تأملات قرآنية
مصطلحات قرآنية
هل تعلم
علوم القرآن
أسباب النزول
التفسير والمفسرون
التفسير
مفهوم التفسير
التفسير الموضوعي
التأويل
مناهج التفسير
منهج تفسير القرآن بالقرآن
منهج التفسير الفقهي
منهج التفسير الأثري أو الروائي
منهج التفسير الإجتهادي
منهج التفسير الأدبي
منهج التفسير اللغوي
منهج التفسير العرفاني
منهج التفسير بالرأي
منهج التفسير العلمي
مواضيع عامة في المناهج
التفاسير وتراجم مفسريها
التفاسير
تراجم المفسرين
القراء والقراءات
القرآء
رأي المفسرين في القراءات
تحليل النص القرآني
أحكام التلاوة
تاريخ القرآن
جمع وتدوين القرآن
التحريف ونفيه عن القرآن
نزول القرآن
الناسخ والمنسوخ
المحكم والمتشابه
المكي والمدني
الأمثال في القرآن
فضائل السور
مواضيع عامة في علوم القرآن
فضائل اهل البيت القرآنية
الشفاء في القرآن
رسم وحركات القرآن
القسم في القرآن
اشباه ونظائر
آداب قراءة القرآن
الإعجاز القرآني
الوحي القرآني
الصرفة وموضوعاتها
الإعجاز الغيبي
الإعجاز العلمي والطبيعي
الإعجاز البلاغي والبياني
الإعجاز العددي
مواضيع إعجازية عامة
قصص قرآنية
قصص الأنبياء
قصة النبي ابراهيم وقومه
قصة النبي إدريس وقومه
قصة النبي اسماعيل
قصة النبي ذو الكفل
قصة النبي لوط وقومه
قصة النبي موسى وهارون وقومهم
قصة النبي داوود وقومه
قصة النبي زكريا وابنه يحيى
قصة النبي شعيب وقومه
قصة النبي سليمان وقومه
قصة النبي صالح وقومه
قصة النبي نوح وقومه
قصة النبي هود وقومه
قصة النبي إسحاق ويعقوب ويوسف
قصة النبي يونس وقومه
قصة النبي إلياس واليسع
قصة ذي القرنين وقصص أخرى
قصة نبي الله آدم
قصة نبي الله عيسى وقومه
قصة النبي أيوب وقومه
قصة النبي محمد صلى الله عليه وآله
سيرة النبي والائمة
سيرة الإمام المهدي ـ عليه السلام
سيرة الامام علي ـ عليه السلام
سيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله
مواضيع عامة في سيرة النبي والأئمة
حضارات
مقالات عامة من التاريخ الإسلامي
العصر الجاهلي قبل الإسلام
اليهود
مواضيع عامة في القصص القرآنية
العقائد في القرآن
أصول
التوحيد
النبوة
العدل
الامامة
المعاد
سؤال وجواب
شبهات وردود
فرق واديان ومذاهب
الشفاعة والتوسل
مقالات عقائدية عامة
قضايا أخلاقية في القرآن الكريم
قضايا إجتماعية في القرآن الكريم
مقالات قرآنية
التفسير الجامع
حرف الألف
سورة آل عمران
سورة الأنعام
سورة الأعراف
سورة الأنفال
سورة إبراهيم
سورة الإسراء
سورة الأنبياء
سورة الأحزاب
سورة الأحقاف
سورة الإنسان
سورة الانفطار
سورة الإنشقاق
سورة الأعلى
سورة الإخلاص
حرف الباء
سورة البقرة
سورة البروج
سورة البلد
سورة البينة
حرف التاء
سورة التوبة
سورة التغابن
سورة التحريم
سورة التكوير
سورة التين
سورة التكاثر
حرف الجيم
سورة الجاثية
سورة الجمعة
سورة الجن
حرف الحاء
سورة الحجر
سورة الحج
سورة الحديد
سورة الحشر
سورة الحاقة
الحجرات
حرف الدال
سورة الدخان
حرف الذال
سورة الذاريات
حرف الراء
سورة الرعد
سورة الروم
سورة الرحمن
حرف الزاي
سورة الزمر
سورة الزخرف
سورة الزلزلة
حرف السين
سورة السجدة
سورة سبأ
حرف الشين
سورة الشعراء
سورة الشورى
سورة الشمس
سورة الشرح
حرف الصاد
سورة الصافات
سورة ص
سورة الصف
حرف الضاد
سورة الضحى
حرف الطاء
سورة طه
سورة الطور
سورة الطلاق
سورة الطارق
حرف العين
سورة العنكبوت
سورة عبس
سورة العلق
سورة العاديات
سورة العصر
حرف الغين
سورة غافر
سورة الغاشية
حرف الفاء
سورة الفاتحة
سورة الفرقان
سورة فاطر
سورة فصلت
سورة الفتح
سورة الفجر
سورة الفيل
سورة الفلق
حرف القاف
سورة القصص
سورة ق
سورة القمر
سورة القلم
سورة القيامة
سورة القدر
سورة القارعة
سورة قريش
حرف الكاف
سورة الكهف
سورة الكوثر
سورة الكافرون
حرف اللام
سورة لقمان
سورة الليل
حرف الميم
سورة المائدة
سورة مريم
سورة المؤمنين
سورة محمد
سورة المجادلة
سورة الممتحنة
سورة المنافقين
سورة المُلك
سورة المعارج
سورة المزمل
سورة المدثر
سورة المرسلات
سورة المطففين
سورة الماعون
سورة المسد
حرف النون
سورة النساء
سورة النحل
سورة النور
سورة النمل
سورة النجم
سورة نوح
سورة النبأ
سورة النازعات
سورة النصر
سورة الناس
حرف الهاء
سورة هود
سورة الهمزة
حرف الواو
سورة الواقعة
حرف الياء
سورة يونس
سورة يوسف
سورة يس
آيات الأحكام
العبادات
المعاملات
يا شموئيل: ابعث لنا ملكا...
المؤلف:
معروف عبد المجيد
المصدر:
تلك الرسل
الجزء والصفحة:
ص367 -372
2025-08-13
30
انغمس بنو اسرائيل في المعاصي وعتوا عن أمر ربهم بعد نبيهم موسى (عليه السلام).
وكان الله يبعث إليهم النبي بعد الآخر فيكذبونه ويؤذونه وربما قتلوه بغير حق.
فعاقبهم الله على ذلك وسلط عليهم من يسومهم سوء العذاب.
وكان من ذلك أن قصدهم جالوت ملك الكنعانيين فظفر بهم وضرب عليهم الجزية وأخرجهم من ديارهم وسلب أموالهم وسبى نساءهم وقتل ملكهم.
ففزعوا إلى نبي لهم قائلين:
يا نبي الله {ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [البقرة: 246]
وكان نبي بني إسرائيل حينذاك يدعى شموئيل (عليه السلام).
وكانت النبوة في ذلك العهد في بيت والملك والسلطان في بيت آخر.
فقال لهم شموئيل وهو الخبير بطباعهم:
{قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا} [البقرة: 246] فأجابوه قائلين:
{وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا} [البقرة: 246] وسأل شموئيل (عليه السلام) ربه أن يبعث ملكا إلى بني اسرائيل.
فأوحى إليه أنه ملك عليهم طالوت.
وكان طالوت هذا من أقوى بني اسرائيل وأشجعهم وأعلمهم إلا أنه كان فقيرا ولم يكن من بيت النبوة ولا من بيت المملكة.
فكان الاختبار عسيرا لبني اسرائيل.
وأقبل شموئيل (عليه السلام) على بني اسرائيل يبشرهم بأن الله قد استجاب لهم وقال:
{إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا} [البقرة: 247] فغضب بنوا إسرائيل واحتجوا قائلين:
{أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ} [البقرة: 247] فاحتج عليهم شموئيل (عليه السلام) هو الآخر قائلا:
{إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 247] ولكن بني اسرائيل كانوا قد شبوا على العناد ودأبوا على الخلاف فقالوا لنبيهم:
إذا كان حقا ما تقول فأرنا آية لملكه فأجابهم شموئيل (عليه السلام):
{ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [البقرة: 248] فقبل بنو اسرائيل بشرط أن يشاهدوا هذه الآية قبل أن يرضوا بطالوت ملكا وكان تابوت العهد عند بني اسرائيل يتوارثونه جيلا بعد جيل.
وكان في هذا التابوت ألواح موسى (عليه السلام) ودرعه ولام ودرعه وما كان عنده من آيات النبوة.
وكان قد أودعه يوشع وصيه قبل وفاته.
وكان التابوت مصدر خير ونصر وعز وشرف لبني اسرائيل.
فلما عملوا بالمعاصي واستخفوا به رفعه الله من بينهم.
وحانت الساعة الموعودة.
وإذا ببني اسرائيل يشاهدون الملائكة بين السماء والأرض وقد حملوا التابوت وجاءوا به إليهم..
فلم يعد أمامهم بد من الانصياع لقول شموئيل النبي (عليه السلام) والخروج مع ملكهم طالوت لقتال جالوت..
وخرج طالوت بجنوده قاصدا الأعداء.
فلما فصل طالوت بالجنود قال لهم:
{إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ} [البقرة: 249] وكان الله يريد امتحانهم وتمحيص عزمهم على القتال، حتى إذا لاقوا عدوهم ثبتوا في المواجهة.
فظلوا يسيرون في الصحاري والمفازات وقد اشتد بهم العطش وهم يتحينون ظهور الماء..
والتمع الماء من بعيد.
فظنه بنو إسرائيل سرابا..
حتى إذا اقتربوا منه تحققوا بأنه نهر البلاء.
ورغم تحذير طالوت لهم فان شدة الظمأ أنستهم كل شيء..
فتكالبوا على النهر ووردوا الماء من كل جانب
وأخذوا يعبون الماء بلا روية
فشربوا منه إلا قليلا منهم
وكان الذين شربوا ستين ألفا.
وأما الذين لم يشربوا فكانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا..
ولما هدأ الضجيج وتبين الموقف عبر طالوت النهر ببني إسرائيل فلما جاوزه هو الذين آمنوا معه وجدوا جالوت وجنوده وقد برزوا أمامهم.
فتقهقر الذين شربوا من النهر وتقاعسوا عن القتال وقالوا الطالوت {لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ} [البقرة: 249]
وأما الذين لم يشربوا فقد التفوا حول طالوت وقد وطنوا أنفسهم على ملاقاة الله وقالوا:
{كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 249] فانطلق بهم طالوت راجيا نصر الله
وبرز طالوت ومن معه من مؤمني بني اسرئيل الجالوت وجنوده.
واشتد أوار المعركة فدعوا الله قائلين:
{رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 250] وتوالت الهجمات من كل جانب حتى كاد بنو اسرائيل ييأسون من النصر.
ولكن أمل الفئة المؤمنة كان معقودا على وعد الله الذي لن يخلف وعده..
حتى إذا بلغت القلوب الحناجر ...
برز من بينهم فتى قوي شديد البأس يدعى داوود.
فقصد داوود جالوت الذي كان يتقدم جنوده وقد التمع على رأسه تاج المملكة المرصع بالأحجار والجواهر.
ووجه إليه داوود ضربة قاتلة فوقع على الأرض صريعا.
فهزموهم باذن الله وفر جنود الأعداء وقد فرقتهم الهزيمة الساحقة.
وعاد طالوت الى شموئيل (عليه السلام) بجنوده المؤمنين تحلق فوق رؤوسهم طيور النصر البيضاء.
حتى إذا مثلوا بين يدي نبي الله.
زوج طالوت ابنته من داوود الذي آتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء.
وكان العاقد هو شموئيل النبي (عليه السلام).
وآتينا داوود زبورا...
ظل نبي الله شموئيل (عليه السلام) والملك طالوت في بني اسرائيل حقبة من الزمان حتى لبى كل منهما داعي الموت عندما حانت ساعته.
فأتي بنو إسرائيل إلى داوود وأعطوه خزائن طالوت وملكوه عليهم.
فلما جعله الله نبيا أنزل عليه الزبور وأمر الجبال والطير أن يسبحن معه إذا سبح.
