تأملات قرآنية
مصطلحات قرآنية
هل تعلم
علوم القرآن
أسباب النزول
التفسير والمفسرون
التفسير
مفهوم التفسير
التفسير الموضوعي
التأويل
مناهج التفسير
منهج تفسير القرآن بالقرآن
منهج التفسير الفقهي
منهج التفسير الأثري أو الروائي
منهج التفسير الإجتهادي
منهج التفسير الأدبي
منهج التفسير اللغوي
منهج التفسير العرفاني
منهج التفسير بالرأي
منهج التفسير العلمي
مواضيع عامة في المناهج
التفاسير وتراجم مفسريها
التفاسير
تراجم المفسرين
القراء والقراءات
القرآء
رأي المفسرين في القراءات
تحليل النص القرآني
أحكام التلاوة
تاريخ القرآن
جمع وتدوين القرآن
التحريف ونفيه عن القرآن
نزول القرآن
الناسخ والمنسوخ
المحكم والمتشابه
المكي والمدني
الأمثال في القرآن
فضائل السور
مواضيع عامة في علوم القرآن
فضائل اهل البيت القرآنية
الشفاء في القرآن
رسم وحركات القرآن
القسم في القرآن
اشباه ونظائر
آداب قراءة القرآن
الإعجاز القرآني
الوحي القرآني
الصرفة وموضوعاتها
الإعجاز الغيبي
الإعجاز العلمي والطبيعي
الإعجاز البلاغي والبياني
الإعجاز العددي
مواضيع إعجازية عامة
قصص قرآنية
قصص الأنبياء
قصة النبي ابراهيم وقومه
قصة النبي إدريس وقومه
قصة النبي اسماعيل
قصة النبي ذو الكفل
قصة النبي لوط وقومه
قصة النبي موسى وهارون وقومهم
قصة النبي داوود وقومه
قصة النبي زكريا وابنه يحيى
قصة النبي شعيب وقومه
قصة النبي سليمان وقومه
قصة النبي صالح وقومه
قصة النبي نوح وقومه
قصة النبي هود وقومه
قصة النبي إسحاق ويعقوب ويوسف
قصة النبي يونس وقومه
قصة النبي إلياس واليسع
قصة ذي القرنين وقصص أخرى
قصة نبي الله آدم
قصة نبي الله عيسى وقومه
قصة النبي أيوب وقومه
قصة النبي محمد صلى الله عليه وآله
سيرة النبي والائمة
سيرة الإمام المهدي ـ عليه السلام
سيرة الامام علي ـ عليه السلام
سيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله
مواضيع عامة في سيرة النبي والأئمة
حضارات
مقالات عامة من التاريخ الإسلامي
العصر الجاهلي قبل الإسلام
اليهود
مواضيع عامة في القصص القرآنية
العقائد في القرآن
أصول
التوحيد
النبوة
العدل
الامامة
المعاد
سؤال وجواب
شبهات وردود
فرق واديان ومذاهب
الشفاعة والتوسل
مقالات عقائدية عامة
قضايا أخلاقية في القرآن الكريم
قضايا إجتماعية في القرآن الكريم
مقالات قرآنية
التفسير الجامع
حرف الألف
سورة آل عمران
سورة الأنعام
سورة الأعراف
سورة الأنفال
سورة إبراهيم
سورة الإسراء
سورة الأنبياء
سورة الأحزاب
سورة الأحقاف
سورة الإنسان
سورة الانفطار
سورة الإنشقاق
سورة الأعلى
سورة الإخلاص
حرف الباء
سورة البقرة
سورة البروج
سورة البلد
سورة البينة
حرف التاء
سورة التوبة
سورة التغابن
سورة التحريم
سورة التكوير
سورة التين
سورة التكاثر
حرف الجيم
سورة الجاثية
سورة الجمعة
سورة الجن
حرف الحاء
سورة الحجر
سورة الحج
سورة الحديد
سورة الحشر
سورة الحاقة
الحجرات
حرف الدال
سورة الدخان
حرف الذال
سورة الذاريات
حرف الراء
سورة الرعد
سورة الروم
سورة الرحمن
حرف الزاي
سورة الزمر
سورة الزخرف
سورة الزلزلة
حرف السين
سورة السجدة
سورة سبأ
حرف الشين
سورة الشعراء
سورة الشورى
سورة الشمس
سورة الشرح
حرف الصاد
سورة الصافات
سورة ص
سورة الصف
حرف الضاد
سورة الضحى
حرف الطاء
سورة طه
سورة الطور
سورة الطلاق
سورة الطارق
حرف العين
سورة العنكبوت
سورة عبس
سورة العلق
سورة العاديات
سورة العصر
حرف الغين
سورة غافر
سورة الغاشية
حرف الفاء
سورة الفاتحة
سورة الفرقان
سورة فاطر
سورة فصلت
سورة الفتح
سورة الفجر
سورة الفيل
سورة الفلق
حرف القاف
سورة القصص
سورة ق
سورة القمر
سورة القلم
سورة القيامة
سورة القدر
سورة القارعة
سورة قريش
حرف الكاف
سورة الكهف
سورة الكوثر
سورة الكافرون
حرف اللام
سورة لقمان
سورة الليل
حرف الميم
سورة المائدة
سورة مريم
سورة المؤمنين
سورة محمد
سورة المجادلة
سورة الممتحنة
سورة المنافقين
سورة المُلك
سورة المعارج
سورة المزمل
سورة المدثر
سورة المرسلات
سورة المطففين
سورة الماعون
سورة المسد
حرف النون
سورة النساء
سورة النحل
سورة النور
سورة النمل
سورة النجم
سورة نوح
سورة النبأ
سورة النازعات
سورة النصر
سورة الناس
حرف الهاء
سورة هود
سورة الهمزة
حرف الواو
سورة الواقعة
حرف الياء
سورة يونس
سورة يوسف
سورة يس
آيات الأحكام
العبادات
المعاملات
غزوة الأحزاب من التخطيط إلى النصر
المؤلف:
الفيض الكاشاني
المصدر:
تفسير الصافي
الجزء والصفحة:
ج4، ص170 - 179
2025-09-23
9
قال تعالى: {يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا} [الأحزاب: 20]
{يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا} أي هؤلاء لجبنهم يظنون أن الأحزاب لم ينهزموا وقد انهزموا وإن يأت الاحزاب كرة ثانية يودوا لو أنهم بادون في الاعراب تمنوا أنهم خارجون إلى البدو وحاصلون بين الأعراب يسئلون كل قادم من جانب المدينة عن أنبائكم عما جرى عليكم ولو كانوا فيكم هذه الكرة ولم يرجعوا إلى المدينة وكان قتال ما قاتلوا إلا قليلا رياء وخوفا عن التعيير.
القمي نزلت هذه الايات في قصة الأحزاب من قريش والعرب الذين تحزبوا على رسول الله قال وذلك أن قريشا تجمعت في سنة خمس من الهجرة وساروا إلى العرب وحلبوا واستفزوهم لحرب رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فوافوا في عشرة آلاف ومعهم كنانة وسليم وفزارة وكان رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) حين أجلا بني النضير وهم بطن من اليهود من المدينة وكان رئيسهم حي بن أخطب وهم يهود من بني هرون على نبينا وآله و(عليه السلام) فلما أجلاهم من المدينة صاروا إلى خيبر وخرج حي بن أخطب إلى قريش بمكة وقال لهم إن محمدا قد وتركم ووترنا وأجلانا من المدينة من ديارنا وأموالنا وأجلى بني عمنا بني قنيقاع فسيروا في الأرض واجمعوا حلفائكم وغيرهم حتى نسير إليهم فإنه قد بقي من قومي بيثرب سبع مأة مقاتل وهم بنو قريظة وبينهم وبين محمد عهد وميثاق وأنا أحملهم على نقض العهد بينهم وبين محمد ويكونون معنا عليهم فتأتون أنتم من فوق وهم من أسفل وكان موضع بني قريظة من المدينة على قدر ميلين وهو الموضع الذي يسمى بئر بني المطلب فلم يزل يسير معهم حي بن أخطب في قبايل العرب حتى اجتمعوا قدر عشرة آلاف من قريش وكنانة والأقرع بن حابس في قومه وعباس بن مرداس في بني سليم فبلغ ذلك رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فاستشار أصحابه وكانوا سبعمأة رجل فقال سلمان الفارسي (ره) يا رسول الله إن القليل لا يقاوم الكثير في المطاولة قال فما نصنع قال نحفر خندقا يكون بينك وبينهم حجابا فيمكنك معهم المطاولة ولا يمكنهم أن يأتونا من كل وجه فإنا كنا معاشر العجم في بلاد فارس إذا دهمنا دهم من عدونا نحفر الخنادق فتكون الحرب من مواضع معروفة فنزل جبرئيل على رسول الله فقال أشار بصواب فأمر رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) بمسحه من ناحية احد إلى راتج وجعل على كل عشرين خطوة وثلاثين خطوة قوم من المهاجرين والأنصار يحفرونه فحملت المساحي والمعاول وبدأ رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وأخذ معولا فحفر في موضع المهاجرين بنفسه وأمير المؤمنين (عليه السلام) ينقل التراب من الحفرة حتى عرق رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وعي وقال لا عيش إلا عيش الاخرة اللهم اغفر للانصار والمهاجرين فلما نظر الناس الى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يحفر اجتهدوا في الحفر ونقلوا التراب فلما كان في اليوم الثاني بكروا إلى الحفر وقعد رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) في مسجد الفتح فبينا المهاجرون والأنصار يحفرون إذ عرض لهم جبل لم تعمل المعاول فيه فبعثوا جابر بن عبد الله الأنصاري إلى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يعلمه بذلك قال جابر فجئت إلى المسجد ورسول الله مستلق على قفاه ورداؤه تحت رأسه وقد شد على بطنه حجرا فقلت يا رسول الله أنه قد عرض لنا جبل لا تعمل المعاول فيه فقام مسرعا حتى جاءه ثم دعا بماء في إناء فغسل وجهه وذراعيه ومسح على رأسه ورجليه ثم شرب ومج من ذلك الماء في فيه ثم صبه على ذلك الحجر ثم أخذ معولا فضرب ضربة فبرقت برقة نظرنا فيها إلى قصورالشام ثم ضرب اخرى فبرقت برقة نظرنا فيها إلى قصور المدائن ثم ضرب اخرى فبرقت برقة اخرى فنظرنا فيها إلى قصور اليمن فقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) أما إنه سيفتح الله عليكم هذه المواطن التي برقت فيها البرق ثم انهال علينا الجبل كما ينهال الرمل فقال جابر فعلمت أن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) مقوى أي جايع لما رأيت على بطنه الحجر فقلت يا رسول الله هل لك في الغذاء قال ما عندك يا جابر فقلت عناق وصاع من شعير فقال تقدم وأصلح ما عندك قال جابر فجئت إلى أهلي فأمرتها فطحنت الشعير وذبحت العنز وسلختها وأمرتها أن تخبز وتطبخ وتشوي فلما فرغت من ذلك جئت إلى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فقلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله قد فرغنا فاحضر مع من أحببت فقام إلى شفير الخندق ثم قال يا معاشر المهاجرين والأنصار أجيبوا جابر قال جابر وكان في الخندق سبعمأة رجل فخرجوا كلهم ثم لم يمر بأحد من المهاجرين والأنصار إلا قال أجيبوا جابر فتقدمت وقلت لأهلي قد والله أتاك محمد رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) بما لا قبل لك به فقالت أعلمته أنت بما عندنا قال نعم قالت فهو أعلم بما أتى قال جابر فدخل رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فنظر في القدر ثم قال اغرفي وأبقي ثم نظر في التنور ثم قال أخرجي وأبقي ثم دعا بصحفة وثرد فيها وغرف فقال يا جابر أدخل عليّ عشرة عشرة فأدخلت عشرة فأكلوا حتى نهلوا وما يرى في القصعة إلا آثار أصابعهم ثم قال يا جابر عليّ بالذراع فأتيته بالذراع فأكلوه ثم قال أدخل عليّ عشرة فأدخلتهم حتى أكلوا ونهلوا وما يرى في القصعة إلاّ آثار أصابعهم ثم قال يا جابر عليّ بالذراع فأكلوا وخرجوا ثم قال : أدخل عليّ عشرة فأدخلتهم فأكلوا حتى نهلوا وما ترى في القصعة إلا آثار أصابعهم ثم قال عليّ بالذراع فأتيته فقلت يا رسول الله كم للشاة من الذراع قال ذراعان فقلت والذي بعثك بالحق لقد أتيتك بثلاثة فقال أما لو سكت يا جابر أكل الناس كلهم من الذراع قال جابر فأقبلت أدخل عشرة عشرة فيأكلون حتى أكلوا كلهم وبقي والله لنا من ذلك الطعام ما عشنا به أياما قال وحفر رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) الخندق وجعل له ثمانية أبواب وجعل على كل باب رجلا من المهاجرين ورجلا من الأنصار مع جماعة يحفظونه وقدمت قريش وكنانة وسليم وهلال فنزلوا الزغابة ففرغ رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) من حفر الخندق قبل قدوم قريش بثلاثة أيام وأقبلت قريش ومعهم حيّ بن أخطب فلما نزلوا العقيق جاء حيّ بن أخطب إلى بني قريظة في جوف الليل وكانوا في احصنهم قد تمسكوا بعهد رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فدق باب الحصن فسمع كعب بن أسيد فقال لأهله هذا قرع الباب أخوك قد شأم قومه وجاء الآن يشأمنا ويهلكنا ويأمرنا نقض العهد بيننا وبين محمد (صلى الله عليه واله وسلم) وقد وفى لنا محمد (صلى الله عليه واله وسلم) وأحسن جوارنا فنزل إليه من غرفته فقال له من أنت قال حيّ بن أخطب قد جئتك بعز الدهر فقال كعب بل جئتني بذل الدهر فقال كعب هذه قريش في قادتها وسادتها قد نزلت بالعقيق مع حلفائهم من كنانة وهذه فزارة مع قادتها وسادتها قد نزلت الزغابة وهذه سليم وغيرهم قد نزلوا حصن بني ذبيان ولا يفلت محمد وأصحابه من هذا الجمع أبدا فافتح الباب وانقض العهد الذي بينك وبين محمد (صلى الله عليه واله وسلم) فقال كعب لست بفاتح لك الباب إرجع من حيث جئت فقال حيّ ما يمنعك من فتح الباب إلا حشيشتك التي في التنور مخافة أن أشركك فيها فافتح فإنك امن من ذلك فقال له كعب لعنك الله لقد دخلت عليّ من باب دقيق ثم قال افتحوا له الباب ففتح له فقال ويلك يا كعب انقض العهد الذي بينك وبين محمد (صلى الله عليه واله وسلم) ولا ترد رأيي فان محمدا لا يفلت من هذا الجمع أبدا فإن فاتك هذا الوقت لا تدرك مثله أبدا قال فاجتمع كل من كان في الحصن من رؤساء اليهود مثل غزال بن شمول وياسر بن قيس ورفاعة بن زيد والزبير بن ياطا فقال لهم كعب ما ترون قالوا أنت سيدنا والمطاع فينا وصاحب عهدنا وعقدنا فان نقضت نقضنا معك وان أقمت أقمنا معك وان خرجت خرجنا معك فقال الزبير بن ياطا وكان شيخا كبيرا مجربا وقد ذهب بصره قد قرأت التوراة التي أنزلها الله تعالى في سفرنا بأنه يبعث نبيا في آخر الزمان يكون مخرجه بمكة ومهاجره في هذه البحيرة يركب الحمار العري ويلبس الشملة بالكسيرات يجترني والتميرات وهو الضحوك القتال في عينيه الحمرة وبين كتفيه خاتم النبوة يضع سيفه على عاتقه لا يبالي من لاقى يبلغ سلطانه منقطع الخف والحافر فان كان هو هذا فلا يهولنه هؤلاء وجمعهم ولو ناوى على هذه الجبال الرواسي لغلبها فقال حيّ ليس هذا ذاك ذلك النبي (صلى الله عليه واله وسلم) من بني اسرائيل وهذا من العرب من ولد اسماعيل ولا يكونوا بنو اسرائيل أتباعا لولد اسماعيل (عليه السلام) أبدا لأن الله قد فضلهم على الناس جميعا وجعل فيهم النبوة والملك وقد عهد إلينا موسى (عليه السلام) أن لا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار وليس مع محمد آية وانما جمعهم جمعا وسحرهم ويريد أن يغلبهم بذلك فلم يزل يقلبهم عن رأيهم حتى أجابوه فقال لهم أخرجوا الكتاب الذي بينكم وبين محمد (صلى الله عليه واله وسلم) فأخرجوه فأخذ حيّ بن أخطب ومزقه وقال قد وقع الأمر فتجهزوا وتهيؤوا للقتال وبلغ رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ذلك فغمه غما شديدا وفزع أصحابه فقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) لسعد بن معاذ واسيد بن حصين وكانا من الأوس وكانت بنو قريظة حلفاء الأوس إئتيا بني قريظة فانظرا ما صنعوا فإن كانوا نقضوا العهد فلا تعلما أحدا إذا رجعتما إلى وقولا عضل القارة فجاء سعد بن معاذ واسيد بن حصين إلى باب الحصن فأشرف عليهم كعب من الحصن فشتم سعدا وشتم رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فقال له سعد إنما أنت ثعلب في حجر لتولينّ قريش وليحاصرنك رسول لله (صلى الله عليه واله وسلم) ثم لينزلنك على الصغر والقماع وليضربن عنقك ثم رجعا إلى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فقالا له عضل والقارة فقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) لعلنا نحن أمرناهم بذلك وذلك أنه كان على عهد رسول الله عيون لقريش يتجسسون أخباره وكانت عضل والقارة قبيلتان من العرب دخلا في الأسلام ثم غدرا فكان إذا غدر أحد ضرب بهما المثل فيقال عضل القارة ورجع حيّ ابن أخطب إلى أبي سفيان وقريش فأخبرهم بنقض بني قريظة العهد بينهم وبين رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ففرحت قريش بذلك فلما كان في جوف الليل جاء نعيم بن مسعود الأشجعي إلى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وقد كان أسلم قبل قدوم قريش بثلاثة أيام فقال يا رسول الله قد آمنت بالله وصدقتك وكتمت إيماني عن الكفرة فإن أمرتني أن آتيك بنفسي وأنصرك بنفسي فعلت وإن أمرتني أن أخذل بين اليهود وبين قريش فعلت حتى لا يخرجوا من حصنهم فقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) أخذل بين اليهود وبين قريش فإنه أوقع عندي قال فتأذن لي أن أقول فيك ما أريد قال قل ما بدا لك فجاء إلى أبي سفيان فقال له أتعرف مودتي لكم ونصحي ومحبتي أن ينصركم الله على عدوكم وقد بلغني أن محمدا قد وافق اليهود أن يدخلوا بين عسكركم ويميلوا عليكم ووعدهم إذا فعلوا ذلك أن يرد عليهم جناحهم الذي قطعه بنو النضير وقينقاع فلا أرى أن تدعوهم يدخلوا عسكركم حتى تأخذوا منهم رهنا تبعثوا به إلى مكة فتأمنوا مكرهم وغدرهم فقال له أبو سفيان وفقك الله وأحسن جزاك مثلك أهدى النصايح ولم يعلم أبو سفيان بإسلام نعيم ولا أحد من اليهود ثم جاء من فوره ذلك إلى بني قريظة (صلى الله عليه واله وسلم) فأخرجوه فأخذ حيّ بن أخطب ومزقه وقال قد وقع الأمر فتجهزوا وتهيؤوا للقتال وبلغ رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ذلك فغمه غما شديدا وفزع أصحابه فقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) لسعد بن معاذ واسيد بن حصين وكانا من الأوس وكانت بنو قريظة حلفاء الأوس إئتيا بني قريظة فانظرا ما صنعوا فإن كانوا نقضوا العهد فلا تعلما أحدا إذا رجعتما إلى وقولا عضل القارة فجاء سعد بن معاذ واسيد بن حصين إلى باب الحصن فأشرف عليهم كعب من الحصن فشتم سعدا وشتم رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فقال له سعد إنما أنت ثعلب في حجر لتولينّ قريش وليحاصرنك رسول لله (صلى الله عليه واله وسلم) ثم لينزلنك على الصغر والقماع وليضربن عنقك ثم رجعا إلى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فقالا له عضل والقارة فقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) لعلنا نحن أمرناهم بذلك وذلك أنه كان على عهد رسول الله عيون لقريش يتجسسون أخباره وكانت عضل والقارة قبيلتان من العرب دخلا في الأسلام ثم غدرا فكان إذا غدر أحد ضرب بهما المثل فيقال عضل القارة ورجع حيّ ابن أخطب إلى أبي سفيان وقريش فأخبرهم بنقض بني قريظة العهد بينهم وبين رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ففرحت قريش بذلك فلما كان في جوف الليل جاء نعيم بن مسعود الأشجعي إلى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وقد كان أسلم قبل قدوم قريش بثلاثة أيام فقال يا رسول الله قد آمنت بالله وصدقتك وكتمت إيماني عن الكفرة فإن أمرتني أن آتيك بنفسي وأنصرك بنفسي فعلت