1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : الأدب : الشعر : العصر الاندلسي :

ابن جاخ والمعتضد

المؤلف:  أحمد بن محمد المقري التلمساني

المصدر:  نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب

الجزء والصفحة:  مج4، ص:243-249

2024-01-31

990

ابن جاخ والمعتضد

ومن حكايات المعتضد عباد ما ذكره غير واحد أن ابن جاخ الشاعر ورد

على حضرته فدخل الدار المخصوصة بالشعراء فسألوه فقال إني شاعر فقالوا : أنشدنا من شعرك فقال :

إني قصدت إليك يا عبادي                   قصد القليق بالجري الوادي

فضحكوا منه وازدروه فقال بعض عقلائهم : دعوه فإن هذا شاعر وما يبعد أـن يدخل  مع الشعراء ويندرج في سلكهم  فلم  يبالوا بكلام الرجل

وتنادروا على المذكور فبقي معهم  وكان لهم في تلك الدولة يوم مخصوص

 

 

لا يدخل فيه على الملك غيرهم وربما كان يوم الاثنين فقال بعض لبعض هذه شنعة بنا أن يكون مثل هذا البادي يقدم علينا ويجرىء على الدخول معنا فاتفقوا على أن يكون هو أول متكلم في اليوم المخصوص بهم عند جلوس السلطان وقد رأوا أن يقول مثل ذلك الشعر المضحك فيطرده عنهم ويكون ذلك حسما لعلة إقدام مثله عليهم فلما كان اليوم المذكور وقعد السلطان في مجلسه ونصب الكرسي لهم رغبوا منه أن يكون هذا القادم أول متكلم في ذلك اليوم فأمر بذلك فصعد الكرسي وانتظر أن ينشد مثل الشعر المضحك فقال :

قطعت يا    يوم النوى أكبادي                       وحرمت عن عيني لذيذ رقادي

وتركني أرعى النجوم مسهدا                         والنار تضرم في صميم فؤداي

فكأنما الى الظلام ألية                                   لا ينجلي إلا إلى ميعاد

يا بين بين أين تقتاد النوى                          إبل الذين تحملوا بسعاد

ولرب خرق قد قطعت نياطه                      والليل يرفل في ثياب حداد

بشملة حرف كأن ذميلها                             سرح الرياح وكل برق غادي

والنجم يحدوها وقد ناديتها                        يا ناقي عوجي على عباد

ملك إذا ما أضرمت نار الوغى                  وتلاقت الأجناد بالأجناد

فترى الجسوم بلا رؤوس تنثني            وترى الرؤوس لقى بلا أجساد

يا أيها الملك المؤمل والذي                    قدما سما شرفا على الأنداد

إن القريض لكاسد في أرضنا               وله هنا سوق بغير كساد

فجلبت من شعري إليك قوافيا             يفنى الزمان وذكرها متمادي

من شاعر لم يضطلع أدبا ولا                خطت يداه صحيفة بمداد

فقال له الملك : أنت ابن جاخ ؟ فقال : نعم فقال : اجلس فقد وليتك رئاسة الشعراء وأحسن إليه ولم يأذن في الكلام في ذلك اليوم لأحد بعده انتهى .

رجع إلى أخبار بقية بني عباد :

المعتمد على الله أبو القاسم محمد بن المعتضد أبي عمرو عباد ابن القاضي أبي

القاسم ابن عباد رحمه الله تعالى ملك مجيد وأديب على الحقيقة مسجد وهمام تحلى به الملك ليلة وللنظم جيد أفي الطغاة بسيفه وأباد وأنسى بسيبه ذكر الحارث بن عباد فأطلع أيامه في الزمان حجولا وغررا ونظم معاليه في أجيادها جواهر ودررا وشيد في كل معلومة فناءه  وعمر بكل نادرة مستغربة وبادرة مستظرفة أوقاته  وآناءه فنفت به  للمحامد سوق وبسقت ثمرات إحسانه أي بسوق منع وقرى وراش وبرى ووصل وفرى وكان له من أبنائه عدة أقمار نظمهم  نظم السلك وزين بهم سماء ذلك الملك فكانوا دمعاقل بلاده وحمالة طارفه وتلاده إلى أن استدار الزمان كهيئته  وأخذ البؤس في فيئته واعتز الخلاف وظهر وسل الشتات سيفه وشهر والمعتمد  رحمه الله تعالى يطلب نفسه أثناء ذلك بالثبات بين تلك الثبات والمقام في ذلك المقام إلى أن بدل القطب بالواقع واتسع الخرق على الراقع فاستعضد بابن تاشفين  فورد عليه خطابه يشعر بالوفاء فثاب إليه فكر خاطره وفاء وثبت خلال تللك المدة للنزال ودعا من رام حربه نزال  إلى أن أصبح والحروب قد نهيته والأيام تسترجع منه ما وهبته فثل ذلك العرش واعتدت اليا لي حين أمنت من الأرش فنقل من صهوات الخيول إلى بطون الأجفان  وهذه  الدنيا جميع ما لديها زائل وكل من عليها فان  فما أغنت تلك المملكة وما دفعت وليتها ما ضرت إذ لم تكن نفعت وكل يلقى معجله ومؤجله ويبلغ الكتاب أجله

وقال الفقيه القاضي أبو بكر ابن خميس رحمه الله تعالى حين ذكر تاريخ بني عباد: وقد ذكر الناس للمعتمد  من أوصافه ما لا يبلغ مع كرته إلى إنصافه وأنا الآن أذكر نبذا  من أخباره وأردفها بما وقفت عليه من منظومات 

 

 

 

 

أشعاره فإنه رحمه الله تعالى جم الأدب رائقه عالي النظم فائقة كان يسمى بمحمد ويكنى بأبي القاسم على كنية جده القاضي استبد بالأمر عند موت أبيه المعتضد وفي ذلك يقول الحصري رحمه الله تعالى :

                       مات عباد ولكن                 بقي الفرع الكريم

                       فكأن الميت حي                  غير أن الضاد ميم

قال ابن اللبانة رحمه الله تعالى : ولم يزل شالمعتمد بخير إلى أن كانت سنة خمس وسبعين وأربعمائة ووصل اليهودي ابن شاليب لقبض الجزية المعلومة مع قوم من رؤساء النصارى وحلوا بباب من أبواب إشبيلة  فوجه لهم المعتمد المال مع جماعة من جوه دولته فقال اليهودي والله لا أخذت هذا العيار ولا آخذه منه إلا مشجرا وبعد هذا العام لا آخذ منه إلا أجفان البلاد ردوه إليه فرد المال إلى المعتمد وأعلم بالقصة فدعا بالجند  وقال ائتوني باليهودي وأصحابه واقطعوا  حبال الخباء ففعلوا وجاؤوا بهم فقال : اسجنوا النصارى وأصلبوا اليهودي الملعون فقال اليهودي :" لا تفعل وأنا أفتدي منك بزني

مالا فقال : والله لو أعطيتني العدوة والأندلس ما قبلتهما منك فصلب فبلغ الخير النصراني فكتب فيهم فوجه إليه بهم فأقسم النصراني أن يأتي من الجنود بعدد شعر رأسه يصل إلى بحر الزقاق وأمير المسلمين يوسف ابن تاشفين إذ ذاك محاصر سبتة فجاز المعتمد إليه ووعده بنصرته فرجع وحث ملوك الأندلس على الجهاد ثم وصل ابن تاشفين فكانت غزوة الزلاقة المشهورة ورجع ابن تاشفين إلى المغرب ثم جاز بعد ذلك إلى الأندلس

وتوهم ابن عباد أنه إذا أخذ البلاد يأخذ أموالها ويترك الأجفان فعزم ابن تاشفين على أن يخلع ملوك الأندلس ودارت إذ ذلك مكايد جمة ثم وجه ابن تاشفين من سبتة إلى المعتمد يطلب منه الجزيرة الخضراء وفيها ابنه يزيد فكتب إليه معتذرا عنها فلم يكن إلا كلمح البصر وإذا بمائة شراع قد أطلعت على الجزيرةأستارها                    إذا شدت في فننأ

فطير ابنه الحمام  إليه فأمره بإخلائها فظهر عند ذلك ابن تاشفين وقيل :

إنه لم يجز المرة الأولى حتى طلب من المعتمد الجزيرة لتكون عدة له وكان ذلك بلسية بعض أهل الأندلس نصحا لابن تاشفين ثم شرع ابن تاشفين في خلع ملوك الأندلس وقتالهم وأرسل إلى كل  مملكة جماعة من أهل دولته وأجناده يحاصرونها وأرسل إلى حضرة المعتمد إشبيلة وشرع في قتالها والناس قد ملوا الدولة العبادية وسئموها على ماجرت به العادة من حب الجديد لا سيما وقد ظهر من ابن عباد من التهتك في الشرب والملاهي ما لا يخفى أمره فتمنى أكثر الناس الراحة من دولتهم ولما اشتد مخنق المعتمد وجه عن النصارى فأعد لهم ابن تاشفين من لقيهم في الطريق فهزمهم وجهز ابن تاشفين  القطائع لإشبيلة وجد في حصارها والمعتمد مع ذلك منغمس في لذاته  وقد ألقى الأمور بيد ابنه الرشيد فلم يشعر ابن عباد إلا والعسكر معه في البلد فأفق  من نومه وصحا من سكره وركب فرسه وحسامه في يده وليس عليه إلا ثوب واحد فوافق العسكر قد دخل من باب الفرج ووافى هنالك طبالا فضربه بسيفه ضربة قسمه بها نصفين ففر الناس أمامه وتراموا من السور ووقف حتى بان الباب وفي ذلك يقول الأبيات المذكورة فيما يأتي :

                    إن يسلب القوم العدا            إلخ .

فلما وصل إلى باب الصباغين وجد ابنه مالكا مقتولا فاسترحم له ودخل القصر وزاد الأمر بعد ذلك ودخل البلد من كل جهاته فطلب الأمان له ولمن معه فأمن وجميع من له وأعدت له مراكب واجتاز إلى طنجة فلقيه الحصري الشاعر وكان  قد ألف له كتاب المستحسن من الأشعار فلم يقض بوصوله إليه إلا وهو على تللك الحالة فلما أخذ المعتمد الكتاب قال للحصري : ارفع ذللك البساط فخذ ما تحته فو الله ما أملك غيره فوجد تحته جملة مال فأخذه ثم انتقل حتى وصل أغمات ولم يزل بها إلى أن مات رحمه الله تعالى .

وقال الفتح في ترجمه ما نصه : ملك قمع العدا وجمع البأس والندى وطلع على الدنيا بدر هدى لم يتعطل يوما كفه ولا بنانه آونة يراعة وآونة سنانه وكانت أيامه مواسم  وثغوره بواسم ولياليه كلها دررا والزمان حجولا وغررا لم يغفلها من سمات عوارف ولم يضحها من ظل إيناس وارف ولا عطلها من مأثرة بقي أثرها باديا  ولقي معتفيه منها إلى الفضل

هاديا وكانت حضرته مطمحا للهمم ومسرحا لآمال الأمم ومقذفا لكل كمي وموقفا لكل ذي أنف حمي لم تخل  من وفد ولم يصح جوها من انسجام رفد فاجتمع تحت لوائه من جماهير الكماة  ومشاهير الحماة أعداد يغص بهم الفضاء وأنجاد يزهى بهم النفوذ والمضاء وطلع في سمائه كل نجم متقد وكل ذي فهم منتقد فأصبحت حضرته ميدانا لرهان الأذهان ومضمارا لإحراز الخصل في كل معنى وفصل فلم يلتحق بزمامه إلا كل بطل نجد ولم يتسق في نظامه إلا ذكاء مجد فأصبح عصره أجمل عصر وغدا مصره أكمل مصر تسفح فيه ديم الكرم ويفصح فيه لسانا سيف وقلم ويفضح الرضى في وصفه أيام ذي سلم وكان قومه وبنوه لتلك الحلبة زينا ولتلك الجملة عينا إن ركبوا خلت الأرض فلكا يحمل نجوما وإن وهبوا رأيت الغمائم سجوما وإن قدموا أحجم عنرة العبسي وإن فخروا أفحم عرابة الأوسي  ثم أنحرفت الأيام فألوت بإشراقه وأذوت يانع إيراقه فلم يدفع الرمح ولا الحسام ولم تنفع تلك المنن الجسام فتملك بعد الملك وحط من فلكه إلى الفلك فأصبح خائضا تحدوه الرياح وناهضا يزجيه البكاء والصياح قد ضجت عليه أياديه وارتجت جوانب ناديه وأضحت منازله قد بان عنها الأنس والحبور وألوت ببهجتها الصبا والدبور فبكت العيون عليه دما وعاد موجود الحياة عدما وصار أحرار الدهر فيه خدما فسحقا لدينا ما رعت حقوقه ولا أبقت شروقه فكم  أحياها لبنيها وأبداها رائقة لمجتنيها

 وهي الأيام لا يتقى من تجنيها ولا تبقي على مواليها ومدانيها أدثرت  آثار جلق وأخمدت

 نار المحلق وذللت عزة ابن شداد وهدت  القصر ذا الشرفات من سنداد ونعمت ببؤس النعمان وأكمنت غدرها له في طلب الأمان انتهى

ثم ذكر الفتح  من أخباره وأشعاره ومجالس أنسه وغير ذلك من أمره .

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي