1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب :

ترجمة ابن داود الحميري

المؤلف:  أحمد بن محمد المقري التلمساني

المصدر:  نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب

الجزء والصفحة:  مج6، ص: 231-235

2024-11-07

145

 

وقال في الإكليل في ترجمة أبي عبد الله محمد بن محمد بن إبراهيم ابن عيسى بن داود الحميري المالقي " ما صورته: علم من أعلام هذا الفن، ومشعشع راح هذا الدن ، مجموع أدوات ، وفارس يراعة ودواة ، ظريف المنزع ، أنيق المرأى والمسمع ، اختص بالرياسة فأدار فلك إمارتها ، واتسم

 

                                                  231

 

باسم كتابتها ووزارتها ، ناهضاً بالأعباء ، صاعداً في درج التقريب والاجتباء ، مصانعاً دهره في راح وراحة ، آوياً إلى فضل وسماحة ، وخصب ساحة ، كلما فرغ من شأن خدمته ، وانصرف عن رب نعمته ، عقد شرباً ، وأطفأ من الاهتمام بغير الأيام حرباً ، وعكف على صوت يستعيده ، وظرف يبديه ويعيده ، فلما تقلبت بالرياسة الحال ، وقوضت منها الرحال ، استقر بالمغرب غريباً ، يقلب طرفاً مستريباً ، ويلحظ الدنيا تبعة عليه وتثريباً ، وإن كان لم يعدم من أمرائه حظوة وتقريباً ، وما برح يبوح بشجنه ، ويرتاح إلى عهود وطنه ، ومما أعرب به ، عن براغة أدبه ، قوله 1 :

یا نازحين ولم أفارق منهم             شوقاً تأجج في الضلوع " ضرامه لاغيبتم عن ناظري وشخصكم                            حيث استقر من الضلوع مقامه

رمت النوى شملي فشتت نظمه         والبين رام لا تطيش سهامه

وقد اعتدى فينا وجد مبالغاً                 وجرت بمحكم جوره أحكامه

أترى الزمان مؤخراً في مدتي              حتى أراه قد انقضت أيامه

تحملها يا نسيم نجدية النفحات ، وجدية اللفحات ، تؤدي عني إلى الأحبة نفحها سلاماً ، وتورد عليهم لفحها برداً وسلاماً ، ولا تقل كيف تحملني ناراً ، وترسل على الأحبة مني إعصاراً ، كلا إذا أهديتهم تحية إيناسي ، وآنسوا من جانب هبوبك نار ضرام أنفاسي ، وارتاحوا إلى هبوبك ، واهتزوا في كف مسرى جنوبك ، وتعللوا بك تعليلاً ، وأوسعوا آثار مهبك تقبيلاً ، أرسلها عليهم بليلاً ، وخاطبهم بلطافة تلطفك تعليلاً ، ألم تروني كيف جئتكم بما حماني

عليلا .                                          232

 

 

كذاك تركته  ملقى بأرض              له فيها التعلل بالرياح

إذا هبت إليه صبا إليها                   وإن جاءته من كل النواحي

تساعده الحمائم حين يبكي                   فما ينفك موصول النواح

يخاطبهن مهما طيرن شوقاً               أما فيكن واهبة الجناح

ولولا تعلله بالأماني ، وتحدث نفسه بزمان التداني، لكان قد قضى نحبه ، ولم أبلغكم إلا نعيه أو ندبه ، لكنه يتعلل من الآمال بالوعد الممطول ، ويتطارح باقتراحاته على الزمن المجهول، ويحدث نفسه وقد قنعت من بروق الآمال بالخلب، ووثقت بمواعيد الدهر القلب ، فيناجيها بوحي ضميره ، وإيماء تصويره : الالتقاء بالأحباب ، والتخلص من ربقة الاغتراب ، أبائنة الحضور أم بادية الاضطراب، كأني بك وقد استفزك وله السرور ، فصرفك عن مشاهدة الحضور ، وعانتك غشاوة الاستعبار للاستبشار ، عن اجتلاء محيا ذلك النهار:

 

يوم يداوي زماناتي من أزماني              أزال" تنغيص أحياني فأحياني

 جعلت الله نذراً صومه أبداً                      أفي به وأوفي شرط إيماني

إذا ارتفعنا وزال البعد وانقطعت                أشطان دهر قد التفت بأشطاني

 خير أعياد الزمان إذا                             أوطاني السعد فيه ترب أوطاني

أرأيت كيف ارتياحي إلى التذكار ، وانقيادي إلى معللات توهمات الأفكار ؟ كأن البعد باستغراقها قد طويت شقته ، وذهبت عني مشقته ، وكأني بالتخيل بين تلك الخمائل أننسم صباها، وأتسم رباها ، وأجتني أزهارها ، وأجتلي أنوارها ، وأجول في خمائلها ، وأتنعم ببكرها وأصائلها ، وأطوف بمعالمها ، وأنتشق

                                              233

 

 

أزهار كمائمها، وأصيخ بأذن الشوق إلى سجع حمائمها، وقد داخلني الأفراح ونالت مني نشوة الارتياح ، ودنا السرور لتوهم ذهاب الأتراح ، فلما أفقت من غمرات سكري، ووثبت من هفوات فكري، وجدت مرارة ما شابه لي

في استغراق دهري ، وكأني من حينئذ عالجت وقفة الفراق ، وابتدأت منازعة

الأشواق ، وكأنما أغمضي النوم . وسمح لي بتلك الفكرة الحلم : ،

 ذكر الديار فهاجه تذكاره              وسرت به من حينه أفكاره

 فاحتل منها حيث كان حلوله             بالوهم منها واستقر قراره

ما أقرب الآمال من غفواته                 لو أنها قضيت بها أو طاره

فإذا جئتها أيها القادم والأصيل قد خلع عليها برداً مورساً ، والربيع قد مد على القيعان منها سندساً ، فاتخذها - فديتك - معرساً ، واجرر ذيولك فيها متبختراً ، وبث فيها من طيب نفحاتك عنبراً ، وافتق عليها من نوافج أنفاسك مسكا أذفراً، واعطف معاطف بانها ، وأرقص قضب ريحانها، وصافح صفحات نهرها ، و نافع نفحات زهرها ، هذه كلها امارات، وعن أسرار مقاصدي عبارات، هنالك تنتعش بها صبابات ، تعالج صبابات ، تتعلل بإقبالك ، وتعكف على لم أذيالك ، وتبدو لك في صفة الفاني المتهالك ، لاطفها بلطافة اعتلالك ، وترفق بها ترفق أمثالك ، فإذا مالت بهم إلى هواك الأشواق ، ولووا إليك الأرؤس والأعناق ، وسألوك عن اضطرابي في الآفاق ، وتقلبي بين الإشام والإعراق ، فقل لهم : عرض له في أسفاره ، ما يعرض للبدر في سراره ، من سرار السرار ، ولحاق المحاق ، وقد تركته وهو يسامر الفرقدين، ويساير النيرين ، وينشد إذا

راعه البين:

وقد نكون وما يخشى تفرقنا فاليوم نحن وما يرجى تلاقينا

لم يفارق وعثاء الأسفار، ولا ألقى من يده عصا التسيار ، يتهاداه الغور والنجد،

 

 

                                              234

 

 

ويتداوله الإرقال والوخد ، وقد لفحته الرمضاء ، وسئمه الإنضاء ، فالجهات تلفظه ، والآكام تبهظه ، يحمل همومه الرواسم ، وتحياته البواسم:

لا يستقر بأرض حين يبلغها ولا له غير حدو العيس إيناس ثم إذا استوفوا سؤالك عن حالي، وتقلبي بين حلي وترحالي ، وبلغت القلوب منهم الحناجر، وملأت الدموع المحاجر ، وابتلت ذيولك بمائها ، لا بل تضرجت بدمائها ، فحيتهم عني تحية منفصل، ووداع مرتحل ، ثم اعطف عليك ركابك، ومهد لهم جنابك، وقل لهم إذا سألني عن المنازل بعد سكانها ، والربوع بعد طعن أظعانها ، بماذا أجيبه ؟ وبماذا يسكن وجيبه ، فسيقولون لك هي البلاقع المقفرات، والمعارف التي أصبحت نكرات:

صم صداها وعفا رسمها. واستعجمت عن منطق السائل

قل لهم : كيف الروض وآسه ؟ وعم تتأرج أنفاسه؟ عهدي به والحمام يردد به أسجاعه، والذباب يغني به هرجا فيحك بذراعه ذراعه، وغصونه تعتنق ، وأحشاء جداوله تصطفق ، وأسحاره تتنسم ، واصاله تتوسم ، كما كانت بقية نضرته ، وكما عهدتها أنيقة خضرته ، وكيف التفاته عن أزرق نهره ، وتأنقه في تكليل إكليله بيانع زهره ، وهل رق نسيم أصائله ، وصفت موارد جداوله ؟ وكيف انفساح ساحاته ، والتفاف دوحاته؟ وهل تمتد كما كانت مع العشي فينانة

سرحاته ، وعهدي بها المديدة الظلال ، المزعفرة السريال ؟ وهل تحدق الآن عيون نرجسه، ويمد بساط سندسه ؟ وأنى منه مجالس لداني، ومعاهد غدواتي وروحاني ، إذ أباري في المجون لمن أباري ، وأسابق إلى اللذات كل من أجاري، فسيقولون لك : ذوت أفنانه ، وانقصفت أغصانه ، وتكدرت غدرانه ، وتغير وأقفرت معالمه ، وأخرست حمائمه ، واستحالت حلل

روحه وريحانه

،

خمائله، وتغيرت وجوه بكره وأصائله، فإن صلصل حنين رعد فعن قلبي

 

                                          235

لفراقه خفق ، وإن تلألأ "برق" فعن حرّ حشاي ائتلق ، وإن سحت السحب فمساعدة لحفني ، وإن طال بكاؤها فعني ، حياها الله تعالى منازل ، لم تزل بمنظوم الشمل أواهل ، وحين انتثرت نثرت أزهارها أسفاً ، ولم تثن الريح من معطفاً ، أعاد الله تعالى الشمل فيها إلى محكم نظامه ، وجعل الدهر الذي فرقه يتأنق في إحكامه ، وهو سبحانه يجبر الصدع ، ويعجل الجمع ، إنه بالإجابة

جدير ، وعلى ما يشاء قدير

إيه بي كيف حال من استودعتهم : أمانتك ، وألزمتهم صوتك وصيانتك ، وألبستهم نسبك ، ومهدت لهم حسبك ، الله في حفظهم فهو اللائق بفعالك .،

.

المناسب لشرف خلالك ، ارع لهم الاغتراب لديك ، والانقطاع إليك ، فهم أمانة الله تعالى في يديك ، وهو سبحانه يحفظك بحفظهم ، ويوالي بلحظك أسباب لحظهم ، وإن ذهبتم إلى معرفة الأحوال ، فنعم الله تعالى ممتدة الظلال ، وخيراته وارفة السربال ، لولا الشوق الملازم ، والوجد الذي سكن الحيازم )

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي