1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : المجتمع و قضاياه : آداب عامة :

آداب شرب الماء

المؤلف:  السيد حسين نجيب محمد

المصدر:  الشفاء في الغذاء في طب النبي والأئمة (عليهم السلام)

الجزء والصفحة:  ص564ــ568

2025-05-13

22

1- أن يشرب الماء مصّاً لا عبّاً.

عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((مصّوا الماء مصّاً ولا تعبّوه عبّاً فإنه يوجد منه الكبادة))(1).

العبّ: هو شرب الماء دفعة واحدة بلا تنفس. والكباد: هو مرض الكبد.

بيان: في هذا الحديث قاعدة وقائية لمنع سلوك الماء طريقاً خاطئاً في الجهاز التنفسي الذي غالباً ما يُسبب نوبات اختناق عارضة وقد تكون قاتلة... إضافة إلى ذلك فإنَّ شرب الماء دفعة واحدة يؤدي إلى كتم الإنسان لنفسه حَتَّى الانتهاء من الشرب وذلك لأن طريق الماء والطعام والهواء تتقاطعان عند البلعوم فلا يستطيعان أن يمرا معاً ولا بُدَّ من وقوف أحدهما ليمرّ الآخر، وعندما يكتم الإنسان نفسه مدة طويلة ينحبس الهواء في الرئتين فيأخذ بالضغط على جدران الأسناخ الرئوية فتتوسع فتفقد مرونتها وبالتالي يحدث انتفاخ الرئتين ثم تضغط الرئتان على القلب، فيصاب القلب بالمرض وينعكس ذلك على الكبد فتتضخم وتؤلم(2).

ومن فوائد الشرب على دفعات أنَّ الشارب إذا شرب أول مرة تصاعد البخار الدخاني الحار الذي كان على القلب والكبد لورود الماء عليه، فإذا شرب مرّة واحدة اتفق نزول الماء البارد وصعود البخار فيتدافعان ويتصادمان وبذلك تحدث الغصة، ولو نزل الماء بالتدريج لم يُضار حرارتها ولم يضعفها كالذي يصب الماء على القدر الساخن شيئاً فشيئاً(3).

2ـ أن يشرب بثلاث أنفاس:  

عن الإمام الصادق (عليه السلام): ((كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يكره النفس الواحد في الشرب وقال: ثلاث أنفاس أو اثنين))(4).

عن الصَّادق (عليه السلام): ((إذا شرب أحدكم الماء فقال: بسم الله، ثم قطعه فقال: الحمد لله. ثم شرب فقال: بسم الله، ثم قطعه فقال: الحمد لله. (فعل ذلك ثلاث مرات) سبّح ذلك الماء له ما دام في بطنه إلى أن يخرج(5).

3- أن يتلذذ بشرب الماء.

4ـ أن يشرب قائماً بالنهار وجالساً بالليل.

قال علي (عليه السلام): ((إيَّاكم وشرب الماء قياماً على أرجلكم، فإنَّه يورث الداء الذي لا دواء له، إلا أن يعافي الله عزَّ وجلَّ))(6).

روي أنه قام أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى ادواة فشرب منها، وهو قائم(7).

عن الإمام الرضا (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام): ((إن علياً شرب قائماً،

وقال: هكذا رأيت النبي (صلى الله عليه وآله) فعل))(8).

ولا تناقص في الأحاديث فإنَّ الشرب في النهار حال القيام وفي الليل حال الجلوس.

يقول الدكتور عبد الرزاق الكيلاني: إنَّ الشرب وتناول الطعام جالساً أصح وأسلم وأهنأ وأمرأ حيث يجري ما يتناول الآكل والشارب على جدران المعدة بتؤدةٍ ولطف.

أما الشرب واقفاً فيؤدي إلى تساقط السَّائل بعنف إلى قعر المعدة ويصدمها صدماً، وإنَّ تكرار هذه العملية يؤدي مع طول الزمن إلى استرخاء المعدة وهبوطها وما يلي ذلك من عسر هضم.

ويرى الدكتور إبراهيم الراوي: أنَّ الإنسان في حالة الوقوف يكون متوتراً ويكون جهاز التوازن في مراكزه العصبية في حالة فعالة شديدة حتى يتمكن من السيطرة على جميع عضلات الجسم، لتقوم بعملية التّوازن والوقوف منتصباً.

وهي عملية دقيقة يشترك فيها الجهاز العصبي والعضلي في آن واحدٍ ممَّا يجعل الإنسان غير قادر للحصول على الطمأنينة العضوية التي تعتبر من أهم الشروط الموجودة عند الطعام والشراب، هذه الطمأنينة يحصل عليها الإنسان في حالة الجلوس حيث تكون الجملة العصبية والعضلية في حالة من الهدوء والاسترخاء تنشط الأحاسيس وتزداد قابلية الجهاز الهضمي لتقبل الطعام والشراب بشكل صحيح.

ويؤكد د. الرَّواي أنَّ الطَّعام والشَّراب قد يؤدي تناوله في حالة الوقوف (القيام) إلى إحداث انعكاسات إذا حصلت بشكل شديد ومفاجئ فقد تؤدي إلى انطلاق شرارة النَّهي العصبي الخطيرة Vagal Inhibation لتوجيه ضربتها القاضية للقلب، فيتوقف محدثاً الإغماء أو الموت المفاجئ.

كما أن الاستمرار على عادة الأكل والشرب واقفاً تعتبر خطيرة على سلامة جدران المعدة وإمكانية حدوث تقرحات فيها، حيث يلاحظ الأطباء الشُّعاعيون أنَّ قرحات المعدة تكثر في المناطق التي تكون عرضة لصدمات اللقم الطعاميَّة وجرعات الأشربة بنسبة تبلغ 95% من حالات الإصابة بالقرحة.

كما أن حالة عملية التَّوازن أثناء الوقوف ترافقها تشنجات عضلية في المريء تخيق مرور الطعام بسهولة إلى المعدة ومحدثة في بعض الأحيان آلاماً شديدةً تضطرب معها وظيفة الجهاز الهضمي وتفقد صاحبها البهجة عند تناوله الطعام والشراب(9).

عن الإمام الصادق (عليه السلام): ((شرب الماء من قيام بالنَّهار يمرئ الطعام وشرب الماء الليل من قيام يورث الماء الأصفر(10).

5ـ أن يذكر الله تعالى فيُسمّي ويحمد.

6ـ أن يذكر الإمام الحسين (عليه السلام) فإنَّه إمام معصوم وقد قُتل عطشاناً.

عن الإمام الصادق (عليه السلام): ((إني ما شربت ماء بارداً إلا ذكرت الحسين (عليه السلام)، وما من عبد شرب الماء فذكر الحسين وأهل بيته إلا كتب الله عَزَّ وَجَلَّ له مائة ألف حسنة وحط عنه مائة ألف سيئة ورفع له مائة ألف درجة وكأنما أعتق مائة ألف نسمة وحشره الله يوم القيامة ثلج الفؤاد))(11).

7- الشرب في اليد.

فقد مرّ النبي (صلى الله عليه وآله) بقوم يشربون بأفواههم فقال: ((اشربوا في أيديكم فإنَّها من خير آنيتكم))(12). الإمام علي (عليه السلام) يقول: ((الأكف أنظف الآنية)).

أقول: لعَلَّ السِّر في الشرب باليد هو احتواء اليد على الطاقة الكونية.

_________________________

(1) مهذب الأحكام: ج 23، ص 235.

(2) طب النبي (صلى الله عليه وآله): ص 260.

(3) الطب العربي: عدد 12.

(4) مهذب الأحكام: ج 23، ص237.

(5) طب المعصومين (عليهم السلام): ص 364.

(6) علل الشرائع: 2/ 150، وسائل الشيعة: 17/ 192، بحار الأنوار: 63/ 458.

(7) المحاسن: 2/ 580.

(8) بحار الأنوار: 63/ 459.

(9) موسوعة الإعجاز القرآني، ص809.

(10) مهذب الأحكام: ج 23، ص 236.

(11) مهذب الأحكام: ج23، ص237.

(12) طب المعصومين (عليهم السلام): ص 365. 

EN