أو سندات أو أي أدوات مالية أخرى فإنك تكون معرضاً لمخاطر استثمارية، ودرجة المخاطر هذه تختلف من أداة مالية لأخرى، مثلاً فالأدوات المالية التي تتوقع منها ربحاً عالياً (مثل الأسهم النشطة) تحتوي على درجة كبيرة من المخاطر، ويعني ذلك أن سعر السهم قد يرتفع كثيراً (وهذا يعني تحقيق الربح بالنسبة لك) ولكن قد يحدث أن ينخفض السعر كثيراً (وهذه هي المخاطر التي قد تسبب انخفاض حجم أموالك واستثماراتك)، أما الأدوات المالية التي تتوقع منها ربح أو عائد قليل (السندات الحكومية مثلاً) فإنها تحتوي على درجة أقل من المخاطر وقد أوضحنا في الفصل السابق موضوع العائد، ونركز هنا على الشق الآخر الهام في البورصة وهو المخاطرة ...
أولاً.. معنى المخاطرة Risk
تعني في البورصة.. حالة عدم التأكد من نتائج شرائك للسهم أو قرارك الاستثماري، ويعني ذلك احتمال خسارة المستثمر بعض رأسماله بسبب تذبذب حالة السوق العامة. ولذا يجب مقارنة المخاطرة دائماً بالعائد الممكن الحصول عليه بدون قلق ... فالمخاطرة هنا ستكون مدى التذبذب المتوقع في العائد، بمعنى أنه كلما كان مدى هذا العائد المتوقع لا يختلف كثيراً عن متوسط العائد السائد تكون المخاطرة قليلة، والعكس بالعكس، فالعائد مثلاً متوسطه في البنوك حوالي %10 تقريباً وهذا العائد لو اقترب من الـ 10% تكون المخاطرة قليلة، والعكس، ولو لديك سهم اشتريته لشركة معينة وهذا السهم يتحرك في حدود ضيقة ولكن عائد توزيعات هذه الشركة مثلاً بمعدل %15 مثلاً، فهذا استثمار يقال عليه مخاطرة محدودة. ولكن لماذا نقول أن هناك مخاطرة مع أن العائد 15%، والبنوك عائدها 10% ؟ السبب أن عائد الشركة غير مضمون بعكس عائد البنك، فقد يتأثر عائد الشركة بمواضيع أخرى خارج نطاق الشركة، فأي شيء يحدث في البلد يؤثر في البورصة بسرعة كبيرة جداً.
المخاطرة والعائد RISK & RETURN
يُعد فهم العلاقة بين المخاطرة والعائد أمراً مهماً وأساسياً لتطوير الإستراتيجية الاستثمارية للمستثمر، ومن أجل فهم هذه العلاقة هناك ثلاثة مبادئ أساسية وهي:
العلاقة بين المخاطرة والعائد علاقة طردية:
كلما زادت المخاطر بإمكانية خسارة جزء من رأس المال المستثمر، زادت إمكانية تحقيق عائد أكبر على هذا الاستثمار، وكلما انخفضت مخاطر الخسارة في رأس المال انخفض معدل العائد المتوقع، وتشكل التقلبات التي تطرأ على الاستثمارات أو على المدى السعري الذي يمكن أن تتغير فيه الأسعار في الأجل القصير عاملاً مهماً في تحديد مستوى المخاطر الذي تنطوي عليه الاستثمارات، فزيادة مستوى هذه التقلبات تؤدي لزيادة المخاطر.
قدرة المستثمر على تحمل المخاطر:
يحدد مستوى المخاطر التي يرغب المستثمر في تحملها عند دخوله في أحد الاستثمارات المعيار الذي يبين مدى قدرته على تحمل المخاطر، إضافة إلى درجة ثرائه والأموال المتاحة لديه للاستثمار، وتكون حدود تحمل المستثمر للمخاطر نتاج عوامل عديدة؛ منها العمر وطبيعة ميول المستثمر (محب للمخاطر أو كاره لها)، إضافة إلى أهدافه الاستثمارية.
الاكثر قراءة في السياسات و الاسواق المالية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة