الفضائل
الاخلاص والتوكل
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
الإيثار و الجود و السخاء و الكرم والضيافة
الايمان واليقين والحب الالهي
التفكر والعلم والعمل
التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس
الحب والالفة والتاخي والمداراة
الحلم والرفق والعفو
الخوف والرجاء والحياء وحسن الظن
الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل
الشجاعة و الغيرة
الشكر والصبر والفقر
الصدق
العفة والورع و التقوى
الكتمان وكظم الغيظ وحفظ اللسان
بر الوالدين وصلة الرحم
حسن الخلق و الكمال
السلام
العدل و المساواة
اداء الامانة
قضاء الحاجة
فضائل عامة
آداب
اداب النية وآثارها
آداب الصلاة
آداب الصوم و الزكاة و الصدقة
آداب الحج و العمرة و الزيارة
آداب العلم والعبادة
آداب الطعام والشراب
آداب الدعاء
اداب عامة
حقوق
الرذائل وعلاجاتها
الجهل و الذنوب والغفلة
الحسد والطمع والشره
البخل والحرص والخوف وطول الامل
الغيبة و النميمة والبهتان والسباب
الغضب و الحقد والعصبية والقسوة
العجب والتكبر والغرور
الكذب و الرياء واللسان
حب الدنيا والرئاسة والمال
العقوق وقطيعة الرحم ومعاداة المؤمنين
سوء الخلق والظن
الظلم والبغي و الغدر
السخرية والمزاح والشماتة
رذائل عامة
علاج الرذائل
علاج البخل والحرص والغيبة والكذب
علاج التكبر والرياء وسوء الخلق
علاج العجب
علاج الغضب والحسد والشره
علاجات رذائل عامة
أخلاقيات عامة
أدعية وأذكار
صلوات و زيارات
قصص أخلاقية
قصص من حياة النبي (صلى الله عليه واله)
قصص من حياة الائمة المعصومين(عليهم السلام) واصحابهم
قصص من حياة امير المؤمنين(عليه السلام)
قصص من حياة الصحابة والتابعين
قصص من حياة العلماء
قصص اخلاقية عامة
إضاءات أخلاقية
توقيت الصلاة وتعددها
المؤلف:
الشيخ علي الكوراني
المصدر:
فلسفة الصلاة
الجزء والصفحة:
ص57-60
2025-03-19
27
دلالة التعدد من الثابت عن نشأة النبي صلى الله عليه وآله قبل البعثة أنه كان يجاور في كل سنة بحراء[1] الكهف الصخري الواقع في ( جبل النور ) على بعد خمسة كيلو مترات عن مكة المكرمة ، ويمضي هنالك أياما في التعبد .
أما ما هي طبيعة هذا التعبد الذي كان يقوم به صلى الله عليه وآله ؟ وهل كان يودي في سائر أيام السنة لونا مؤقتا من الصلاة ، أم أن التوقيت لم يبدأ إلا بعد البعثة في عام الإسراء ، كما هو المعروف ؟ .
ليس بعيدا أنه صلى الله عليه وآله كان قبل البعثة يمارس صلاة يومية سوى موسم التعبد بحراء الذي كان يمضيه بصلوات طويلة قد تستغرق نهاره وأكثر ليله . أولا ، لأن قضية التوقيت من القضايا الطبيعية لحياتنا التي يفرضها وجود الليل والنهار واحتياج الإنسان إلى وجبات الطعام والراحة ، فالاهتداء إلى التوقيت ليس صعبا .
وثانيا ، لأن الوفرة العقلية التي كان ينعم بها صلى الله عليه وآله تنسجم مع الاهتداء إلى ضرورة توقيت عملية التفهم والخضوع بين يدي الرب عز وجل . هذه الوفرة التي كانت تتنامى باستمرار ببركة العناية الإلهية التي منها الملك الذي رافقه منذ طفولته " ولقد قرن الله به صلى الله عليه وآله من لدن أن كان فطيما أعظم ملك من ملائكته ، يسلك به طريق المكارم ومحاسن أخلاق العالم " المصدر السابق .
ومهما يكن من أمر فإن المشهور لدي المسلمين أن الصلاة اليومية فرضت بعيد البعثة الشريفة في معراج رسول الله صلى الله عليه وآله محددة بخمس فرائض ، وسبع عشرة ركعة ، وأوقات معينة، يستكثر بعض الناس أن يوجب الإسلام على الناس خمس صلوات في
اليوم الواحد . فيسألون : ألا يكفي بعد أن أوضح الله عز وجل للناس حياتهم وحدد لهم أهدافهم وكشف لهم عن مستقبلهم أن يكلفهم بصلاة واحدة صباحية مثلا يؤكدون فيها وعيهم وأهدافهم ثم ينطلقون إلى أعمالهم ؟ .
أو يسألون : لماذا لا يصح أن تجمع الوقفات الخمس في وقفة طويلة صباحية أو مسائية تكون شحنة تمد الناس بالهدى ليوم كامل ؟ .
يقال ذلك حينما يغفل عن طبيعة الإنسان وطبيعة ظروفه التي يعيش فيها . أما حينما يؤخذان بعين الاعتبار فيتضح أن الصلاة هكذا يجب أن تكون ، خمس مرات كل يوم . صحيح أن أحدنا يملك إمكانات هائلة للتكامل وللسعي باستقامة في تحقيق أهداف وجوده الكبيرة ، ولكننا بنفس الوقت نحوي بذور ضعف خطيرة تتهددنا كل حين أن تعصف بإمكاناتنا وأهدافنا.. قد تخرج من بيتك مليئا بالعزيمة والتصميم وتشعر بوجودك كيانا قويا ساعيا لأهداف كبيرة ، ثم يعترضك بعد ساعة إغراء مال أو جنس فما هو إلا أن ينهدم الكيان وتنهار القوة وتجد نفسك وجودا خائرا في قبضة الاغراء مجبولا بطينه، أو تصمم على مجابهة وضع اجتماعي واثقا كل الثقة بحجتك ضده وقوتك عليه وتضحيتك من أجل تصحيحه ، ثم ما أن تواجهك الأوهام والتخوفات حتى تنكص عن التصميم وتنخذل أمام الخوف .
أو تكون في أحسن حالك المعتادة فيفاجئك حدث من محزنات الدنيا المتكررة فيبدل رحابة صدرك إلى ضيق ، وآمالك إلى آلام ، وقوتك إلى ضعف . وكثير من أمثلة هذا الضعف تزخر بها حياة الأقوياء من الناس فضلا عن الضعفاء .
إن الضعف في الإنسان قاعدة وليس فرعا . وبذوره التي يمكن أن تنمو في أي لحظة ترافقنا طوال حياتنا، ومعوقات الحياة . . مشاغلها ومتاعها الحطام تتساعد هي الأخرى مع ضعفنا فتشدنا إلى اللصوق بتوافه صغيرة ، وكثيرا ما تثنينا عن أهدافنا وتتحول إلى حاجب ينسينا أنفسنا وربنا !
لهذا كان لابد للإنسان أن ينمي بشكل دائم قوى الايجاب في نفسه ، وأن يحميها من جوانب السلب ويسد ثغراتها مرات كل يوم . فلو كان أمر الإنسان يستقيم بصلاة واحدة أو اثنتين لما فرض الله عز وجل عليه أكثر منها . ولو كانت تتم الشحنة المطلوبة ليوم في وقفة واحدة لأجاز سبحانه جمع الصلوات الخمس في وقت واحد كما أجاز جمع الظهرين والعشاءين تخفيفا منه ورحمة ، ولكنها الضرورة النابعة من نفس الإنسان وظروفه أملت هذا التعدد والتوقيت فجعلت الصلاة على الأقل بعدد وجبات الطعام ( أقم الصلاة لدلوك الشمس ، إلى غسق الليل ، وقرآن الفجر . ) إن تعدد الصلاة وتوقيتها في التشريع الإسلامي يدلنا بوضوح على أن
نفس الإنسان وظروفه مأخوذة بعين الاعتبار في هذا التشريع، فمن الواقعية وليس من سوء الظن أن نعترف بأن الإنسان يحتاج في كل يوم يعيشه إلى رعاية وإلى تكرار التوعية . إلى عملية تفهم وتخشع خمس مرات في الأقل ، علة يستوعب منها ما يصحح مشاعره وأفكاره وأعماله وينقيها من رواسب الضعف والانحراف .
أليست الصلوات بكلها معرضة للفقدان والتحريف حينما يحولها الإنسان إلى حقل يابس ، إلى وقفات جامدة عديمة العطاء . . ؟ فما بالك إن عوض عنها بصلاة واحدة.
عن الإمام الرضا عليه السلام أنه سئل عن حكمة الصلاة وتعددها فقال : " لأن في الصلاة الاقرار بالربوبية وهو صلاح عام . لئلا ينسى العبد مدبره وخالقه فيبطر ويطغى ، وليكون القيام بين يدي ربه زاجرا له عن المعاصي وحاجزا ومانعا عن أنواع الفساد . إن الله أحب أن يبدأ الناس في كل عمل أولا بطاعته وعبادته ، فإذا فعلوا ذلك لم ينسوه ولم يغفلوا عنه ولم تقس قلوبهم " . عيون أخبار الرضا ص 102 و 108
[1] نهج البلاغة ، شرح محمد عبده ج 2 ص 157 .