مرتكزات الدعاية الصهيونية
المؤلف:
الدكتور محمد صاحب سلطان
المصدر:
الدعاية وحروب الإعلام
الجزء والصفحة:
ص 140-141
2025-08-20
349
مرتكزات الدعاية الصهيونية:
استغلت الدعاية الصهيونية على نحو واضح جملة قضايا تاريخية ودينية وفكرية وسياسية واقتصادية واجتماعية لحشد أوسع قطاعات الرأي العام بغية كسب تعاطفها مع الصهيونية.
وقد استفادت الحركة الصهيونية من خبرة الثورة الفرنسية في تطوير العمل الدعائي من خلال نقل هذه الدعاية من نطاق الخطاب الشخصي إلى الخطاب الجماهيري، وكذلك استفادت من خبرة الدعاية الشيوعية في فكرة الخطاب المباشر مع مختلف دول العالم من دون أن يكون ذلك من خلال المسالك الحكومية، وكذلك كان للخبرة النازية في مجال الدعاية تأثيرها الواضح على الدعاية الصهيونية، فأوجه التشابه عديدة من حيث الأساليب النفسية المستخدمة.
لقد أقامت الحركة الصهيونية دعايتها على المرتكزات العامة الآتية:
أولاً: المرتكزات التاريخية - الدينية
وهي المرتكزات التي استندت إلى التفسير الحديث للكتب الدينية، سواء العهد الجديد (الإنجيل) أو العهد القديم (التوراة). وفي كل الأحوال اعتبر أن تاريخ فلسطين حسب ما روجته الدعاية الصهيونية مرتبط بشكل أساسي باليهود الذين أقاموا هناك مملكة داود. وهذا يعني أن الدعاية الصهيونية قد استبعدت تاريخ ما قبل هذه المملكة وتاريخ ما بعدها من تاريخ فلسطين القديم والوسيط والحديث، وباختصار شديد فإن المرتكزات التاريخية الدينية يمكن تلخيصها بما تدعيه الدعاية الصهيونية بـ (الحق التاريخي) و(الوعد الإلهي) لليهود.
ثانياً: المرتكزات السياسية
وهي المرتكزات التي تستند إلى جملة المنطلقات السياسية للعالم الغربي وحضارته كما تفهمها الصهيونية، ولا تكتفي الدعاية الصهيونية بذلك، وإنما ترتكز على أن الكيان الذي أقامته في فلسطين ليس سوى مركز حضاري في محيط متخلف، وهو يمثل قلعة ديمقراطية متقدمة للعالم الحر في وجه البربرية العربية.
ثالثاً: المرتكزات الاقتصادية
وهي مرتكزات تستند في عموميتها إلى معطيات اقتصادية وجغرافية في فلسطين، ولكن ذلك لا يمنع إخضاعها طبقاً لواقع الحاجة للمرتكزات الدينية والتاريخية، أو المرتكزات السياسية.
الاكثر قراءة في الدعاية والحرب النفسية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة