رد الشمس لنبي الله سليمان
المؤلف:
الفيض الكاشاني
المصدر:
تفسير الصافي
الجزء والصفحة:
ج4، ص299
2025-10-02
129
قال تعالى: {رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ} [ص: 33]
{رُدُّوهَا عَلَيَّ} الضمير للشمس {فَطَفِقَ} مسحا فأخذ يسمح مسحا {بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ}
في الفقيه عن الصادق (عليه السلام) قال إن سليمان بن داود (عليه السلام) عرض عليه ذات يوم بالعشي الخيل فاشتغل بالنظر إليها حتى توارت الشمس بالحجاب فقال للملائكة ردوا الشمس عليّ حتى اصلي صلاتي في وقتها فردوها فقام فمسح ساقيه وعنقه وأمر أصحابه الذين فأتتهم الصلاة معه بمثل ذلك وكان ذلك وضوءهم للصلاة ثم قام فصلى فلما فرغ غابت الشمس وطلعت النجوم وذلك قول الله عز وجل ووهبنا لداود سليمان إلى قوله والاعناق.
وفي المجمع عن أمير المؤمنين (عليه السلام) إن هذه الخيل كانت شغلته عن صلاة العصر حتى فات وقتها قال وفي روايات أصحابنا أنه فاته أول الوقت.
وفي الكافي والفقيه عن الباقر (عليه السلام) أنه سئل عن قول الله عز وجل إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا قال يعني مفروضا وليس يعني وقت فوتها إذا جاز ذلك الوقت ثم صلاها لم يكن صلاته هذه مؤداة ولو كان ذلك كذلك لهلك سليمان بن داود (عليه السلام) حين صلاها لغير وقتها ولكنه متى ما ذكرها صلاها.
وفي العلل عنه (عليه السلام) ما يقرب منه.
وفي المجمع قال ابن عباس سألت عليا (عليه السلام) عن هذه الآية فقال ما بلغك فيها يا ابن عباس قلت بلى سمعت كعبا يقول اشتغل سليمان بعرض الأفراس حتى فاتته الصلاة فقال ردّوها عليّ يعني الأفراس وكانت أربعة عشر فأمر بضرب سوقها وأعناقها بالسيف قتلها فسلبه الله ملكه أربعة عشر يوما لأنه ظلم الخيل بقتلها فقال علي (عليه السلام) كذب كعب لكن اشتغل سليمان بعرض الأفراس ذات يوم لأنه أراد جهاد العدو حتى توارت الشمس بالحجاب فقال بأمر الله للملائكة الموكلين بالشمس ردوها عليّ فردت فصلى العصر في وقتها وأن أنبياء الله لا يظلمون ولا يأمرون بالظلم لأنهم معصومون مطهرون.
والقمي ذكر قريبا مما قاله كعب ثم روى قصة خاتمه عن الصادق (عليه السلام) وأنه ضل عنه أربعين يوما بسبب قتله الخيل سرقه شيطان وجلس مكانه في تلك المدة إلى آخر ما ذكره مما لا يليق بالأنبياء إلا إذا كان مرموزا وأريد به شيء آخر كما سبق مثله في قصة هاروت وماروت.
الاكثر قراءة في قصة النبي سليمان وقومه
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة