النبي الأعظم محمد بن عبد الله
أسرة النبي (صلى الله عليه وآله)
آبائه
زوجاته واولاده
الولادة والنشأة
حاله قبل البعثة
حاله بعد البعثة
حاله بعد الهجرة
شهادة النبي وآخر الأيام
التراث النبوي الشريف
معجزاته
قضايا عامة
الإمام علي بن أبي طالب
الولادة والنشأة
مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام)
حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله
حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)
حياته في عهد الخلفاء الثلاثة
بيعته و ماجرى في حكمه
أولاد الامام علي (عليه السلام) و زوجاته
شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة
التراث العلوي الشريف
قضايا عامة
السيدة فاطمة الزهراء
الولادة والنشأة
مناقبها
شهادتها والأيام الأخيرة
التراث الفاطمي الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام)
التراث الحسني الشريف
صلح الامام الحسن (عليه السّلام)
أولاد الامام الحسن (عليه السلام) و زوجاته
شهادة الإمام الحسن والأيام الأخيرة
قضايا عامة
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام)
الأحداث ما قبل عاشوراء
استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء
الأحداث ما بعد عاشوراء
التراث الحسينيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام)
شهادة الإمام السجّاد (عليه السّلام)
التراث السجّاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الباقر
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الباقر (عليه السلام)
شهادة الامام الباقر (عليه السلام)
التراث الباقريّ الشريف
قضايا عامة
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الصادق (عليه السلام)
شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)
التراث الصادقيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام)
شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
التراث الكاظميّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن موسى الرّضا
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام)
موقفه السياسي وولاية العهد
شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة
التراث الرضوي الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الجواد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
شهادة الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
التراث الجواديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن محمد الهادي
الولادة والنشأة
مناقب الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
شهادة الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
التراث الهاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي العسكري
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
شهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
التراث العسكري الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن الحسن المهدي
الولادة والنشأة
خصائصه ومناقبه
الغيبة الصغرى
السفراء الاربعة
الغيبة الكبرى
علامات الظهور
تكاليف المؤمنين في الغيبة الكبرى
مشاهدة الإمام المهدي (ع)
الدولة المهدوية
قضايا عامة
ولادة الإمام المهدي "عج"
المؤلف:
الشيخ علي الكوراني
المصدر:
الإمام الحسن العسكري "ع" والد الإمام المهدي "عج"
الجزء والصفحة:
ص41-54
2025-08-13
31
ولد المهدي ( عليه السلام ) بعد هلاك الخليفة المهتدي بشهر
زادت محاولات خلفاء بني العباس لقتل الإمام الحسن العسكري ( عليه السلام ) ، والرقابة على زوجته وجواريه ، لئلا يولد له ولد ، أو يقتلوه إن ولد !
لكن الله تعالى شغلهم بأحدات وقعت بعد شهادة الإمام الهادي ( عليه السلام ) ، فقد ظهرت حركة الزنج في البصرة ، وحركة الصفار في خراسان ، ثم نقم الأتراك على المعتز فقتلوه شر قتلة .
وجاء المهتدي فواصلَ سياسة المعتز في مضايقة الإمام العسكري ( عليه السلام ) وحبسه ، لكن سرعان ما أغضب الأتراك عليه لما حاول أن يوقع بينهم ، فاتفقوا عليه وكانت بينهم معارك انتهت بهزيمته وقتله .
قال الطبري « 7 / 582 » : « في رجب من هذه السنة « 256 » لأربع عشرة ليلة خلت منه خلع المهتدي ، وتوفي يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة بقيت من رجب . ذُكر أن ساكني الكرخ بسامرا والدور ، تحركوا لليلتين خلتا من رجب من هذه السنة يطلبون أرزاقهم ، فوجه إليهم المهتدي طبايغو الرئيس عليهم وعبد الله أخا المهتدي ، فكلماهم فلم يقبلوا منهما ، وقالوا نحن نريد أن نكلم أمير المؤمنين مشافهة » .
ثم ذكر الطبري محاورة المهتدي مع بايكباك ، وأن المهتدي قتله وألقى رأسه إلى الأتراك ، فجاشوا واتحدوا ، ليأخذوا ثأر صاحبهم من الخليفة !
قال الطبري « 7 / 584 » : « فاجتمع جميع الأتراك فصار أمرهم واحداً ، فجاء منهم زهاء عشرة آلاف رجل ، وجاء طوغتيا أخو بايكباك وأحمد بن خاقان حاجب بايكباك ، في نحو من خمس مائة ، مع من جاء مع طغوتيا من الأتراك والعجم .
وخرج المهتدي ومعه صالح بن علي ، والمصحف في عنقه يدعوالناس إلى أن ينصروا خليفتهم ! فلما التحم الشر مال الأتراك الذين مع المهتدي إلى أصحابهم الذين مع أخي بايكباك ، وبقي المهتدي في الفراغنة والمغاربة ومن خف معه من العامة ، فحمل عليهم طغوتيا أخو بايكباك حملة ثائر حران موتور ، فنقض تعبيتهم وهزمهم ، وأكثر فيهم القتل ، وولوا منهزمين . ومضى المهتدي يركض منهزماً والسيف في يده مشهور وهو ينادي : يا معشر الناس أنصروا خليفتكم !
حتى صار إلى دار أبي صالح عبد الله بن محمد بن يزداد وهو بعد خشبة بابك ، وفيها أحمد بن جميل صاحب المعونة ، فدخلها ووضع سلاحه ولبس البياض ليعلوداراً وينزل أخرى ويهرب ، فطُلب فلم يوجد ! وجاء أحمد بن خاقان في ثلاثين فارساً يسأل عنه ، حتى وقف على خبره في دار ابن جميل ، فبادرهم ليصعد فرُمِيَ بسهم وبُعِج بالسيف ، ثم حمله أحمد بن خاقان على دابة أو بغل ، وأردف خلفه سائساً حتى صار به إلى داره ، فدخلوا عليه فجعلوا يصفعونه ويبزقون في وجهه ، وسألوه عن ثمن ما باع من المتاع والخرثي ، فأقر لهم بست مائة ألف قد أودعها الكرخي الناس ببغداد ، وأصابوا عنده خَسَف الواضحة ، مُغَنِّيَة . فأخذوا رقعته بست مائة ألف دينار . ودفعوه إلى رجل فوطأ على خصييه حتى قتله » !
ومدح الذهبي في سيره « 12 / 535 » المهتدي ، ولكنه ذكر فراره الذليل !
قال : « وكان المهتدي أسمر رقيقاً مليح الوجه ورعاً عادلاً صالحاً متعبداً ، بطلاً شجاعاً ! قوياً في أمرالله ، خليقاً للإمارة ، لكنه لم يجد معيناً ولا ناصراً . . وكان شديد الإشراف على أمر الدواوين ، يجلس بنفسه ويُجلس بين يديه الكتاب يعملون الحساب . . . وتفلل جمع المهتدي واستحرَّ بهم القتل ، فولَّى والسيفُ في يده ) . ثم ذكر الذهبي ما قاله الطبري !
لاحظ قول الإمام ( عليه السلام ) وهو في السجن : ( إن هذا الطاغي أراد أن يعبث بالله في هذه الليلة ، وقد بتر الله عمره وجعله للقائم من بعده ، ولم يكن لي ولد وسأرزق ولداً !
قال أبو هاشم : فلما أصبحنا شغب الأتراك على المهتدي فقتلوه ، وولي المعتمد مكانه وسلمنا الله تعالى ) . ( غيبة الطوسي / 205 ) .
فقد كان الإمام ( عليه السلام ) يعلم أن زوجته نرجس حامل بالإمام المهدي الموعود ، ويعلم أن الخليفة الذي قرر أن يقتله غداً ، إنما يريد أن يعبث بأمر الله تعالى ومقاديره ، فكان من مقادير الله تعالى أن هذا الخليفة سيقتل غداً ، ويخرج الإمام ( عليه السلام ) من سجنه ، ويولد مولوده المبارك الموعود ( عليهما السلام ) !
ولاحظ استجابة الله للإمام ( عليه السلام ) في قول الطبري : ( في رجب من هذه السنة « 256 » لأربع عشرة ليلة خلت منه ، خُلع المهتدي ، وتوفي يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة بقيت من رجب ) .
الإمام العسكري يعلن ولادة ابنه المهدي ( عليهما السلام ) !
قال عندما ولد ابنه المهدي ( عليهما السلام ) : ( زعمت الظلمة أنهم يقتلونني ليقطعوا هذا النسل ، كيف رأوا قدرة القادر . وسماه المؤمل ) . ( مهج الدعوات / 276 ) .
وفي كمال الدين / 431 ، عن أبي غانم الخادم قال : ( ولد لأبي محمد ولد فسماه محمداً ، فعرضه على أصحابه يوم الثالث وقال : هذا صاحبكم من بعدي وخليفتي عليكم ، وهو القائم الذي تمتد إليه الأعناق بالإنتظار ، فإذا امتلأت الأرض جوراً وظلماً ، خرج فملأها قسطاً وعدلاً ) .
وفي كمال الدين / 408 : ( عن أحمد بن إسحاق بن سعد قال : سمعت أبا محمد الحسن بن علي العسكري ( عليه السلام ) يقول : الحمد لله الذي لم يخرجني من الدنيا حتى أراني الخلف من بعدي ، أشبه الناس برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خلقاً وخلقاً ، يحفظه الله تبارك وتعالى في غيبته ، ثم يظهره الله فيملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً ) .
وفي كمال الدين / 432 : ( عن حمزة بن أبي الفتح قال : جاءني يوماً فقال لي : البشارة ! ولد البارحة في الدار مولود لأبي محمد ( عليه السلام ) وأمر بكتمانه . قلت : وما اسمه ؟ قال : سُمي بمحمد ، وكُني بجعفر ) .
وفي كمال الدين / 435 ، عن معاوية بن حكيم ، ومحمد بن أيوب بن نوح ، ومحمد بن عثمان العمري قالوا : ( عرض علينا أبو محمد الحسن بن علي ( عليه السلام ) ونحن في منزله ، وكنا أربعين رجلاً ، فقال : هذا إمامكم من بعدي وخليفتي عليكم ، أطيعوه ولا تتفرقوا من بعدي في أديانكم فتهلكوا ، أما إنكم لا ترونه بعد يومكم هذا ! قالوا فخرجنا من عنده فما مضت إلا أيام قلائل حتى مضى أبو محمد ( عليه السلام ) » .
وقال لعمته حكيمة رضي الله عنها ( كمال الدين / 427 : ( يا عمتا بيتي الليلة عندنا فإنه سيولد الليلة المولود الكريم على الله عزَّ وجل ، الذي يُحيي الله عزَّ وجل به الأرض بعد موتها ! فقلت : ممن يا سيدي ولست أرى بنرجس شيئاً من أثر الحبل ؟ فقال : من نرجس لا من غيرها !
قالت : فوثبت إليها فقلبتها ظهراً لبطن فلم أرَ بها أثر حبل ، فعدت إليه فأخبرته بما فعلت ، فتبسم ثم قال لي : إذا كان وقت الفجر يظهر لك بها الحبل ، لأن مثلها مثل أم موسى ( عليه السلام ) لم يظهر بها الحبل ، ولم يعلم بها أحد إلى وقت ولادتها ، لأن فرعون كان يشق بطون الحبالى في طلب موسى ، وهذا نظير موسى ( عليه السلام ) ) !
وهذا يعني أن الخليفة كان عنده جاسوسات على زوجة الإمام ( عليه السلام ) !
وفي منتخب الأنوار المضيئة / 318 ، عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال : ( إن الله عز وجل أدار في القائم منا ثلاثةً أدارها في ثلاثة من الرسل : قدر مولده بقدر موسى ( عليه السلام ) ، وقدر غيبته بقدر غيبة عيسى ( عليه السلام ) ، وقدر إبطاءه بقدر إبطاء نوح ( عليه السلام ) ، وجعل بعد ذلك عمر العبد الصالح الخضردليلاً على عمره ) .
أقول : هذه الأحاديث صحيحة السند . ويؤيدها استنفار الخليفة وبحثه عنه ، واستمرار ذلك بعد وفاة أبيه الحسن العسكري ( عليه السلام ) !
قال الصدوق ( كمال الدين / 475 ) : « فتقدم جعفر بن علي ليصلي على أخيه ، فلما همَّ بالتكبير خرج صبي بوجهه سمرة ، بشعره قطط ، بأسنانه تفليج ، فجبذ برداء جعفر بن علي وقال : تأخر يا عم فأنا أحق بالصلاة على أبي ! فتأخر جعفر وقد ارْبَدَّ وجهه واصفرَّ . فدخل جعفر بن علي على المعتمد وكشف له ذلك ، فوجه المعتمد بخدمه فقبضوا على صقيل الجارية فطالبوها بالصبي فأنكرته وادعت حبلاً بها لتغطي حال الصبي فسُلمت إلى ابن أبي الشوارب القاضي ) .
وصقيل هذه جارية الإمام العسكري ( عليه السلام ) وليست والدة الإمام المهدي ( عليه السلام ) فقد توفيت والدته رضي الله عنها في حياة زوجها الإمام العسكري ( عليه السلام ) .
وقال الصدوق في كمال الدين / 431 : ( حدثنا محمد بن يحيى العطار قال : حدثني أبو علي الخيزراني عن جارية له كان أهداها لأبي محمد ( عليه السلام ) فلما أغار جعفر الكذاب على الدار جاءته فارَّةً من جعفر فتزوج بها . قال أبو علي : فحدثتني أنها حضرت ولادة السيد ( عليه السلام ) وأن اسم أم السيد صقيل وأن أبا محمد ( عليه السلام ) حدثها بما يجري على عياله ، فسألته أن يدعو الله عز وجل لها أن يجعل منيتها قبله ، فماتت في حياة أبي محمد ( عليه السلام ) وعلى قبرها لوحٌ مكتوب عليه : هذا قبر أم محمد . قال أبو علي : وسمعت هذه الجارية تذكر أنه لما ولد السيد ( عليه السلام ) رأت له نوراً ساطعاً قد ظهر منه وبلغ أفق السماء ، ورأت طيوراً بيضاء تهبط من السماء وتمسح أجنحتها على رأسه ووجهه وسائر جسده ، ثم تطير . فأخبرنا أبا محمد ( عليه السلام ) بذلك فضحك ثم قال : تلك ملائكة نزلت للتبرك بهذا المولود ، وهي أنصاره إذا خرج ) .
ووالدة الإمام المهدي صلوات الله عليه هي السيدة نرجس أو مليكة ، من ذرية شمعون الصفا وصي عيسى ( عليهما السلام ) ، وقد أوصلها الله تعالى بقدرته إلى الإمام العسكري ( عليه السلام ) أسيرة من أرض الروم ، وكان الإمام يغير اسمها ، لأن رقابة الخليفة عليه كانت شديدة ومباشرة !
وسَّع الإمام إعلان ولادة ابنه ( عليهما السلام ) لرد إشاعة السلطة !
قامت سياسة السلطة تجاه الإمام ( عليه السلام ) على محاولة قتله ، كما رأيت في محاولة أربعة خلفاء . وعلى إشاعة أنه لا ولد له , أو أنه عقيم لا يلد !
ولذلك استعمل الإمام ( عليه السلام ) أساليب متعددة في إعلان ولادة ابنه الموعود ( عليهما السلام ) :
منها : رسائله إلى وكلائه كأحمد بن إسحاق يبشرهم بولادته ( عليه السلام ) .
منها : إراءة المولود ( عليه السلام ) للعديد من شيعته ، فرادى ومجموعات .
ومنها : متابعته موقف شيعته من إخباره بولادة ابنه الموعود ( عليهما السلام ) .
ومنها : تهيئتهم لما بعده ، وإخبارهم بأنهم سيفقدونه سنة ستين .
روى المسعودي في إثبات الوصية / 217 : ( عن أحمد بن إسحاق قال : دخلت على أبي محمد ( عليه السلام ) فقال لي : يا أحمد ما كان حالكم فيما كان الناس فيه من الشك والارتياب ؟ قلت يا سيدي لما ورد الكتاب بخبر سيدنا ومولده ، لم يبق منا رجل ولا امرأة ولا غلام بلغ الفهم إلا قال بالحق . فقال : أما علمتم أن الأرض لا تخلو من حجة الله . ثم أمر أبو محمد ( عليه السلام ) والدته بالحج في سنة تسع وخمسين ومأتين ، وعرفها مايناله في سنة الستين وأحضر الصاحب ( عليه السلام ) فأوصى إليه وسلم الاسم الأعظم والمواريث والسلاح إليه ، وخرجت أم أبي محمد مع الصاحب ( عليه السلام ) جميعاً إلى مكة ) .
أقول : معناه أن الإمام العسكري ( عليه السلام ) كتب إلى أحمد بن إسحاق يخبره بولادة ابنه المهدي ( عليه السلام ) ، فأخبر الناس وآمنوا به ( عليه السلام ) .
وأن الإمام سأل ابن إسحاق عن موقف أهل قم من رسالته ، فأخبره أنهم قبلوها وقالوا بإمامة المهدي ( عليه السلام ) . ورواه ابن مصقلة ( عيون المعجزات / 138 ) . ويأتي في خبر والدة الإمام العسكري ( عليه السلام ) .
وروى ابن إسحاق أنه جاء في رسالة للإمام العسكري ( عليه السلام ) إلى بعض خاصته : ( ما مُني أحد من آبائي بما مُنيت به من شك هذه العصابة في ، فإن كان هذا الأمر أمراً اعتقدتموه ودنتم به إلى وقت ثم ينقطع فللشك موضع ، وإن كان متصلاً ما اتصلت أمور الله عز وجل فما معنى هذا الشك ) . ( كمال الدين / 222 ) . وليس مقصوده ( عليه السلام ) الشك في إمامته ، بل في المهدي ( عليه السلام ) .
وقال الإمام ( عليه السلام ) : ( سنة ستين تفترق شيعتنا ) . ( إثبات الوصية : 1 / 250 ) .
ومعناه أن بعضهم سيفشل في الامتحان الإلهي ولا يؤمن بالإمام المهدي ( عليه السلام ) .
ومنها : توسعة العقيقة عنه ، وهي الضحية بمناسبة ولادة المولود ، وقد ذبح الإمام عنه عدة ذبائح ، وأرسل إلى عدد من أصحابه في البلاد ليذبحوا عنه .
وينبغي أن نلفت إلى أن الله تعالى عندما بشر نبيه ( صلى الله عليه وآله ) بكوثر العترة ( عليهم السلام ) ، أمره أن يصلي لربه وينحر ، فنحر عقيقة عن الحسن والحسين واقتدى به الأئمة ( عليهم السلام ) فكانوا يذبحون الذبائح ويطعمون الناس بمناسبة ولادة أولادهم .
وقد تَعَمَّدَ الإمام ( عليه السلام ) أن يوسع العقيقة عن ابنه المهدي صلوات الله عليهما ، إعلاناً منه للمؤمنين ، وتحدىاً للظالمين الذين قرروا أن يقتلوه قبل أن يأتيه ولد .
ففي كمال الدين : 2 / 430 ، عن أبي جعفر العمري قال : ( لما ولد السيد ( عليه السلام ) قال أبو محمد ( عليه السلام ) : إبعثوا إلى أبي عمرو ، فبعث إليه فصار إليه ، فقال له : إشتر عشرة آلاف رطل خبز وعشرة آلاف رطل لحم وفرقه , أحسبه قال على بني هاشم ، وعق عنه بكذا وكذا شاة .
محمد بن إبراهيم الكوفي : إن أبا محمد ( عليه السلام ) بعث إلى بعض من سماه لي بشاة مذبوحة ، وقال : هذه من عقيقة ابني محمد ) .
وفي الهداية الكبرى / 358 : ( عن البشار بن إبراهيم بن إدريس صاحب نفقة أبي محمد ( عليه السلام ) قال : وجه إليَّ مولاي أبو محمد كبشين وقال : أعقرهما عن أبي الحسن ، وكل وأطعم إخوانك ، ففعلت ثم لقيته بعد ذلك فقال : المولود الذي ولد لي مات ، ثم وجه لي بأربع أكبشة وكتب إليه : بسم الله الرحمن الرحيم ، أعقر هذه الأربعة أكبشة عن مولاك وكل هنأك الله ، ففعلت ولقيته بعد ذلك فقال لي : إنما ستر الله ابني الحسن بابني الحسين وموسى ، لولادة محمد مهدي هذه الأمة والفرج الأعظم ) .
أقول : إذا صحت الرواية فقد يكون معناها أن الإمام ( عليه السلام ) رزق بثلاثة أبناء غير المهدي ( عليه السلام ) وأنهم توفوا وقايةً للمهدي ( عليه السلام ) ، والظاهر أن في نستها تصحيفاً .
وفي كمال الدين / 432 : ( حدثني عبد الله بن جعفر الحميري قال : حدثني محمد بن إبراهيم الكوفي إن أبا محمد ( عليه السلام ) بعث إلى بعض من سماه لي بشاة مذبوحة ، وقال : هذه من عقيقة ابني محمد ) .
وفد تهنئة بالإمام المهدي ( عليه السلام )
في دلائل الإمامة / 427 : ( عن عيسى بن مهدي الجوهري قال : خرجت أنا والحسين بن غياث ، والحسن بن مسعود ، والحسين بن إبراهيم ، وأحمد بن حسان ، وطالب بن إبراهيم بن حاتم ، والحسن بن محمد بن سعيد ، ومحمد بن أحمد بن الخضيب ، من جنبلاء إلى سر من رأى في سنة سبع وخمسين ومائتين ، فعدنا من المدائن إلى كربلاء ، فزرنا أبا عبد الله ( عليه السلام ) في ليلة النصف من شعبان ، فتلقينا إخواننا المجاورين لسيدنا أبي الحسن وأبي محمد ( عليهما السلام ) بسر من رأى ، وكنا خرجنا للتهنئة بمولد المهدي ( عليه السلام ) ، فبشرنا إخواننا بأن المولود كان قبل طلوع الفجر يوم الجمعة ، فقضينا زيارتنا ودخلنا بغداد ، فزرنا أبا الحسن موسى وأبا جعفر الجواد محمد بن علي ( عليهم السلام ) وصعدنا إلى سر من رأى فلما دخلنا على سيدنا أبي محمد الحسن ( عليه السلام ) بدأنا بالتهنئة قبل أن نبدأه بالسلام ، فجهرنا بالبكاء بين يديه ، ونحن نيف وسبعون رجلاً من أهل السواد ، فقال : إن البكاء من السرور من نعم الله ، مثل الشكر لها ، فطيبوا نفساً وقروا عيناً ، فوالله إنكم لعلى دين الله الذي جاءت به الملائكة والكتب ، وإنكم كما قال جدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إياكم أن تزهدوا في فقراء الشيعة ، فإن لفقيرهم المحسن المتقى عند الله يوم القيامة شفاعة يدخل فيها مثل ربيعة ومضر ، فإذا كان هذا من فضل الله عليكم وعلينا فيكم فأي شئ بقي لكم ؟ فقلنا بأجمعنا : الحمد لله والشكر لكم يا ساداتنا ، فبكم بلغنا هذه المنزلة فقال : بلغتموها بالله وبطاعتكم له واجتهادكم في عبادته وموالاتكم أوليائه ومعاداتكم أعداءه . فقال عيسى بن مهدي الجوهري : فأردنا الكلام والمسألة ، فقال لنا قبل السؤال : فيكم من أضمر مسألتي عن ولدي المهدي ( عليه السلام ) وأين هو وقد استودعته لله ، كما استودعت أم موسى ( عليه السلام ) ابنها ، حيث قذفته في التابوت فألقته في اليم إلى أن رده الله إليها ، فقالت طائفة منا : إي والله يا سيدنا لقد كانت هذه المسالة في أنفسنا . قال ( عليه السلام ) : وفيكم من أضمر مسألتي عن الاختلاف بينكم وبين أعداء الله وأعدائنا من أهل القبلة والإسلام ، فإني منبئكم بذلك فافهموه ، فقالت طائفة أخرى : والله يا سيدنا لقد أضمرنا ذلك . فقال : إن الله عز وجل أوحى إلى جدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إني خصصتك وعلياً وحججي منه إلى يوم القيامة وشيعتكم بعشر خصال : صلاة إحدى وخمسين ، وتعفير الجبين ، والتختم باليمين ، والأذان والإقامة مثنى مثنى ، وحى على خير العمل ، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في السورتين ، والقنوت في ثاني كل ركعتين ، وصلاة العصر والشمس بيضاء نقية ، وصلاة الفجر مغلسة ، وخضاب الرأس واللحية بالوسمة . فخالفنا من أخذ حقنا ، فجعلوا صلاة التراويح في شهر رمضان عوضاً من صلاة الخمسين في كل يوم وليلة ، وكتف أيديهم على صدورهم في الصلاة ، والتختم باليسار عوضاً عن اليمين ، والإقامة فرادى خلافاً على مثنى ، والصلاة خير من النوم خلافاً على حي على خير العمل ، والإخفات في بسم الله الرحمن الرحيم في السورتين خلافاً على الجهر ، وآمين بعد ولا الضالين عوضاً عن القنوت ، وصلاة العصر والشمس صفراء كشحم البقر الأصفر خلافاً على بيضاء نقية ، وصلاة الفجر عند تماحق النجوم خلافاً على صلاتها مغلسة ، وهُجر الخضاب ونهيَ عنه خلافاً على الأمر به واستعماله . . .
قال الحسين بن حمدان : لقيت هؤلاء النيف وسبعون رجلاً وسألتهم عما حدثني به عيسى بن مهدي الجوهري ، فحدثوني به جميعاً ، ولقيت بالعسكر مولى لأبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) ، ولقيت الريان مولى الرضا ( عليه السلام ) ، وكل يروي ما روته الرجال ) .
نشأ المهدي ( عليه السلام ) بين أبيه والملائكة
كان الإمام المهدي بعد ولادته عند أبيه ( عليهما السلام ) ، وكان يُغَيِّبه عن أعين السلطة أحياناً ويظهره أحياناً لبعض خاصته . وقد رويَ أنه سلمه إلى ملائكة جاؤوا على شكل طيور خضر ، وكانوا يأخذونه يأتون به إلى أبويه كل أربعين يوماً . كما ورد أن أباه أسكنه مع جدته في المدينة .
ولاعلم لنا بخطط الله تعالى لحفظ وليه الحجة ( عليه السلام ) ، لكن نعلم أن له جنود السماوات والأرض ، وأنه يحفظ أولياءه بوسائل عديدة .
وقد رأيت في رواية حكيمة عمة الإمام العسكري ( عليه السلام ) في ولادة المهدي ( عليه السلام ) : ( الخرائج ( 1 / 456 ) : ( قالت : وغمرتنا طيور خضر فنظر أبو محمد إلى طائر منها فدعاه فقال له : خذه واحفظه حتى يأذن الله فيه ، فإن الله بالغ أمره !
قالت حكيمة : قلت لأبي محمد : ما هذا الطائر وما هذه الطيور ؟ قال : هذا جبرئيل وهذه ملائكة الرحمة ، ثم قال : يا عمة رديه إلى أمه : كَىْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلاتَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ الله حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لايَعْلَمُونَ . فرددته إلى أمه ) .
وفي الهداية الكبرى / 357 : ( وعنه ( موسى بن محمد ) عن أبي محمد جعفر بن محمد بن إسماعيل الحسني ، عن أبي محمد ( عليه السلام ) قال : لما وهب لي ربي مهدي هذه الأمة ، أرسل ملكين فحملاه إلى سرادق العرش ، حتى وقف بين يدي الله فقال له : مرحباً بعبدي المختار لنصرة ديني ، وإظهار أمري ، ومهدي خلقي . آليت أني بك آخذ ، وبك أعطي ، وبك أغفر ، وبك أعذب . أردداه أيها الملكان على أبيه رداً رفيقاً ، وبلغاه أنه في ضماني وكنفي وبعيني ، إلى أن أُحق به الحق وأزهق الباطل ، ويكون الدين لي واصباً ) . ونحوه إثبات الوصية : 1 / 260 .
ملاحظات
1 . يستكثر البعض أن يأخذ الملائكة الإمام المهدي ( عليه السلام ) ليحفظوه ويبعدوه عن عيون الخليفة ، الذي أراد قتل أبيه من أجل أن لا يولد !
لكن إذا قلت لهم إن طفلاً في غابة كانت حياته مهددة من الحيوانات المفترسة ، فأرسل الله تعالى ملائكة أنقذوه وأبعدوه عن الخطر ، وساعدوا أمه على تربيته ، لقبلوا ذلك !
2 . أما عن المقام الذي يعطيه هذا الحديث للإمام المهدي ( عليه السلام ) فهو طبيعي والحديث لم يدع له النبوة بل يقول إنه وقف مستمعاً في سرادق العرش ، وأن الله تعالى خاطب هذا الطفل الملائكي ورحب به ، وأخبر عما قرره بشأن مستقبله ، وأمر الملكين بحفظه ، وأن يبلغا أباه ويبلغاه أنه في حفظ الله تعالى وضمانته ، حتى يحق به الحق في الأرض ويبطل به الباطل ، ويكون له الدين واصباً ، أي خالصاً ومستمراً إلى يوم القيامة .
الاكثر قراءة في الولادة والنشأة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