وإن أمرتني أن أخذل بين اليهود وبين قريش فعلت حتى لا يخرجوا من حصنهم فقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) أخذل بين اليهود وبين قريش فإنه أوقع عندي قال فتأذن لي أن أقول فيك ما أريد قال قل ما بدا لك فجاء إلى أبي سفيان فقال له أتعرف مودتي لكم ونصحي ومحبتي أن ينصركم الله على عدوكم وقد بلغني أن محمدا قد وافق اليهود أن يدخلوا بين عسكركم ويميلوا عليكم ووعدهم إذا فعلوا ذلك أن يرد عليهم جناحهم الذي قطعه بنو النضير وقينقاع فلا أرى أن تدعوهم يدخلوا عسكركم حتى تأخذوا منهم رهنا تبعثوا به إلى مكة فتأمنوا مكرهم وغدرهم فقال له أبو سفيان وفقك الله وأحسن جزاك مثلك أهدى النصايح ولم يعلم أبو سفيان بإسلام نعيم ولا أحد من اليهود ثم جاء من فوره ذلك إلى بني قريظة فارس نبيل فقال أنا علي بن أبي طالب فقال له رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ادن مني فدنا منه فعممه بيده ودفع إليه سيفه ذا الفقار وقال له إذهب وقاتل بهذا وقال اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته فمر أمير المؤمنين (عليه السلام) يهرول في مشيته وهو يقول :
لا تعجلن فقد أتاك مجيب صوتك غير عاجز * ذو نيــة وبصيرة والصدق منجي كل فائز
إني لأرجـو أن أقيـم عليك نائحة الجنائـز * من ضربـة نجلاء يبقى صيتها بعد الهزاهز
فقال له عمرو من أنت قال أنا علي بن أبي طالب ابن عم رسول لله (صلى الله عليه واله وسلم) وختنه فقال والله إن أباك كان لي صديقا ونديما وإني أكره أن أقتلك ما أمن ابن عمك حين بعثك إليّ أن أختطفك برمحي هذا فأتركك شائلا بين السماء والأرض لا حي ولا ميت فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام) قد علم ابن عمي أنك إن قتلتني دخلت الجنة وأنت في النار وإن قتلتك فأنت في النار وأنا في الجنة فقال عمرو وكلتاهما لك يا علي تلك إذا قسمة ضيزى فقال علي (عليه السلام) دع هذا يا عمرو وإني سمعت منك وأنت متعلق بأستار الكعبة تقول لا يعرض عليّ أحد في الحرب ثلاث خصال إلا أجبته إلى واحدة منها وأنا أعرض عليك ثلاث خصال فأجبني إلى واحدة قال هات يا علي قال تشهد أن لا إله إلا الله محمدا رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) قال نح عني هذا فاسأل الثانية فقال أن ترجع وترد هذا الجيش عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فإن يك صادقا فأنتم أعلا به عينا وإن يك كاذبا كفتكم ذؤبان العرب أمره فقال إذا لا تتحدث نساء قريش بذلك ولا تنشد الشعراء في أشعارها أني جبنت ورجعت إلى عقبي من الحرب وخذلت قوما رأسوني عليهم فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام) فالثالثة أن تنزل إلى قتالي فإنك فارس وأنا راجل حتى انابذك فوثب عن فرسه وعرقبه وقال خصلة ما ظننت أن أحدا من العرب يسومني عليها ثم بدأ فضرب أمير المؤمنين (عليه السلام) بالسيف على رأسه فاتقاه أمير المؤمنين (عليه السلام) بالدرقة فقطعها وثبت السيف على رأسه فقال له علي (عليه السلام) أما كفاك أني بارزتك وأنت فارس العرب حتى استعنت عليّ بظهير فالتفت عمرو إلى خلفه فضربه أمير المؤمنين (عليه السلام) مسرعا على ساقيه فقطعهما جميعا وارتفعت بينهما عجاجة
فقال المنافقون قتل علي بن أبي طالب (عليه السلام) ثم انكشفت العجاجة ونظروا فإذا أمير المؤمنين (عليه السلام) على صدره وأخذ بلحيته يريد أن يذبحه ثم أخذ رأسه وأقبل إلى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) والدماء تسيل على رأسه من ضربة عمرو وسيفه يقطر منه الدم وهو يقول والرأس بيده.
أنـا ابــن عبد المطلب * الموت خير للفتى من الهرب
فقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يا علي ماكرته قال نعم يا رسول الله الحرب خديعة وبعث رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) الزبير إلى هبيرة بن وهب فضربه على رأسه ضربة فلقت هامته وأمر رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) عمر بن الخطاب أن يبارز ضرار بن الخطاب فلما برز إليه ضرار انتزع له عمر سهما فقال له ضرار ويلك يا ابن صهاك أترميني في مبارزة والله لئن رميتني لا تركت عدويا بمكة إلا قتلته فانهزم عند ذلك عمر ومر نحوه ضرار وضربه ضرار على رأسه بالقناة ثم قال احفظها يا عمر فإني آليت أن لا أقتل قرشيا ما قدرت عليه فكان عمر يحفظ له ذلك بعد ما ولى ولاه فبقي رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يحاربهم في الخندق خمسة عشر يوما فقال أبو سفيان لحيّ بن أخطب ويلك يا يهودي أين قومك فسار حيّ بن أخطب إليهم فقال ويلكم اخرجوا فقد نابذكم محمد الحرب فلا أنتم مع محمد (صلى الله عليه واله وسلم) ولا أنتم مع قريش فقال كعب لسنا خارجين حتى تعطينا قريش عشرة من أشرافهم رهنا يكونون في حصننا إنهم إن لم يظفروا بمحمد (صلى الله عليه واله وسلم) لم يبرحوا حتى يرد محمد علينا عهدنا وعقدنا فإنا لا نأمن أن تفر قريش ونبقى نحن في عقر دارنا ويغزونا محمد (صلى الله عليه واله وسلم) فيقتل رجالنا ويسبي نساءنا وذرارينا وإن لم نخرج لعله يرد علينا عهدنا فقال له حيّ بن أخطب تطمع في غير مطمع قد نابذت العرب محمد الحرب فلا أنتم مع محمد (صلى الله عليه واله وسلم) ولا أنتم مع قريش فقال كعب هذا من شومك إنما أنت طائر تطير مع قريش غدا وتتركنا في عقر دارنا ويغزونا محمد (صلى الله عليه واله وسلم) فقال له هل لك عهد الله عليّ وعهد موسى أنه إن لم تظفر قريش بمحمد (صلى الله عليه واله وسلم) إني أرجع معك إلى حصنك يصيبني ما يصيبك فقال كعب هو الذي قد قلته لك إن أعطتنا قريش أشرافهم رهنا يكونون عندنا وإلا لم نخرج فرجع حيّ بن أخطب إلى قريش فأخبرهم فلما قال يسألون الرهن قال أبو سفيان هذا والله أول الغدر قد صدق نعيم بن مسعود لا حاجة لنا في إخوان القردة والخنازير فلما طال على أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) الأمر واشتد عليهم الحصار وكانوا في برد شديد وأصابتهم مجاعة وخافوا من اليهود خوفا شديدا وتكلم المنافقون بما حكى الله عز وجل عنهم ولم يبق أحد من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) إلا نافق إلا القليل وقد كان رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) أخبر أصحابه أن العرب تتحزب علي ويجيئوننا من فوق وتغدر اليهود وتخافهم من أسفل وأنه يصيبهم جهد شديد ولكن يكون العاقبة لي عليهم فلما جاءت قريش وغدرت اليهود قال المنافقون ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا وكان قوم لهم دور في أطراف المدينة فقالوا يا رسول الله تأذن لنا أن نرجع إلى دورنا فإنها في أطراف المدينة وهي عورة ونخاف اليهود أن يغيروا عليها وقال قوم هلموا فنهرب ونصير في البادية ونستجير بالأعراب فإن الذي كان يعدنا محمد (صلى الله عليه واله وسلم) كان باطلا كله ورسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) أمر أصحابه أن يحرسوا المدينة بالليل وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) على العسكر كله بالليل يحرسهم فإن تحرك أحد من قريش نابذهم وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) يجوز الخندق ويصير إلى قرب قريش حيث يراهم فلا يزال الليل كله قائما وحده يصلي فإذا أصبح رجع إلى مركزه ومسجد أمير المؤمنين (عليه السلام) هناك معروف يأتيه من يعرفه فيصلي فيه وهو من مسجد الفتح إلى العقيق أكثر من غلوة النشاب فلما رأى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) من أصحابه الجزع لطول الحصار صعد إلى مسجد الفتح وهو الجبل الذي عليه مسجد الفتح اليوم فدعا الله عز وجل وناجاه فيما وعده وكان مما دعاه أن قال يا صريخ المكروبين ويا مجيب دعوة المضطرين ويا كاشف الكرب العظيم أنت مولاي ووليّي ووليّ آبائي الأولين إكشف عنا غمنا وهمنا وكربنا واصرف عنا شر هؤلاء القوم بقوتك وحولك وقدرتك فنزل جبرئيل فقال يا محمد إن الله عز وجل قد سمع مقالتك وأجاب دعوتك وأمر الدبور وهي الريح مع الملائكة أن تهزم قريشا والأحزاب وبعث الله عز وجل على قريش الدبور فانهزموا وقلعت أخبيتهم ونزل جبرئيل (عليه السلام) فأخبره بذلك فنادى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) حذيفة ابن اليمان رضى الله عنه وكان قريبا منه فلم يجبه ثم ناداه ثانيا فلم يجبه ثم ناداه ثالثا فقال لبيك يا رسول الله قال أدعوك فلا تجيبني قال يا رسول الله بأبي أنت وأمي من الخوف والبرد والجوع فقال ادخل في القوم وائتني بأخبارهم ولا تحدثن حدثا حتى ترجع إليّ فإن الله عز وجل قد أخبرني أنه قد أرسل الرياح على قريش وهزمهم قال حذيفة فمضيت وأنا أنتفض من البرد فوالله ما كان إلا بقدر ما جزت الخندق حتى كأني في الحمام فقصدت خبأ عظيما فإذا نار تخبو وتوقد وإذا خيمة فيها أبو سفيان قد دلى خصيتيه على النار وهو ينتفض من شدة البرد ويقول يا معشر قريش إن كنا نقاتل أهل السماء بزعم محمد (صلى الله عليه واله وسلم) فلا طاقة لنا بأهل السماء وإن كنا نقاتل أهل الأرض فنقدر عليهم ثم قال لينظر كل رجل منكم إلى جليسه لا يكون لمحمد عين فيما بيننا قال حذيفة فبادرت أنا فقلت للذي عن يميني من أنت فقال أنا عمرو بن العاص ثم قلت للذي عن يساري من أنت قال أنا معاوية وإنما بادرت إلى ذلك لئلا يسألني أحد من أنت ثم ركب أبو سفيان راحلته وهي معقولة فلولا أن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) قال لا تحدث حدثا حتى ترجع إليّ لقدرت أن أقتله ثم قال أبو سفيان لخالد ابن الوليد يابا سليمان لا بد من أن اقيم أنا وأنت على ضعفاء الناس ثم قال ارتحلوا إنا مرتحلون ففروا منهزمين فلما أصبح رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) قال لأصحابه لا تبرحوا فلما طلعت الشمس دخلوا المدينة وبقي رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) في نفر يسير وكان ابن عرقد الكناني رمى سعد بن معاذ بسهم في الخندق فقطع أكحله فنزفه الدم فقبض سعد على أكحله بيده ثم قال اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئا فأبقني لها فلا أجد أحب إليّ من محاربتهم من قوم حاربوا الله ورسوله وإن كانت الحرب قد وضعت أوزارها بين رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وبين قريش فاجعلها لي شهادة ولا تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة فأمسك الدم وتورمت يده وضرب له رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) في المسجد خيمة وكان يتعاهده بنفسه فأنزل الله عز وجل يا ايها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم الآيات إلى قوله إذ جاؤكم من فوقكم ومن أسفل منكم يعني بني قريظة حين غدروا وخافهم أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) إذ زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر إلى قوله إن يريدون إلا فرارا وهم الذين قالوا لرسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) تأذن لنا نرجع إلى منازلنا فإنها في أطراف المدينة ونخاف اليهود عليها فأنزل الله فيهم إن بيوتنا عورة إلى قوله وكان ذلك على الله يسيرا ونزلت هذه الآية في الثاني لما قال لعبد الرحمان بن عوف هلم ندفع محمد (صلى الله عليه واله وسلم) إلى قريش فنلحق نحن بقومنا.
الاكثر قراءة في قصة النبي محمد صلى الله عليه وآله
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
