الفضائل
الاخلاص والتوكل
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
الإيثار و الجود و السخاء و الكرم والضيافة
الايمان واليقين والحب الالهي
التفكر والعلم والعمل
التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس
الحب والالفة والتاخي والمداراة
الحلم والرفق والعفو
الخوف والرجاء والحياء وحسن الظن
الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل
الشجاعة و الغيرة
الشكر والصبر والفقر
الصدق
العفة والورع و التقوى
الكتمان وكظم الغيظ وحفظ اللسان
بر الوالدين وصلة الرحم
حسن الخلق و الكمال
السلام
العدل و المساواة
اداء الامانة
قضاء الحاجة
فضائل عامة
آداب
اداب النية وآثارها
آداب الصلاة
آداب الصوم و الزكاة و الصدقة
آداب الحج و العمرة و الزيارة
آداب العلم والعبادة
آداب الطعام والشراب
آداب الدعاء
اداب عامة
حقوق
الرذائل وعلاجاتها
الجهل و الذنوب والغفلة
الحسد والطمع والشره
البخل والحرص والخوف وطول الامل
الغيبة و النميمة والبهتان والسباب
الغضب و الحقد والعصبية والقسوة
العجب والتكبر والغرور
الكذب و الرياء واللسان
حب الدنيا والرئاسة والمال
العقوق وقطيعة الرحم ومعاداة المؤمنين
سوء الخلق والظن
الظلم والبغي و الغدر
السخرية والمزاح والشماتة
رذائل عامة
علاج الرذائل
علاج البخل والحرص والغيبة والكذب
علاج التكبر والرياء وسوء الخلق
علاج العجب
علاج الغضب والحسد والشره
علاجات رذائل عامة
أخلاقيات عامة
أدعية وأذكار
صلوات و زيارات
قصص أخلاقية
قصص من حياة النبي (صلى الله عليه واله)
قصص من حياة الائمة المعصومين(عليهم السلام) واصحابهم
قصص من حياة امير المؤمنين(عليه السلام)
قصص من حياة الصحابة والتابعين
قصص من حياة العلماء
قصص اخلاقية عامة
إضاءات أخلاقية
الاكثار من الصلاة
المؤلف:
الشيخ علي الكوراني
المصدر:
فلسفة الصلاة
الجزء والصفحة:
ص200-202
2025-03-30
74
بالإضافة إلى الفرائض اليومية التي تبلغ سبع عشرة ركعة ويستغرق أداؤها قرابة الساعة ، يدعو الإسلام إلى التطوع بالنوافل اليومية التي تبلغ أربعا وثلاثين ركعة ويستغرق أداؤها قرابة الساعتين .
والسؤال : أن الثلاث ساعات وقت كثير ، أفلا يؤثر صرفها في الصلاة على هدف إعمار الأرض وإقامة الحياة السعيدة فيها ؟
قد تجيب: بأن الإسلام لم يلزم الناس بالنوافل ، فباستطاعة الإنسان أن يقتصر على الفريضة ويكون إنسانا مقبولا في نظر الإسلام، غير أن الدعوة المؤكدة إلى النوافل تعني أن الإسلام يفضل للإنسان أن يقضي من يومه ساعتين أو ثلاثا في الصلاة . فكيف نفسر حرص الإسلام على العمل الجاد في إعمار الأرض وبناء الحياة ودعوته الحارة إلى الاكثار من الصلاة ؟
أولا : علينا أن نعرف الأوقات التي حددها الإسلام للنوافل ، فإن ذلك يعطينا صورة للنشاط اليومي في رأيه .
إن صلاة النافلة لا تشرع من بعد صلاة الفجر إلى الظهر ، ولا من بعد صلاة العصر إلى المغرب ، ولا من بعد صلاة العشاء إلى منتصف الليل . عن الإمام الباقر عليه السلام قال : " كان رسول الله ( ع ) لا يصلي من النهار شيئا حتى تزول الشمس " الوسائل ج 3 ص 168 .
وعن الإمام الصادق عليه السلام قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا صلى العشاء الآخرة آوى إلى فراشه فلا يصلي شيئا إلا بعد انتصاف الليل لا في شهر رمضان ولا في غيره " الوسائل ج 3 ص 180
وعنه عليه السلام قال : " لا صلاة بعد العصر حتى تصلي المغرب " الوسائل ج 3 ص 171 .
وعن الإمام الباقر عليه السلام قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وآله : صلاة الضحى بدعة إن عليا عليه السلام مر على رجل وهو يصليها فقال : ما هذه الصلاة ؟ فقال الرجل : أو أدعها يا أمير المؤمنين ؟ فقال عليه السلام أكون أنهى عبدا إذا صلى ؟ . " وقد علق الإمام الصادق عليه السلام على هذه الحادثة بقوله : " كفى بإنكار علي عليه السلام نهيا " الوسائل ج 3 ص 74 75 .
فقد استثنى الإسلام إذن الأوقات اللازمة للعمل وللراحة ، ووزع الوقت الذي دعا فيه إلى النوافل على ثلاث فترات : قبيل الفجر ، وقبيل الغداء ، وقبيل العشاء . وكفى بذلك حسما للشبهة والتقول .
ثانيا : أن ساعة النوافل التي دعا إليها الإسلام أو الساعتين ليست بعيدة عن نشاط الناس في إقامة حياتهم .
فنحن نعرف أن إنتاج الإنسان خاضع لطاقته النفسية والجسدية ، ونميز بين الإنسان الغني في حوافزه النفسية وقوته الجسدية وبين الفقير في ذلك ، ونعرف أن ساعة من العمل الإنساني قد تعدل عشر ساعات بسبب هذا التفاوت في الطاقة الإنتاجية للإنسان .
فلو أن أحدا دعا الناس إلى توفير ساعتين من نومهم من أجل التقدم في إعمار الأرض وإغناء الحياة ، لاعتبرناها دعوة خاطئة لأن الاكتفاء بالنوم اللازم ينعكس على الانتاج الإنساني نشاطا وجوده بينما ينعكس نقص النوم شللا على الانتاج ورداءة .
وصلاة النافلة في رأي الإسلام لا تقل تأثيرا في جودة الانتاج وارتفاعه عن راحة النوم اللازمة ، كما لا يقل فقدانها خسارة عن نقص النوم . غاية الأمر أن علاقة النوم بالإنتاج يدركها كل الناس وعلاقة الصلاة بالإنتاج يدركها الواعون من الناس .
إن فترات النوافل التي دعا إليها الإسلام تنعكس حيوية وجدية على النشاط اليومي للناس وتشكل عاملا إيجابيا في إعمار الأرض وإقامة السعادة فيها . ذلك أن الصلاة تستمد قيمتها في رأي الإسلام من إعطائها الرؤية والطاقة للناس في حياتهم وأهدافهم ، ومن هنا كانت روح العمل وخير العمل .
وثالثا : لو افترضنا أن الصلاة النافلة لا تنعكس طاقة على حركة الحياة ، وأن فائدتها تنحصر في الآخرة . فإنا نسأل الذين يستكثرون على الإنسان أن يقضي ساعتين من يومه في الصلاة : هل هم مشفقون على وقت الإنسان وجهده حقا ؟ وكيف يقضون هم أوقاتهم ، وفي سبيل ماذا ينفقون طاقاتهم ؟ أنظر إلى المساحة العريضة من الناس لتجد رخص الأهداف ، وقتل الأوقات وهدر الثروات والطاقات ! لتجد القوى المجندة والأعمار المسخرة للبطالة والعبث والإفساد في الأرض ! . أفكل هذا الاسراف لا يؤثر على مهمة الإنسان في إعمار الأرض وإغناء الحياة ، وساعة أو ساعتين في مدرسة الصلاة تعد إسرافا ! أي منطق هذا ؟ إن على أحدنا حينما يسترخص النوافل ويقلل من أهمية الاكثار من الصلاة أن ينظر إلى أوقاته هل ينفقها في ما هو أكثر أثرا في شخصيته وحياته من الصلاة ؟ إن المسألة ليست الحرص على الوقت والجهد والأهداف بقدر ما هي الاستعمار الذهني والحجاب النفسي عن رؤية الإسلام وصلاته .