الفاكهة والاشجار المثمرة
نخيل التمر
النخيل والتمور
آفات وامراض النخيل وطرق مكافحتها
التفاح
الرمان
التين
اشجار القشطة
الافو كادو او الزبدية
البشمله او الاكي دنيا
التوت
التين الشوكي
الجوز
الزيتون
السفرجل
العنب او الكرمة
الفستق
الكاكي او الخرما او الخرمالو
الكمثري(الاجاص)
المانجو
الموز
النبق او السدر
فاكة البابايا او الباباظ
الكيوي
الحمضيات
آفات وامراض الحمضيات
مقالات منوعة عن الحمضيات
الاشجار ذات النواة الحجرية
الاجاص او البرقوق
الخوخ
الكرز
المشمش
الدراق
مواضيع عامة
اللوز
الفراولة او الشليك
الجوافة
الخروب(الخرنوب)
الاناناس
مواضيع متنوعة عن اشجار الفاكهة
التمر هندي
الكستناء
شجرة البيكان ( البيقان )
البندق
المحاصيل
المحاصيل البقولية
الباقلاء (الفول)
الحمص
الترمس
العدس
الماش
اللوبياء
الفاصولياء
مواضيع متنوعة عن البقوليات
فاصوليا الليما والسيفا
محاصيل الاعلاف و المراعي
محاصيل الالياف
القطن
الكتان
القنب
الجوت و الجلجل
محصول الرامي
محصول السيسال
مواضيع متنوعة عن محاصيل الألياف
محاصيل زيتية
السمسم
فستق الحقل
فول الصويا
عباد الشمس (دوار الشمس)
العصفر (القرطم)
السلجم ( اللفت الزيتي )
مواضيع متنوعة عن المحاصيل الزيتية
الخروع
محاصيل الحبوب
الذرة
محصول الرز
محصول القمح
محصول الشعير
الشيلم
الشوفان (الهرطمان)
الدخن
محاصيل الخضر
الباذنجان
الطماطم
البطاطس(البطاطا)
محصول الفلفل
محصول الخس
البصل
الثوم
القرعيات
الخيار
الرقي (البطيخ الاحمر)
البطيخ
آفات وامراض القرعيات
مواضيع متنوعة عن القرعيات
البازلاء اوالبسلة
مواضيع متنوعة عن الخضر
الملفوف ( اللهانة او الكرنب )
القرنبيط او القرنابيط
اللفت ( الشلغم )
الفجل
السبانخ
الخرشوف ( الارضي شوكي )
الكرفس
القلقاس
الجزر
البطاطا الحلوه
القرع
الباميه
البروكلي او القرنابيط الأخضر
البنجر او الشمندر او الشوندر
عيش الغراب او المشروم او الأفطر
المحاصيل المنبهة و المحاصيل المخدرة
مواضيع متنوعة عن المحاصيل المنبهة
التبغ
التنباك
الشاي
البن ( القهوة )
المحاصيل السكرية
قصب السكر
بنجر السكر
مواضيع متنوعة عن المحاصيل
نباتات الزينة والنباتات الطبية والعطرية
نباتات الزينة
النباتات الطبية والعطرية
الحشرات النافعة
النحل
نحل العسل
عسل النحل ومنتجات النحل الاخرى
آفات وامراض النحل
دودة القز(الحرير)
آفات وامراض دودة الحرير
تربية ديدان الحرير وانتاج الحرير الطبيعي
تقنيات زراعية
الاسمدة
الزراعة العضوية
الزراعة النسيجية
الزراعة بدون تربة
الزراعة المحمية
المبيدات الزراعية
انظمة الري الحديثة
التصنيع الزراعي
تصنيع الاعلاف
صناعات غذائية
حفظ الاغذية
الانتاج الحيواني
الطيور الداجنة
الدواجن
دجاج البيض
دجاج اللحم
امراض الدواجن
الاسماك
الاسماك
الامراض التي تصيب الاسماك
الابقار والجاموس
الابقار
الجاموس
امراض الابقار والجاموس
الاغنام
الاغنام والماعز
الامراض التي تصيب الاغنام والماعز
آفات وامراض النبات وطرق مكافحتها
الحشرات
الحشرات الطبية و البيطرية
طرق ووسائل مكافحة الحشرات
الصفات الخارجية والتركيب التشريحي للحشرات
مواضيع متنوعة عن الحشرات
انواع واجناس الحشرات الضارة بالنبات
المراتب التصنيفية للحشرات
امراض النبات ومسبباتها
الفطريات والامراض التي تسببها للنبات
البكتريا والامراض التي تسببها للنبات
الفايروسات والامراض التي تسببها للنبات
الاكاروسات (الحلم)
الديدان الثعبانية (النيماتودا)
امراض النبات غير الطفيلية (الفسيولوجية) وامراض النبات الناتجة عن بعض العناصر
مواضيع متنوعة عن امراض النبات ومسبباتها
الحشائش والنباتات الضارة
الحشائش والنباتات المتطفلة
طرق ووسائل مكافحة الحشائش والنباتات المتطفلة
آفات المواد المخزونة
مواضيع متنوعة عن آفات النبات
مواضيع متنوعة عن الزراعة
المكائن والالات الزراعية
مشاكل التوسع في استخدام المبيدات
المؤلف:
د. زيدان هندى عبد الحميد ود. محمد ابراهيم عبد المجيد
المصدر:
الاتجاهات الحديثة في المبيدات ومكافحة الحشرات (الجزء الثاني)
الجزء والصفحة:
الجزء الثاني ص 475-486
2025-07-27
41
مشاكل التوسع في استخدام المبيدات
اكتسب مفهوم المكافحة المتكاملة تدريجياً ، خلال العقدين الماضيين أهمية بالغة باعتباره وسيلة عملية ومعقولة لمعالجة مشاكل الآفات . وهناك برامج عديدة ناجحة تم وضعها ، أو هي في سبيل التطوير لوقاية الفواكه، والخضر ، والمحاصيل الحقلية التي تزرع في البيوت الزجاجية ، وأشجار الغابات ، ونباتات الظل ، والزينة بالإضافة إلى مكافحة الحشرات ذات الأهمية الطبية . وقد نشأ الاهتمام بأسلوب المكافحة المتكاملة أساساً نتيجة للمشاكل التي نجمت عن الاعتماد الكلى على المبيدات الكيمائية العضوية المخلقة في مواجهة الآفات . وقد يرجع الخطأ الأساسي في هذا الصدد إلى التوسع في استخدام هذه الكيميائيات دون مراعاة للعلاقات المتشابكة والمعقدة في النظام البيئي ، ولاسيما بالنسبة للجوانب الأساسية لديناميكية أعداد أنواع الآفات. ويمكن سرد أهم المشاكل التي فرضت نفسها مع التطبيق المكثف ، وغير الرشيد للمبيدات الكيمائية فيما يلى :
أولاً : التكاليف الاقتصادية واستهلاك الطاقة Economic and Energy Costs
بلغت التكاليف الاقتصادية لاستخدام المبيدات الكيميائية في الأغراض الزراعية بالولايات المتحدة الأمريكية وحدها حوالي بليون دولار عام 1971 م بمتوسط مقداره 5,39 دولار لكل فدان . وقد أظهرت الدراسات التي أجريت عام 1977م اختلاف تكلفة مكافحة آفات الفدان باختلاف المحصول ، ، حيث بلغت التكلفة على القمح حوالي 1,3 دولار ، بينما زادت إلى 55,8 دولار على الفول السوداني . وقد زادت التكاليف الاقتصادية للمبيدات الزراعية عام 1976 م بنسبة تصل إلى 93٪ أعلى من تقديرات عام 1971 .
وقد قدرت تكاليف استهلاك الطاقة الخاصة بالاستثمار في مجال صناعة المبيدات بأمريكا بحوالي بليون جالون وقود سنويًّا ( يدخل في حساب التكاليف الوقود اللازم للإنتاج ، والنقل ، والتطبيق ) وذلك عام 1976م . وتمثل هذه الكمية من الوقود حوالي 0٫2٪ من كمية الطاقة المستهلكة بالولايات المتحدة الأمريكية في جميع الأغراض ، بينما تبلغ حوالى 0% من كمية الطاقة المستهلكة في الزراعة . ولعل مشكلة ارتفاع أسعار البترول والنقص في مصادر الطاقة تزيد من التكلفة الاقتصادية لهذه الكيمائيات ذات الخصائص المتميزة .
ثانياً : الأضرار المتعلقة بصحة الإنسان Human Health Hazards
نظرا للطبيعة البيولوجية النشطة لمبيدات الآفات ، فإنها تسبب أضرارًا نسبية خطيرة على صحة الإنسان ، ويكون أكثرها وضوحًا على العمال المشتغلين بصناعة وتجهيز المبيدات ، وكذلك على القائمين بعملية التطبيق ، أو عمال الحقول بشكل عام ، والأطفال الذين يتعرضون لهذه السموم . ومن الأمثلة البارزة على ذلك ما حدث في نيكاراجوا حيث وقعت أكثر. 3000 حالة تسمم ، وما يربو على 400 حالة وفاة بين العمال الذين يعملون في حقول القطن سنويا على مدى عشر سنوات ( 1962 - 1972 ) . كما حدثت حالات مماثلة في بعض دول أمريكا الوسطى حيث يزرع القطن على نطاق تجارى .
وتمثل مشكلة المخلفات تحديًا هائلا لاستخدام المبيدات الكيميائية في العالم ، محدثة أخطارًا عديدة
تتعرض لها صحة الإنسان نتيجة وجود مخلفات المبيدات على المحاصيل الغذائية . وعلى سبيل المثال .. تمت مصادرة أكثر من 30 ألف طن من دريس البرسيم الحجازي المخصصة لعلف أبقار الألبان واللحوم في كاليفورنيا عام 1972 ، وذلك لاحتوائها على نسبة عالية من مخلفات المبيدات . وخلال عامي 1961 – 1967 رفضت الولايات المتحدة أكثر من 300 ألف رطل من لحوم الأبقار الواردة من نيكاراجوا ، وذلك لاحتوائها على مخلفات الـ د.د.ت بدرجة تفوق الحدود المسموح بها . وقد أظهرت الحسابات الإحصائية في جواتيمالا أن الأطفال في سن السابعة يتناولون خلال حياتهم كمية من الـ د.د.ت تتراوح بين سبعة أضعاف ، ومائتي ضعف الكمية التي تعتبر مقبولة حسب المقاييس المعمولة بها . وتتواجد هذه المخلفات عادة في الغذاء ، أو الماء ولكن بكميات صغيرة جدا ، قد لا تحدث أضرارًا مباشرة على صحة الإنسان ، إلا أن الخطورة تكمن في الضرر على المدى الطويل .
وتسبب مبيدات الآفات العديد من الأمراض الخطيرة ، ومنها السرطان concer . وقد أوضحت الدراسات الحديثة أن الاستخدام المكثف لهذه الكيمائيات في حقول القطن جنوب شرق أمريكا أدى إلى حدوث الأورام السرطانية Carcinogenic في حيوانات التجارب ، ولكن لا توجد للآن دلالة قاطعة على حدوث ذلك في الإنسان . وقد تم تناول هذا الموضوع في الفصول السابقة بمزيد من التفصيل ومن المؤسف أن المعلومات المتاحة مازالت غير كافية لإلقاء الضوء عن التأثيرات التي تحدثها المبيدات على المدى الطويل نتيجة لاستمرار التعرض لها بجرعات غير مميتة في حدوث الأمان المتعارف عليها دوليا بالنسبة للمخلفات في الغذاء . وقد تم وضع بعض التشريعات التي تمنع ، أو تقلل تعرض الإنسان وحيواناته النافعة لخطر تناول تركيزات عالية من هذه السموم في المواد الغذائية . وعلى أساس درجة ، ومدى ثبات المبيدات على أو في الأنسجة الحية ، ومدى خطورة الأثر السام . وتم كذلك تحديد التركيز المأمون والمسموح بوجوده Level of Tolerance من كل مبيد على الأجزاء النباتية الصالحة للاستهلاك الآدمي والحيواني ، فإذا زادت المخلفات عن هذه النسبة ، لا يصرح باستخدام النبات في التغذية . ومن الجدير بالذكر أن أسعار الخضروات غير المعاملة بالمبيدات تباع بأضعاف مثيلتها المعاملة في الأسواق الأوروبية .
ثالثاً : التلوث البيئي والتأثير على الحياة البرية
Environmental Pollution and Effects on Wildlife
قد يرجع فشل الكثير من مبيدات الآفات في إحداث الأثر المطلوب نتيجة لعوامل بيئية قد تؤدى إلى ارتفاع درجة تطاير المادة Volatility . وقد أظهرت الدراسات التطبيقية أن 1٪ ، أو أقل من محلول الرش المعامل بالطائرة يصل إلى مكان التأثير داخل الآفة المستهدفة ، بينما يصل حوالى 45٪ من المحلول إلى المحصول المستهدف ، وتفقد الكمية الباقية التي تصل إلى البيئة المحيطة بفعل التطاير ، أو تساقط الرذاذ بعيدًا عن الهدف . انظر الشكل التخطيطي ( 1 ) . وتؤكد هذه النتائج مدى الحاجة إلى إيجاد طرق أفضل للمعاملة جنبا إلى جنب مع صورة ومستحضرات محسنة من المبيد ضمانا لوصول أكبر كمية من سائل الرش إلى الهدف ( مجال المكافحة ) .
وهناك العديد من المركبات . مثل ، الـ د.د.ت ، D.D.D ، والتي تتميز بصفة الثبات الكيميائي ، وبقدرتها على الانتقال والتراكم في مكونات السلسلة الغذائية للإنسان والحيوانات البرية . ويزداد تركيز المبيد في عمليات متتابعة ، كما تحدث ظاهرة معروفة باسم التضخم البيولوجي Biomagnification ويصل هذا التضخم في الأسماك التي تعيش في بحيرة ميتشجان من حوالي 0.000002 جزئ في المليون في الماء ، إلى أكثر من 10 أجزاء في المليون في الأسماك التي تعيش فيها - انظر الشكل التخطيطي (2) وقد أدى ذلك إلى منع عرض أسماك هذه المنطقة للاستهلاك الآدمي .
وتحدث المبيدات أضرارًا خطيرة على بعض الأسماك غير الاقتصادية ، والطيور ، وغيرها من الحيوانات البرية . وقد تؤدى التأثيرات الضارة إلى الموت المباشر للأنواع المرغوبة ، أو تتداخل في عمليات التكاثر ، أو قد تحدث خللا في السلسلة الغذائية ، مما يؤدى إلى هلاك وانقراض هذه الحيوانات .
وتوضح هذه السلسلة التضخم البيولوجي لمركب DDD في السلسلة الغذائية ببحيرة clear بولاية كاليفورنيا - عن Van den Bosch عام 1977 .
شكل (1): توزيع المبيد الحشري عند معاملته بالطائرات.
شكل ( 2 ) : التضخم البيولوجي لمركب DDD في السلسلة الغذائية .
رابعاً : التأثير على الملقحات Effects on Pollinators
تؤثر مبيدات الآفات على نحل العسل ، والحشرات الملقحة الأخرى ، مما يؤدى في النهاية إلى انخفاض معدل التلقيح في الأزهار ، خصوصاً في المحاصيل الخليطة التلقيح ، بالإضافة إلى ضعف قوة طوائف النحل كنتيجة لموت عدد كبير من الشغالات التي تقوم بجمع الرحيق . وقد ترتب على ذلك انخفاض محصول العسل ، بالإضافة إلى انخفاض إنتاجية المحاصيل الحقلية والبستانية . وقد ظهرت هذه المشكلة بشكل خطير في مصر بعد تنفيذ نظام الرش الجوي للمبيدات بالطائرات .
ويصل إنتاج عسل النحل ، والشمع من حشرات النحل إلى حوالي 50 مليون دولار سنويا في الولايات المتحدة الأمريكية ، بالإضافة إلى دور الحشرة في تلقيح حوالي 80 ٪ من البقوليات ، والثمار البستانية ، ومحاصيل البذور الزيتية . كما أظهرت الدراسات أن للكثير من المبيدات تأثيراً ساما على حشرة النحل ، خاصة إذا أجرى الرش أثناء فترة التزهير ، وحيث تزداد رحلات الشغالات في هذه الفترة لجمع الرحيق . وقد قامت منظمة الزراعة والأغذية بتقسيم المبيدات تبعا لسميتها على النحل إلى مجموعتين فقط ، الأولى : شديدة الضرر ، والثانية : متوسطة الضرر . وهناك تقسيم آخر إلى ثلاثة مجموعات ، الأولى : شديدة الضرر ، وتتراوح قيمة LD50 لها على نحل العسل من 001. ( 1epp ) - 1,825 ميكروجرام/ نحل ( 15-DowEt ) جدول ( 1 ) ، والثانية : مبيدات متوسطة السمية ، وتتراوح قيمة LD50 لها على نحل العسل من 2,018 (endrin ) 10.39 ميكروجرام / نحل (Kopone) ، والقسم الثالث وهو مبيدات غير سامة نسبيا ، وتتراوح قيمة LD50 لها على نحل العسل من 11.0 (CP-10502) – 10031 ميكروجرام / نحل (6936-GC) ، ولتخفيف حدة أضرار المبيدات على نحل العسل .. تم وضع بعض القواعد في أثناء عمليات رش هذه السموم منها ، تحديد مواقع المناحل على الخرائط التي تعطى للطيار حتى يتفاداها أثناء الرش ، وعدم رش الأراضي الملاصقة للمناحل لمسافة 100 متر على الأقل بالطائرة ، وتكافح الحشرات بالرش الأرضي في نفس يوم الرش . ولزيادة الاحتياط يحرم رش زمام القرية جويا ، وذلك إذا احتوت القرية على ألف خلية نحل إفرنجية . وللضرورة يجب أن يبدأ الرش الجوي في التجمعات القطنية القريبة من مواقع المناحل في الصباح الباكر ، ثم في الأماكن المجاورة لها .. وهكذا حتى يأتي الدور في آخر رشة على التجمعات البعيدة عن المناحل ، وذلك لإعطاء الفرصة لشغالات النحل لتجمع الرحيق من القطن أطول فترة ممكنة. ويمكن استخدام المواد الطاردة للنحل مخلوطة مع المبيدات ، أو منع استعمال المبيدات بقدر الإمكان لمكافحة دودة ورق القطن في البرسيم ، حيث يمثل هذا المحصول أحد المصدرين الرئيسيين المحصول العسل في مصر .
خامساً : الأثر الضار على النبات
Phytotoxicity
يؤدى استعمال بعض المبيدات إلى حدوث أضرار للنباتات الخضراء . ( خصوصا المحاصيل الحساسة ، والضعيفة النمو ) وإذا استخدمت المبيدات بتركيزات أعلى من الموصى بها ، أو في توقيت غير مناسب ، أدى ذلك إلى حدوث أضرار في صورة حروق للأوراق ، أو تحور في أشكالها ، مما يؤدى إلى جفافها ثم سقوطها ويموت النبات في نهاية الأمر . وقد يحدث الضرر نتيجة وصول المبيد للعصارة ، النباتية ، كما في حالة المبيدات الجهازية التي لها خاصية النفاذ داخل الأنسجة ، أو السريان في العصارة ؛ مما يؤدى لحدوث خلل داخلي في النشاط الإنزيمي ، والبيوكيميائي للنبات المسبب لتثبيط النشاط ، أو إيقافه تماما ، ثم توقف عمليات التمثيل الغذائي ، ويموت النبات في النهاية .
سادساً : أثر المبيدات على التربة Effect of Pesticides on soil
تتلوث التربة من جراء تساقط المبيدات أثناء رش المحاصيل الزراعية ، أو نتيجة لمعاملة التربة أو البذور بطريقة مباشرة بغرض الوقاية من أو مكافحة آفات التربة . ويؤدى تراكم المبيدات في التربة وزيادة تركيزها أحيانًا إلى الحد المؤثر على نمو وإنتاجية النبات ، أو الكائنات الحية النافعة التي تسكن التربة ، أو يؤدى إلى انخفاض نسبة إنبات البذور ، أو إحداث تشوهات خطيرة للنبات . ومن جهة أخرى .. قد تؤثر المبيدات على التربة من حيث الخصوبة ، والخواص الطبيعية والكيميائية . ولبعض المبيدات الكلورينية العضوية مثل ، ( د.د.ت ، وسادس كلورور البنزين ) خاصية الثبات الكيميائي في التربة لمدة تتجاوز ثلاثين عاما في بعض الأحيان ، ثم الاتحاد مع مكونات التربة مما يؤثر تأثيرًا ضارا على النبات والتربة معا ، لذا يجب إجراء دراسات مستفيضة لبيان تأثير المبيدات على التربة .
سابعاً : الخلل في التوازن الطبيعي Disruption of Natural Balance
تعيش الحشرات مع سائر الحيوانات والكائنات الحية في توازن طبيعي ، تتحكم فيه وتسيطر عليه عدة عوامل بيئية ، مثل : الحرارة، والرطوبة ، وتوفر الغذاء ، وعوامل حيوية مثل : افتراس بعض الحشرات للبعض الآخر ، وتطفل بعضها على بعض . لذلك نرى في البيئة الطبيعية ، التي لم تتدخل فيها يد الإنسان ، أن الحيوانات والحشرات تعيش في توازن طبيعي يحقق معيشة متوازنة لهما معا . أما إذا اختلت الظروف البيئية لأي سبب طارئ أو دائم ، وإذا حلت بالمنطقة حشرات جديدة ( مفترسة ، أو متطفلة ) ، فإن التوازن القائم لابد أن يختل لصالح نوع أو عدة أنواع منها ، فتزداد أو تقل الأعداد عن معدلها الطبيعي ، ويكون ذلك في صالح الإنسان ، أو عكس ذلك وفقًا لنوع الحشرات المتكاثرة .
ولعل الاستخدام المكثف ، وغير الواعي للمبيدات بقصد خفض أعداد بعض الأنواع التي زادت معدلها الطبيعي قد أدخل عنصرًا جديدًا في البيئة الطبيعية للحشرات . ومن الجدير بالذكر أن استجابة أنواع الحشرات لأي مادة كيميائية ليست متكافئة . وفى غالبية الأحوال يُدخل الإنسان المبيد في البيئة الطبيعية دون علم مسبق ، ومفصل بعواقب هذا التدخل وانعكاساته على الحشرات المختلفة الضارة منها والنافع المؤسف أن ينساق الإنسان وراء فلسفة خاطئة للهدف من إدخال المبيدات وهي التخلص من الآفة دون أية اعتبارات أخرى . فالأكاروس لم يصل إلى مرتبة الآفات الخطيرة ، ولم يظهر كمشكلة لها كيانها إلا بعد إدخال مبيد الـ د.د.ت واستعماله بكثافة في مصر ، لمكافحة بعض آفات القطن ، وأشجار الفاكهة عقب الحرب العالمية الثانية . كما انتشر الأكاروس على القطن عقب استعمال السيفين في أواخر الستينات. كما أدى استعمال مركب الـ د.د.ت كذلك إلى ظهور المن ، والعنكبوت الأحمر بكثرة على الذرة ، نتيجة للخلل الذي أحدثته هذه المركبات على التوازن الطبيعي بين الآفات .
والآن حان وقت التساؤل الهام :
(أ) ظهور موجات وبائية من الآفة Target Pest Resurgence
كيف أحدثت المبيدات الكيميائية خللا في التوازن الطبيعي لصالح الآفة ؟
لاشك أن استخدام المبيدات ، دون تفهم كامل لطبيعة البيئة الزراعية المعقدة ، قد يؤدى إلى إحداث خلل في هذا النظام المتوازن . وغالبا ما تحدث ظاهرة مقاومة الآفة لفعل المبيد المستخدم للقضاء عليها . ويؤدى ذلك الوضع إلى ارتفاع مستوى الكثافة العددية للآفة إلى معدل أكبر من الطبيعي . وهذا ما يطلق عليه اصطلاح Peat resurgence ، أو زيادة أعداد الآفة المستهدفة بصورة وبائية عقب استعمال المبيد . ويرجع ذلك أيضا إلى انهيار ، أو انخفاض تعداد الأعداء الحيوية بمعدلات أكبر من موت الآفة شكل ( 3 ) .
شكل (3) : زيادة أعداد الآفة في مجال المكافحة بصورة وبائية عقب استعمال المبيد الكيميائي
ويتضح من الشكل السابق أنه رغم فاعلية المبيد المباشر في خفض أعداد الآفة المستهدفة بدرجة ملحوظة ، إلا أن تعداد الأعداء الحيوية انخفض في نفس الوقت بشكل أكبر ، مما أدى إلى وجود توازن غير ملائم بين الآفة وعدوها فظهرت الموجة الوبائية للآفة . وأوضح مثال على ذلك ما حدث في كاليفورنيا حين ظهرت حشرة البق الدقيقي الأسترالي كافة خطيرة هددت محصول الموالح ، وتم استيراد طفيل ( الروداليا ) ، وبالرغم من تأثيره المؤكد على الآفة ، إلا أن استخدام المبيدات قضى على هذا الطفيل تماما ، وبذلك حدثت موجات وبائية جديدة من البق الدقيقي في هذه المنطقة شكل ( 4 ) .
شكل (4) : أثر استخدام المبيد على تعداد آفة البعد الدقيقي الاسترالي ( يلاحظ ارتفاع تعداد الآفة بعد استخدام المبيد نتيجة للقضاء على طفيل الرود آلياً .
(ب) ظهور موجات وبائية من الآفة الثانوية Non-target pest Resurgence
قد يؤدى استخدام المبيد الكيميائي ، دون دراسة متأنية وواعية للنظام البيئي ، إلى ظهور موجات وبائية من الآفات الثانوية غير المستهدفة في برامج المكافحة . ويرجع ظهور هذه الموجات عادة إلى خلل في التوازن الحيوي بين مجموع الحشرات ، نتيجة لتوجيه المكافحة ضد آفة معينة ؛ مما يتيح الفرصة أمام الآفات الثانوية للتكاثر بسرعة وبقوة ثم تصبح لها خطورتها . وقد ترجع الإصابات غير المتوقعة إلى تغيير في تركيب النبات العائل نتيجة استخدام المبيد فتجعله أكثر ملائمة لتكاثر الآفة الثانوية ، فتظهر الآفة بصورة وبائية تهدد المحصول شكل ( 5 ) .
شكل ( 5 ) : ظهور الآفة الثانوية (B) بصورة وبائية عقب استخدام المبيد
. ومع
يتضح من الشكل ( 5 ) أن المبيد أظهر فعالية عالية على الآفة (A) وعلى عدوها الحيوي ( x ) ، ولكنه في نفس الوقت عديم الفاعلية على الآفة ( B ) ، والتي تتميز بانخفاض أعدادها قبل ذلك أدى المبيد إلى القضاء الشبه التام على أعدائها الحيوية ( + ) . وبعدها حدث اختلال في التوازن أدى إلى ظهور هذه الآفة الثانوية بصورة وبائية . ومن المعلوم أن حدوث أي تحوير ، أو تغيير في البيئة يؤدى إلى خلل في نظامها المتوازن . وعلى سبيل المثال ... تؤدى محاولة تغيير البيئة بطريقة غير ملائمة لآفة ما إلى جعلها ، وفى نفس الوقت ، ملائمة لآفة أخرى وهذا ما يحدث عند استخدام المبيدات الكيميائية . ومن هنا فإن طريقة التحكم المتكامل للآفات قد تقلل من فرص حدوث خلل غير مرغوب في النظام البيئي .
وفى محاولة لوقف زيادة تعداد الافة المستهدفة ، بصورة وبائية عقب استعمال المبيد ، يقوم المختصون - وهذا خطأ – بزيادة تركيز المبيد ، وتكرار مرات المعاملة دون أساس علمي . وقد أظهرت هذه الوسيلة العديد من المشاكل ، من أبرزها ظهور وتطور مقاومة الحشرات لفعل المبيد ، والإضرار بصحة الإنسان ، وازدياد مستوى تلوث البيئة .
ولا يمكن إغفال التأثيرات الجانبية الضارة التي قد تحدث من جراء التوسع في استخدام المبيدات وقد سبق مناقشة موضوع الضرر على النباتات التي تعامل بصورة مباشرة أو التي تتلوث عرضياً نتيجة للمعاملة الغير محكمة خاصة بالطائرات وفى هذا المقام نود الإشارة إلى ندرة التخصص في المبيدات بمعنى أن المركب الفعال ضد آفة مستهدفة غالباً ما يحدث أضراراً على الحشرات النافعة خاصة الأعداء الحيوية من طفيليات ومفترسات ونحل العسل وغيرها . وقد سبق القول إنه لا يوجد المبيد النظيف ولن يوجد في المستقبل والجدول التالي يوضح سمية بعض مبيدات الآفات عند نحل العسل ومنه يتضح وجود ثلاثة مجموعات الأولى عالية السمية وفيها مبيد الملاثيون والديازينون والآزودرين والجاردونا وغيرها . والمجموعة الثانية متوسطة السمية مثل الأندرين والددت والأندوسلفان وغيرها والمجموعة الثالثة عديمة السمية نسبياً وكلمة نسبيا تعنى الكثير حيث تتوقف السمية على العديد من الظروف والعوامل المحيطة وتشمل مبيدات الكبريت والكلثين والتوكسافين وغيرها .
جدول يوضح : الجرعة النصفية القاتلة وانحدار خطوط السمية الخاصة ببعض مبيدات الآفات على نحل العسل في المعمل بعد 48 ساعة من المعاملة على درجة حرارة 80 فهرنيت و 65% رطوبة نسبية .
الاكثر قراءة في المبيدات الزراعية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
