يمكن أن يُعبَّر عن الجزء المفقود في الورقة بما يأتي على وجه التقريب: وقالت حدث في عهد الفرعون «مرنبتاح» (؟) أن الملك طعن في السن، ولم يكن له بنت غيري، واسمي «أهوري» وأخي الأكبر مني «ني نفر كا بتاح» (1) الذي بجانبي، وكان الملك يرغب في أن ينجب أولاده ولدًا؛ وأمر أن تقام وليمة أمام الفرعون بعد مضي ثلاثة (؟) أيام، وأن يأمر أولاد القواد وبناتهم بالحضور، ولكن أخي الأكبر «ني نفر كا بتاح» وأنا كان يحب الواحد منا الآخر فوق المعتاد، وقد خشيت أن الملك قد يأخذني ويزوجني من ابن قائد، وأن يزوج «ني نفر كا بتاح» من ابنة قائد آخر، لأجل أن يزيد في عدد الأسرة، وبذلك يجب أن نفترق عن بعضنا بعضًا.
وكان للملك مدير بيت، وهو رجل مسن، وكان يحب «ني نفر كا بتاح» وأنا أكثر من المعتاد، ومن أجل ذلك فإنه عندما رأى أن الواحد منا يحب الآخر تحدث إليَّ في اليوم التالي (؟) وقال: هل تحبين أخاك «ني نفر كا بتاح»؟ فقلت له: تكلم إلى الملك ليزوجني من «ني-نفر-كا-بتاح» وألا يفصلنا عن بعضنا بعضًا. فقال: سأذهب وأكلم الملك، وذلك لأنه من الصواب أن ابن الملك لا بد أن يتزوج ابنة الملك. وقد انشرح قلبي انشراحًا بالغًا، وذهب إلى الملك وعاد، ثم قال: لقد ذهبت إلى الملك، وتحدثت إليه قائلًا يا سيدي العظيم الملك، لَيْتَه يعيش حياة «رع»! أليس من الصواب أن الملك يجب عليه أن يسير على حسب قانون مصر، وبذلك يجب عليه أن يزوِّج «ني-نفر كا بتاح» من «أهوري» وبذلك يولد ابن في أسرة الملك (؟) وعندئذ سكت الملك، وكان قلبه في حيرة عارمة. فقلت له ما الذي يحيِّرك أيها الملك؟ (وهنا تبتدئ البردية بالصفحة الثالثة من الأصل) فقال: إنك أنت الذي تخطئني (؟) فإذا كان الأمر بأنه ليس لي ولد خلافًا لطفلين، فهل جرت العادة أن الواحد منهما يتزوج الآخر؟ وإني سأجعل «ني نفر كا بتاح» يتزوج من ابنة قائد (وسأجعل «أهورا» تتزوج من ابن قائد آخر، وليت ذلك يكون فيه إكثار لأسرتنا)!
وقد حانت الساعة، وأقيم العيد أمام الملك، وأرسل إليَّ وأُخِذت للوليمة المذكورة، وحدث أن قلبي كان في غاية الحزن، ولم يكن مزاجي كاليوم السابق، وقال لي الملك: «يا أهورا» هل أرسلت لي عن هذا الموضوع المقلِق للبال قائلة: زوجني من «ني نفر كا بتاح» أخي الأكبر (؟) فقلت له: دعني أتزوج من ابن قائد، ودعه يتزوج من ابنة قائد آخر، وليت ذلك يكون فيه إكثار لأسرتنا! وضحكت وضحك الفرعون.
… وقال الفرعون يا مدير بيت الملك، دع «أهوري» تؤخذ إلى بيت «ني نفر كا بتاح» الليلة، ودع كل الأشياء الجميلة تُحمَل معها، وعلى ذلك أُخِذت كزوجة إلى بيت «ني نفر كا بتاح»، وجاء صباح اليوم التالي، وأمر الفرعون لي بهدية من الفضة والذهب، وجاء أهل بيت الفرعون أنفسهم إلي، وأمضى «ني نفر كا بتاح» يومًا جميلًا معي، ورحبت بكل أهل بيت الفرعون، وفي نفس الليلة ضاجعني، وتأمل، ولقد وجدني سارة (؟) واتفق أنه لم (؟ …) معي أبدًا أبدًا؛ وتأمل! إن كلًّا منا أحب رفيقه.
وعندما حان وقت المحيض لم أتطهر ثانية (أي لم تأت العادة الشهرية)، وقد حُمِل الخبر إلى الفرعون، وكان قلبه غاية في الانشراح، من أجل ذلك، وأمر بأن تُحمَل إليَّ مادة كثيرة في الحال، وأمر أن تُحمَل إليَّ هدية من الفضة والذهب والكتان الملكي الجميل للغاية، وعندما أتى وقت الوضع وضعت الطفل الذي أمامك واسمه «مرأب»، وصَدَر الأمر بتسجيله في بيت الحياة.
وحدث أن أخي «ني نفر كا بتاح» لم يكن له مطلب على الأرض إلا السير على جبل جبَّانة «منف» يقرأ الكتابات التي في قبور الفراعنة، وعلى لوحات كتاب بيت الحياة، والكتابات التي كانت على المعابد (؟)، وكان تحمسه للكتابات عظيمًا.
وبعد هذه الأشياء اتفق أنه كان قد أُقِيم موكب على شرف الإله «بتاح» وذهب «ني نفر كا بتاح» إلى المعبد ليصلي، وتصادف أنه كان سائرًا خلف الموكب يقرأ الكتابات التي كانت على محاريب الآلهة، (ولكن كاهنًا خاصًّا لمحه، وكان أكبر منه سنًّا) وضحك، فقال له «ني نفر كا بتاح»: لماذا تضحك مني؟
وقال: إني لا أضحك منك، بل اضحك أنت، واقرأ ما ليس لمخلوق على الأرض مثله (؟) وإذا كان الأمر هو أنك تبحث عن تلاوة تعويذة تعال إليَّ لأجعلك تُؤخَذ إلى مكان حيث يوجد الكتاب الذي وضعه «تحوت» بيده عندما نزل مقتفيًا الآلهة، ويوجد فيه تعويذتان مكتوبتان، وعندما تقرأ الصيغة الأولى فإنك ستسحر السماء والأرض، والعالم السفلي، والجبال والبحار، وسينكشف لك عن كل ما ستقوله طيور السماء والزواحف، وسترى سمك البحر، وهناك توجد قوة الآلهة ساكنة في الماء عليها، وإذا قرأت الصيغة الثانية، ولو أنك في العالم السفلي (أمنتي) فإنك ستأخذ ثانية صورتك على الأرض، وسترى «رع» مضيئًا السماء مع كل الآلهة الذين في رفقته والقمر منير بأسلوبه …
(وقال له «ني نفر كا بتاح») أيها الملك فلنعش سرمديًّا مر بأن أخبر ببعض شيء جميل تبحث عنه، وإني سأجعله يعمل لك لأجل أن توجهني إلى المكان الذي فيه هذا الكتاب، وقال الكاهن إلى «ني نفر كا بتاح»: إذا كنت تبحث عن أن توجه (إلى المكان حيث يوجد هذا الكتاب) فعليك أن تعطيني مائة دبنًا من الفضة لأجل دفني، وكذلك عليك أن تجعلني أمنح وظيفتي كاهنًا دون أجر (؟).
فنادى «ني-نفر-كا-بتاح» شابًّا، وأمر بأن يُعطَى الكاهن مائة دبنًا، وأمر … اثنين … تعمل، وأمر بأن تعطى له دون أجر (؟).
وقال الكاهن إلى «ني نفر كا بتاح»: إن الكتاب المسمى يوجد في وسط بحر «قفط» (2) في صندوق من الحديد، والصندوق الحديد في صندوق من البرنز، والصندوق البرنز في صندوق من خشب كتي، وصندوق خشب كتي في صندوق من العاج والأبنوس، وصندوق العاج والأبنوس في صندوق من الفضة، وصندوق الفضة في صندوق من الذهب حيث يوجد الكتاب، وهناك ما يبلغ طوله أكثر من ميل من كل نوع من الثعابين والأفاعي والزواحف حول الصندوق الذي فيه الكتاب، وهناك حية لا نهاية لها حول الصندوق المسمى …
والآن بعد أن ذكر الكاهن هذه الأشياء إلى «ني نفر كا بتاح» لم يعرف «ني-نفر-كا-بتاح» في أي مكان كان هو في العالم، ثم خرج من المعبد، وأخبرني كل ما حدث له، وقال لي سأذهب إلى «قفط» وسأحضر الصندوق وأعود دون إبطاء إلى الشمال.
وحدث أنني وبخت الكاهن قائلًا: ليت «آمون» (؟) يلعنك بسبب ما قصصته عليه من هذه الأشياء المشئومة! لقد أعددت لي المعركة، وجلبت إليَّ المشاجرة؛ أما من حيث إقليم طيبة فقد وجدته قاسيًا (؟).
ولقد عملت كل ما في وسعي مع «ني نفر كا بتاح» لأجل ألا يذهب إلى «قفط»، ولكنه لم يصغِ إليَّ، ثم ذهب إلى حضرة الفرعون، وقص أمام الفرعون كل شيء أخبره به الكاهن فقال له الفرعون: ما الذي (ترغب فيه)؟ فقال له: دع قارب نزهة الفرعون يُعطَى إياي مع معداته، وسآخذ «أهوري» وطفلها «مرأب» معي نحو الجنوب، وأحضر الكتاب على الفور فأُعْطِي قارب نزهة الفرعون بمعداته، وركبنا على ظهره وأقلعنا ووصلنا إلى قفط.
وقد بلغ بذلك كهنة «إزيس» صاحبة «قفط» وكذلك كاهن «إزيس» الأكبر فأتوا لمقابلتنا، وخرجوا لمقابلة «ني نفر كا بتاح» وكذلك أتت نساؤهم لمقابلتي، وذهبنا من الشاطئ، واتجهنا إلى معبد «إزيس» و«حاربو خراتيس»، وأمر «ني نفر كا بتاح» بإحضار ثور وأوزة ونبيذ، وقرَّب قربانًا وسوائل أمام «إزيس» صاحبة قفط و«حاربو خراتيس»، وأخذونا إلى بيت غاية في الجمال … وأمضى «ني نفر كا بتاح» أربعة أيام في إجازة مع كهنة «إزيس» صاحبة «قفط» وكذلك نسوة كهنة «إزيس» أمضوا وقتًا سعيدًا معي.
وعندما طلع علينا صبح يومنا الثاني، أمر «ني نفر كا بتاح» بإحضار كثير من الشمع الطاهر، وصنع منه قاربًا يُحرَّك بمجدفيه ونواتيه (؟) ثم قرأ عليها تعويذة فجعلهم ينقلبوا أحياء، وأعطاهم نفسًا، وأنزلهم إلى البحر، وبعد أن ملأ قارب نزهة الفرعون بالرمل، وشد وثاقه مع القارب السحري (؟) وطلع على ظهر القارب.
أما من جهتي فإني قعدت قبالة بحر قفط قائلة: سأكشف ماذا سيكون من أمره، وقال: استمروا في التجديف أيها المجدفون معي إلى المكان الذي يوجد فيه هذا الكتاب، وجدفوا معه ليلًا كما جدفوا في الظهيرة، وتأمل! لقد وصل إليه في اليوم الثالث، ورمى رملًا أمامه، وعندئذ انفلق الماء فرقين، وتأمل! إنه وجد ميلًا من كل نوع من الثعابين والعقارب والزواحف حول المكان الذي كان فيه الكتاب، وتأمل! لقد رأى حية لا نهاية لها حول الصندوق.
وتلى تعويذة على الميل من كل نوع من الثعابين والعقارب والزواحف التي كانت حول الصندوق، ومن ثَم لم تتمكن من النهوض، ثم أتى إلى المكان الذي كانت فيه الحية التي لا نهاية لها فحاربها وذبحها، ولكن بُعِثت واتخذت صورتها ثانية فحاربها ثانية مرة أخرى وذبحها، فبُعِثت ثانية فحاربها ثانية كرة ثالثة، وقطعها قطعتين، ووضع رملًا بين القطعتين، فماتت، ولم تعد قط إلى نفسها ثانية أبديًّا.
ووصل «ني نفر كا بتاح» إلى المكان الذي فيه الصندوق فوجد أنه كان صندوقًا من حديد ففتحه، ووجد فيه صندوقًا من البرنز ففتحه، ووجد فيه صندوقًا من خشب كتي ففتحه، فوجد فيه صندوقًا من العاج والأبنوس ففتحه، فوجد فيه صندوقًا من الفضة ففتحه، فوجد فيه صندوقًا من الذهب ففتحه، فوجد فيه الكتاب. فأخذ الكتاب من الصندوق الذهب وقرأ منه صيغة كتابة، فسحر السماء والأرض والعالم السفلي والجبال والبحار، وقد أصبح يعلم بما تتكلم به طيور السماء وأسماك المحيط ووحوش الجبال.
قرأ صيغة كتابة أخرى فرأى «رع» يضيء في السماء مع كل تاسوعه، والقمر طالعًا، والنجوم في صورها، ورأى أسماك المحيط، وهناك القوة الإلهية في الماء تمكث عليها، وتلا «ني نفر كا بتاح» تعويذة على الماء فجعله يصبح كما كان (؟) وذهب على سطح القارب، وقال للمجدفين: جدفوا معي إلى المكان الذي … فجدفوا معه بالليل كما جدفوا وقت الظهيرة، وتأمل! فقد وصل إلى المكان الذي كنت فيه؛ فوجدني قاعدة قبالة بحر «قفط» دون أن أكون قد أكلت أو شربت أو فعلت أي شيء على الأرض، ولكن كنت كقِرْد قد وصل إلى البيت الطيب (= مكان التحنيط أي في حالة يُرثى لها).
فقلت إلى «ني-نفر-كا-بتاح» … دعني أرى هذا الكتاب الذي من أجله قد … تعبنا. فوضع الكتاب في يدي، تلوت منه تعويذة، فسحرت السماء والأرض والعالم السفلي والجبال والبحار، وكشفت عن كل الأشياء التي تقولها طيور السماء وأسماك المحيط، وعندما تلوت تعويذة أخرى من الكتابة رأيت «رع» مضيئًا في السماء مع كل «تاسوعه المقدس»، ورأيت القمر طالعًا مع كل النجوم التي في السماء وسيرها، ورأيت الأسماك في البحر، وهناك كانت بوصفها قوة الإله ماكثة في الماء عليها.
غير أني لم أكن كاتبًا؛ وأعني بذلك إذا ما قُرِنت بأخي الأكبر «ني نفر كا بتاح» الذي كان كاتبًا حسنًا ورجل علم للغاية، وأمر بأن تحضر لي قطعة من البردي الجديد، وكتب عليها كل كلمة كانت أمامه على الإضمامة، وبعد أن أمر بغمسها في الجعة أذابها في الماء، ثم تأكد من أنها قد ذابت ثم شربها، وعلم على حسب ذلك ما كان فيها.
ثم رجع إلى «قفط» في نفس هذا اليوم، وقضينا يومًا جميلًا أمام «إزيس» صاحبة «قفط» ومع «حربو خراتيس» ثم ركبنا القارب، وانحدرنا في النهر، ووصلنا إلى مكان يبعد ميلًا عن شمالي «قفط».
ولكن تأمل! لقد علم «تحوت» بكل ما وقع مع «ني نفر كا بتاح» فيما يتعلق بالكتاب، ولم يتوانَ «تحوت» فقد تظلم أمام «رع» قائلًا: كن على علم بحقي، وقضيتي مع «ني نفر كا بتاح» ابن الفرعون «مرنب» (؟) بتاح! لقد ذهب إلى حجرتي ونهبها، فأخذ صندوقي الذي يحتوي على كتابي (؟) وقتل الحارس الذي كان يحفظه، وقيل له: إنه أمامك مع كل شخص تابع له قاطبة.
وقد أُنزلت قوة إلهية من السماء مع الأمر: لا يُسمَح إلى «ني نفر كا بتاح» أن يصل سالمًا إلى «منف» هو وكل فرد تابع له جميعًا.
وفي لحظة معينة خرج «مراب» الطفل من تحت مظلة قارب نزهة الفرعون، وسقط في النهر، وبذلك تمت مشيئة «رع»، وعندئذ صاح كل من كان على ظهر القارب صيحة واحدة، وخرج «ني نفر كا بتاح» من تحت مظلته، وتلى تعويذة مكتوبة له فجعله يطفو، فقد كانت قوة الإله في الماء باقية عليه، فتلى تعويذة مدونة له، وجعله يقص جميع ما وقع له بالإضافة إلى التهمة التي اتهمه بها «تحوت» أمام «رع».
وعدنا إلى «قفط» معه، وأمر بأن نُؤخَذ إلى البيت الطيب، وجعلناهم ينتظرون حوله، وأمرنا بتحنيطه على أسلوب تحنيط أمير شريف، وجعلناه يثوي في تابوته في جبَّانة قفط، وقال أخي «ني نفر كا بتاح» دعينا ننحدر في النهر، ودعينا لا نتباطأ حتى لا يسمع الفرعون بالأشياء التي ألمَّت بنا، وقلبه يحزن بسببها.
فذهبنا إلى سطح القارب، وانحدرنا في النهر، وذهبنا دون إبطاء على بعد ميل من شمالي قفط في المكان الذي سقط فيه «مراب» في الماء، وقد خرجت من تحت مظلة قارب نزهة الفرعون فسقطت في النهر، وبذلك نفذت إرادة «رع» وكل من كانوا على سطح القارب صاحوا صيحة.
وقد أُخْبِر «ني نفر كا بتاح» بذلك فخرج من تحت مظلة قارب نزهة الفرعون، وتلى تعويذة وجعلني أطفو، وهناك كانت قوة الإله ماكثة في الماء عليَّ، وأمر بأن أُوخَذ، وتلى تعويذة عليَّ، وجعلني أذكر أمامه ما قد حدث لي جميعه بالإضافة إلى التهمة التي وجهها «تحوت» أمام «رع».
وعاد معي إلى قفط، وأمر بأن أُوخَذ إلى البيت الطيب، وأمر بأن ينتظروا حولي، وأمر بتحنيطي على حسب تحنيط أمير وشريف عظيم، وأمر بأن أثوى في القبر الذي ثوى فيه الطفل «مراب».
وذهب على ظهر القارب، ثم انحدر في النهر، وذهب دون إبطاء، ميلًا نحو الشمال من قفط إلى المكان الذي سقطنا فيه في النهر.
وهناك تحدث مع قلبه قائلًا: هل في مقدوري أن أذهب إلى «قفط» وأسكن هناك؟ وإلا فإني لو ذهبت إلى «منف» حيث سيسألني الفرعون عن أولاده، فماذا سيكون جوابي له؟ وكيف يمكنني أن أقول له إني أخذت الأطفال إلى إقليم «طيبة» أحياء، وسبَّبت لهم الموت، ثم أتيت إلى «منف» وأنا على قيد الحياة؟
ثم أمر أن يُحضَر له بشريط من الكتان الملكي، وعمل منه رباطًا، وربط الكتان وشده على جسمه وأحكم وثاقه، وعندما خرج من تحت مظلة قارب نزهة الفرعون سقط في الماء، وبذلك نفذ مشيئة «رع»، وعندئذ صاح كل من كان على ظهر القارب صيحة، وقالوا جميعًا: مُصاب جَلَل! خطب فادح! هل عاد الكاتب الطيب، والرجل العالم الذي لم يوجد مثيله؟
وسار قارب نزهة الفرعون منحدرًا في النهر دون أن يعلم أحد على الأرض المكان الذي كان فيه «ني نفر كا بتاح».
وعندما وصلوا إلى «منف» قُدِّم تقرير عن ذلك للفرعون، وجاء الفرعون لمقابلة قارب نزهة الفرعون مرتديًا ملابس الحداد، وأهل «منف» يلبسون ملابس الحزن جميعًا، وكذلك كهنة بتاح والكاهن الأكبر للإله بتاح، ومجلس بيت الفرعون جميعًا.
وتأمل! لقد استقبلوا «ني نفر كا بتاح» ممسكًا بسكان قارب نزهة الفرعون بمهارة بوصفه كاتبًا طيبًا، فالتقطوه، ورأوا الكتاب الذي كان مشدودًا على جسمه، فقال الفرعون: دع هذا الكتاب يُخبَّأ «بعيدًا»، ثم تحدث مجلس الفرعون وكهنة «بتاح» والكاهن الأكبر لبتاح أمام الفرعون: يا سيدنا العظيم الملك، لَيْتَه يحيا حياة «رع» إن «ني نفر كا بتاح» كان كاتبًا حسنًا ورجلًا عالمًا للغاية.
وأمر الفرعون أن يُدخَل مدخلًا حسنًا إلى البيت الطيب (مكان التحنيط) لمدة ستة عشر يومًا، ثم يُكفَّن في مدة خمسة وثلاثين يومًا، ثم يوضع في التابوت في مدة سبعين يومًا، ثم وضع ليثوي في تابوته في بيت مثواه (3)، (تنتهي هنا قصة «أهوري»).
وقد أخبرتهم بالبلايا التي حلت بنا بسبب هذا الكتاب الذي قلت عنه: فليعط إياي! وليس لك نصيب فيه، في حين أن فترة حياتنا على الأرض قد أُخِذت من أجله، ولكن «ستني» قال: يا «أهوري» دعي الكتاب يُسلَّم لي، وهو الذي رأيته بينك وبين «ني نفر كا بتاح»، وإلا فإني آخذه بالقوة.
وعندئذ انتصب «ني نفر كا بتاح» على الأريكة، وقال هل أنت «ستني» الذي وجهت إليه هذه المرأة تلك الكلمات العابثة، وأنت لم تُصغِ إلى كلماتها؟ إن الكتاب المسمى هل سيكون في مقدورك أن تأخذه بقوة كاتب حسن، أو بالتغلب عليَّ في لعبة السيجة؟ دعنا نلعب من أجله لعبة الاثنتين وخمسين نقطة، وقال «ستني»: إني مستعد.
ووضعوا أمامهم لوحة اللعب، وعليها القطع (الكلاب) ولعبوا لعبة الاثنتين وخمسين نقطة. وكسب «ني نفر كا بتاح» دورًا من «ستني» وتلى تعويذة عليه، ثم أكملها (؟) بلوحة اللعب التي كانت أمامه، وجعله يغوص في رقعة المكان حتى قدميه، وعمل بالمثل في لعبة الدور الثاني وكسبه من «ستني»، وجعله يغوص في رقعة المكان حتى وسطه، وعمل بالمثل في الدور الثالث، وجعله يغوص في رقعة المكان حتى أذنيه.
وبعد هذه الأشياء كان «ستني» في مأزق حرج في يد «ني نفر كا بتاح»، وعندئذ نادى «ستني» «أنهرو» أخاه (4) من أمه «منخ» (؟) «أرت» قائلًا (5): لا تتوان في الخروج على ظهر الأرض، وأن تقصَّ أمام الفرعون كل ما يصيبني، وأحضر تعاويذ «بتاح» والدي وكتبي الخاصة بالسحر.
ولم يتوان «أنهرو» في أن يصعد على الأرض؛ ليقص أمام الفرعون ما أصاب «ستني». فقال الفرعون خذ له تعاويذ «بتاح» وكتب سحره، ولم يتوان «أنهرو» عن النزول في القبر ووضع التعاويذ على جسم ستني، وفي الحال قفز «ستني» عاليًا ومد يديه إلى الكتاب وأخذه.
وحدث أن «ستني» خرج من القبر، وسار النور أمامه، ومشى الظلام خلفه، وبكت «أهوري» من أجل (؟) ذلك قائلة: مرحبًا أيها الظلام الملك! ووداعًا أيها النور الملك! فقد ولَّت كل قوة كانت في القبر جميعًا، ولكن «ني نفر كا بتاح» قال: يا «أهوري» لا تحملي الحزن في قلبك، فإني سأجعله يحضر هذا الكتاب هنا، وهو يحمل في يده عصا معوجة ومبخرة (؟) من نار على رأسه (6).
وخرج «ستني» من القبر وربطة (الكتاب) خلفه كما كان، وذهب إلى حضرة الفرعون وقصَّ أمامه ما حدث له من جراء الكتاب، وقال الفرعون لستني: خذ هذا الكتاب إلى قبر «ني نفر كا بتاح» بوصفك رجل علم، وإلا فإنه سيجعلك تأخذه وفي يدك عصا معوجة وعلى رأسك مبخرة من نار (عقابًا).
غير أن «ستني» لم يصغِ له، وحدث أن «ستني» لم يفعل أي شيء على ظهر البسيطة إلا فضَّ الكتاب حتى يمكنه أن يقرأ فيه أمام كل فرد.
واتفق أنه بعد هذه الأشياء كان «ستني» يمشي في مدخل معبد «بتاح» وتأمل! لقد رأى امرأة بارعة الجمال ليس لها مثيل في الحسن (؟) وكانت جميلة، وعليها حُلِي كثيرة من الذهب؛ وكانت العذارى تمشي خلفها، وكانت تملك حشمًا يبلغ عددهم اثنين وخمسين شخصًا، ولما رآها «ستني» لم يعرف أين كان هو على الأرض، ثم نادى «ستني» عبده المرافق له قائلًا لا تتوانَ عن الذهاب إلى المكان الذي فيه هذه المرأة، واعرف ما الذي أتى تحت (؟) أمرها (أي ما هي رسالتها).
ولم يتوانَ العبد الخادم في الذهاب إلى المكان الذي فيه هذه المرأة، ونادى على الأمة خادمتها التي كانت تسير خلفها، وسألها قائلًا: من هذه الإنسانة؟ فقالت له: إنها «تابوبو» ابنة كاهن «باست» سيدة «عنخ تاوي» (= حياة الأرضين = اسم من أسماء منف) تأمل! لقد أتت إلى هنا لتصلي للإله «بتاح» الإله العظيم.
وعاد الخادم إلى «ستني» وقصَّ عليه كل شيء أخبرته به جميعًا، فقال ستني للعبد: اذهب وتحدث إلى الأمة قائلًا: إن «ستني خعمواس» ابن الفرعون «وسر ما عت رع» (رعمسيس الثاني) هو الذي أرسلني قائلًا: سأعطيك عشر قطع من الذهب، ومُضِي ساعة معي؛ أو هل عندك شِكاية من ظلم سآمر بردها عنك، وسآمر بأن تُؤخَذي إلى مكان خفيٍّ تمامًا، ولن يجدك أي إنسان في العالم.
وعاد العبد إلى المكان الذي كانت فيه «تابوبو» ونادى على الأمَة خادمتها، وتحدث معها، ولكنها جاوبته بِهُزْء (؟) كأن ما تحدَّث به كان فسوقًا (؟) وقالت «تابوبو» للعبد: كُفَّ عن مناقشة هذه الأمة المجنونة، وتعال هنا وتحدَّث إليَّ.
وأسرع العبد إلى المكان الذي كانت فيه «تابوبو» وقال لها: سأعطي عشر قطع من الذهب، ومُضِي ساعة مع «ستني» خعمواس ابن الفرعون «وسر ماعت رع». هل تشكين من ظلم؟ إنه سيرده عنك فضلًا عن ذلك، وسيأمر بأخذك إلى مكان خفيٍّ تمامًا، ولن يجدك أي فرد في العالم فقالت «تابوبو» اذهب وتحدث إلى «ستني» قائلًا: «إني كاهنة، ولست بامرأة حقيرة، وإذا أردت أن تفعل معي ما ترغب فيه فعليك أن تأتي إلى «بر-باست» في بيتي. فهناك كل شيء مستعد عندما تفعل ما ترغب فيه معي، ولن يجدني أي واحد في الأرض، هذا فضلًا عن أنني لن أفعل ما تفعله امرأة حقيرة في عرض الشارع».
وعاد العبد إلى «ستني» وقصَّ أمامه كل شيء قالته له قاطبة. فقال هذا حسن، وقد شمل الخزي كل فرد كان حول «ستني».
ثم أمر «ستني» بإحضار قارب وذهب على متنه، ولم يتوانَ عن الذهاب إلى «بر-باست» وأتى إلى غرب قمي (اسم جزء من جبَّانة منف بالقرب من السرابيوم) وتأمل! … فقد وجد بيتًا غاية في العلوِّ له سور حوله وحديقة في الشمال وأمامه ديوان، ثم سأل «ستني» قائلًا: هذا البيت، بيت من؟ فقالوا له: إنه بيت «تابوبو».
وكان «ستني» في داخل السور وتأمل! فإنه صوَّب التفاتة (في عجب) إلى جوسق الحديقة.
وقد بُلِّغت «تابوبو» بمجيئه، فنزلت وأخذت بيد «ستني» وقالت له: بحق فلاح بيت كاهن الآلهة «باست» سيدة «عنخ تاوي» (منف) الذي وصلتَ إليه إني لفرحة للغاية، اصعد من حيث أنت معي.
وعلى ذلك صعد «ستني» سلم البيت مع «تابوبو» وتأمل! لقد وجد الدور العلوي للبيت مكنوسًا ومؤثَّثًا، فرقعته كانت محلاة باللازورد الحقيقي والفيروز الطبيعي، وكانت هناك أرائك عدة مفروشة بالكتان الملكي، وعلى المنضدة أقداح من الذهب كثيرة العدد، وملأت كأس من الذهب بالنبيذ، وقُدِّم إلى يد «ستني»، وقالت له فلْيؤتَ لك بطعام. فقال لها لا يمكنني أن آكل.
ووضعوا صمغًا معطرًا على المبخرة، وأحضروا عطورًا من النوع الذي يستعمله الفرعون أمامه.
وتمتع «ستني مع تابوبو» متعة لم يرَ مثلها قط قبل ذلك.
وقال لها «ستني» دعينا نتمم ما جئنا من أجله هنا.
فقالت له: عليك أن تذهب إلى بيتك الذي أنت فيه؛ لأني كاهنة، ولست بإنسانة وضيعة، وإذا كان الأمر أنك تبحث عن أن تفعل معي ما ترغب فيه فعليك أن تحرر عقد إعالة (زواج) وأجرًا ماليًّا بالنسبة لكل شيء وكُلِّ متاع تملكه.
فقال لها دعي كاتب المدرسة يحضر، فأُحضِر في الحال، وأمر «ستني» أن يُحرَّر لها عقد إعالة، وصداق نقد عن كل شيء، وعن كل الأمتعة التي يملكها قاطبة.
وفي ساعة ما حدث أنه أُعْلِن أمام «ستني»: «أن أولادك في أسفل.» فقال دعهم يحضرون هنا.
وقامت «تابوبو» وارتدت جلبابًا من الكتان الملكي، وقد رأى من خلاله كل جزء من جسمها، وتأمل! فعندئذ كانت رغبته فيها قد ازدادت أكثر مما كانت عليه من قبل، وقال «ستني»: «دعيني أنفِّذ ما جئت من أجله هنا.» فأجابته: عليك أن تصل إلى بيتك الذي أنت فيه؛ لأني كاهنة ولست بإنسانة وضيعة، وإذا كنت تبحث عن أن تفعل معي ما ترغب فيه فعليك أن تجعل أولادك يصدقون على عقدي (أي عقد زواجي) وبذلك لا تسمح لهم أن يتشاجروا مع أولادي فيما يتعلق بملكك.
فأمر بإحضار أولاده، وأمرهم أن يمضوا في أسفل العقد، وقال لتابوبو: «دعيني أتمم ما جئت من أجله هناك معك.» فقالت له: عليك أن تصل إلى بيتك الذي أنت فيه؛ لأني كاهنة ولست امرأة وضيعة، فإذا كنت تبحث عن أن تفعل معي ما جئت من أجله فعليك أن تأمر بذبح أولادك فلا تسمح لهم في أن يتخاصموا مع أطفالي فيما يتعلق بمتاعك. فقال «ستني» فلْتُنفَّذ فيهم اللعنة التي أتت إلى قلبك.
فأمرت بقتل الأطفال أمامه، وأمرت بأن يُلقى بهم من النافذة إلى الكلاب والقطط فأكلت لحمهم، وكان يسمعها عندما كان يشرب الخمر مع «تابوبو».
ثم قال «ستني» لتابوبو دعينا نتمم ما جئت من أجله هنا فكل شيء قلتيه قد فعلته كله قاطبة.
فقالت «تابوبو» له تعال من حيث أنت إلى هذه الحجرة، وذهب «ستني» إلى حجرة واضطجع على أريكة من العاج والأبنوس، ورغبته مستسلمة ذهبًا (أي ما كان يرغب فيه كان على وشك أن يتمم).
واضطجعت «تابوبو» بجانب «ستني» فوضع يده ليلمسها، ولكنها فغرت فاها بصيحة كبيرة، وتأمل فقد تنبه (؟) وهو في حرارة متَّقدة، وإحْلِيله في … ولم تكن أية ملابس في العالم عليه.
وفي وقت ما حدث أن «ستني» لمح رجلًا شريفًا يركب مِحَفَّة (؟) وكان هناك رجال كثيرون يهرولون عند قدميه، وكان مثل الفرعون، وكان «ستني» على وشك أن ينهض، ولكن لم يكن في مقدوره أن ينهض خزيًا؛ لأنه لم يكن عليه ملابس.
وقال الفرعون يا «ستني» ما الذي تفعله في هذه الصورة التي أنت عليها؟ فقال: إن «ني نفر كا بتاح» هو الذي فعل هذه الأشياء معي جميعًا.
فقال الفرعون: اذهب إلى منف، أما من جهة أطفالك فإنهم يبحثون عنك، إنهم واقفون أمام الفرعون في نظامهم الملائم.
وقال «ستني» أمام الفرعون، يا سيد، العظيم الملك، لَيْتَه يحيا حياة «رع»! بأية حالة يمكنني أن أذهب إلى «منف» وليس على جسدي أية ملابس؟
وعندئذ نادى الفرعون خادمًا كان واقفًا بجواره، وأمره أن يعطي «ستني» ملابس، وقال الفرعون يا «ستني»: اذهب إلى «منف»، إن أطفالك لا يزالون أحياء، وهم واقفون على حسب ترتيبهم اللائق أمام الفرعون.
وأتى «ستني» إلى منف، وضمَّ إلى صدره أطفاله، ووجدهم أحياء.
وقال الفرعون: هل كنتَ ثَمِلًا، وقصَّ عليه «ستني» كل شيء كان قد وقع له مع «تابوبو» ومع «نفر ني كا بتاح» قاطبة، وقال الفرعون لستني لقد فعلتُ لك كل ما أمكنني قبل أن أقول إنهم سيذبحونك إذا لم تأخذ الكتاب إلى المكان الذي أحضرته منه، وحتى هذا الوقت لم تظهر أية مبالاة. دع هذا الكتاب يُؤخَذ إلى حيث «ني نفر كا بتاح» وشوكة وعصًا في يدك، ومبخرة من نار على رأسك.
خرج «ستني» من حضرة الفرعون، وفي يده شوكة وعصًا ومبخرة من نار على رأسه، ونزل في القبر الذي كان فيه «ني نفر كا بتاح» فقالت «أهوري» له: يا «ستني» إن الإله العظيم «بتاح» هو الذي أحضرك سالمًا، ولكن «ني نفر كا بتاح» ضحك قائلًا: «هذا هو الذي قلته لك من قبل.»
وحيَّا «ستني» «ني نفر كا بتاح»، ووجد كأن الشمس كانت في كل القبر.
وقدَّم كل من أهوري، و«ني نفر كا بتاح» غاية التحية إلى «ستني».
وقال «ستني» يا «ني نفر كا بتاح» هل هناك شيء مخزٍ؟ فأجاب «ني نفر كا بتاح»: يا «ستني»، إنك تعلم أن «أهوري» و«مراب» طفلها موجودان في «قفط» وذلك على الرغم من أنهما هنا كذلك في هذا القبر، وذلك بمهارة كاتب حسن، فلْيَقَع على كاهلك أن تقوم بواجب الذهاب إلى قفط، وإحضارهما إلى هنا.
وخرج «ستني» من القبر، وذهب إلى حضرة الفرعون، وقصَّ أمامه كل شيء قاله له «ني نفر كا بتاح» قاطبة.
فقال الفرعون: «يا «ستني»، اذهب إلى «قفط» وأحضر «أهوري» و«مراب» ابنها».
وقال في حضرة الفرعون: فلْأعطَ قاربَ نزهةِ الفرعون بجهازه، فأُعطَى قارب نزهة الفرعون بجهازه.
وركب على متنه وأقلع، ولم يتوانَ ووصل إلى «قفط»، وقد أعلن ذلك أمام كهنة «إزيس» صاحبة «قفط» والكاهن الأكبر «لإزيس»، ونزلوا لمقابلته وقادوه إلى الشاطئ، وذهب من هناك وسار إلى معبد «إزيس» صاحبة «قفط» و«حربو خراتيس»، وأمر بإحضار ثور وأوزة ونبيذ، وقرَّب قربانًا، وسوائل أمام «إزيس» صاحبة «قفط» و«حربو خراتيس».
وذهب إلى جبَّانة التل في «قفط» مع كهنة «إزيس» والكاهن الأكبر «لإزيس»، وأمضوا ثلاثة أيام وثلاث ليال، وهم يبحثون في كل المقابر التي كانت في جبَّانة جبل «قفط»، مقلِّبين لوحات كتاب بيت الحياة، وقارئين الكتابات التي كانت عليها، ولكنهم لم يجدوا المثوى الذي كان فيه «أهوري» و«مراب» ابنها.
وقد علم «ني نفر كا بتاح» بأنهم لم يجدوا مثوى «أهوري» و«مراب» ابنها. فقام (من الموت) بمثابة رجل مسن، وكاهن طاعن في السن للغاية، وأتى لمقابلة «ستني».
ورآه «ستني»، وقال «ستني» للرجل المسن: إنك في صورة رجل طاعن في السن؛ فهل تعرف المثوى الذي فيه «أهوري» و«مراب» طفلها؟
فقال الرجل المسن «لستني»: إن والد والد والدي قد خَبَّر عنه والد والدي قائلًا: إن مثوى «أهوري» و«مراب» ابنها يقع في الركن الجنوبي من البيت … كاهن (؟).
فقال «ستني» للرجل المسن: من الجائز أنه بسبب الغش أن … كاهن قد خرب، وإذا اتفق أنهم لم يجدوا «أهوري» مع «مراب» ابنها تحت الركن الجنوبي لبيته فلتنزل بي اللعنة.
ووضعوا حرسًا على الرجل المسن، ووجدوا مكان مثوى «أهوري» و«مراب» ابنها تحت الركن الجنوبي للبيت اﻟ … كاهن، وأمرهم «ستني» بإحضار هذين الفردين العظيمين على سطح قارب نزهة الفرعون، وجعل بيت اﻟ … كان يُبنَى على حسب ما كان عليه أولًا.
وجعل «ني نفر كا بتاح» يكشف عن حقيقته أنه أتى لقفط؛ ليجعله يجد مكان المثوى الذي كان فيه «أهوري» و«مراب» ابنها.
وذهب «ستني» على متن قارب نزهة الفرعون، وانحدر في النهر ولم يتوان، وواصل إلى «منف» مع الناس الذين كانوا معه جميعًا.
وقد أُعلِن الخبر أمام الفرعون، فنزل لمقابلة قارب النزهة الملكي، وأمر بإحضار هؤلاء الناس العظام إلى القبر الذي كان فيه «ني نفر كا بتاح» وأمر بإقامة مبنًى واقٍ عليهم من نوع خاص (؟).
........................................................
1- تدل شواهد الأحوال على أن كل الأسماء التي وردت في قصة «أهوري» ليس لها ظل من الحقيقة.
2- يحتمل أن المقصود هنا ببحر قفط البحيرة المقدسة للمعبد، أو فرع من النيل بجوار قفط.
3- تدل شواهد الأحوال على أن السبعين يومًا كان لا يدخل ضمنها الستة عشر يومًا والخمسة والثلاثين يومًا، والواقع أنه خلال عهد البطالمة كانت المدة العادية ما بين فترة الموت، أو بعبارة أدق على ما يُظَن من أول عملية التحنيط حتى يوم الدفن، هي سبعون يومًا، وفي خلال هذه المدة كانت الأحزان قائمة، يدل على ذلك ما جاء في سجلات عجول أبيس وما جاء على لوحات كهنة السربيوم، والواقع أن مدة التحنيط كانت تمتد يومًا أو يومين أكثر من السبعين يومًا العادية، ففي حالة الكهنة (راجع Br. Thes, 912-3, ef 931–939) وفي حالة الأفراد غير رجال الدين الذين يشغلون وظائف عالية محلية: (راجع Rh. Bil. Pap. V) حيث نجد أن كاهنًا قد حُنِّط في ثمانين يومًا. هذا ويذكر ديودور Diod. I. 72 أن مجموع مدة أيام الحزن على الملك كان 72 يومًا.
أما عن الأزمان التي قبل ذلك فليس لدينا مصادر يُعتَمد عليها إلا المصادر الأجنبية، فيقول هردوت إنه في كل الحلات كان الجسم يُملَّح في النترون مدة سبعين يومًا، غير أنه على ما يظهر قد ارتكب خطأ بقوله: في حالة الرجل الثري كان هذا لا يشمل المدة الضرورية للإعداد المتقن للجسم، ولِلَفِّة فيما بعد، بل الصواب أن هذه المدة كانت تُحسَب ضمن السبعين يومًا.
هذا، ولدينا مصدر آخر أقدم من ذلك بكثير، وهو ما جاء في التوراة (راجع Gen. I. 3) أي حوالي عام 850ق.م (؟) فقد جاء في التوراة أربعون يومًا لتحنيط «يعقوب» ولكن كانت المدة سبعين يومًا للحداد في مصر (راجع Rec. de Trav. XXI, 73).
4- لا يعرف حتى الآن واحد من أبناء رعمسيس الثاني بهذا الاسم.
5- يحتمل أن المقصود هنا هو اسم نفرت-أري زوج رعمسيس الثاني، وكلمة «منخ» هنا تساوي نفرت، وكان خعمواس ابن زوجة رعمسيس الثاني الأولى التي تُدعَى «ست نفرت».
6- أي آلات العذاب التي سيعاقب بها.
الاكثر قراءة في العصور القديمة في مصر
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة