x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
تاريخ الفيزياء
علماء الفيزياء
الفيزياء الكلاسيكية
الميكانيك
الديناميكا الحرارية
الكهربائية والمغناطيسية
الكهربائية
المغناطيسية
الكهرومغناطيسية
علم البصريات
تاريخ علم البصريات
الضوء
مواضيع عامة في علم البصريات
الصوت
الفيزياء الحديثة
النظرية النسبية
النظرية النسبية الخاصة
النظرية النسبية العامة
مواضيع عامة في النظرية النسبية
ميكانيكا الكم
الفيزياء الذرية
الفيزياء الجزيئية
الفيزياء النووية
مواضيع عامة في الفيزياء النووية
النشاط الاشعاعي
فيزياء الحالة الصلبة
الموصلات
أشباه الموصلات
العوازل
مواضيع عامة في الفيزياء الصلبة
فيزياء الجوامد
الليزر
أنواع الليزر
بعض تطبيقات الليزر
مواضيع عامة في الليزر
علم الفلك
تاريخ وعلماء علم الفلك
الثقوب السوداء
المجموعة الشمسية
الشمس
كوكب عطارد
كوكب الزهرة
كوكب الأرض
كوكب المريخ
كوكب المشتري
كوكب زحل
كوكب أورانوس
كوكب نبتون
كوكب بلوتو
القمر
كواكب ومواضيع اخرى
مواضيع عامة في علم الفلك
النجوم
البلازما
الألكترونيات
خواص المادة
الطاقة البديلة
الطاقة الشمسية
مواضيع عامة في الطاقة البديلة
المد والجزر
فيزياء الجسيمات
الفيزياء والعلوم الأخرى
الفيزياء الكيميائية
الفيزياء الرياضية
الفيزياء الحيوية
الفيزياء العامة
مواضيع عامة في الفيزياء
تجارب فيزيائية
مصطلحات وتعاريف فيزيائية
وحدات القياس الفيزيائية
طرائف الفيزياء
مواضيع اخرى
ما الفائدة؟
المؤلف: ديفيد والاس
المصدر: فلسفة علم الفيزياء
الجزء والصفحة: ص 128 – ص 130
2024-09-01
335
من بين النهج التي تناولتها حتى الآن، فإن نهج الذرائعية وتفسير إيفريت تحظى بالرواج نفسه تقريبا بين علماء الفيزياء وكما ذكرت ، فإن نهج تغيير الفيزياء تحظى برواج أقل منها بكثير). ولكن الرأي الأكثر رواجًا في مجتمع الفيزياء هو ما يُطلق عليه عالم الفيزياء ديفيد ميرمين «تفسير اصمت واحسب»: وهو رأي مُفاده أننا ينبغي ألا نقلق إزاء هذه المسائل، بل كلُّ ما علينا هو أن نواصل تطبيق ميكانيكا الكم على المسائل الملموسة.
ثمَّة الكثير مما يقال عن نهج اصمت واحسب في الموضع المناسب لذلك. فليس لزاما أن يهتم الجميع بتفسير ميكانيكا الكم؛ فينبغي لعالم الفيزياء الذي يعمل على النيوترينوات الشمسية مثلا، أو السيولة الفائقة، أن يمضي قدما في تطبيق الجانب الصوري من ميكانيكا الكم، من دون أن يأبه لتفسيره بقدر ما يُتاح له ذلك؛ وذلك مثلما يجوز لعالم الكيمياء الحيوية أن يتجاهل ميكانيكا الكم بالكامل، أو مثلما يجوز لعالم البيئة السلوكي أن يتجاهل الكيمياء الحيوية. لا مفر من تقسيم العمل في العلوم، بل يكون مستحبا في كثير من الأحيان.
على الرغم من ذلك، ثمَّة تفسير أكثر عدائية لعبارة «اصمت واحسب»؛ إذ لا تُعد وصفًا لنهج خاص بعالم فيزياء فحسب، بل تُعد حقًّا للمجتمع للتوقف عن إهدار الوقت. غالبًا ما يُصحب هذا الحثُّ بالزعم أنه ما دامت كل «تفسيرات ميكانيكا الكم» تُنتج التوقعات نفسها على أي حال، فلا جدوى من الانشغال بتحديد التفسير الصحيح، بل إنه يُعد خروجًا على المنهج العلمي.
ثمَّة إجابة مثالية بعض الشيء على هذا التشكك تخبرنا نظرية الكم عن أعمق طبيعة للواقع؛ فكيف لا نهتم بطبيعة الواقع؟ ويوجد أيضًا المزيد من الأشياء العملية التي يمكن قولها بشأن هذا التشكك؛ لأن الادعاء بأن السؤال غير علمي يستند إلى رؤية شديدة التبسيط لفلسفة العلم. أن نقص الإثبات – عندما تطرح نظريتان مختلفتان التنبؤات نفسها – مسألة دقيقة؛ إذ إنَّ أمرَ المنافسة بين هاتين النظريتين لا يُحسم غالبًا باختبار واحد قاطع، بل بتطور النظريتين بمرور الوقت بينما تُعدّلان للتنبؤ بفئات أوسع من الظواهر وتفسيرها، ويمكننا أن نرى هذا جليًّا في الجدال بشأن تفسير ميكانيكا الكم.
تبدو هذه المسألة في أوضح صورها من خلال نهج تغيير الفيزياء». تتمثل هذه النُّهج في مقترحاتٍ بنظريات متمايزة فعليًّا من الناحية الرياضية. في بعض الحالات، تطرح هذه النظريات تنبؤات – وان كان من الصعب اختبارها – تميزها عن نظرية الكم غير المعدلة؛ زفي حالات اخرى، تكون بذورا لبرامج بحثية قد تؤدي الى اتجاه مختلف – على نحو قابل للاختبار – عن نظرية الكم. قد نختلف بشأن ما ان كان هذا التوجه واعدا أم غير واعد في مجال العلوم، لكنه ينتمي اليها من دون شك. (وهذا لا يعني أن جميعى المدافعين عن هذه النظريات تعاملون معها على هذا النحو – من الاختبارات الجيدة لمدى جدية احد انصار نظرية الانهيار الديناميكي مثلا، أو نظرية المتغير الخفي بشأن اقتراحه باعتباره علما، وهو ما اذا كان يرحب بالاشارة الضمنية الى انه قد يكون لنظريته انحرافات عن ميكانيكا الكم قابلة للاختبار، ام يقاومها.)
على الرغم من ذلك، توجد فروق كبيرة في الطريقة العلمية، حتى فيما بين تلك النهج التي تترك الجانب الصوري من دون تغيير: النهج اشبيهة بتفسير ايفيرت القائمة على انعدام الاتساق وانبثاق بنية تفرع كلاسيكية، والنهج التي تعامل الحالة الكمية بصفتها حالة احتمالية. وبوجه عام، يطبق تفسير ايفيرت في الحالات التي تهدف الى فهم كيفية تطور الانظمة من دون تحكم أو توجيه. الحف أنه نهج مركزي في فهمنا لحالات الانتقال بين نظريات الكم والنظريات الكلاسيكية، وهو يستخدم في بيئات تتنوع ما بين مختبرات عصرنا الحالي وحتى بداية الكون؛ انه يقدم اطارا ولغة للتعامل مع المواقف التي لا يكون لمصطلحي «التجربة» و«والقياس» فيها معنى واضح؛ ثم ان لغته المتمثلة في مصطلحات مثل «الفروع» و«العوالم» قيمة في علم الكونيات الكمي والميكانيكا الاحصائية لعدم الاتزان؛ انه يتعامل مع اطار نظرية الكم على انها من المعطيات ويستخدمها لفهم المشكلات في نظريات الكم المحددة واستكشافها؛ هو ايضا النهج السائد في فيزياء الطاقة العالية وفي نظرية الاوتار. أما التفسيرات القائمة على الاحتمالات، فتستخدم بدرجة اكبر في المواقف التي تهدف الى فهم حالات التدخل والمعالجة التي قد نجريها في نظام ما؛ فهي مناسبة تماما لدراسة امكانية الحوسة ومعالجة المعلومات، وقد كانت مصدر الهام للكثير من الاعمار البارعة في هذه المجالات؛ وتقودنا هذا النُّهج بطبيعة الحال الى التساؤل عن السبب في ان اطار نظرية الكم على ما هو عليه وليس شيئا اخر؛ وهذه النهج هي السائدة في نظرية المعلومات الكمية.
ولا يعني هذا ان كل من استخدام النهج القائمة على انعدام الاتساق لدراسة علم الكونيات؛ ملتزم صراحة بتفسير ايفيرت ولغته المتمثلة في مصطلح «العوالم المتعددة»، ولا ان كل من استفاد من تفسير احتمالي لنظرية الكم في اثبات نظرية قيمة في معلومات الكم؛ ملتزم صراحةً بأحد ضروب مذهب الذرائعية. كلُّ ما يعنيه أنَّ الدراسة النظرية لمسألة القياس الكمي أنتجت تدفقا مستمرا من الأفكار، وعناصر الإلهام أثرت في المسائل الملموسة في نظرية الكم، والعكس بالعكس. إننا ندين بالكثير من الفضل في فهمنا الحالي لميكانيكا الكم وفَهمنا لأيّ من النظريات العميقة في الفيزياء، إلى مَن مَضَوا قُدمًا وأجروا القياسات، حتى عندما كان الأساس المفاهيمي لتلك الحسابات غير واضح. لكننا ندين بالمزيد من الفضل إلى هؤلاء الذين اختاروا – وقت إجراء الحسابات – ألا يصمتوا، بل اختاروا أن يفكروا جليًّا فيما تعنيه الفيزياء. ليس هناك ما يدعو إلى الاعتقاد بأن هذه العملية قد انتهت وما من سبب يجعلنا لا نتوقع أن التداخل بين الحسابات والفلسفة في نظرية الكم – وفي الفيزياء بوجه أعم – سيقودنا إلى مزيد من التعمق في فَهمنا لهذه النظريات المهمة، لكنها لم تزل غير واضحة تمام الوضوح.