بَابُ ما إذا التقت فيه الهمزة والياء قلبت الهمزة ياءً والياء ألفاً
المؤلف:
ابن السّراج النحوي
المصدر:
الأصول في النحو
الجزء والصفحة:
ج3، ص: 301-303
2025-12-07
62
بَابُ ما إذا التقت فيه الهمزة والياء (1) قلبت الهمزة ياءً والياء ألفاً وذلك : مَطَيَّةٌ ومَطايا، ورَكية وركايا، وهَديَّةٌ وهدايا، وإنما هذهِ «فَعَائِل كصحيفة، وصَحَائِفَ، لأنها همزة بين ألفين، يدلك على ذلك أن الذين يقولون : سَلاءُ (2) ، كما ترى فيحققونَ (3)، يقولون: رأيتُ سَلا، فلا يحققون، فأبدلوا مِنْ مَطَايا مكان الهمزة ياءً لأنها هي كانَتْ ثابتةٌ في الواحد. وقال : قال بعضهم : (4) هَدَاوَى، فأبدلوا الواو، لأن الواو قد تبدل من الهمزة، وما كانت الواو فيه ثابتة نحو «هراوة»، وإدَاوَةٍ، فيقولون: هراوى وأداوى، وألزموا الواو هنا كما ألزموا الياء في «مطايا»، وكما قالوا : خبالى، ليكون آخره كآخر واحده، وليست بألف التأنيثِ، كَما أَن الواو في «أَدَاوَى» غير الواو في «إِدَاوةٍ» (5) ولم يفعلوا هذا في «جاء»، لئلا يلتبس بفاعل، وفعل ذلك بما كانَ على مثال «مَفَاعِلَ» لأنه ليس يلتبس لعلمهم أنه ليس في الكلام على مثال مَفَاعِل». و«فَوَاعِل» من «شَوَيْتُ» شوايا، لأنها همزة تعرضُ في الجمع، وبعدها الياء همزتها كما همزت «فَوَاعِل» من «عَوِرْتُ» وكذلك «فَوَاعِلُ مِنْ حَيْتُ» وفَوَاعلُ منهما بمنزلة «فَواعل » في أَنَّكَ تهمرُ ولا تبدلُ مِنَ الهمزة ياءً، تقولُ: شُوَاءٌ، فَعَائِلُ، مِنْ بنات الياء والواو، مُطَاءٍ ورُمَاءٍ، لأنها همزةً لم تعرض في الجمع فهمزتها بمنزلة همزةِ فَعَال «مِنْ حَبِيْتُ والجمعُ مَطَاء، لأنها لم تعرض في الجمع ، فَيَاعِلُ مِنْ شَويتُ وَحَبِيْتُ حَيَايا، وشَيَايا، لأنَّها همزةً تَعرضُ في الجمع بعدها الياء ولا يخافون التباساً، وقالوا : فَلُوةٌ، وفَلاوى(6)، لأنَّ الواحد فيه واو، فأبدلوا في الجمع واواً. وأمَّا فَعَائلُ، وفُعَاعِلُ، تقول: شُوَاءٍ، وَحَيَاء، و ولا تقولُ : حَيَايا، وشَوَايا، لئلا يلتبس «بحبارى». ما بني على: أفعلاء وأَصله «فُعَلاءُ»: وذلك «أسرَياءُ، وأغنياء، وأشقياء، صرفُوها عِنْ سُرَواء، وغُنياء، لأنهم يكرهون تحريك الواو والياء وقبلهما الفتحة، إلا أن يخافوا التباساً في رميا (7)، وَغَزْوا. جمل الأصول التي لا بُدَّ مِنْ حفظها لاستخراج المسائل بجميع أقسامها : الياء لا تخلو مِنْ أَن تكون ساكنةً أو متحركة، والساكنة لا تخلو من أن تكون بعد حرفٍ مفتوح أو حرفٍ مكسور، أو حرف مضموم فإن كانت الياء بعد حرف مفتوح وهي ساكنة لم تعل الا في لغة من قال : في ييأس ييئس وفي يوجل ياجل وان كانت بعد حرف مكسور فهي على حالها وإن كانت الياء الساكنة بعد حرف مضموم قلبت واوا وإن بعدت من الطرف وإن قربت أبدلت الضمة كسرة وأقرت الياء على حالها نحو بيض وما أشبهه إلا في الاسم الذي على فعلى نحو طوبى(8) وكوسى(9) وهذه الياء لاتغير لما بعدها إلا أن يليها تاء افتعل وتقول اتأس من التأسي.
____________________
(1) زيادة من (ب).
(2) سلاء: ضرب من النصال والسلاء - بكسر السين - السمن .
(3) في الأصل فيخففون وهو تصحيف وانظر: الكتاب 2/384
(4) انظر: الكتاب 2/385
(5) إداوة المطهرة، قال ابن سيدة الاداوة للماء. وجمعها إداوي .
(6) في الأصل (فلاوا» والفلاوى : جمع فَلْوَةٌ، والفلو والفَلَوَّةُ : المهر إذا بلغ السنة. المهر الصغير. وقيل: هو العظيم من أولاد ذات الحافر، ويجمع على أفلاء أيضاً. (7) انظر: الكتاب 1/ 385
8-طوبى الواو مبدلة من الاياء لأنه فعلى من الطيب قلبوا الياء واوا للضمة قبلها مع سكونها .
9-كوسى : مؤنث الاكيس . وهو من الكيس الفعل والظرف وسرعة الفهم .
الاكثر قراءة في موضوعات أخرى
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة