النبي الأعظم محمد بن عبد الله
أسرة النبي (صلى الله عليه وآله)
آبائه
زوجاته واولاده
الولادة والنشأة
حاله قبل البعثة
حاله بعد البعثة
حاله بعد الهجرة
شهادة النبي وآخر الأيام
التراث النبوي الشريف
معجزاته
قضايا عامة
الإمام علي بن أبي طالب
الولادة والنشأة
مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام)
حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله
حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)
حياته في عهد الخلفاء الثلاثة
بيعته و ماجرى في حكمه
أولاد الامام علي (عليه السلام) و زوجاته
شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة
التراث العلوي الشريف
قضايا عامة
السيدة فاطمة الزهراء
الولادة والنشأة
مناقبها
شهادتها والأيام الأخيرة
التراث الفاطمي الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام)
التراث الحسني الشريف
صلح الامام الحسن (عليه السّلام)
أولاد الامام الحسن (عليه السلام) و زوجاته
شهادة الإمام الحسن والأيام الأخيرة
قضايا عامة
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام)
الأحداث ما قبل عاشوراء
استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء
الأحداث ما بعد عاشوراء
التراث الحسينيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام)
شهادة الإمام السجّاد (عليه السّلام)
التراث السجّاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الباقر
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الباقر (عليه السلام)
شهادة الامام الباقر (عليه السلام)
التراث الباقريّ الشريف
قضايا عامة
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الصادق (عليه السلام)
شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)
التراث الصادقيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام)
شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
التراث الكاظميّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن موسى الرّضا
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام)
موقفه السياسي وولاية العهد
شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة
التراث الرضوي الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الجواد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
شهادة الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
التراث الجواديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن محمد الهادي
الولادة والنشأة
مناقب الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
شهادة الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
التراث الهاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي العسكري
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
شهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
التراث العسكري الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن الحسن المهدي
الولادة والنشأة
خصائصه ومناقبه
الغيبة الصغرى
السفراء الاربعة
الغيبة الكبرى
علامات الظهور
تكاليف المؤمنين في الغيبة الكبرى
مشاهدة الإمام المهدي (ع)
الدولة المهدوية
قضايا عامة
علامات الظهور المبارك
المؤلف:
الشيخ علي الكوراني
المصدر:
المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي "عج"
الجزء والصفحة:
ص765-778
2025-06-30
21
تقدم في الفصول السابقة ذكر أكثر العلامات ، ومن أوثقها ما رواه جابر الجعفي عن الإمام محمد الباقر عليه السلام في أصحاب الإمام المهدي عليه السلام . « تفسير العياشي : 1 / 64 » .
وقد أفرط بعضهم في تعداد العلامات ، وفي تطبيقاتها ، بينما أفرط آخرون في ردها ورد تطبيقاتها مع أنها واضحة . والمنهج الصحيح هو التثبت من النص والالتزام به عندما يثبت ، وقبول تطبيقه عندما يكون جلياً .
ربَّى الأئمة عليهم السلام شيعتهم على الأمل وانتظار الفَرَج
الإمامة والتبصرة / 93 : « عن علي بن محمد الصيمري ، عن علي بن مهزيار : قال : كتبت إلى أبي الحسن صاحب العسكر عليه السلام : أسأله عن الفرج ؟ فكتب : إذا غاب صاحبكم عن دار الظالمين ، فتوقعوا الفرج » .
وفي الإرشاد / 360 : « عن الحسن بن الجهم قال : سأل رجل أبا الحسن عليه السلام عن الفرج فقال : تريد الإكثار أم أجمل لك ؟ فقال : بل تجمل لي ، قال : إذا ركزت رايات قيس بمصر ، ورايات كندة بخراسان » .
والسؤال هنا عن فَرَج خاص في زمن الإمام الكاظم عليه السلام ، أيام شدة السلطة وبطش هارون بالشيعة ، وقد تصور بعضهم أنه الفرج بظهور الإمام المهدي عليه السلام .
وصف عصور الظلم وخاصة عصر ظهوره عجل الله تعالى فرجه الشريف
مختصر إثبات الرجعة / 217 : « عن محمد بن مسلم قال : سأل رجل أبا عبد الله عليه السلام : متى يظهر قائمكم ؟ قال : إذا كثرت الغواية وقلت الهداية ، وكثر الجور والفساد ، وقلَّ الصلاح والسداد ، واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء ، ومال الفقهاء إلى الدنيا ، وأكثر الناس إلى الأشعار والشعراء ، ومسخ قوم من أهل البدع حتى يصيروا قردة وخنازير ، وأقبل السفياني ، ثم خرج الدجال وبالغ في الإغواء والإضلال ، فعند ذلك ينادى باسم القائم عليه السلام في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان ، ويقوم في يوم عاشوراء ، فكأني أنظر إليه قائماً بين الركن والمقام وينادي جبرئيل بين يديه : البيعة لله فتقبل إليه شيعته » .
ورواه في إثبات الهداة : 3 / 570 : « عن الغيبة للفضل بن شاذان ، وفيه : « فتقبل شيعته إليه من أطراف الأرض تطوى لهم طياً حتى يبايعوا ، ثم يسير إلى الكوفة فينزل على نجفها ، ثم يفرق الجنود منها إلى الأمصار لدفع عمال الدجال ، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً . قال فقلت له : يا ابن رسول الله ، فداك أبي وأمي ، أيعلم أحد من أهل مكة من أين يجئ قائمكم إليها ؟ قال : لا , ثم قال : لا يظهر إلا بغتة بين الركن والمقام » .
أقول : المقصود بالدجال في هذا الحديث ليس الدجال الموعود ، بل حاكم أوعالم سوء مع السفياني عليه السلام . وقد يفهم من الحديث أن قتل السفياني قبل ظهور المهدي عليه السلام وهو مخالف للأحاديث المتواترة . ويبدو أنه وقع تقديم وتأخير في هذا الحديث .
النعماني / 278 : « عن الأصبغ بن نباتة قال : سمعت عليا عليه السلام يقول : إن بين يدي القائم سنين خداعة ، يُكَذَّبُ فيها الصادق ويُصدق فيها الكاذب ، ويُقرب فيها الماحل . وفي حديث : وينطق فيها الرويبضة ، فقلت : وما الرويبضة وما الماحل ؟ قال : أوَما تقرؤون القرآن قوله : وهو شديد المحال ؟ قال : يريد المكر . فقلت : وما الماحل ؟ قال : يريد المكار » .
كفاية الأثر / 213 : « عن علقمة بن قيس قال : خطبنا أمير المؤمنين عليه السلام على منبر الكوفة خطبة اللؤلؤة ، فقال فيما قال في آخرها : ألا وإني ظاعن عن قريب ، ومنطلق إلى المغيب ، فارتقبوا الفتنة الأموية ، والمملكة الكسروية ، وإماتة ما أحياه الله ، وإحياء ما أماته الله ، واتخذوا صوامعكم بيوتكم ، وعضوا على مثل جمر الغضا ، فاذكروا الله ذكراً كثيراً ، فذكره أكبر لو كنتم تعلمون . ثم قال : وتُبنى مدينة يقال لها الزوراء بين دجلة ودجيلة والفرات ، فلو رأيتموها مشيدة بالجص والآجر ، مزخرفة بالذهب والفضة واللازورد المستسقى ، والمرمر والرخام وأبواب العاج والأبنوس ، والخيم والقباب والشارات ، وقد عليت بالساج والعرعر والصنوبر والخشب ، وشيدت بالقصور وتوالت عليها ملوك بني الشيصبان « الشيطان » أربعة وعشرون ملكاً ، على عدد سني المُلك الكديد ، فيهم السفاح والمقلاص والجموع والخدوع والمظفر والمؤنث والنظار والكبش والمهتور والعشار والمصطلم والمستصعب والعلام والرهباني والخليع والسيار والمسرف والكديد والأكتب والمترف والأكلب والوشيم والظلام والعيوق . وتعمل القبة الغبراء ذات القلاة الحمراء « مبنى له قبة وبرج أحمر » في عقبها قائم الحق يسفر عن وجهه بين الأقاليم كالقمر المضئ بين الكواكب الدرية .
ألا وإن لخروجه علامات عشراً : أولها طلوع الكوكب ذي الذنب ويقارب من الحاوي ، ويقع فيه هرج ومرج وشغب ، وتلك علامات الخصب ، ومن العلامة إلى العلامة عجب ، فإذا انقضت العلامات العشر إذ ذاك يظهر بنا القمر الأزهر ، وتمت كلمة الإخلاص لله على التوحيد . . . نعم إنه لعهد عهده إلي رسول الله صلى الله عليه وآله أن الأمر يملكه اثنا عشر إماماً تسعة من صلب الحسين ، ولقد قال النبي صلى الله عليه وآله : لما عرج بي إلى السماء نظرت إلى ساق العرش فإذا مكتوب عليه : لا اله إلا الله محمد رسول الله أيدته بعلي ونصرته بعلي ، ورأيت اثني عشر نوراً فقلت : يا رب أنوار من هذه ؟ فنوديت : يا محمد هذه الأنوار الأئمة من ذريتك . قلت : يا رسول الله أفلا تسميهم لي . . وذكر أسماء الأئمة عليهم السلام وقال : والقائم من ولد الحسين ، سميي وأشبه الناس بي ، يملؤها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً » .
ورواه ملاحم ابن طاووس / 136 ، وفيه : « خطب بها قبل خروجه من البصرة بخمسة عشر يوماً . . »
الكافي : 8 / 37 : « عن حمران قال : قال أبو عبد الله عليه السلام وذكر هؤلاء عنده وسوء حال الشيعة عندهم ، فقال : إني سرت مع أبي جعفر المنصور وهو في موكبه ، وهو على فرس وبين يديه خيل ومن خلفه خيل ، وأنا على حمار إلى جانبه ، فقال لي : يا أبا عبد الله قد كان ينبغي لك أن تفرح بما أعطانا الله من القوة ، وفتح لنا من العز ، ولا تخبر الناس أنك أحق بهذا الأمر منا وأهل بيتك فتغرينا بك وبهم ! قال فقلت : ومن رفع هذا إليك عني فقد كذب ! فقال لي : أتحلف على ما تقول ؟ قال فقلت : إن الناس سحرة يعني يحبون أن يفسدوا قلبك علي فلا تمكنهم من سمعك ، فإنا إليك أحوج منك إلينا . فقال لي : تذكر يوم سألتك هل لنا ملك ؟ فقلت : نعم طويل عريض شديد ، فلاتزالون في مهلة من أمركم وفسحة من دنياكم حتى تصيبوا منا دماً حراماً في شهر حرام في بلد حرام . فعرفت أنه قد حفظ الحديث ، فقلت : لعل الله عز وجل أن يكفيك ، فإني لم أخصك بهذا وإنما هو حديث رويته ، ثم لعل غيرك من أهل بيتك يتولى ذلك فسكت عني !
فلما رجعت إلى منزلي أتاني بعض موالينا فقال : جعلت فداك والله لقد رأيتك في موكب أبي جعفر وأنت على حمار وهو على فرس ، وقد أشرف عليك يكلمك كأنك تحته ، فقلت بيني وبين نفسي : هذا حجة الله على الخلق ، وصاحب هذا الأمر الذي يقتدى به ، وهذا الآخر يعمل بالجور ويقتل أولاد الأنبياء عليهم السلام ويسفك الدماء في الأرض بما لا يحب الله ، وهو في موكبه وأنت على حمار ، فدخلني من ذلك شك حتى خفت على ديني ونفسي ! قال فقلت : لو رأيت من كان حولي وبين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي من الملائكة لاحتقرته واحتقرت ما هو فيه !
فقال : الآن سكن قلبي ، ثم قال : إلى متى هؤلاء يملكون أو متى الراحة منهم ؟
فقلت : أليس تعلم أن لكل شئ مدة ؟ قال : بلى . فقلت : هل ينفعك علمك ؟ إن هذا الأمر إذا جاء كان أسرع من طرفة العين ؟ إنك لو تعلم حالهم عند الله عز وجل وكيف هي ، كنت لهم أشد بغضاً ، ولو جهدت أو جهد أهل الأرض أن يدخلوهم في أشد مما هم فيه من الاثم ، لم يقدروا ، فلا يستفزنك الشيطان ، فإن العِزَّةَ لله وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لايَعْلَمُونَ . ألا تعلم أن من انتظر أمرنا وصبر على ما يرى من الأذى والخوف ، هو غداً في زمرتنا ؟ فإذا رأيت الحق قد مات وذهب أهله ، ورأيت الجور قد شمل البلاد ، ورأيت القرآن قد خلق وأحدث فيه ما ليس فيه ، وَوُجِّهَ على الأهواء ، ورأيت الدين قد انكفأ كما ينكفئ الماء ، ورأيت أهل الباطل قد استُعملوا على أهل الحق ، ورأيت الشر ظاهراً لايُنهى عنه ويُعذر أصحابه ، ورأيت الفسق قد ظهر واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء ، ورأيت المؤمن صامتاً لا يُقبل قوله ، ورأيت الفاسق يَكذب ولا يُرد عليه كذبه وفريته ، ورأيت الصغير يستحقر الكبير ، ورأيت الأرحام قد تقطعت . . الخ . »
دلائل الإمامة / 253 : « عن سلمان الفارسي قال : خطبنا أمير المؤمنين عليه السلام بالمدينة ، وقد ذكر الفتنة وقربها ، ثم ذكر قيام القائم من ولده ، وأنه يملؤها عدلاً كما ملئت جوراً . قال سلمان : فأتيته خالياً فقلت : يا أمير المؤمنين متى يظهر القائم من ولدك ؟ فتنفس الصعداء وقال : لا يظهر القائم حتى تكون أمور الصبيان ، وتضييع حقوق الرحمان ، ويتغنى بالقرآن بالتطريب والألحان . . » . إلى آخر صفات عصور الظلم وعصر الظهور ، وهي من العلامات العامة البعيدة .
الكسوف والخسوف قبل ظهور المهدي عليه السلام
كمال الدين : 2 / 655 : « عن أبي عبد الله عليه السلام قال : تنكسف الشمس لخمس مضين من شهر رمضان ، قبل قيام القائم عليه السلام » .
النعماني / 272 : « عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : علامة خروج المهدي كسوف الشمس في شهر رمضان ، في ثلاث عشرة وأربع عشرة منه » .
دلائل الإمامة / 259 : « أم سعيد الأحمسية قالت : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : جعلت فداك يا ابن رسول الله ، اجعل في يدي علامة من خروج القائم ، قال لي : يا أم سعيد إذا انكسف القمر ليلة البدر من رجب وخرج رجل من تحته فذاك عند خروج القائم » .
الكافي : 8 / 212 : « عن بدر بن الخليل الأزدي قال : كنت جالساً عند أبي جعفر عليه السلام فقال : آيتان تكونان قبل قيام القائم لم تكونا منذ هبط آدم إلى الأرض : تنكسف الشمس في النصف من شهر رمضان ، والقمر في آخره . فقال رجل : يا ابن رسول الله تنكسف الشمس في آخر الشهر والقمر في النصف ! فقال أبو جعفر عليه السلام : إني أعلم ما تقول ، ولكنهما آيتان لم تكونا منذ هبط آدم عليه السلام » .
النعماني / 271 : « عن ورد أخي الكميت ، عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام أنه قال : إن بين يدي هذا الأمر انكساف القمر لخمس تبقى ، والشمس لخمس عشرة ، وذلك في شهر رمضان . وعنده يسقط حساب المنجمين » .
سنن الدارقطني : 2 / 65 : « عن جابر ، عن محمد بن علي قال : إن لمهدينا آيتين لم تكونا منذ خلق السماوات والأرض ، ينكسف القمر لأول ليلة من رمضان ، وتنكسف الشمس في النصف منه ، ولم تكونا منذ خلق الله السماوات والأرض » .
من العلامات جرأة دول الصغيرة على مخالفة الجبارين
النعماني / 269 : « عن أبي بصير قال : سئل أبو جعفر الباقر عليه السلام عن تفسير قول الله عز وجل : سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ : فقال : يريهم في أنفسهم المسخ ، ويريهم في الآفاق انتقاض الآفاق عليهم ، فيرون قدرة الله في أنفسهم وفي الآفاق .
وقوله : حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ : يعني بذلك خروج القائم هو الحق من الله عز وجل يراه هذا الخلق لابد منه » .
الحرب والطاعون قبل ظهور المهدي عليه السلام
1 . كمال الدين : 2 / 655 : « عن سليمان بن خالد ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : قدام القائم موتان : موت أحمر وموت أبيض ، حتى يذهب من كل سبعة خمسة ، الموت الأحمر السيف ، والموت الأبيض الطاعون » .
2 . كمال الدين : 2 / 655 : « عن أبي بصير ، ومحمد بن مسلم قالا : سمعنا أبا عبد الله عليه السلام يقول : لا يكون هذا الأمر حتى يذهب ثلث الناس ، فقيل له : إذا ذهب ثلث الناس فما يبقى ؟ فقال : أما ترضون أن تكونوا الثلث الباقي » .
3 . النعماني / 277 : « عن أمير المؤمنين عليه السلام : بين يدي القائم موت أحمر ، وموت أبيض وجراد في حينه ، وجراد في غير حينه ، أحمر كالدم . فأما الموت الأحمر فبالسيف وأما الموت الأبيض فالطاعون » .
4 . وفي قرب الإسناد / 170 : « عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام وقال : قدام هذا الأمر بيوح ، قلت وما البيوح ؟ قال : قتل دائم لا يفتر » !
وفي النعماني / 271 : « فلم أدرِ ما البيوح ، فحججت فسمعت أعرابياً يقول : هذا يوم بيوح ، فقلت له : ما البيوح ؟ فقال : الشديد الحر » .
5 . غيبة النعماني / 283 : « عن زرارة قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : النداء حق ؟ قال : إي والله حتى يسمعه كل قوم بلسانهم . وقال أبو عبد الله عليه السلام : لا يكون هذا الأمر حتى يذهب تسعة أعشار الناس » .
6 . ابن حماد : 1 / 91 : « عن كيسان الرواشي القصار وكان ثقة ، قال حدثني مولاي قال : سمعت علياً رضي الله عنه يقول : لا يخرج المهدي حتى يقتل ثلث ، ويموت ثلث ، ويبقى ثلث » .
7 . الصراط المستقيم : 2 / 258 : « عن كتاب عبد الله بن بشار رضيع الحسين عليه السلام : إذا أراد الله أن يظهر آل محمد بدأ الحرب من صفر إلى صفر ، وذلك أوان خروج المهدي .
قال ابن عباس : يا أمير المؤمنين ما أقرب الحوادث الدالة على ظهوره ؟ فدمعت عيناه وقال : إذا فتق بثق في الفرات فبلغ أزقة الكوفة ، فليتهيأ شيعتنا للقاء القائم » .
8 . في مختصر بصائر الدرجات / 195 : « وقفت على كتاب خطب لمولانا أمير المؤمنين وعليه خط السيد رضي الدين علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاوس ، ما صورته : هذا الكتاب ذكر كاتبه رجلين بعد الصادق صلوات الله عليه ، فيمكن أن يكون تاريخ كتابته بعد المائتين من الهجرة ، لأنه عليه السلام انتقل بعد سنة مائة وأربعين من الهجرة ، وقد روى بعض ما فيه عن أبي روح فرج بن فروة ، عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عليه السلام ، وبعض ما فيه عن غيرهما .
ذكر في الكتاب المشار إليه خطبة لمولانا أمير المؤمنين عليه السلام تسمى المخزون ، وهي : الحمد الله الأحد المحمود ، الذي توحد بملكه وعلا بقدرته ، أحمده على ما عرف من سبيله ، وألهم من طاعته ، وعَلَّمَ من مكنون حكمته ، فإنه محمود بكل ما يولي ، مشكور بكل ما يبلي ، وأشهد أن قوله عدل وحكمه فصل . . ثم ساق خطبة طويلة ، وجاء فيها بعد ثلاث صفحات منها : إن أمرنا صعب مستصعب ، لا يحتمله ملك مقرب أو نبي مرسل ، أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان ، لا يعي حديثنا إلا حصون حصينة ، أو صدور أمينة ، أو أحلام رزينة . يا عجباً كل العجب بين جمادى ورجب . فقال رجل من شرطة الخميس : ما هذا العجب يا أمير المؤمنين ؟ قال : وما لي لا أعجب وقد سبق القضاء فيكم ، وما تفقهون الحديث إلا صوتات بينهن موتات ، حصد نبات ، ونشر أموات . يا عجباً كل العجب بين جمادى ورجب ! قال أيضاً رجل : يا أمير المؤمنين ما هذا العجب الذي لا تزال تعجب منه ؟ قال : ثكلت الآخر أمه ، وأي عجب يكون أعجب من أموات يضربون هامات الأحياء ! قال : أنى يكون ذلك يا أمير المؤمنين ؟ قال : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، كأني انظر إليهم ، قد تخللوا سكك الكوفة ، وقد شهروا سيوفهم على مناكبهم ، يضربون كل عدو لله ولرسوله صلى الله عليه وآله وللمؤمنين ، وذلك قول الله عز وجل : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ .
أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني ، لأنا بطرق السماء أعلم من العالم بطرق الأرض ، أنا يعسوب المؤمنين ، وغاية السابقين ، ولسان المتقين ، وخاتم الوصيين ، ووارث النبيين ، وخليفة رب العالمين ، أنا قسيم النار ، وخازن الجنان ، وصاحب الحوض ، وصاحب الأعراف ، فليس منا أهل البيت إمام إلا وهو عارف بجميع أهل ولايته وذلك قول الله تبارك وتعالى : إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ .
ألا أيها الناس سلوني قبل أن تشرع برجلها فتنة شرقية ، وتطأ في خطامها بعد موت وحياة ، أو تشب نار بالحطب الجزل غربي الأرض ، ورافعة ذيلها تدعو يا ويلها بذحلة أو مثلها ، فإذا استدار الفلك قلتم مات أو هلك ، بأي واد سلك ، فيومئذ تأويل هذه الآية : ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا . ولذلك آيات وعلامات ، أولهن إحصار الكوفة بالرصد والخندق وتحريق الزوايا في سكك الكوفة ، وتعطيل المساجد أربعين ليلة ، وتخفق رايات ثلاث حول المسجد الأكبر ، يشبهن بالهدي ، القاتل والمقتول في النار ، وقتل كثير وموت ذريع ، وقتل النفس الزكية بظهر الكوفة ، في سبعين والمذبوح ، بين الركن والمقام ، وقتل الأسبع المظفر صبراً في بيعة الأصنام ، مع كثير من شياطين الإنس . وخروج السفياني براية خضراء وصليب من ذهب ، أميرها رجل من كلب واثني عشر ألف عنان من خيل ، يحمل السفياني متوجهاً إلى مكة والمدينة ، أميرها أحد من بني أمية يقال له خزيمة ، أطمس العين الشمال ، على عينه طرفة ، تميل به الدنيا ، فلا ترد له راية حتى ينزل المدينة ، فيجمع رجالاً ونساءً من آل محمد صلى الله عليه وآله فيحبسهم في دار بالمدينة يقال لها دار أبي الحسن الأموي ، ويبعث خيلاً في طلب رجل من آل محمد قد اجتمع إليه رجال من المستضعفين بمكة ، أميرهم رجل من غطفان حتى إذا توسطوا الصفايح البيض بالبيداء يخسف بهم ، فلا ينجو منهم أحد إلا رجل واحد بحول الله وجهه في قفاه لينذرهم ، وليكون آية لمن خلقه ، فيومئذ تأويل هذه الآية : وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ . ويبعث السفياني مائة وثلاثين ألفاً إلى الكوفة فينزلون بالروحاء والفاروق ، وموضع مريم وعيسى عليه السلام بالقادسية ، ويسير منهم ثمانون ألفاً حتى ينزلوا الكوفة ، موضع قبر هود عليه السلام بالنخيلة فيهجموا عليه يوم زينة ، وأمير الناس جبار عنيد يقال له الكاهن الساحر فيخرج من مدينة يقال لها الزوراء في خمسة آلاف من الكهنة ، ويقتل على جسرها سبعين ألفاً حتى يحتمي الناس الفرات ثلاثة أيام من الدماء ونتن الأجسام ، ويسبي من الكوفة أبكاراً لا يكشف عنها كف ولا قناع حتى يوضعن في المحامل ، يزلف بهن الثوية ، وهي الغريين . ثم يخرج عن الكوفة مائة ألف بين مشرك ومنافق حتى يضربوا دمشق ، لا يصدهم عنها صاد ، وهي إرم ذات العماد .
وتقبل رايات شرقي الأرض ، ليست بقطن ولا كتان ولا حرير ، مختمة في رؤس القنا بخاتم السيد الأكبر ، يسوقها رجل من آل محمد صلى الله عليه وآله يوم تطير بالمشرق يوجد ريحها بالمغرب كالمسك الأذفر ، يسير الرعب أمامها شهراً .
ويخلف أبناء سعد السقاء بالكوفة طالبين بدماء آبائهم ، وهم أبناء الفسقة حتى تهجم عليهم خيل الحسين يستبقان كأنهما فرسا رهان ، شعث غبر أصحاب بواكي وفوارح ، إذ يضرب أحدهم برجله باكية يقول لا خير في مجلس بعد يومنا هذا ، اللهم فإنا التائبون الخاشعون الراكعون الساجدون ، فهم الأبدال الذين وصفهم الله عز وجل : إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهَرِينَ . والمطهرون نظراؤهم من آل محمد صلى الله عليه وآله . ويخرج رجل من أهل نجران راهب مستجيب للإمام فيكون أول النصارى إجابة ، ويهدم صومعته ويدق صليبها ، ويخرج بالموالي وضعفاء الناس والخيل ، فيسيرون إلى النخيلة بأعلام هدى فيكون مجتمع الناس جميعاً من الأرض كلها بالفاروق ، وهي محجة أمير المؤمنين عليه السلام وهي ما بين البرس والفرات فيقتل بومئذ فيما بين المشرق والمغرب ثلاثة آلاف من اليهود والنصارى يقتل بعضهم بعضاً فيومئذ تأويل هذه الآية : فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ بالسيف وتحت ظل السيف ، ويخلف من بني الأشهب الزاجر اللحظ ، في أناس من غير أبيه هراباً حتى يأتوا سبطرى عوذاً بالشجر ، فيومئذ تأويل هذه الآية : فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ . لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ . ومساكنهم الكنوز التي غلبوا عليها من أموال المسلمين ، ويأتيهم يومئذ الخسف والقذف والمسخ ، فيومئذ تأويل هذه الآية : وما هي من الظالمين ببعيد . وينادي مناد في شهر رمضان من ناحية المشرق عندما تطلع الشمس : يا أهل الهدى اجتمعوا ، وينادي من ناحية المغرب بعد ما يغيب الشمس : يا أهل الضلالة اجتمعوا ، ومن الغد عند الظهر تكور الشمس فتكون سوداء مظلمة ، واليوم الثالث يفرق بين الحق والباطل بخروج دابة الأرض ، وتقبل الروم إلى قرية بساحل البحر عند كهف الفتية ويبعث الله الفتية من كهفهم منه رجل يقال له تمليخا والاخر كمسلمينا ، وهما الشهداء المسلمون للقائم ، فيبعث أحد الفتية إلى الروم فيرجع بغير حاجة ويبعث بالآخر فيرجع بالفتح ، فيومئذ تأويل هذه الآية : وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ، ثم يبعث الله من كل أمة فوجاً ليريهم ما كانوا يوعدون ، فيومئذ تأويل هذا الآية : وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ . والوزع خفقان أفئدتهم .
ويسير الصديق الأكبر براية الهدى والسيف ذو الفقار والمخصرة ، حتى ينزل أرض الهجرة مرتين ، وهي الكوفة فيهدم مسجدها ويبنيه على بنائه الأول ، ويهدم ما دونه من دور الجبابرة ، ويسير إلى البصرة ، حتى يشرف على بحرها ومعه التابوت وعصا موسى فيعزم عليه فيزفر زفرة بالبصرة فنصير بحراً لجياً فيغرقها لا يبقى فيها غير مسجدها كجؤكجؤ السفينة على ظهر الماء . ثم يسير إلى حرور ، ثم يحرقها ويسير من باب بني أسد حتى يزفر زفرة في ثقيف وهم زرع فرعون . ثم يسير إلى مصر فيعلو منبرها ويخطب الناس ، فتستبشر الأرض بالعدل ، وتعطي السماء قطرها والشجر ثمرها ، والأرض نباتها ، وتتزين لأهلها ، وتأمن الوحوش حتى ترتعي في طرف الأرض كأنعامهم ، ويقذف في قلوب المؤمنين العلم فلا يحتاج مؤمن إلى ما عند أخيه من العلم ، فيومئذ تأويل هذه الآية : يُغْنِ اللَّهُ كُلاً مِنْ سَعَتِهِ . وتخرج لهم الأرض كنوزها ، ويقول القائم : كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ . فالمسلمون يومئذ أهل صواب للدين أذن لهم في الكلام فيومئذ تأويل هذه الآية : وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا . فلا يقبل الله يومئذ إلا دينه الحق الا لله الدين الخالص ، فيومئذ تأويل هذه الآية : أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلا يُبْصِرُونَ . وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ . قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ . فيمكث فيما بين خروجه إلى يوم موته ثلاث مائة سنة ونيفاً ، وعدة أصحابه ثلاث مائة وثلاثة عشر ، منهم تسعة من بني إسرائيل وسبعون من الجن ومائتان وأربعة وثلاثون فيهم سبعون الذين غضبوا للنبي صلى الله عليه وآله إذ هجته مشركوا قريش فطلبوا إلى نبي الله صلى الله عليه وآله أن يأذن لهم في إجابتهم فأذن لهم حيث نزلت هذه الآية : إِلا أَلَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا أَلصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَأَنْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ أَلَّذِينَ ظَلَمُوا أَىَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ . وعشرون من أهل اليمن ، منهم المقداد بن الأسود ومائتان وأربعة عشر الذين كانوا بساحل البحر مما يلي عدن ، فبعث إليهم نبي الله برسالة فأتوا مسلمين وتسعة من بني إسرائيل ومن أفناء الناس ألفان وثمان مائة وسبعة عشر ، ومن الملائكة أربعون ألفاً من ذلك من المسومين ثلاثة آلاف ومن المردفين خمسة آلاف ، فجميع أصحابه عليه السلام سبعة وأربعون ألفاً ومائة وثلاثون من ذلك تسعة رؤس مع كل رأس من الملائكة أربعة آلاف من الجن والإنس عدة يوم بدر فيهم يقاتل وإياهم ينصر الله وبهم ينتصر وبهم يقدم النصر ومنهم نضرة الأرض . كتبتها كما وجدتها وفيها نقص حروف » .
ملاحظات
1 . تتفق الروايات المتقدمة على أنه تقع حرب قبيل ظهور الإمام المهدي عليه السلام وتكون خسائرها البشرية كثيرة ، ويذكر بعضها أنه يبلغ ثلث العالم أو أكثر ، وبعضها يذكر موتين أحمر وأبيض ، ولا يذكر ثلث العالم أو ثلثيه ، وبعضها يذكر ذهاب ثلث الناس ، ولا يحدد أنهم من المشاركين في القتال ، أو من أهل منطقة ، أو من كل العالم .
وآخر رواية أوردناها تذكر أن الحرب تمتد من صفر إلى صفر ولا تذكر عدد القتلى .
ومما يضعف روايتها في رأيي أن مصادر السنة تؤكد عليها أكثر من مصادرنا !
كما أن الروايات لاتحدد وقتها إلا بأنها قدام الإمام عليه السلام وبين يديه ، وأقواها سنداً رواية محمد بن مسلم الثقفي رحمه الله التي تذكر أن ثلث الناس يفنون قبل ظهوره ، ولاتذكر متى وأين ، وتفسرها رواية سليمان بن خالد بحرب ، ثم رواية ابن أبي نصر التي تذكر القتل البيوح قبل ظهوره عليه السلام ، ولا تحدد خسائره .
وقد تكون هذه الحرب متزامنة مع ظهوره عليه السلام أو بعده بقليل ، فقد عبرت الأحاديث عما يقع بعد الظهور بالعلامة ، كما في جيش الخسف ، ولعل هذه مثلها .
كما تدل رواية كمال الدين « 2 / 655 » على أن هذه الحرب أو الطاعون بعيدة عن المسلمين ، لأنها تقول : « فقيل له : إذا ذهب ثلث الناس فما يبقى ؟ فقال : أما ترضون أن تكونوا الثلث الباقي » . ولذلك فسرها بعضهم بحرب تكون بين الهند والصين . أو بين روسيا والصين والغرب .
ويؤيده ما ورد في الخطبة المنسوبة إلى أمير المؤمنين عليه السلام : « فيقتل يومئذ ما بين المشرق والمغرب ثلاثة آلاف ألف من اليهود والنصارى ، يقتل بعضهم بعضاً ، فيومئذ تأويل هذه الآية : فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ . بالسيف »
2 . مضافاً إلى ضعف سند الخطبة المسماة بالمخزون ، فإن ركة بعض فقراتها وتهافتها ، تدل على أنها موضوعة لكن واضعها ضمنها عدداً من الأحاديث ، وتصوراته لما سيكون ، فغاية ما تصلح أن تكون مؤيدة ، وقد تفردت بأن الحرب الموعودة قبل ظهور الإمام عليه السلام تكون بين النصارى أنفسهم . كما تفردت بوصف الحرب بأنها فتنة شرقية تشب بالحطب الجزل غربي الأرض ، رافعة ذيلها تدعو يا ويلها . .
3 . والنتيجة أنه صحت الرواية بأنه ستقع حرب سنة ظهور المهدي عليه السلام ، وتكون بعيدة عن المؤمنين بل عن المسلمين . والله العالم .
الاكثر قراءة في علامات الظهور
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
