1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الجغرافية الطبيعية

الجغرافية الحيوية

جغرافية النبات

جغرافية الحيوان

الجغرافية الفلكية

الجغرافية المناخية

جغرافية المياه

جغرافية البحار والمحيطات

جغرافية التربة

جغرافية التضاريس

الجيولوجيا

الجيومورفولوجيا

الجغرافية البشرية

الجغرافية الاجتماعية

جغرافية السكان

جغرافية العمران

جغرافية المدن

جغرافية الريف

جغرافية الجريمة

جغرافية الخدمات

الجغرافية الاقتصادية

الجغرافية الزراعية

الجغرافية الصناعية

الجغرافية السياحية

جغرافية النقل

جغرافية التجارة

جغرافية الطاقة

جغرافية التعدين

الجغرافية التاريخية

الجغرافية الحضارية

الجغرافية السياسية و الانتخابات

الجغرافية العسكرية

الجغرافية الثقافية

الجغرافية الطبية

جغرافية التنمية

جغرافية التخطيط

جغرافية الفكر الجغرافي

جغرافية المخاطر

جغرافية الاسماء

جغرافية السلالات

الجغرافية الاقليمية

جغرافية الخرائط

الاتجاهات الحديثة في الجغرافية

نظام الاستشعار عن بعد

نظام المعلومات الجغرافية (GIS)

نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)

الجغرافية التطبيقية

جغرافية البيئة والتلوث

جغرافية العالم الاسلامي

الاطالس

معلومات جغرافية عامة

مناهج البحث الجغرافي

الجغرافية : الجغرافية الطبيعية : الجغرافية المناخية :

العلاقة بين التغيرات المناخية والهجرة واللجوء

المؤلف:  د. خالد السيد حسن

المصدر:  التغيرات المناخية والاهداف العالمية للتنمية المستدامة

الجزء والصفحة:  ص 117 ـ 121

2025-02-23

158

عادة ما كانت العلاقة التي تربط بين التغيرات المناخية بالهجرة البشرية مفقودة إلى أن رجح العديد من الخبراء في العقود الأخيرة أن الظروف المناخية التي تسبب في حدوث القلاقل والاضطرابات السياسية والحروب الأهلية هـي المسئولة عن هجرة ونزوح السكان إلا أن الأدلة العلمية لم تكن كافية لدعم هذه الادعاءات ومن خلال دراسة نشرت في مجلة غلوبال إنفاير منتنال تشينج المعنية بالبيئة العالمية، وأشرف عليها باحثون من المعهد الدولي لتحليل النظم التطبيقية بالنمسا، وكلية التنمية الدولية بالإمارات العربية المتحدة، وجامعــة «آيست أنغليا» البريطانية، إضافة إلى باحثين في جامعة شنغهاي، تم التوصل إلى نتائج تدعم هذه الرؤية. هدفت الدراسة إلى العثور على روابط عارضة أو طارئة بين التغيرات المناخية

وبين الهجرة وطبيعة تلك الروابط. ووجد الباحثون أنه وفي ظروف معينة تؤدي التغيرات المناخية إلى ازدياد الهجرة، ولكن بشكل غير مباشر، بسبب حدوث النزاعات الناجمة عن تلك التغيرات. وأضافوا أن التغيرات المناخية لعبت دوراً ملموساً في النزوح بين أعوام 2011 و 5 201 بسبب حدوث جفاف شدید ارتبط باندلاع نزاعات حادة.

وترجح الدكتورة رايا متاراك الباحثة في جامعة «آيست أنغليا» البريطانية وفي الإمارات العربية، إن تأثير التغيرات المناخية على ظهور النزاعات مهم، خصوصاً في منطقة غرب آسيا، والتي تشمل المشرق العربي في الفترة 2010 - 2012، عندما حدثت تطورات ما يسمى الربيع العربي. وهذا يفترض أن العلاقة بـيـن تلك التغيرات والهجرة واللجوء محددة بتلك الفترة، كما حدثت ثورات الربيع العربي في تونس وليبيا واليمن وسوريا، وأدت إلى حروب أهلية في الدول الثلاث الأخيرة. وفي سوريا، أدى الجفاف وشحة المياه الناجمان عن التغيرات المناخية إلى تكرار فقدان المحاصيل الزراعية ونزوح سكان الأرياف نحو المدن، ما قاد إلى تكدس السكان وازدياد البطالة ثم إلى القلاقل والاضطرابات وأخيراً الـحـرب الأهلية. وحصل نفس الأمر في أفريقيا جنوب الصحراء في نفس تلك الفترة. (جريدة الشرق الأوسط، 2019).

ويؤكد جيسوس كريسبو كواريسما الباحث في الاقتصاد بجامعة فيينا، إن التغيرات المناخية لا تتسبب في حدوث النزاعات ومن ثم في النزوح والهجرة. ولكن وفي ظروف القيادة السيئة للحكومات وانحسار التعامل الديمقراطي فإن التغيرات المناخية الحادة يمكنها أن تولد نزاعات حول الموارد الشحيحة جريدة الشرق الأوسط 2019

واعترافا بتأثير البيئة والمناخ على الهجرة قادت المنظمة الدولية للهجرة الجهود لدراسة الروابط بين تلك القضايا، وأوضحت رئيسة قسم الهجرة والبيئة وتغير المناخ بالمنظمة إننا نعيش الآن في عصر ترتبط فيه الأحداث الكارثية المتعلقة بالمناخ بالنشاط البشري، ومن المحتمل أن يكون لذلك تأثير كبيـر عـلى الطريقة التي نقرر بها الهجرة إلى مكان ما والاستقرار.

ويقدم أطلس الهجرة البيئية الذي يعود لأكثر من 45 ألف عام، أدلة على أن التغيرات البيئية والكوارث الطبيعية لعبت دورا في كيفية توزيع السكان على كوكب الأرض على مدار التاريخ، ولكن مع ذلك، من المرجح جدا أن تتغير أنماط الاستيطان البشري بشكل كبير بسبب التغيرات البيئية غير المرغوب فيها، والتي تنشأ مباشرة عن تغير المناخ سيؤثر التدهور المستقبلي للأراضي المستخدمة في الزراعة وتعطيل النظم الإيكولوجية الهشة واستنفاد الموارد الطبيعية الثمينة مثل المياه العذبة تأثيرا مباشرا على حياة الناس وعوائلهم.

ووفقا لمركز مراقبة النزوح الداخلي بمنظمة الهجرة العالمية تؤثر أزمة المناخ بالفعل على النزوح والهجرة حيث اضطر 17.2 مليون شخص إلى ترك ديارهم عام 2018 بسبب الكوارث التي أثرت سلبا على حياتهم. كما تؤثر التغيرات البطيئة في البيئة، مثل تحمض المحيطات والتصحر وتأكل السواحل،

بشكل مباشر على سبل عيش الناس وقدرتهم على البقاء في أماكنهم الأصلية. وأوضحت رئيسة قسم الهجرة والبيئة وتغير المناخ بالمنظمة أن هناك احتمالا قويا بأن يهاجر عدد أكبر من الناس بحثا عن فرص أفضل، لأن الأحوال المعيشية تزداد سوءا في أماكنهم الأصلية. وأضافت أن هناك تنبؤات للقرن الحادي والعشرين تشير إلى أنه سيتحتم على المزيد من الأشخاص الرحيل نتيجة لهذه الآثار المناخية الضارة. ولقد أكددت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ مرارا وتكرارا أن التغيرات الناجمة عن أزمة المناخ ستؤثر على أنماط الهجرة، وطرح البنك الدولي توقعات للهجرة الداخلية نتيجة لتغيرات المناخ تصل إلى 1430 مليون شخص بحلول عام 2050 في ثلاث مناطق في العالم، إذا لم يتم اتخاذ أي إجراء بشأن المناخ أخبار الأمم المتحدة، 2019

الهجرة بسبب المناخ هي حقيقة واقعة الآن، إلا أن الوضع في البلدان المعرضة للخطريمثل تحديا خاصا البلدان المعرضة للخطر هي أقل البلدان نمواً (LCDS') والبلدان النامية غير الساحلية (LLDCS) والدول الجزرية الصغيرة النامية (SIDS). تتأثر هذه البلدان بشكل غير متناسب بالآثار السلبية لتغير المناخ وغالباً ما تكون الأقـل قـدرة على التأقلم بسبب الـقـيــود الهيكليـة والعيوب الجغرافية. في نفس الوقت هم أقل مساهمة في تغير المناخ. هذه البلدان هي من بين أقوى المدافعين عن إجراءات أكثر قوة بشأن الهجرة المناخية لأنها تواجه تحديات حقيقية للغاية تؤثر على جميع جوانب الحياة اليومية لسكانها. تتخذ تحديات الهجرة بسبب المناخ أشكالاً متعددة في هذه البلدان الضعيفة. ففي أقل البلدان نموا وهي الشريحة الأكثر فقراً وضعفاً في المجتمع الدولي، يمكن أن تتقاطع ضغوط تغير المناخ مع العديد من التحديات المتعلقة بالتنمية فضلاً عن القضايا الأمنية. غالباً ما يؤدي الجمع بين هذه العوامل إلى الهجرة بحثاً عن حياة أفضل أو أكثر أماناً على سبيل المثال، يعاني حوض بحيرة تشاد حالياً من تدهور بيئي خطير، في سياق يواجه فيه السكان العنف المرتبط بوجود جماعات مثل بوكو حرام. تم إعادة تشكيل أنماط الهجرة في تلك المنطقة بسبب هذه العوامل. بعض أقل البلدان نمواً، مثل إثيوبيا وبنغلادش، تعاني في بعض الأحيان مـن الضغط المزدوج الناتج عن الاضطرار إلى التعامل مع الهجرة المناخية الداخلية، مع استضافة أعداد كبيرة من اللاجئين من البلدان المجاورة. غالباً ما تعاني البلدان النامية غير الساحلية موارد مائية شحيحة، ويزداد استنزافها بسبب تأثیرات تغير المناخ يمكن أن يؤدي هذا إلى الضغط على السكان للهجرة من أجل تحسين الوصول إلى المياه. على سبيل المثال، غالبـاً مـا يـضـطـر الرعاة الرحل لتغيير طرقهم التقليدية والسفر لمسافات أطول ولفترات أطول بحثاً عن موارد المياه والأرض يؤثر تغير المناخ أيضاً على سبل العيش، كما هو الحال في منغوليا حيث الشتاء شديد البرودة الذي يستنزف الماشية البدوية ويدمر فرص الزراعة، مما يدفع سكان الريف إلى الهجرة إلى المراكز الحضرية.

تعتبر الدول الجزرية الصغيرة النامية حالة خاصة للتنمية المستدامة لأنها تواجه مخاطر أكبر من التهميش بسبب صغر حجمها وبعدها. كما أن لديها بيئات طبيعية هشة، والكوارث الطبيعية مثل العواصف والأعاصير لها تأثير مدمر على السكان. ساهمت الآثار السلبية لتغير المناخ في هجرة آلاف الأشخاص في الدول الجزرية الصغيرة النامية في العقد الماضي وحده أحد أنواع الهجرة المحددة في هذا السياق هو النقل المخطط للأشخاص، حيث تحتاج مجتمعات بأكملها إلى الانتقال، بشكل عام إلى الداخل للهروب من آثار تغير المناخ مثل تأكل السواحل. في فيجي، في أعقاب الإعصار المداري وينستون في عام 2016 ، تم نقل أكثر من 60 قرية لتقليل تعرض الناس لمزيد من المخاطر. Traore 2019 .

من الواضح أن الوضع الحالي مقلق، ويجب إعطاء الأولوية للتخفيف من آثار تغير المناخ وتعزيز التكيف مع تغير المناخ في الأماكن التي يتعرض فيها السكان لخطر الهجرة القسرية . ومع ذلك من الواضح أيضاً أنه في بعض الأماكن لــن يكون من الممكن أن يظل السكان في مواقعهم الأصلية ومن الأهمية بمكان التفكير في كيفية تقديم خيارات الهجرة القانونية لهؤلاء المهاجرين من المهم أيضاً مراعاة الدور الإيجابي الذي يمكن أن يلعبه المهاجرون في مكافحة تغير المناخ  مثل تسهيل التحويلات المالية ونقل المهارات والمعرفة نحو العمل المناخي.

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي