تمييز الالتزام المنظمي عن بعض المتغيرات التنظيمية
المؤلف:
د . سعد علي حمود العنزي د . احمد علي صالح
المصدر:
إدارة رأس المال الفكري في منظمات الاعمال
الجزء والصفحة:
ص58 - 60
2025-09-12
263
3. تمييز الالتزام المنظمي عن بعض المتغيرات التنظيمية:
توجد بعض المفاهيم المرادفة أو القريبة من مفهوم الالتزام المنظمي التي تشوشّه إلى حد ما. 1,1974:33 Buchana)، وقد يكون هذا التداخل ناجماَ عن تأثر هذه المتغيرات بذات العوامل التي تؤثر على الالتزام المنظمي، أو أنها قد تولد نتائج مشابهة أو قريبة من نتائجه. لذا خصصت هذه الفقرة لتميزه عن ثلاثة متغيرات هي الولاء، الرضى الوظيفي، والتوقع.
أ. تمييز الالتزام المنظمي عن الولاء المنظمي:
يوجد خلط بشكل واضح لا سيما على مستوى الأدبيات الإدارية العربية في ترجمة كلمة الالتزام (Commitment) لتشير إلــــى الــــولاء (Loyalty)، وأحياناً يستعمل مصطلح الولاء بديل أو مرادف لمصطلح الالتزام، في حين إن ترجمة مصطلح (Loyalty) إلى العربية تعني الولاء، الوفاء، أو الإخلاص، ورد ذلك في قاموس المورد (البعلبكي : 543 .(1977
ويجادل (2000:20 Chen) بأن المودة أو الصداقة لشخص ما يمكن ان يعبر عنها بكلمة الولاء (Loyalty) بدلا من كلمة الالتزام «Commitment» التي هي غير شخصية. ويمثل الولاء المنظمي أعلى درجات الالتزام طالما تجسدت فيه فكرة الإخلاص و التفاني والارتباط الوثيق بالشيء لمدة طويلة، كما ان قوة الالتزام تتدرج من الولاء العالي إلى الانسحاب أو الاغتراب (عباس ، 1998: (14) و (2 :2000 ,Jarrvi). واعتمدت العديد من الدراسات الولاء كبعد من أبعاد الالتزام المنظمي شأنه في ذلك شأن الأبعاد الأخرى للالتزام كالإيمان بأهداف المنظمة وقيمها والرغبة في استمرار العضوية فيها ( :1978 ,Jauch et al (Marsh & Mannari, 1977: 60) (Buchanan, 1974: 533)(18 (483 :1981 ,Gordon et al خضير وآخرون، 1996: 98). في ضوء ما تقدم يتضح ان الالتزام المنظمي أوسع من الولاء المنظمي واشمل ويستوعبه ليكون إحدى مكوناته ، وان استعمال الولاء بديلاً أو مرادفاً لمصطلح الالتزام هو بسبب التقارب بين المصطلحين فالولاء يعبر عن قوة الالتزام.
ب- تمييز الالتزام المنظمي عن الرضى الوظيفي:
يعد الرضى الوظيفي من اكثر المتغيرات تشابها مع الالتزام المنظمي من حيث التأثير والاستجابة، فكل منهما يعبر عن موقف أو شعور إيجابي للفرد حيال المنظمة يردف بسلوكيات معينة. وقد أثبتت الكثير من الدراسات الميدانية وجود علاقات ذات دلالات معنوية بين الالتزام المنظمي والرضى الوظيفي وان الالتزام يزداد بزيادة الرضى الوظيفي ,Porteretal و 1977:63 1974 81 - 1988:61,Glisson&Durick) و(الملا وسعيد، 1997: 131). ومع إن الالتزام المنظمي يرتبط مع الرضى الوظيفي إلا انه يختلف عنه (2000:217 Spector) وان هذا الاختلاف يمكن في كون الالتزام المنظمي أكثر شمولية في عكسه للاستجابات المؤثرة على المنظمة، في حين ان الرضى الوظيفي يعكس الاستجابة لعمل محدد أو لجوانب ثابتة من العمل ، كما ان الالتزام يتوقع له ان يكون اكثر استقراراَ فمواقفه تتطور ببطء مع مرور الوقت لكنها أكثر ثباتا ً، في حين ان الرضى الوظيفي اكثر مرونة في طبيعته، عاكسا ردود فعل مباشرة ولجوانب ملموسة ومحددة اكثر في بيئة العمل مثل الأجر ونمط الإشراف ( ,Steers & Porter .(1983:443
ج- تمييز الالتزام المنظمي عن التوقع:
من المتغيرات السلوكية التي تقترب من الالتزام المنظمي في تفسير سلوك الفرد وارتباطه بالمنظمة هو التوقع Expectancy» فإذا كان مفهوم الالتزام المنظمي يتطلب أية فائدة تحليلية فينبغي تمييزه عن مفهوم التوقع كونهما قوتين سلوكيتين، فافتراض التوقع يقوم على أساس إن نزعة الفرد للبقاء في منظمة معينة تزداد كاحتمالية لإدراكه استمرار المكافآت العادلة المرتبطة باستمرار عضويته في تلك المنظمة. في حين ان افتراض الالتزام يرى أن نزعة الفرد للبقاء في منظمة معينة تزداد بزيادة استفادته وان الفرص البديلة للعمل خارج المنظمة تصبح معدومة، وان التطابق مع مجتمع تلك المنظمة تجعله يرتبط بها (599-1981:589 ,Scholl) . وبذلك يصبح كل من الالتزام والتوقع يوضحان عضوية الفرد في المنظمة والأداء الذي يترتب على تلك العضوية. وعلى الرغم من ان الالتزام والتوقع يلتقيان في كونهما قوتين سلوكيتين تفسران تمسك الفرد وارتباطه في المنظمة ، إلا ان افتراضاتهما و آلياتهما متباينة، ففي الوقت الذي يركز فيه التوقع على العوائد والعدالة ، يلاحظ ان دوافع الالتزام تتعدى ذلك فقد يكون الالتزام ناتج عن رسالة اجتماعية تحققها المنظمة أو بسبب الرغبة في تحقيق النجاح أو بسبب من ميول أو نزعة شخصية.
الاكثر قراءة في استراتيجية ادارة الموارد البشرية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة