1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : الأدب : الشعر : العصر الاندلسي :

رسالة من لسان الدين إلى سلطان تونس

المؤلف:  أحمد بن محمد المقري التلمساني

المصدر:  نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب

الجزء والصفحة:  مج6، ص: 131-132

2024-08-31

174

رسالة من لسان الدين إلى سلطان تونس 

ولما خوطب لسان الدين من سلطان تونس بما لم يحضرني الآن أجاب عنه بما نصه: « المقام الإمامي الإبراهيمي المولوي المستنصري الحفصي ، الذي كرم فرعاً وأصلاً ، وشرف جنساً وفصلاً ، وتملى في ظل رعاية المجد ، من لدن المهد ، كرماً وخصلاً ، وصرفت متجردة الأقلام ، إلى مثابة خلافته المنصورة الأعلام ، وُجُوهٌ عبارة الكلام ، فاتخذ من مقام إبراهيم مصلى مقام مولانا أمير المؤمنين الخليفة الإمام أبي إسحاق ابن مولانا أبي يحيى أبي بكر ابن الخلفاء الراشدين ، أبقاه الله تعالى تهوي إليه الأفئدة كلما انتشت بذكره ؛ وتتنافس الألسنة في إحراز غاية حمده وشكره ، وتتكفل الأقدار بإنفاذ نهيه وأمره ، وتغرى عوامل عوامله بحذف زيد عدوه وعمره ، ويتبرع أسمر ، الليل وأبيض النهار بإعمال بيضه وسمره ، ولا زال حسامه الماضي يغني يومه في النصر عن شهره ، والروض يحيبه بمباسم زهره ، ويرفع إليه رقع الحمد ببنان قضبه الناشئة من معصم نهره ، وولي الدنيا والآخرة يمتعنا بهما بعد الإعانة على مهره ، يُقبلُ بساطة المعوّد الاستلام بصفحات الخدود ، الرافع عماده ظل العدل الممدود ، عبد مقامه المحمود ، ووارد غمر إنعامه غير المنزور ولا المثمود ، المني على نعمه العميمة ، ومنحه الجسيمة ، ثناء الروض المجود ، ، على العهود ، ابن الخطيب ، من باب المولى الموجب حقه ، المتأكد الفروض ، الثابت العهود ، المعتد منه بالود الجامع الرسوم والحدود ، والفضل المتوارث عن الآباء والجدود ، يسلم على متابتها سلام متلو على مثلها إن وجد المثل في الثاني ، ويعوذ كمالها بالسبع المثاني ، ويدعو الله تعالى لسلطانها بتشييد المباني ، وتيسير الأماني ، وينهي إلى علوم تلك الخلافة الفاروقية المقدسة بمناسب التوحيد ، المسئولية من مدارك الآمال على الأمد البعيد ، أن مخاطبتها المولوية تاهت على الملوك فارعة العلا ، مزعفرة الحلل والحلى ، ذهبية المجلى ، تفيد العز المكين ، والدنيا والدين ، وترعى في الآباء والبنين ، على مر السنين صفراء فاقع لونها تسر الناظرين ﴾ (البقرة : 69) وقد حملت من مدحها الكريم ما أخفى للمملوك من قرة عين ، ودرة زين ، جبين الشرف الوضاح ، ومستوجب الحق على مثله من الخلق بالنسب الصراح ، والغرر والأوضاح ، والأرج الفواح ، فاقتي دره النفيس ، ووجد المروع في جانب الخلافة التنفيس ، وقراه لما قراه التعظيم والتقديس ، وقال يا أيها الملأ إني أُلقي إلى كتاب كريم ) ( النمل : (29) وإن لم يكن بلقيس ، أعلى الله تعالى تلك اليد مطوقة الأيادي ، ومحجلة الغمائم والغوادي ، وأبقاها عامرة النوادي ، غالبة الأعادي ، وجعل سيفها السفاح ورأيها الرشيد وعلمها الهادي ، ووصل ما ألطف به رعيها من أشتات بر بلغت ، و موارد فضل سوغت ، أمدتها سعادة المولى بمدد لم يضر معه البحر الهائل البحر الهائل ، ولا العدو الغائل ، وأقام أودها عند الشدائد الفلك الماثل ، لا بل الملك الذي له إلى الله الوسائل ، وحسب الجفن رسالتكم الكريمة لحظاً فصان وأكرم ، وعودة فتعوذ بها وتحرم ، وتولى المملوك تنفيق عروضها                      بانشراح صدره ، وعلى قدره، فوقعت الموقع الذي لم يقعه سواها ، فأما الخيل فأكرم مثواها ، وجعلت جنان الصون مأواها ، ولو كسيت الربيع المزهر حللا ، وأوردت في نهر المجرة علا ونهلاً ، وقلدت النجوم العواتم صحلا، ومسحت أعطافها بمنديل النسيم، وألحفت بأردية الصباح الوسيم ، وافترشت لمرابطها الحشايا ، وأقضمت حبات القلوب بالعشايا ، لكان بعض ما يجب، لحقها الذي لا يجحد فضله ولا يحتجب ، وما عداها من الرقيق والفتيان ، رعاة ذلك الفريق تكفله الاستحسان ، وأطنب الاعتقاد وإن قصر اللسان ، تولى الله تعالى تلك الخلافة بالشكر الذي يُحسب العطاء ، والحفظ الذي يسبل الغطاء ، والصنع الذي ييسر من مطا الأمل الامتطاء ، وأما ما يختص بالمملوك فقد خصه بقبوله تبركا بتلك المقاصد التي سددها الدين ، وعددها الفضل المبين ، وأنشد الخلافة التي راق من مجدها الجبين

قلدتني بفرائد أخرجتها من بحر جودك وهو ملتطم التبجح ورعيت نسبتها فإن سبيكة مما يلائم لونها قطع السبع

والمملوك بهذا الباب النصري أعزه الله تعالى على قدم خدمة ، وقائم بشكر منة لكم ونعمة ، وحاضر في جملة الأولياء بدعائه وحبه ، ومتوسل في دوام بقاء أيامكم ونصر أعلامكم إلى ربه ، وإن بعد بجسمه فلم يبعد بقلبه ، والسلام ، الطيب البر العميم، يخصها دائماً متصلاً ، ورحمة الله تعالى وبركاته الكريم.