x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
ترجمة أبي عبد الله المليكشي
المؤلف: أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر: نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة: مج6، ص:240-241
2024-11-14
135
وقال في الإكليل» في ترجمة أبي عبد الله محمد بن عمر بن علي
ابن إبراهيم المليكشي ما صورته : كاتب الخلافة ، ومشعشع الأدب الذي يزري بالسلافة ، كان بطل مجال ، وربَّ روية وارتجال ، قدم على هذه البلاد وقد نبا به وطنه ، وضاق ببعض الحوادث عطنه ، فتلوم تلوم النسيم بين الخمائل ، وحل منها محل الطيف من الوشاح الجائل ، ولبث مدة إقامته تحت جراية واسعة ، وميرة يانعة ، ثم اثر قطره ، فولى وجهه شطره ، واستقبله دهره بالإنابة ، وقلده خطة الكتابة ، فاستقامت حاله ، وحطت رحاله ، وله شعر أنيق ، وتصوف ، وتحقيق ، ورحلة إلى الحجاز سعيها في الخير وثيق ، ونسبها في الصالحات عريق ، ومن شعره قوله :
رضى نلت ما ترضين من كل ما يهوى فلا توقيفي موقف الذل والشكوى
وصفحا عن الجاني المسيء لنفسه كفاه الذي يلقاه من شدة البلوى
بما بيننا من خلوة معنوية أرق من النجوى وأحلى من السلوى
قفي أتشكى لوعة البين ساعة ولايك هذا آخر العهد بالنجوى
قفي ساعة في عرصة الدار وانظري إلى عاشق ما يستفيق من البلوى
وكم قد سألت الريح شوقا إليكم فما حن مسراها علي ولا ألوى
فيا ريح حتى أنت ممن يغار بي ويا نجد حتى أنت هوى الذي أهوى
خلقت ولي قلب جليد على النوى ولكن على فقد الأحبة لا يقوى
وحدث بعض من عني بأخباره أيام مقامه بمالقة واستقراره أنه لقي بباب
الملعب من أبوابها ظبية من ظبيات الإنس وقينة من قينات هذا الجنس فخطب
وصالها واتقى بفؤاده نصالها حتى همت بالانقياد وانعطفت انعطاف الغصن
240
المياد فأبقى على نفسه وأمسك وأنف من خلع العذار بعدما تنسك وقال :
لم أنس وقفتنا بباب المللعب بين الرجا واليأس من متجنب
وعدت فكنت مراقبا لحديثها يا ذل وقفة خائف مرقب
وتدللت فذللت بعد تعزز يأتي الغرام بكل أمر معجب
بدوية أبدى الجمال بوجهها ماشئت من خد شريق مذهب
تدنو وتبعد نفرة وتجنيا فتكاد تحسبها مهاة الربرب
ورنت بلحظ فاتن لك فاتر أنضى وأمضى من حسام المضرب
وأرتك بابل سحرها بجفونها فبست وحق لمثلها أن تستبي
وتضاحكت فحكت بنير ثغرها لمعان نور ضياء برق خلب
بمنظم في عقد سمطي جوهر عن شبه نور الأقحوان الأشنب
وتمايلت كالغصن أخضله الندى ريان من ماء الشبيبة مخصب
تثنيه أرواح الصبابة والصبا فراه بين مشرق ومغرب
أبت الروادف أن تميل بميله فرست وجال كأنه في لولب
متتوجا بهلال وجه لاح في خلل السحاب لحاجب ومحجب
يامن رأى فيها محبا مغرما لم ينقلب إلا بقلب قلب
مازال مذ ولى يحاول حيلة تدنيه من نيل المنى والمطلب
فأجال نار الفكر حتى أوقدت في القلب نار تشوق وتلهب
فتلاقت الأرواح قبل جسومها وكذا البسيط يكون قبل مركب
وقال :
أرى لك ياقلبي بقلبي محبة بعثت بها سري إليك رسولا
فقابله بالبشرى وأقبل عيشة فقد هب مسكي النسيم عليلا
ولا تعتذر بالقطر أو بلل الندى فأحسن ما يأتي النسيم بليلا
241
توفي عام أربعين وسبعمائة بتونس ، رحمه الله تعالى.