اساسيات الاعلام
الاعلام
اللغة الاعلامية
اخلاقيات الاعلام
اقتصاديات الاعلام
التربية الاعلامية
الادارة والتخطيط الاعلامي
الاعلام المتخصص
الاعلام الدولي
رأي عام
الدعاية والحرب النفسية
التصوير
المعلوماتية
الإخراج
الإخراج الاذاعي والتلفزيوني
الإخراج الصحفي
مناهج البحث الاعلامي
وسائل الاتصال الجماهيري
علم النفس الاعلامي
مصطلحات أعلامية
الإعلان
السمعية والمرئية
التلفزيون
الاذاعة
اعداد وتقديم البرامج
الاستديو
الدراما
صوت والقاء
تحرير اذاعي
تقنيات اذاعية وتلفزيونية
صحافة اذاعية
فن المقابلة
فن المراسلة
سيناريو
اعلام جديد
الخبر الاذاعي
الصحافة
الصحف
المجلات
وكالات الاخبار
التحرير الصحفي
فن الخبر
التقرير الصحفي
التحرير
تاريخ الصحافة
الصحافة الالكترونية
المقال الصحفي
التحقيقات الصحفية
صحافة عربية
العلاقات العامة
العلاقات العامة
استراتيجيات العلاقات العامة وبرامجها
التطبيقات الميدانية للعلاقات العامة
العلاقات العامة التسويقية
العلاقات العامة الدولية
العلاقات العامة النوعية
العلاقات العامة الرقمية
الكتابة للعلاقات العامة
حملات العلاقات العامة
ادارة العلاقات العامة
اللغة العاميّة بتحفّظ كبير
المؤلف:
أ.د. صالح بالعيد
المصدر:
حُسْن استعمالِ اللّغةِ العربيّةِ في وسائلِ الإعلامِ
الجزء والصفحة:
ص 52-53
2025-03-15
29
اللغة العاميّة بتحفّظ كبير
إن اللغة الفصحى حافظة التراث، وعمود الثقافة العربيّة، ولها دور تؤتيه ضمن بيئتها، كما للعاميّة دور تؤتيه في حدودها لكن تتباين الأدوار؛ فدور الفصحى هي اليد العليا؛ حيث للمحليات أدوار دنيا وانفعالية آنية عادية، بينما الفصحى لها دور أعلى، وانفعال مركزي عام، وباللغة الفصحى يتحقق الوعي بوحدة الأمة العربية و"إنا أنزلناه بلسان عربي مبين" ولكن لم تكن العامية عائقاً في تحقيق العلـم وتقدّم أي بلد "فالإنجليز يكتبون العلم بلغة لا يفهمها عامتهم، ويسمونها لغة علميّة، والعامي من الفرنسيين لا يفهم أبحاث رينان في فلسفة العمران والعامي من الألمان لا يفهم ما كتبه شوبنهور في فلسفة الوجود". ونعلم يقيناً أن وجود اللهجة في العربيّة ليست من نكرات اللغات في العالم ولا يقعد بها عن نيل العلم، بل إنّ اللهجات ما هي إلا المستوى المتدني من الفصيح، وتعمل كثير من الأمم على التقارب بين المستويين، ولنا المثل الحي في اللغة الفرنسية التي لها لغتان فرنسيتان بدلاً من لغة فرنسيّة واحدة، ومن دون أن ترقى الأولى إلى مرتبة الثانية أضف إلى ذلك أنّ كلّ اللغات لها إمكانيات تجاوز الثقافات الشعبية إذا وقع الاهتمام بها. ولكننا في الوقت الحاضر نمر بمصهر لغوي تتشكل من خلاله لغة وسطى لا تنحاز إلى الفصحى وهذا أمر مردود؛ لأنّنا نعلم أنّ هذا المستوى المقبول سينتصر لاحقاً لغير الفصحى، وبخاصة إذا عضدته وسائل الإعلام. ولهذا كان يجب التحرز من البداية؛ بأن الانحياز إلى الفصحى أمر ضروري، دون نفي المستويات الأخرى، فلقد أثبتت التحريات أنّ الجمهور المتابع للمسلسلات الفصيحة أكثر بكثير من المتابعين للمسلسلات الناطقة بالمحكيات / التوارج بمعنى أن الفصحى آتية لا ريب، وتنال مساحات معتبرة في وقع الاستعمال لكن بتؤدَةٍ سلحفاتيّة، وكان علينا ربح الوقت بالسير في عملية تحسين الفصحى فقط، وتضييق الشرخ بين لغة الكتابة ولغة الاستعمال اليومي.
ومن هنا يحصل التأكيد على دور الإعلام، وتعزيز ذلك بمدونة القوانين التي تحمــي الفصحى كما تفعل الشعوب المتقدمة. وإنّه لتحدونا تلك المقولة: الماضي مثل، والحاضر عمل، والمستقبل أمل، ولنا في هذا الثَّلاثي أمل كبير في لَّنا نستفيد من التجارب الماضية؛ فنعمل على التغيير اللغوي إلى ما هو جيد وأجود، والحاضر كفيل بأن يعمل على التغيير إلى الأفضل، والمستقبل أمل أن تعود الأمور اللغوية إلى وضعها الطبيعي فهذه الأجيال إن استلب عقلها في هذه المرحلة فهي مرحلة عرضيّة، وسوف يقع الوعي اللغوي، ويحصل الاعتزاز بالفصحى. وكان علينا التنبيه إلى الصعوبات والمعوقات الأولى التي تصادف تعميم استعمال العربية بصورتها الجيّدة؛ بالتأكيد على ضمان المواطنة اللغوية العاملة على الانسجام الجمعي ولا يكون إلا باللغات الوطنيّة، وهذا لا تحققه اللغات الأجنبية مهما عملت، كما أنّ التنمية البشريّة لا تكون إلا بالديمقراطيّة اللغوية، وبلغة البلد المشتركة (لغة عموم الشعب = الفصحى المبسطة).