الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
معوقات دورة التعرية
المؤلف:
د . سعد عجيل مبارك الدراجي
المصدر:
أساسيات علم شكل الارض الجيومورفولوجي
الجزء والصفحة:
ص 38 ـ 41
2025-03-26
130
هناك نوعان رئيسيان من الأحداث يمكنهما عرقلة التقدم لدورة التعرية وهما :
أولا تغيرات جوهرية في مستوى القاعدة وثانيهما التغيرات المناخية. وأخيرا هناك توقف آخر للدورة قد ينجم عن ثوران بركاني كبير، إلا ان توقف دورة التعرية الناجم عن ذلك يكون أقل عمقاً بكثير. وتتمثل نتائجه في إضافة مجموعة من الأشكال البنائية إلى ملامح التضاريس، ونظراً لان هذه الأشكال تكون أحدث نشأة فانه لا يتعين أن تكون في نفس مرحلة دورة التعرية التي تمر بها ملامح التضاريس في مجموعها.
وأخيرا لا بد من التسليم بأن دورة التعرية كتصور عام بالشكل الذي صوره ديفز لم تجد قبولاً واسعا بين علماء شكل الأرض لان استخدام مصطلحات الشباب والنضج، والكهولة، لم تستعمل في الدراسات الجيومورفولوجية الحديثة إلا نادراً. ويرجع ذلك إلى أسباب عديدة: منها ان كثير من الدراسات الأخيرة تهتم أساسا بتحليل ميكانيكية عمليات التعرية وفي مثل هذه الدراسات يضيق المجال لاستخدام مصطلحات ديفز الخاصة بدورة التعرية. وقد أكدت الدراسات الإقليمية التي تراكمت منذ التعريف بهذه الفكرة مدى تعقد أو تداخل تاريخ تطور التضاريس. وبينت أن التضاريس كانت تتشكل عادة تحت تأثير سلسلة من الدورات غير الكاملة. المقرونة في الغالب بتدخل التغيرات المناخية. ولهذه الأسباب فأن مصطلحات ديفز لم تحظ بانتشار واسع وليس من المحتمل على الإطلاق أن تحظى به في المستقبل. ومن المشكوك فيه أيضاً ما إذا كان مصطلح دورة يستخدم استخداماً صحيحا في مجاله. وقد بحث ديفز نفسه هذا الجانب وعرف الدورة بأنها فترة زمنية تكتمل خلالها مجموعة من الأحداث المتتابعة ثم تتكرر المرة تلو الأخرى. ذلك فان تتابع الأحداث لا يمكنه العودة دون تدخل حركة رفع. وحتى مع حركة الرفع فهناك شك في أمكان تكرار هذه الأحداث بنفس الصورة وفضلاً عن المشكوك فيه نوعاً أمكان استقرار أو ثبات المناخ على مدى فترات طويلة بما فيه الكفاية لضمان حدوث دورة تعرية مشابهة يمكن أن تتبع الدورة الأولى على ومع ذلك فمن الإطلاق. ولكن مهما يكن من أمر عدم وفاء كلمة دورة بالغرض. فقد أصبحت من الرسوخ كمصطلح لتصور ديفز بحيث أن أية محاولة لتغييرها ستكون عقيمة وفاشلة على حد سواء. وقد يتساءل المرء، وحري به أن يتساءل عن جدوى اهتمامه بالدورة الجغرافية إذا كانت تتألف في معظمها من استنتاجات عامة، وإذا كان أسلوبها لم يتم الاهتمام به من قبل علماء شكل الأرض في الفترة التي أعقبت ديفز والجواب على هذا التساؤل يتلخص في أن عقيدة المرء يجب أن تسبق شكه، والدورة الديفتيرية توفر العقيدة، وتوفر التنظيم الشامل لكل جوانب التعرية. صحيح أنها تتضمن كثيراً من المبهمات حول الأساليب الدقيقة لتطور كثير من الظاهرات، ولكن، ليصور المرء انه بصدد محاولة الإلمام، على سبيل المثال بالعدد الضخم من البحوث الخاصة بالسفوح وهي بحوث غير قاطعة ومتناقضة فيما بينها، أقول ليتصور المرء أنه بصدد ذلك كله فهل في وسعه والحالة هذه أن يتفهم هذه البحوث لو لم تكن لديه فكرة عن كيفية أمكان انتظامها داخل نمط أوسع. وينبغي أن نؤكد بان أهمية خصائص رؤية ديفز تكمن في أنها رؤية طويلة الأمد لملامح الأرض الطبيعية، وهي رؤية جيولوجية في مقياسها، وان ديفز كان يعتقد بان من يستخدم مفهوم دورة التعرية فيما بعد ينبغي أن تتوفر فيه القدرة على استنباط تأثيرات أنماط الرفع المختلفة. ذلك، سواء كانت حركة الرفع متقطعة تتزايد سرعتها برفق ثم تتباطئي بعد ذلك، وسواء كانت في الجزء الأكبر منها في مرحلة مبكرة أو متأخرة من الدورة. ومهما بلغ مقدار تكافؤ استعادة التوازن الأيسوستاسي مع نتائج التعرية، فالغلبة تكون للتعرية في النهاية إذ تقوض الأرض إلى تضاريس منخفضة. يستوي في هذا ان يكون التخفيض على هيئة السهل التحاتي الديفيزي أم لا هذه حقيقة لا جدال فيها وأخيرا فان دورة ديفز تنطوي على أمور أخرى تتجاوز بكثير مجرد تديمها رؤية طويلة الأمد للتطور العام لملامح الأرض الطبيعية فهي تؤكد على النقاط التالية :
1 - اشكال السفوح : أن تطور أشكال السفوح موضوع رئيسي في علم شكل الأرض، ومع التسليم بأن اهتمام الدورة بالعمليات كان طفيفاً، وبأن طريقة فلطحة السفوح مع الزمن قد تكون غير صحيحة أو أنها صحيحة في بعض الحالات فقط. فان التغيرات في أشكال السفوح ستكون بارزة في الدورة.
- أما بخصوص الأنهار وقطاعاتها الطولية والعرضية : قد لا يكون التصور الخاص بالتوازن ذا نفع كبير. بل وربما يكون عقبة في سبيل التقدم، بينما معالجة التثنيات النهرية وصفية إلى درجة كبيرة إلا ان هناك مرة أخرى، اهتماماً مركزاً على نقطة أساسية من ملامح الأرض الطبيعية.
- نظم الصرف : تطور نظم الصرف يعالج باعتباره أحد الموضوعات الرئيسية. ومع التسليم بان النظام قد نوقش لدرجة كبيرة من حيث علاقته بالبنية الجيولوجية.
- نوع الصخور: أن تنوع الصخور يمارس أنواع من التأثير بدرجات متفاوتة في مراحل مختلفة من الدورة. وقد يكون هذا التأثير طفيفاً في بداية الأمر، إلا ان ضروب عدم الانتظام الناتجة عن الصخور تظهر في السفوح والأنهار على حد سواء ثم لا تلبث ان تزداد قوة فيما بعد. وقد تبنى جونسون Jonson وجهة نظر مشابهة في دورات التعرية البحرية التي اقترحها ومن جهة أخرى فانه مع تطور نظم الصرف يزداد تأثير التحكم البنيوي مع تقدم الدورة. ربما باستثناء الجزء الختامي منها ومع التسليم بهذه الأفكار قد لا تكون صحيحة تماماً فقد كانت تمثل تقييماً مبكراً لدور الصخور في تطور الملامح الطبيعية للأرض
- التغيرات المناخية : ان تأثير التغيرات المناخية أو كما أطلق عليها ديفز مصطلح العوارض المناخية، تكون مهمة جدا لأنها تتحكم في جميع قوى التعرية التي تمارس عملها على المنظر الطبيعي. وهذا الاتجاه أكدته مدرسة الجيومورفولجية المناخية الحديثة، وعلى الرغم من ان بعض الباحثين الثقات مازالوا يعتقدون في وحدة العملية Unity of Process في جميع الأقاليم المناخية، إلا ان العامل المناخي ما يزال راسخا بشكل كبير، ويتضح ذلك من خلال الكتب التي تعالج الأشكال الأرضية في المناطق الجليدية، والأشكال الأرضية في المناطق الجافة، والأشكال الأرضية في المناطق الاستوائية إلى آخره.
وأخيرا لا بد من القول بان الفضل الكبير يعود إلى ديفز الذي أثار الانتباه إلى الظاهرات الرئيسية في تطور أشكال الأرض من خلال اقتراحه الخطة عامة تتضمن جميع تلك الظواهر، ويعود له الفضل أيضا بتزويد الباحثين في مجال علم شكل الأرض بالعقيدة التي تسمح لهم للتعبير عن شكوكهم.