وكان داوود (عليه السلام) حسن الصوت حتى أنه كان يقرأ الزبور فتدنوا الوحوش حتى يأخذ بأعناقها.
ورغم أنه كان ملكا إلا أنه كان يقوم الليل ويصوم النهار ويأكل من كسب يده.
وكان من معجزاته (عليه السلام) أن الله ألان له الحديد فكان يتخذ منه الدروع.
وفي عهد داوود (عليه السلام) جمع الله الملك والنبوة في بيت واحد لبني إسرائيل بعد أن كان كل منهما في بيت لفترة طويلة من الزمان
وبذلك دخل بنو اسرائيل في عهد جديد.
ويبدوا أن بني اسرائيل كانوا قد كفوا عن المعاصي في ذلك العهد...
فكف الله عن ابتلائهم.
حتى إذا استثبت لهم الأمور ...
عادوا إلى المعاصي من جديد...
فسلط الله عليهم الطاعون فلما فشى بينهم خرج معهم داوود (عليه السلام) إلى موضع ببيت المقدس وكان يرى الملائكة تعرج منه إلى السماء فدعا الله سبحانه ليكشف عنهم الطاعون فاستجاب الله له.
فأمرهم أن يتخذوا من ذلك الموضع مسجدا...
فشرعوا في بناء بيت المقدس الذي لم يتم بناؤه في عهد داوود (عليه السلام) فأوصى إلى ولده سليمان (عليه السلام) با تمامه.
ومن الله تعالى على داوود (عليه السلام) بالفضل الوفير والعلم الغزير وآتاه الحكمة وفصل الخطاب.
وجعله خليفة في الأرض.
وأمره أن يحكم بين الناس بالحق.
فاختبره بالفتنة والابتلاء...
فعندما كان منقطعا للعبادة ذات يوم وقد أغلق كافة الأبواب ليخلو إلى ربه...
نظر فرأى اثنين يتسوران المحراب ويدخلان إليه..
ففزع داوود (عليه السلام) مما حدث.
فاقتربا منه وقالا له:
{لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ} [ص: 22]
ثم أخذ أحدهما يتحدث، فقال:
{إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ} [ص: 23] فأسرع داوود (عليه السلام) قائلا دون أن يستمع إلى الآخر:
{لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ } [ص: 24] فابتسما وعرجا في الحال.
فعلم داوود (عليه السلام) أنهما كانا ملكين وفهم الأمر وذكر خطيئته في التسرع بالحكم دون الاستماع إلى حجة المدعى عليه..
ولما أدرك داوود (عليه السلام) أنها كانت فتنة له من الله ...
فانه استغفر ربه وخر راكعا وأناب إلى الله.
وظل داوود (عليه السلام) يبكي ليله ونهاره لا يفتر عن الركوع والسجود حتى انخرق جبينه وسال الدم من عينيه.
فناداه الله تعالى: مالك يا داوود؟ أجائع فنشبعك؟ أو ظمأن فنسقيك؟ أم عريان فنكسوك؟ أم خائف فنؤمنك؟
فقال داوود (عليه السلام):
إي رب وكيف لا أخاف وقد علمت ما بدر مني وأنت الحكم العدل لا يجوزك ظلم ظالم؟
فرحمه الله وغفر له {إِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ} [ص: 25]
وكان مما ابتلي به داوود (عليه السلام) أيضا ما حدث مع زوجة أوريا قائد جيشه.
وقد أغرق البعض في هذه القصة حتى أنهم نسبوا إلى داوود (عليه السلام) التهاون
بصلاته والاقدام على الفاحشة بل إنهم نسبوا إليه القتل أيضا وكل هذا مع ما ثبت للأنبياء من العصمة بالبراهين والأدلة القاطعة.
ولا يبعد أن يكون هذا كله من الاسرائيليات وحقيقة الأمر...
أن المرأة في عهد داوود (عليه السلام) كانت إذا مات زوجها أو قتل لا يجوز لها أن تتزوج بعده أبدا.
فأراد الله أن ينسخ ذلك الحكم بعدما كان من قتل رجال كثيرين في الحروب.
فبدأ بداود (عليه السلام) عندما قتل قائد جيشه أوريا.
فأمره بالزواج من امرأة أرويا تثبيتا للحكم الجديد.
فشق ذلك على بني اسرائيل وكثر منهم القيل والقال..
وهو ما حدث لنبينا محمد ﷺ عندما تزوج من زينب بنت جحش بعد أن طلقها زيد بن حارثة لكي لايكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم.
وكان هذا غير جائز فيها سلف.
وظل داوود (عليه السلام) في بني اسرائيل يعلمهم الزبور ويدعوهم إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
حتى كان ذات ليلة وهو منقطع للعبادة في داره.
وفجأة شاهد أمامه رجلا غريبا فسأله داوود (عليه السلام):
من أنت؟ وكيف دخلت هذه الدار؟
فقال الرجل:
أنا الذي أدخل على الملوك بلا إذن فعلم داوود (عليه السلام) أنه ملك الموت وقال له:
فهلا أرسلت إلي فأستعد للموت؟
فقال ملك الموت:
لقد أرسلت إليك كثيرا
فسأله داوود (عليه السلام):
ومن كان رسولك؟
فأجاب: أين أبوك وأخوك وجارك ومعارفك؟ فقال داوود (عليه السلام):
لقد ماتوا.
فقال ملاك الموت فهم رسلي إليك بأنك تموت كما ماتوا.
ومات صاحب المزامير وقارئ أهل الجنة نبي الله داوود (عليه السلام) بعد أن ملك أربعين سنة.
وكان قد أوصى قبل موته لولده سلميان (عليه السلام)
فورث سليمان داوود وعندما كانوا يسيرون بداوود (عليه السلام) وقد حملوا تابوته الى قبره... نظر بنو إسرائيل وإذا بالطيور تظلله بأجنحتها
إنه من سليمان...
كان سليمان (عليه السلام) من أنبياء الله المكرمين فقد شب في بيت النبوة وفي كنف أبيه داوود (عليه السلام).
وقد آتاه الله علما وفضلا وأعده للنبوة حتى إذا مات داوود (عليه السلام) ورث سليمان (عليه السلام) ماله وملكه.
خصه الله بالنبوة حيث كان وصي داوود (عليه السلام).
كما حباه بفضائل خاصة فعلمه منطق الطير وآتاه من كل شيء وسخر له الجن والطير والريح.
وفي أحد الأيام تجلت آيات الملك..
{وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ} [النمل: 17] حتى أن كل طائفة كانت في موقعها الخاص لا تتفرق ولا تختلط بالطائفة الأخرى.
ثم سار سليمان (عليه السلام) في ملكه العظيم يحوطه جنوده من كل جانب.
وقد استجاب الله دعاءه عندما قال:
{رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [ص: 35]
وبينما كان سليمان (عليه السلام) في طريقه.
صار هو وجنوده على مقربة من وادي النمل حتى إذا أتوا على وادي النمل قالت نملة: {يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} [النمل: 18] (عليه السلام)
وسمع سليمان (عليه السلام) النملة وهو الذي يعرف منطقها فتبسم ضاحكا من
قولها وقال:
{ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} [النمل: 19] وواصل سليمان (عليه السلام) طريقه.
فالقي نظرة على جنود مملكته.
وتفقد الطير فقال:
{مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ} [النمل: 20] ولما كان الهدهد غائبا أردف سليمان (عليه السلام) قائلا: { لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ} [النمل: 21]
ولم يكد يمر سوى زمن وجيز وغير بعيد وإذا بالهدهد قد حضر...
وسأله سليمان (عليه السلام) عن شأنه فقال:
{أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ } [النمل: 22] وكان الهدهد بمنطقه الحصيف هذا يريد كسر سورة الغضب لدى سليمان (عليه السلام)
وأدرك نبي الله ما يرمي اليه الهدهد وأستخبره عن النبأ الذي جاء به من سبأ.
فقال الهدهد وقد أمن غضب سليمان (عليه السلام):
{إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ } [النمل: 23] ثم استطرد الهدهد قائلا:
{وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ} [النمل: 24] ولم يكتف الهدهد بنقل المشهد وحكاية الأنباء بل عبر عن رأيه مستنكرا عبادة الوثنية وقال:
{أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [النمل: 25، 26] ورغم ذلك فان سليمان (عليه السلام) لم يقطع بما جاء به الهدهد من أخبار بل قال له:
{سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} [النمل: 27]
وكتب سليمان (عليه السلام) كتابا وختمه بخاتمه ثم استدعى الهدهد وأمره قائلا:
{اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ } [النمل: 28] ذ وطار الهدهد رسولا من نبي الله سليمان (عليه السلام) إلى سبأ.
حتى إذا حلق على أرض اليمن اتخذ طريقه نحو قصر ملكة سبأ.
وهناك ألقى إليهم بالكتاب ثم تولى عنهم كما أمره سليمان (عليه السلام)
وتلقفت الملكة الكتاب وقد أدهشها الأمر ...
وبدأ القلم يكتب صفحة جديدة من حياة بلقيس..
وفضت بلقيس الكتاب وقرأته وعلمت بمصدره ووقفت على فحواه.
فاستدعت وزراءها وأشراف قومها في الحال وقالت:
{يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ} [النمل: 29 - 31] ولأنها لم تكن ملكة مستبدة فقد سألتهم المشورة وقالت:
{يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ} [النمل: 32] فطمأنوها قائلين:
{حْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ} [النمل: 33] فلما أعادوا إليها الأمر نتيجة الشورى ووجدت أنهم يميلون إلى الحرب والقتال أخذت تذم الحرب وويلاتها وتقول:
{إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ } [النمل: 34] ثم رأت الملكة بلقيس أن تتبصر في أمر سليمان (عليه السلام) وتختبره قبل أن تصدر قرارها الأخير فاستدركت في خطابها للملأ:
{وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ} [النمل: 35] وبعثت بلقيس بجمع من قومها إلى نبي الله سليمان (عليه السلام) وقد حملتهم بالهدايا.
فلما وصلوا أدهشهم ما هو فيه من ملك عظيم يفوق ملكهم.
ولما قدموا الهدايا إلى سليمان (عليه السلام) فانه أنكر عليهم ذلك حيث كان مرامه أن يسلم القوم وقال لهم موبخا:
{أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ} [النمل: 36] وأدرك سليمان (عليه السلام) أنهم استنكفوا عن الاسلام ولم يمتثلوا أمره.
فرد إليهم الهدية ولم يقبلها منهم.
ثم خاطب رئيسهم مهددا.
{رْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ} [النمل: 37]
عادت رسل بلقيس إلى سبأ وأخبروا الملكة بقوة سليمان وحكمه وعظمته.
فأدركت أنه ليس ككل الملوك وأن وراءه خبرا أرادت الوقوف عليه.
فجمعت وزراءها، وتداولت معهم الأمر.
ثم جاء قرارها الأخير بأنه لا محيص لها عن الذهاب.
فأعدت عدتها، ثم خرجت في طريقها إلى سليمان (عليه السلام).
ونزل جبرائيل (عليه السلام) بالوحي على سليمان (عليه السلام).
وأخبره أن بلقيس في طريقها إليه.
فأراد سليمان (عليه السلام) أن يقيم لها دليلا ومعجزة على صدقه ونبوته حالما تصل إليه.
فجمع خاصته وقال لهم:
{أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ} [النمل: 38] وكانت بلقيس قد تركت عرشها في قصرها ووكلت به من يحرسونه من ثقاتها ورجالها الأشداء.
وإنما فعل سليمان (عليه السلام) ذلك قبل مجيئها استثمارا لعنصر المفاجأة.
وكان سليمان (عليه السلام) في تلك اللحظة محاطا بخيرة رجاله من الانس والجن.
وشعر الجن المسخرون لسليمان (عليه السلام) وكأن هذا السؤال موجه إليهم لما يتميزون به من قوة خارقة.
فقام عفريت من الجن وقال لنبي الله سليمان (عليه السلام):
{أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ} [النمل: 39] ولكن ذلك لم يرض سليمان (عليه السلام).
وأراد منهم أن يأتوه بعرش بلقيس بأسرع من ذلك وعندئذ قال آصف بن برخيا وصي سليمان (عليه السلام):
{أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ} [النمل: 40] وفي أسرع من لمح البصر ...
نظر القوم وإذا بالسرير أمامهم وقد جيء به من اليمن.
فلما رآه سليمان (عليه السلام) مستقرا عنده قال:
{هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ } [النمل: 40] ولم يكن سليمان (عليه السلام) بحاجة إلى من يأتيه بعرش بلقيس.
بل كان بامكانه الأتيان به بنفسه.
إلا أنه (عليه السلام) أراد أن يعرف أمته من الجن والانس أن آصف بن برخيا هو الحجة من بعده حتى لا يختلفوا فيه.
وقد ظهر لهم ذلك عندما فاق علم آصف بن برخيا قوة الجن الخارقة.
وهو علم كان قد أودعه إياه سليمان (عليه السلام) بأمر الله تعالى.
وأراد سليمان (عليه السلام) اختبار بلقيس لدى وصولها ...
فقال لأتباعه:
{ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ} [النمل: 41] فأدخلوا عليه تغييرات وتعديلات بحيث تغيب حقيقته عن ملكة سبأ في الوهلة الأولى.
ثم جلس سليمان (عليه السلام) على سريره في مجلسه.
وأمر الانس والجن والوحوش والسباع والطير فاصطفوا عن يمينه وعن يساره وفوقه صفوفا طويلة بلغت العديد من الفراسخ.
ثم أمر الجن فوضعوا له ميدانا واسعا بلبنات من الذهب والفضة ...
وشيدوا حوله جدرانا أنيقة شرفاتها من الأحجار الكريمة..
ووصل ركب سبأ إلى مملكة سليمان (عليه السلام)
فلما شاهدت بلقيس المجلس والميدان أصابتها الحيرة والدهشة وأخذ منها العجب مأخذه
ثم استقبلها رجال البلاط وأرشدوها إلى مجلس سليمان (عليه السلام).
نمشت إليه وجلة مستغربة حتى إذا طلب منها سليمان (عليه السلام) الجلوس...
جلست وهي تقلب بصرها فيما حولها من مشاهد الجلال دون أن تدري ما إذا كانت في حقيقة أم خيال وبعد مراسم الاستقبال والترحيب...
كشفوا البلقيس عن عرشها ...
ثم قيل لها:
{أَهَكَذَا عَرْشُكِ} [النمل: 42] فأجابت مترددة:
{كَأَنَّهُ هُوَ } [النمل: 42] ثم أدركت ملكة سبأ أن السؤال كان تلويحاً بملك سليمان وعظمته فأقرت باليقين وأتمت كلامها قائلة:
{وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ} [النمل: 42] فعبرت بذلك عن سابق انقيادها وطاعتها لسليمان (عليه السلام) عندما جاءت تسعى إليه من مملكتها البعيدة ولكن سليمان (عليه السلام) كان مازال يدخر لها المعجزة بعد الأخرى والآية تلو الثانية طمعا في إسلامها عن حجة مبينة وهي التي صدها ما كانت تعبد من دون الله إنها كانت من قوم كافرين.
فكان قد أمر بأن يبنوا لها صرحا من الزجاج الأملس الشفاف.
وكان ذلك الصرح قصرا شاهقا مكشوفا لا سقف له يقوم متلألئا على موضع منبسط، تجري من تحته المياه الرقراقة...
حتى إذا انتهى المجلس صاحبها سليمان (عليه السلام) إلى الصرح إكراما لشأنها.
فنظرت إليه وقد حار بصرها ثم سارت مشدوهة بما ترى من بهاء عمارته:
ولما اقتربت من المدخل الفسيح قيل لها:
{دْخُلِي الصَّرْحَ} [النمل: 44] وحسبته بلقيس لجة من المياه...
فكشفت عن ساقيها ورفعت ثيابها حتى لا تبتل بالماء..
فأنقذ سليمان (عليه السلام) الموقف وقال لها:
الاكثر قراءة في مواضيع عامة في القصص القرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
