بالإضافة الى ما سبق فانه يمكن إرجاع الزيادة الكبيرة في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في عقد التسعينيات إلى العديد من العوامل منها: ⁽¹⁾

أ- ازدياد حاجة الدول الى مصادر التمويل الخارجي، بعد أن تناقصت معدلات الادخار على المستوى العالمي، التي انخفضت من (23.2%) أثناء المدة (1974 - 1985) الى نحو (21.2%) خلال الفترة (1986-1997) واستمرت بالانخفاض لتصل الى (19%) عام (2002).

ب- انخفاض مستويات الإقراض، بعد اندلاع أزمة المديونية عام (1982) وتوقف العديد من البلدان النامية عن دفع أعباء ديونها.

ج ـ انهيار الاتحاد السوفيتي السابق والتحول الاقتصادي الذي اعتمدته بلدان أوروبا الشرقية بعد هذا الانهيار، وما ترتب عليه من زيادة الطلب على الاستثمارات الخارجية بما فيها الاستثمار الأجنبي المباشر.

د - اتجاه العديد من البلدان التي عليها ديون كبيرة مثل الارجنتين والبرازيل والفلبين والمكسيك الى بيع ديونها للمستثمرين بأسعار مشجعة وقد تراوحت النسب بين -20 ـ80% من اجمالي تدفقات الاستثمار الاجنبي المباشر لهذه البلدان.

هـ - تزايد أعداد الاتفاقيات الثنائية التي تشجع الاستثمار بين الدول، واستخدام هذه الاستثمارات كوسيلة لتلافي القيود الجمركية التي وجدت نتيجة لقيام العديد من التكتلات الاقتصادية.

لقد تضاعف حجم الاستثمارات الاجنبية المباشرة المتدفقة الى البلدان النامية ثلاث مرات منذ عام (1990)، وبلغت ما يزيد على (58) مليار دولار في عام (1993) وهو أعلى مستوى بلغته منذ أزمة المديونية في أوائل عقد الثمانينيات وجاءت هذه الاستثمارات كمحصلة لسعي الشركات متعددة الجنسية لتنفيذ استراتيجيات الإنتاج واستغلال الموارد والتسويق، وهي نتيجة لإمكانيات السوق الناشئة وارتفاع مستويات الدخول، وثورة التكنولوجيا والاتصالات السلكية واللاسلكية في البلدان النامية ⁽²⁾.

ويلاحظ ان (70%) من مجموع تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى البلدان النامية في عام (1990) كانت من نصيب البلدان العشرين الأفضل أداء وهي ما تمثل (15%) فقط من مجموع السكان، بينما بقية البلدان النامية والبالغ عددها (81) بلداً والتي تمثل حوالي (85%) من مجموع السكان، لم تحصل الا على نسبة تزيد قليلاً عن (30%) من إجمالي الاستثمار الاجنبية المباشر المتدفق، ونتيجة لنجاح البلدان العشرين في جذب الاستثمار الاجنبي المباشر، فقد بلغ متوسط نصيب الفرد من هذه الاستثمارات (28) دولار سنوياً بينما حصل الفرد في البلدان الـ (81) الأخرى على (2.3) دولار سنوياً ⁽³⁾.

وعن طريق تقارير الاستثمار العالمي يتبين ان الاستثمار الأجنبي المباشر الداخل على المستوى العالمي، ومنذ عام (1990) بدء بالتوجه نحو قطاع الخدمات بدلاً من قطاع التصنيع الذي كان يحصل على (75%) من اجمالي التدفقات الأجنبية الواردة، ففي عام (1990) بلغ نصيب قطاع الخدمات من الاستثمار الأجنبي المباشر على المستوى العالمي حوالي (49%) مقابل (42%) لقطاع التصنيع و (9%) للقطاع الأولي، وارتفعت هذه النسبة الى (60%) في عام (2002) مقابل تراجع نصيب قطاع التصنيع الى (34%) والقطاع الأولي الى (6%)⁽⁴⁾.

ارتفع تدفق الاستثمار الاجنبي المباشر الى البلدان النامية من حوالي (10) مليار دولار في عام (1986) الى ما يقارب (90) مليار دولار في عام (1995)، وجاء هذا النمو في التدفقات نتيجة للإصلاحات الاقتصادية التي اتخذتها هذه البلدان وكانت حصة آسيا ما يقارب (60%) من اجمالي التدفقات ⁽⁵⁾.

كما حصلت البلدان النامية على (129) مليار دولار، في المقابل استثمرت هذه البلدان في الخارج (51) مليار دولار في عام (1996)، وبذلك فقد أرتفع نصيبها من تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة العالمية الخارجة الى (15%) في عام (1996)، في حين ان تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر الداخل نمت الى(37%)⁽⁶⁾

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) Hussien ALasrag (Foreign Direct Investment Development policies In the Arab countries) op. cit. P16.

(2) ستيجن كلاسنز و سودارشان غوبتو (هل تستطيع البلدان النامية الحفاظ على تدفق رؤوس الأموال الاجنبية إليها) مجلة التمويل والتنمية المجلد (31)، العدد (3) ،سبتمبر 1994 ، ص62.

(3) غسان الرفاعي (سياسات الاستثمار ومحددات التدفقات الرأسمالية الى الدول العربية) ندوة أفاق التنمية العربية في التسعينات، تحرير سعيد النجار ،الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي وصندوق النقد العربي، البحرين (1-3) شباط، 1993، ص78 .

(4) رجب محمد شقلابو، (التعرف على أهمية وطبيعة الاستثمار في الجماهيرية العظمى) ، بحوث ومناقشات المؤتمر الذي نظمته هيئة تشجيع الاستثمار تحت عنوان نحو مناخ استثماري أفضل، ليبيا، طرابلس، 2006، ص 13 .

(5) أياد ملص ، الاستثمارات الأجنبية المباشرة والاسواق المالية والمنطقة العربية نشرة الندوة ، المجلد الثالث، العدد (3) ، منتدى البحوث الاقتصادية للدول العربية وايران وتركيا، سبتمبر/ أكتوبر 1996، ص 10.

(6) هناء عبد الغفار (الاستثمار الاجنبي - المسوغات والمخاطر) مصدر سابق، ص 77.

مواضيع ذات صلة

العوامل الحاسمة في قرارات المدخرين (المستثمرين) لاستثمار أموالهم في الداخل 1

العوامل التي تؤدي الى هجرة رؤوس الأموال العربية الى الخارج

حجم واتجاهات الاستثمار الأجنبي المباشر في البلدان العربية (البلدان العربية المصدرة للاستثمار الأجنبي المباشر)

عوامـل التغيرات في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر بداية القرن الواحد والعشرين 2

عوامـل التغيرات في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر بداية القرن الواحد والعشرين 1

عوامـل الزيادة الكبيرة في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في عقد التسعينيات 2

عوامل نمو تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في البلدان المتقدمة بصورة أكبر من البلدان النامية

الاتجاهات الحديثة لحركة الاستثمار الأجنبي المباشر

دور العوامل السياسية والجغرافية في حركة وتوجهات الاستثمارات الأجنبية في القرن التاسع عشر 2

دور العوامل السياسية والجغرافية في حركة وتوجهات الاستثمارات الأجنبية في القرن التاسع عشر 1

الاتجاهات التاريخية لحركة الاستثمار الأجنبي المباشر

أثر الاستثمار الأجنبي المباشر في الاستقرار السياسي والاجتماعي والثقافي