x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
أشعار في الزهد
المؤلف: أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر: نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة: مج4، ص:315-349
2024-01-15
1302
أشعار في الزهد
1- قال أبو العباس ابن خليل:
فهموا إشارات الحبيب فهاموا وأقام أمرهم الرشاد فقاموا
وتوسعوا بمدامع منهلة تحت الدياجي والأنام نيام
وتلوا من الذكر الحكيم جوامعا جمعت لها الألباب والأفهام
ياصاح لو أصبرت ليلهم وقد صفت القلوب وصفت الأقدام
لرأيت نور هداية قد حفهم فسرى السرور وأشرق الإظلام
فهم العبيد الخادمون مليكهم نعم العبيد وأفلح الخدام
سلموا من الآفات لما استسلموا فعليهم حتى الممات سلام
2 _ وقال العالم الكبير الشهير صاحب التآليف أبو محمد عبد الحق الإشبيلي رحمه الله تعالى:
قالوا صف الموت يا هذا وشدته فقلت وامتد مني عندها الصوت
يكفيكم منه أن الناس إن وصفوا أمرا يروعهم قالوا هو الموت
3 _ وقال الخطيب الأستاذ أبو عبد الله محمد بن صالح الكناني الشاطبي نزيل بجاية:
جعلت كتاب ربي لي بضاعه فكيف أخاف فقرا أو إضاعه
وأعددت القناعة رأس مال وهل شيء أعز من القناعه؟
4_ وقال القاضي الكبير الأستاذ الشهير أبو العباس أحمد بن الغماز البلنسي نزيل إفريقة:
هو الموت فاحذر أن يجيئك بغتة وأنت على سوء من الفعل عاكف
وإياك أن تمضي من الدهر ساعة ولا لحظة إلا وقلبك واجف
وبادر بأعمال تسرك أن ترى إذا نشرت يوم الحساب الصحائف
ولا تيأسن من رحمة الله إنه لرب العباد بالعباد لطائف
وقال رحمه الله تعالى :
أما آن للنفس أن تخشعا أما آن للقلب أن يقلعا
أليس الثمانون قد أقبلت فلم تبق في لذة مطعما
تقضى الزمان ولا مطمع لما قد مضى منه أن يرجعا
تقضى الزمان فوا حسرتي لما فات منه وما ضيعا
و يا ويلتاه لذي شيبة يطيع هوى النفس فيما دعا
وبعدا وسحقا له إذ غدا يسمع وعظا ولن يسمعا
5 _ وقال الأستاذ الزاهد أبو إسحاق الإلبيري الغرناطي رحمه الله تعالى :
كل امرئ فيما يدين يدان سبحان من لم يخل منه مكان
يا عامر الدنيا ليسكنها وما هي بالتي يبقى بها سكان
تفنى وتبقى الأرض بعدك مثلما يبقى المناخ وترحل الركبان
أأسر في الدنيا بكل زيادة وزيادتي فيها هي النقصان
وقال أيضا رحمه الله تعالى:
وذي غنى أوهمته همته أن الغنى عنه غير منفصل
..........................
الله حسبك فيما عذت منه به وأين يأمنهم من حسبه الله
إذا قضى الله فاستسلم لقدرته ما لا مرئ حيلة فيما قضى الله
سلم إلى الله فيما شاء وارض به فالخير أجسع فيما يصنع الله
وقال عفا الله عنه وأجاد في قوله ونصحه :
يجر أذيال عجبه بطرا واختال للكبرياء في الحلل
بزنته أيدي الخطوب بزنته فاعتاض بعد الجديد بالسمل
فلا تثق بالغنى فآفته الفقر وصرف الزمان ذو دول
كفى بنيل الكفاف عنه غنى فكن به فيه غير محتفل
وقال رحمه الله تعالى:
لا شيء أخسر صفقة من عالم لعبت به الدنيا مع الجهال
فغدا يفرق دينه أيدي سبا ويدليه حرصا لجمع المال
لا خير في كسب الحرام وقلما يرجى تسأل عنه أي سؤال
وقال رحمه الله تعالى:
الشيب نبه ذا النهى فتنبها ونهى الجهول فما استفاق ولا انتهى
فإلى متى ألهو وأخدع بالمنى والشيخ أقبح ما يكون إذا لها
ما حسنه إلا التقى لا أن يرى صبا بألحاظ الجآذر والمها
أنى يقاتل وهو مفلول الشبا كأبي الجواد إذا استقل تأوها
محق الزمان هلاله فكأنما أبقى له منه على قدر السها
فغدا حسيرا يشتهي أن يشتهى ولكم جرى طلق الجموح كما اشتهى
إن أن أواه وأجهش بالبكا لذنوبه ضحك الجهول وقهقها
ليست تنبهه العظات ومثله في سنه قد آن أن يتنهنها
فقد اللدات وزاد غيا بعدهم هلا تيقظ بعدهم وتنبها
يا ويحه ما باله لا ينتهي عن غيمه والعمر منه قد انتهى
6_ وقال الأستاذ ولي الله سيدي أبو العباس ابن العريف :
من لم يشافه عالما بأصوله فيقينه في المشكلات ظنون
من أنكر الأشياء دون تيقن وتثبت فمعاند مفتون
الكتب تذكرة لمن هو عالم وصوابها بمحالها معجون
والفكر غواص عليها مخرج والحق فيها لؤلؤ مكنون
7_ وقال أبو القاسم ابن الأبرش:
أيأسوني لما تعاظم ذنبي أتراهم هم الغفور الرحيم
8_ وقال أبو العباس ابن صقر الغرناطي أو المري وأصله من سرقسطة:
أرض العدو بظاهر متصنع إن كنت مضطرا إلى استرضائه
كم من فى ألقى بوجه باسم وجوانحي تنقد من بغضائه
9 – وقال الكاتب الشهير الشهيد أبو عبد الله محمد بن الأبار القضاعي البلنسي رحمه الله تعالى من أبيات :
يا شقيق النفس أوصيك وإن شق في الإخلاص ما تتجهه
لا تبت في كمد من كبد رب ضيق عاد رحبا مخرجه
وبلطف الله أصبح واثقا كل كرب فعليه فرجه
ولابن الأبار ترجمة طويلة استوفيت منها ما أمكني في أزهار الرياض في أخبار الرياض في أخبار عياض وما يناسبها مما يحصل به للنفس ارتياح وللعقل ارتياض.
قال الغبريني في عنوان الدراية : لو لم يكن له من الشعر إلا قصيدته السينية التي رفعها للأمير أبي زكريا رحمه الله تعالى يستنجده ويستصرخه لنصرة الأندلس لكان فيها كفاية وإن قد نقدها ناقد وطعن عليه فيها طاعن ولكن كما قال أبو العلاء المعري :
تكلم بالقول المضلل حاسد وكل كلام الحاسدين هراء
ولو لم يكن له من التآليف إلا كتابه المسمى معادن اللجين في مراثي
الحسين لكفاه في ارتفاع درجته وعلو منصبه وسمو رتبته
ثم قال : توفي بتونس ضحوة يوم الثلاثاء الموفي عشرين لمحرم سنة 658 . وقال ابن علوان : إنه يتصل سنده به من طرق منها طريق الراوية أبي عبد الله محمد بن جابر القيسي الوادي آشي عن الشيخ المقرئ المحدث المتبحر أبي عبد الله محمد بن حيان الأوسي الأندلسي نزيل تونس عنه ومن طريق والدي صاحب عنوان الدراية عن الخطيب أبي عبد الله ابن صالح عنه انتهى قلت : وسندي إليه عن العم عن التنسي عن أبيه عن ابن مرزوق عن جده الخطيب عن ابن جابر الوادي آشي به كما مر .
10 _ وقال ابن عبد ر به:
بادر إلى التوبة الخلصاء مجتهدا والموت ويحك لم يمدد إليك يدا
وارقب من الله وعدا ليس يخلفه ولا بد لله من إنجاز ما وعدا
11 _ وقال الصدر أبو العلاء ابن قاسم القيسي:
يا واقف الباب في رزق يؤمله لا تقنطن فإن الله فاتحه
إن قدر الله رزقا أنت طالبه لا تيأسن فإن الله ما نحه
12 _ وقال الأعمى التطيلي:
تنافس الناس في الدنيا وقد علموا أن سوف تقتلهم لذاتها بددا
قل للمحدث عن لقمان أو لبد لم يترك الدهر لقمانا ولا لبدا
وللذي همه البنيان يرفعه إن الردى لم يغادر في الثرى أحدا
ما لابن آدم لا تفى مطامعه يرجوا غدا وعسى أن لا يعيش غدا
وقال أبو العباس التطيلي :
والناس كالناس إلا أن تجربهم وللبصيرة حكم ليس للبصر
كالأيك مشتبهات في منابتها وإنما يقع التفضيل في الثمر
13 _ وقال القاضي أبو العباس ابن الغماز البلنسي:
من كان يعلم لا محالة أنه لا بد أن يودي وإن طال المدى
هلا استعد لمشهد يجزي به من قد أعد من اهتدى ومن اعتدى
وقال أيضا :
هو الموت فاحذر أن يجيئك بغتة وأنت على سوء من الفعل عاكف
وإياك أن تمضي من الدهر ساعة ولا لحظة إلا وقلبك واجف
فبادر بأعمال يسرك أن ترى إذا طويت يوم الحساب الصحائف
ولا تيأسن من رحمة الله إنه لرب العباد بالعباد لطائف
14 _ ولما استوزر باديس صاحب غرناطة اليهودي الشهير بابن نغدلة وأعضل داؤه المسلمين قال زاهد إلبيرة وغرناطة أبو إسحاق الإلبيري قصيدته النونية المشهورة التي منها في إغراء صنهاجة باليهود :
ألا قل لصنهاجة أجمعين يدور الزمان وأسد العرين
مقالة ذي مقة مشفق صحيح النصيحة دنيا ودين
لقد زل سيدكم زلة أقر بها أعين الشامتين
تحيز كاتبه كافرا ولو شاء كان من المؤمنين
فعز اليهود به وانتموا وسادوا وتاهوا على المسلمين
وهي قصيدة طويلة فثارت إذ ذاك صنهاجة على اليهود وقتلوا منهم مقلته عظيمة وفيهم الوزير المذكور – وعادة أهل الأندلس أن الوزير هو الكاتب فأراح الله البلاد والعباد ببركة هذا الشيخ الذي نور الحق على كلامه باد ألأبب
15_ وقال أبو الطاهر الجياني المشهور بابن أبي ركب بفتح الراء وسكون الكاف :
يقول الناس في مثل تذكر غائبا تره
فما لي لا أرى وطني ولا أنسى تذكره
وكان أبو الطاهر هذا في جملة من الطلبة فمر بهم رجل معه محبرة آبنوس تأنق في حليتها واحتفل في عملها فأراهم إياها وقال: اريد أن أقصد بها بعض الأكابر وأريد أن تتمموا احتفالي بأن تصنعوا لي بينكم أبيات شعر أقدمها فأطرق الجماعة وقال أبو الطاهر :
وافتك من عدد العلا زنجية في حلة من حلية تتبخر
صفراء سوداء الحلي كأنها ليل تطرزه نجوم تزهر
فلم يغب الرجل عنهم إلا يسيرا وإذا به قد عاد إليهم وفي يده قلم نحاس مذهب فقال لهم : وهذا مما أعددته للدفع مع هذه المحبرة فتفضلوا بإكمال الصنيعة عندي بذكره فبدر أبو الطاهر وقال:
حملت بأصفر من نجار حليها تخفيه أحيانا وحينا يظهر
خرسان إلا حين يرضع ثديها فراه ينطق ما يشاء ويذكر
قال ابن الأبار في تحفة القادم : وحضر يوما في جماعة من أصحابه
وفيهم أبو عبدالله ابن زرقون في عقب شعبان في مكان فلما تملأوا من الطعام قال أبو الطاهر لابن زرقون : أجز يا أبا عبد الله وأنشد :
حمدت لشعبان المبارك شعبة تسهل عندي الجوع في رمضان
كما حمد الصب المتيم زورة تحمل فيها الهجر طول زمان
فقال :
دعوها بشعبانية ولو آنهم دعوها بشعبانية لكفاني
16 _ وقال أبو عبد الله ابن خميس الجزائري :
تحفظ من لسانك ليس شيء أحق بطول سجن من لسان
وكن للصمت ملتزما إذا ما أردت سلامة في ذا الزمان
وقال أيضا :
كن حلس بيتك مهما فتنة ظهرت تخلص بدينك وافعل دائما حسنا
وإن ظلمت فلا تحقد على أحد إن الضغائن فاعلم تنشى ء الفتنا
وقال :
بدا لي أن خير الناس عيشا من آمنه الإله من الأنام
فليس لخائف عيش لذيذ ولو ملك العراق مع الشآم
وله :
جانب جميع الناس تسلم منهم إن السلامة في مجانبة الورى
وإذا رأيت من امرئ يوما أذى لا تجزه أبدا بما منه ترى
وله :
من أدب ابنا له صغيرا قرت به عينه كبيرا
وأرغم الأنف من عدو يحسد نعماءه كثيرا
17 _ وقال أبو محمد ابن هرون القرطبي :
بيد الإله مفاتح الرزق الذي أبوابه مفتوحة لم تغلق
عجبا لذي فقر يكلف مثله في الوقت شيئا عنده لم يخلق
وقال أيضا :
لعمرك ما الإنسان يرزق نفسه ولكنما الرب الكريم يسخره
وما بيد المخلوق في الرزق حيلة تقدمه عن وقته أو تؤخره
18 _ وقال الأديب الأستاذ أبو محمد ابن صارة رحمه الله تعالى :
يامن يصيخ إلى داعي السفاه وقد نادى به الناعيان الشيب والكبر
إن كنت لا تسمع الذكرى فقيم ثوى في رأسك الواعيان السمع والبصر
ليس الأصم ولا الأعمى سوى رجل لم يهده الهاديان العين والأثر
لا الدهر يبقى ولا الدنيا ولا الفلك الأعلى ولا النيران الشمس والقمر
ليرحلن عن الدنيا وإن كرها فراقها الثاويان البدو والحضر
وقال رحمه الله تعالى في ابنة ماتت له :
ألا يا موت كنت بنا رؤوفا فجددت الحياة لنا بزوره
حماد لفعلك المشكور لما كفيت مؤتة وسرت عوره
19 _ وأنشد أبو عبد الله ابن الحاج البكري الغرناطي :
يا غاديا في غفلة ورائحا إلى متى تستحسن القبائحا
وكم إلى كم لا تخاف موقفا يستنطق الله به الجوارحا
يا عجبا منك وكنت مبصرا كيف تجنبت الطريق الواضحا
كيف تكون حين تقرا في غد صحيفة قد ملئت فضائحا
أم كيف ترضى أن تكون خاسرا يوم يفوز من يكون راجا
وممن روى عنه هذه الأبيات الكاتب الرئيس أبو الحسن ابن الجياب وتوفي ابن الحاج المذكور سنة 715 رحمه الله تعالى .
20 _ وقال حافز وقال حافظ الأندلس محدثها أبو الربيع سليمان بن موسى بن سالم الكلاعي رحمه الله تعالى :
إلهي مضت للعمر سبعون حجة ولي حركات بعدها وسكون
فيا ليت شعري أين أوكيف متى يكون الذي لابد أن سيكون
والصواب أنهما لغيره كما ذكرته في غير هذا الوضع وبالجملة فهما من كلام الأندلسيين وإن لم يحقق ناظمهما بالتعين:
21 _ وقال أبو بكر يحيى التطيلي رحمه الله تعالى :
إليك بسطت الكف في فخمة الدجى نداء غريق في الذنوب عريق
رجاك ضميري كي جملي وكم من فريق شافع لفريق
22 _ وحكي أن بعض المغاربة كتب إلى الملك الكامل بن العادل بن أيوب رقعة في ورقة بيضاء إن قرئت في ضوء السراج كانت فضية وإن قرئت في الشمس كانت ذهبية وإن قرئت في الظل كانت حبرا أسود وفيها هذه الأبيات :
لئن صدني البحر عن موطني وعيني بأشواقها زاهره
فقد زخرف الله لي مكة بأنوار كعبته الزاهره
وزخرف لي بالنبي يثريا وبالملك الكامل القاهره
فقال الملك الكامل قل :
وطيب لي بالنبي طيبة وبالملك الكامل القاهره
وأظن أن المغربي أندلسي لقوله : لئن صدني البحر عن موطني فلذلك أدخلته في أخبار الأندلسيين ولست على تحقيق ويقين والله أعلم
23 _ وأنشد ابن الوليد المعروف بابن الخليع قال : أنشدنا أبو عمر ابن عبد البر النمري الحافظ :
تذكرت من يبكي علي مداوما فلم ألف إلا العلم بالدين والخير
علوم كتاب الله والسنن التي أتت عن رسول الله مع صحة الأثر
وعلم الألى من ناقديه وفهم ما له اختلفوا في العلم بالرأي والنظر
وأنشد له أيضا :
مقالة ذي نصح و ذات فوائد إذا من ذوي الألباب كان استماعها
عليكم بآثار النبي فإنه من أفضل أعمال الرشاد اتباعها
24 _ وقال أبو الحسن عبد الملك بن عياش الكاتب الأزدي اليابري وسكن أبوه قرطبة :
عصيت هوى نفسي صغيرا وعندما رمتني الليالي بالمشيب وبالكبر
أطعمت الهوى عكس القضية ليتني خلقت كبيرا وانتقلت إلى الصفر
وقيل : إن ابنه أبا الحسن علي بن عبد الملك قال بيتا مفردا في معنى ذلك وهو :
هنيئا له إذ لم يكن كابنه الذي أطاع الهوى في حالتيه وما اعتبر
وقيل : إن هذا البيت رابع أربعة أبيات
25 _ وقال أبو إسحاق ابن خفاجة لما اجتمع به أبو العرب وسأله عن حاله وقد بلغ في عمره إحدى وثمانين سنة فأنشده لنفسه :
أي عيش أو غذاء أو سنه لابن إحدى وثمانين سنة
قلص الشيب به ظل امرئ طالما جر صباه رسنه
تارة تسطو به سيئة تسخن العين وأخرى حسنه
26 _ وقال أبو محمد عبد الوهاب بن محمد القيسي المالقي :
الموت حصاد بلا منجل يسطو على القاطن والمنجلي
لا يقبل العذر على حالة مال كان من مشكل أو من جلي
27 _ وقال الشيخ عبد الحق الإشبيلي الأزدي صاحب كتاب العاقبة
و الإحكام وغيرهما :
إن في الموت والمعاد لشغلا وادكارا لذي النهى وبلاغا
فاغتنم خطتين قبل المنايا صحة الجسم يا أخي والفراغا
28_ وقال أبو الفضل عبد المنعم بن عمر بن عبدالله بن حسان الغساني من أهل جليانة من عمل وادي آش
ألا إنما الدنيا بحار تلاطمت فما أكثر الغرقى على الجنبات
وأكثر من صاحبت يغرق إلفه وقل فتى ينجى من الغمرات
وكان المذكور من أهل العلم والأدب رحل وحج وتجول في البلاد ونزل القاهرة المعزية وكان أحد السياحين في الأرض وله تآليف منها جامع أنماط الوسائل في القريض والخطب والرسائل وأكثره من نظمه ونثره رحمه الله تعالى
29 _ وقال عبد العليم بن عبد الملك بن حبيب القضاعي الطرطوشي :
وما الناس إلا كالصحائف غيرت وألسنهم إلا كمثل التراجم
إذا اشتجر الخصمان في فطنة الفى فمقوله في ذاك أعدل حاكم
30 _ وقال أبو الحكم عبد المحسن البلنسي
من كان للدهر خدنا في تصرفه أبدت له صحفة الدهر الأعجيبا
من كان خلوا من الآداب سربله مر الليالي على الأيام تأديبا
31 _ وقال أبو حاتم عمر بن محمد بن فرج من أهل ميرتلة مدينة بغرب الأندلس يمدح شهاب القضاعي
شهب السماء ضياؤها مستور عنا إذا أفلت توارى النور
فانزع هديت إلى شهاب نوره متألق آماله تبصير
تشفي جواهره القلوب من العمى ولطالما انشرحت بهن صدور
فإذا أتى فيه حديث محمد خذ في الصلاة عليه يامغرور
وترحمن على القضاعي الذي وضع الشهاب فسعيه مشكور
32 _ وقال الأستاذ أبو محمد غانم بن وليد المخزومي المالقي :
ثلاثة يجهل مقدارها الأمن والصحة والقوت
فلا تثق بالمال من غيرها لو أنه در وياقوت
وتذكرت بهذا قول الآخر :
إذا القوت تأتى لك والصحة والأمن
وأصبحت أخا حزن فلا فارقك الحزن
وكل ذلك أصله الحديث النبوي ( على صاحبه أفضل الصلاة وأزكى التسليم فإنه قال ): من أصبح آمنا في سربه معافى في بدنه معه قوت يومه فكأنما سيقت له الدنيا بحذ افيرها
وأخبرنا شيخنا القصار أبو عبد الله محمد بن قاسم القيسي في مدينة فاس وخطيبها سنة عشر وألف قال: حدثنا شيخنا أبو عبد الله محمد بن أبي الفضل التونسي نزيل فاس الشهير بخروف ( قال ) حدثنا الإمام سيدي فرج الشريف
الطهطاوي قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم يقول من أصبح آمنا في سربه ...الحديث
رجع :
33_ وقال الأستاذ العارف بالله سيدي أبو العباس أحمد بن العريف الأندلسي دفين مراكش وقد زرت قبره بها سنة 1010
إذا نزلت بساحتك الرزايا فلا تجزع لها جزع الصبي
فإن لكل نازلة عزاء بما قد كان من فقد النبي
وقال رحمه الله تعالى :
شدوا الرحال وقد نالوا المنى بمنى وكلهم بأليم الشوق قد باحا
راحت ركائبهم تندى روائحها طيبا بما طاب ذاك الوفد أشباحا
نسيم قبر النبي المصطفى لهم راح إذا سكروا من أجله فاحا
يا راحلين إلى المختار من مضر زرتم جسوما وزرنا نحن أرواحا
إنا أقمنا على شوق وعن قدر ومن أقام على عذر كمن راحا
34_ وقال أبو محمد المحاربي:
داء الزمان وأهله داء يعز له العلاج
أطلعت في ظلمائه رأيا كما سطع السراج
لمعاشر أعيا ثقا في كم قناهم اعوجاج
كالدر ما لم تختبر فإذا اختبرت فهم زجاج
35 _ وقال أبو عبد الله غريب الثقفي القرطبي :
يهددني بمخلوق ضعيف يهاب من المنية ما أهاب
له أجل ولي أجل وكل سيبلغ حيث يبلغه الكتاب
وما يدري لعل الموت منه قريب أينا قبل المصاب
وله :
أيها الآمل ما ليس له طالما غر جهولا أمله
رب من بات يمني نفسه خانه دون مناه أجله
وفتى بكر في حاجاته عاجلا أعقب ريشا عجله
قل لمن مثل في أشعاره يذهب المرء ويبقى مثله
نافس الحسن في إحسانه فسيكفيك مسسئا عمله
قال ابن الأبار: وهذا البيت الأخير في برنامج الطبي
36 _ وقال أبو الحسين سليمان بن الطراوة النحوي المالقي:
وقائلة أتصبو للغواني وقد أضحى بمفرقك النهار
فقلت لها حثثت على التصابي أحق الخيل بالركض المعار
37 _ وقال الحافظ أبو الربيع ابن سالم :
إذا برمت نفسي بحال أحلتها على أمل ناء فقرت به النفس
وأنزل أرجاء الرجاء ركائي إذا رام إلماما بساحي اليأس
وإن أوحشتني من أماني نبوة فلي في الرضى بالله والقدر الأنس
38 _ وقال أبو الحسن سلام بن عبد الله بن سلام الباهلي الإشبيلي مما أنشده لنفسه في كتابه الذي سماه بالذخائر والأعلاق في أدب النفوس ومكارم الأخلاق:
إذا تم عقل المرء تمت فضائله وقامت على الإحسان منه دلائله
فلا تنكر الأبصار ما هو فاعله ولا تنكر الأسماع ما هو قائله
وكان أبو المذكور من وزراء المعتمد بن عباد رحم الله تعالى الجميع
39 _ وقال أبو بكر الزبيدي اللغوي "
اترك الهم إذا ما طرقك وكل الأمر إلى من خلك
وإذا أمل قوم أحدا إلى ربك فامدد عنقك
40 _ وقال القاضي أبو الوليد هشام بن محمد القيسي الشلبي المعروف
بابن الطلاء: فاوضت القاضي أبا عبد الله ابن شبرين ما يحذر من فتنه النظر إلى الوجوه الحسان فقلت :
لا تنظرن إلى ذي رونق أبدا وأحذر عقوبة ما يأتي به النظر
فكم صريع رأيناه صريع هوى من نظرة قادها يوما له القدر
فأجابني في المعنى الذي انتحيته :
إذا نظرت فلا تولع بتقليب فربما نظرة عادت بتعذيب
ورب هنا للتكثير
41 _ وقال الأستاذ ابن حوط الله
أتدري أنك الخطاء حقا وأنك بالذي تأتي رهين
وتغتاب الألى فعلوا وقالوا وذاك الظن والإفك المبين
قال في الإحاطة: أبو محمد عبد الله بن سليمان داود بن عمر بن حوط الله الأنصاري الحارثي كان فقيها جليلا أصوليا كاتبا أديبا شاعرا متفننا في العلوم ورعا دينا حافظا ثبتا فاضلا درس كتاب سيبويه ومستصفى أبي حامد الغزالي وكان رحمه الله تعالى مشهورا بالعقل والفضل معظما عند الملوك معلوم القدر لديهم يخطب في مجالس الأمراء والمحافل الجمهورية
مقدما في ذلك بلاغة وفصاحة إلى أبعد مضمار ولي قضاء إشبيلية وقرطبة ومرسية وسبتة وسلا وميورقة فتظاهر بالعدل وعرف بما أبطن من الدين والفضل وكان من العلماء العاملين مجانبا لأهل البدع والأهواء بارع الخط حسن التقييد وسمع الحديث فحصل له سماع لم يشاركه فيه أحد من أهل الغرب وسمع على الجهابذة كابن بشكوال وغيره وقرأ أكثر من ستين تأليفا بين كبار وصغار كمل له على أبي محمد ابن عبد الله بين قراءة وسماع نحو من ستة وثلاثين تأليفا منها الصحيحان وأكثر عن ابن حبيش وابن الفخار والسهيلي وغيرهم ومولده في محرم سنة 541 ومات بغرناطة سحر يوم الخميس ثاني ربيع الأول سنة 612 ونقل منها في تابوته الذي ألحد فيه يوم السبت تاسع عشر شعبان من السنة المذكورة إلى مالة فدفن بها رحمه الله تعالى انتهى وبعضه بالمعنى مختصرا وللمذكور ترجمة واسعة جدا وألمعت بما ذكر على وجه التبرك بذكره رحمه الله تعالى ورضي عنه
42 _ وقال أبو المتوكل الهيثم بن أحمد السكوني الإشبيلي
يجفى الفقير ويغشى الناس قاطبة باب الغني كذا حكم المقادير
وإنما الناس أمثال الفراش فهم يرون حيث مصابيح الدنانير
وقال تلميذه ابن الأبار: أنشدني بعض أصحابنا عنه هذين البيتين ولم أسمعهما منه انتهى
قلت : وبهذا تعرف وهم من نسب البيتين إلى عبد الهيمن الحضرمي فإن هذا كان قبل أن يخلق والد عبد الهيمن الحضرمي وقد أنشدهما أيضا ابن الجلاب الفهري في روح الشعر وروح الشحر
43_ وقال أبو محمد القاسم بن الفتح الحجاري المعروف بابن افريولة :
ركابي بأرجاء مناخة ورائدها علمي بأنك لي رب
وأنك علام بما أنا قائل كما أنت علام بما أضمر القلب
لئن آ دها ذنب تولت بعبئه لقد قرعت بابا به يغفر الذنب
وقال أيضا :
عجبا لحبر قد تيقن أنه سيرى اقتراف يديه في ميزانه
ثم امتطى ظهر المعاصي جهرة لم يثنه التأنيب عن عصيانه
أنى عصى ولكل جزء نعمة من نفسه وزمانه ومكانه
44 _ وقال الشاعر الكبير الشهير أبو بكر يحيى بن عبد الجليل بن مجبر الفهري
إن الشدائد قد تخشى الكريم لأن تبين فضل سجاياه وتوضحه
كمبرد القين إذ يعلو الحديد به وليس يأكله إلا ليصلحه
وقال :
لا تغبط المجدب في علمه وإن رأيت الخصب في حاله
إن الذي ضيع من نفسه فوق الذي ثمر من ماله
45 _ وقال أبو الحجاج يوسف بن أحمد الأنصاري المنصفي البلنسي
قالت لي النفس أتاك الردى وأنت في بحر الخطايا مقيم
هلا اتخذت الزاد قلت اقصري هلي يحمل الزاد لدار الكريم
وكان المنصفي المذكور صالحا وله رحلة حج فيها ومال إلى علم التصوف
رحمه الله تعالى وله فيه أشعار حملت عنه
46 _ وقال أبوعبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن الصائغ القريشي الأموي الأندلسي مخمسا أبيات عز الدين بن جماعة قاضي القضاة رحمه الله تعالى
هم الأبي على مقدار منصبه وبسط راحته في طي منصبه
ما أنت والدهر تشكو من تقلبه يا مبتلى بقضاء قد بليت به
عليك بالصبر واحذر يا أخي جزعك
صبرا فللصبر في حرب العدا عدد ذر العدو يمته الغيظ والحسد
ولا يكن لك إلا الله معتمد واعلم بأن جميع الخلق لو قصدوا
أذاك لم يقدروا والله قد رفعك
أعلاك في رتب غر معظمة بالعرف معروفة بالعلم معلمة
ومن يناويك في بهماء مظلمة فاصرف هواك وجانب كل مظلمة
واصحب فديتك من بالنصح قد نفعك
قد اجتلبت من الأيام تبصرة وقد كفاك الهدى والذكر تذكره
فاشكر وقدم مع الإخلاص معذرة وأسأل إلهك في الإسحار مغفرة
منه وكن معه حتى يكون معك
وتوفي المذكور بالقاهرة في الطاعون العام سنة 749
47 _ وقال أبو عبد الله الحميدي
الناس نبت وأرباب القلوب لهم روض وأهل الحديث الماء والزهر
من كان قول رسول الله حاكمه فلا شهود له إلا الألى ذكروا
وقال أيضا
من لم يكن للعلم عند فنائه أرج فإن بقاءه كفنائه
بالعلم يحيا المرء طول حياته فإذا انقضى أحياه حسن ثنائه
وقال أيضا :
دين الفقيه حديث يستضيء به عند الحجاج وإلا كان في الظلم
إن تاه ذو مذهب في قفر مشكلة لاح الحديث له في الوقت كالعلم
ولما تعرض بعض من لا يبالي بما ارتكب إلى أصحاب الحديث بقوله
أرى الخير في الدنيا يقل كثيره وينقص نقصا والحديث يزيد
فلو كان خيرا كان كالخير كله ولكن شيطان الحديث مريد
ولابن معين في الرجال مقالة سيسأل عنها والمليك شهيد
فإن يك حقا قوله فهي غيبة وإن يك زورا فالقصاص شديد
أجابه الإمام أبو عبد الله الحميدي بقصيدة طويلة منها :
وإني إلى إبطال قولك قاصد ولي من شهادات النصوص جنود
إذا لم يكن خيرا كلام نبينا لديك فإن الخير منك بعيد
وأقبح شيء أن جعلت لما أتى عن الله شيطانا وذاك شديد
وما زلت في ذكر الزيادة معجبا بها تبدىء التلبيس ثم تعيد
كلام رسول الله وحي ومن يرم زيادة شيء فهو فيه عنيد
ومنها في ابن معين
وما هو إلا واحد من جماعة وكلهم فيما حكوه شهود
فإن صد عن حكم الشهادة جاهل فإن كتاب الله فيه عتيد
ولو لا رواة الدين ضاع وأصبحت معالمه في الآخرين تبيد
هم حفظوا الآثار من كل شبهة وغيرهم عما اقتنوه رقود
وهم هاجروا في جمعها وتبادروا إلى كل أفق والمرام كؤود
وقاموا بتعديل الرواة وجرحهم فدام صحيح النقل حفظها وعهود
بتبليغهم صحت شرائع ديننا حدود تحروا حفظها وعهود
وصح لأهل النقل منها احتجاجهم فلم يبق إلا عاند وحقود
وحسبهم أن الصحابة بلغوا وعنهم رووا لا يستطاع جحود
فمن حاد عن هذا اليقين فمارق مربد لإظهار الشكوك مريد
ولكن إذا جاء الهدى ودليله فليس لموجود الضلال وجود
وإن رام أعداء الديانة كيدها فكيدهم بالمخزيات مكيد
48 _ وقال أبو بكر محمد بن محرز الزهري البلنسي والتزم الراء في كل كلمة
اشكر لربك وانتظر في إثر عسر الأمر يسرا
واصبر لربك وادخر في سر ضر الفقر أجرا
فالدهر يعر بالورى والصبر بالأحرار أحرى
والوفر أظهر معشرا والفقر بالأخيار يغرى
وقال أيضا :
اقنع بما أوتيته تنل الغى وإذا دهتك ملمة فتصبر
واعلم بأن الرزق مقسوم فلو رمنا زيادة ذرة لم نقدر
والله أرحم بالعباد فلا تسل بشرا تعش عيش الكرام وتؤجر
وإذا سخطت لضر حالك مرة ورأيت نفسك قد عدت فاستبصر
وانظر إلى من كان دونك تدكر لعظيم نعمته عليك فتشكر
49 _ وقال الحافظ أبو محمد ابن حزم : أنشدني والدي أحمد بن سعيد ابن حزم :
إذا شئت أن تحيا غنيا فلا تكن على حالة إلا رضيت بدونها
50 _ وقال القاضي أبو العباس أحمد بن الغمار البلنسي نزيل تونس :
وقالوا أما تخشى ذنوبا أتيتها ولم تك ذا جهل فتعذر بالجهل
فقلت لهم هبني كما قد ذكرتم تجاوزت في قولي وأسرفت في فعلي
أما في رضى مولى الموالي وصفحه رجاء ومسلاة لمقرف مثلي
وأنشد رحمه الله تعالى لنفسه في اليوم الذي مات فيه وهو آخر ما سمع منه ليلة عاشوراء سنة 693 :
أدعوك يا رب مضطرا على ثقة بما وعدت كما المضطر يدعوكا
دارك بعفوك عبدا لم يزل أبدا في كل حال من الأحوال يرجوا كا
طالت حياتي ولما أتخذ عملا إلا محبة أقوام أحبوكا
51 _ وقال ابن الزقاق ويقال إنها مكتوبة على قبره :
أإخواننا والموت قد حال دوننا وللموت حكم نافذ في الخلائق
سبقتكم للموت والعمر طية وأعلم أن الكل لا بد لاحقي
بعيشكم أو باظطجاعي في الثرى ألم نك في صفو من العيش رائق
فمن مر بي فليمض لي مترحما ولا يك منسبا وفاء الأصادق
52 _ وقال الخطيب أبو عبد الله محمد بن صالح الكناني الشاطبي
ومولوده سنة 614 :
أرى العمر يفنى والرجاء طويل وليس إلى قرب الحبيب سبيل
حباه إله الخلق أحسن سيرة فما الصبر عن ذاك الجمال جميل
متى يشفى قلبي بلثم ترابه ويسمح دهر بالمزار بخيل
دللت عليه في أوائل أسطري فذاك نبي مصطفى ورسول
#$ 340
53 _ وقال أيمن بن محمد الغرناطي نزيل طبية على ساكنها الصلاة والسلام :
أرى حجرات قد أحاطت عراصها ببحر محيط حصره غير ممكن
بحار المعالي والمعاني وإن طمت لدى لجة تفنى وعن هوله تني
محمد المحمود في كل موطن أبو القاسم المختار من خير معدن
نبي إذا أبصرت غرة وجهه تيقنت أن العز عز المهين
لك الله من بدر إذا الشمس قابلت محياه قالت إن ذا طالع سني
وله:
كل القلوب مطيعة لك في الهوى جانب فديتك من تشاء ووال
الحسن وال والقلوب رعية وعلى الرعية أن تطيع الوالي
وقال أيضا :
ألا أيها الباكي على ما يفوته من الحظ في الدنيا جهلت وما تدري
على فوت حظ من جوار محمد حقيق بأن تبكي إلى آخر العمر
ستدري إذا قمنا وقد رفع اللوا وأحمدها دينا إلى موقف الحشر
من الفائز المغبوط في يوم عرضه أجار النبي المصطفى أم أخو الوفر
وله :
فررت من الدنيا إلى ساكن الحمى فرار محب لائذ بحبيب
لجأت إلى هذا الجناب وإنما لجأت إلى سامي العماد رحيب
وناديت مولاي الذي عنده الغى نداء عليل في الزمان غريب
أمولاي إني قد أتيتك لائذا وأنت طبيبي يا أجل طبيب
فقال لك البشرى ظفرت من الرضى بأوفر حظ مجزل ونصيب
تناولت في أطلال ليل شبيبي فأدركني بالفجر صبح مشيبي
54_ وقال أبو بكر الزبيدي اللغوي :
لولم تكن نار ولا جنة للمرء إلا أنه يقبر
لكان فيه واعظ زاجر ناه لمن يسمع أو يبصر
ولقد صدق رحمه الله تعالى ورضي عنه .
55 _ ولبعض فقهاء طلبيرة :
رأيت الانقباض أجل شيء وأدعى في الأمور إلى السلامه
فهذا الخلق سالمهم ودعهم فرؤيتهم تؤول إلى الندامه
ولا تعنى بشيء غير شيء يقود إلى خلاصك في القيامه
56 _ وأمر الكاتب أبو بكر ابن مغاور بكتب هذه الأبيات على قبره
وهي له :
أيها الواقف اعتبارا بقبري استمع فيه قول عظمي الرميم
أودعوني بطن الضريح وخافوا من ذنوب كلو مها بأديمي
قلت لا تجزعوا علي فإني حسن الظن بالرؤوف الرحيم
ودعوني بما اكتسبت رهينا غلق الرهن عند مولى كريم
57 _ وقال الخطيب ابن صفوان
رأيتك يديني إليك تباعدي فأبعدت نفسي لا بتغائي في القرب
هربت له مني إليه فلم يكن بي البعد في قربي فصح به قربي
فيا رب هل نعمى على البعد بالرضى ينال بها فوزا من القرب بالقرب
وقال الوادي آشي :
وهذا النظم معناه جليل وتكرار القرب وإن قبح عند العروضي فهو عند المحب جميل وهم القوم يسلم لهم في الأفعال والأقوال وترتجى بركتهم في كل الأحوال انتهى .
58 _ وقال بعض قدماء الأندلس :
سئمت الحياة على حبها وحق لذي السقم أن يأسما
فلا عيش إلا لذي صحة تكون له للتقى سلما
وذيله آخر منهم فقال :
ولا داء إلا لمن لم يزل يقارب في دينه مأثما
فلست تعالج جرح الهوى هديت بمثل التقى مرهما
59 _ وقال أبو جعفر أحمد السياسي القيسي المري :
إذا ما جنى يوما عليك جناية ظلوم يدق السمر بأسا ويقصف
فلا تنتقم يوما عليه بما جنى وكل أمره للدهر فالدهر منصف
وقال أيضا :
ليس حلم الضعيف حلما ولكن حلم من لو يشاء صال اقتدارا
من تغاضى عن الفيه بحلم أصبح الناس دونه أنصارا
من يزوج كريمة الهمة العليا علوا فقد أجاد الخيارا
سريه عند الولاد بنيها العلم والحلم والأناة كبارا
60 _ وقال الخطيب الصالح أبو إسحاق ابن أبي العاصي :
اعمل بعلمك تؤت علما إنما جدوى علوم المرء نهج الأقوم
وإذا الفى قد نال علما ثم لم يعمل به فكأنه لم يعلم
وقال موطئا على البيت الأخير :
أمولاي أنت العفو الكريم لبذل النوال وللمعذره
علي ذنوب وتصحيفها ومن عندك الجود والمغفره
61 _ وقال الخطيب المتصوف الشهير أبو جعفر أحمد بن الزيات من بلش مالقة :
يقال خصال أهل العلم ألف ومن جمع الخصال الألف سادا
ويجمعها الصلاح فمن تعدى مذاهبه فقد جمع الفسادا
وقال أيضا :
إن شئت فوزا بمطلوب الكرام غدا فاسلك من العمل المرضي منهاجا
واغلب هوى النفس لا يغرك خادعه فكل شيء يحط القدر منها جا
62 _ وقال الأديب الكبير الشهير أبو محمد عبد الله بن محمد بن صارة
البكري الشنريي رحمه الله تعالى :
بنو الدنيا بجهل عظموها فجلت عندهم وهي الحقيره
يهارش بعضهم بعضا عليها مهارشة الكلاب على العقيره
وقال :
أي عذر يكون لا أي عذر لابن سبعين مولع بالصبابه
وهو ماء لم تبق منه الليالي في إناء الحياة إلا صبابه
وقال أيضا :
ولقد طلبت رضى البرية جاهدا فإذا رضاهم غاية لا تدرك
وأرى القناعة للفتى كنزا له والبر أفضل ما به يتمسك
63 _وقال أبو محمد ابن صاحب الصلاة الداني ويعرف بعبدون
وعجل شيبي أن ذا الفضل مبتلى بدهر غدا النقص فيه مؤملا
ومن نكد الدنيا على المرء أن يرى بها الحر يشقى واللئيم ممولا
متى ينعم المعر عينا إذا اعتفى جودا مقلا أو غنيا مبخلا
64 _ وقال أبو الكريم عبيد الله الأموي مولاهم الأندلسي :
إذا كان إصلاحي لجسمي واجبا فإصلاح نفسي لا محالة أوجب
وإن كان ما يفنى إلى النفس معجبا فإن الذي يبقى إلى العقل أعجب
65 _ وقال الفقيه الزاهد أبو إسحاق إبراهيم بن مسعود الإلبيري رحمه الله تعالى :
لله أكياس جفوا أوطانهم فالأرض أجمعها لهم أوطان
جالت عقولهم مجال تفكر وجلالة فبدا لها الكتمان
ركبت بحار الفهم في فلك النهى وجرى بها الإخلاص والإيمان
فرست بهم لما انتهوا بجفونهم مرسى لهم فيه غنى وأمان
66 _ وقال أبو جعفر ابن خاتمة رحمه الله تعالى :
يامن يغيث الورى من بعد ما قنطوا ارحم عبادا أكف الفقر قد بسطوا
عودتهم بط أرزاق بلا سبب سوى جميل رجاء نحوه انبسطوا
وعدت بالفضل في ورد وفي صدر بالجود إن أقسطوا والحلم إن قسطوا
عوارف ارتبطت ثم الألوف لها وكل صعب بقيد الجود يرتبط
يامن تعرف بالمعروف فاعرفت بجم إنعامه الأطراف والوسط
وعالما بخفيات الأمور فلا وهم يجوز عله لا ولا غلط
عبد فقير بباب الجود منكسر من شأنه أن يوافي حين ينضغط
مهما ألأملب
أتى ليمد الكف أخجله قبائح وخطايا أمرها فرط
ياواسعا ضاق خطو الخلق عن نعم منه إذا خطبوا في شكرها خبطوا
وناشرا بيد الإجمال رحمته فليس يلحق منه مسرفا قنط
ارحم عبادا بضنك العيش قد قنعوا فأينما سقطوا بين الورى لقطوا
إذا توزعت الدنيا فما لهم غير الدجنة لحف والثبرى بسط
لكنهم من ذرا علياك في نمط سام رفيع الذرى ما فوقه نمط
ومن يكن بالذي يهواه مجتمعا فما يبالي أقام الحي أم شحطوا
نحن العبيد وأنت الملك ليس سوى وكل شيء يرجى بعد ذا شطط
وقال رحمه الله تعالى :
ملاك الأمر تقوى الله فاجعل تقاه عدة لصلاح أمرك
وبادر نحو طاعته بعزم فما تدري متى يمضي بعمرك
وقال أيضا :
إذا كنت تعلم أن الأمور بحكم الإله كما قد قضى
ففيم التفكر والحكم ماض ولا رد للحكم مهما مضى
فخل الوجود كما شاءه مدبره وابغ منه الرضى
وقال :
إذا ما الدهر نابك منه خطب وشد عليك من حنق عقاله
فكل لله أمرك لا تفكر ففكرك فيه خبط في حباله
وقال :
عدوك داره ما أسطعت حتى يعود لديك كالخل الشفيق
فما في الأرض أردى من عدو وما في الأرض أجدى من صديق
وقال :
إن أعرضت دنياك عنك بوجهها وغدت ومنها في رضاك نزاع
فاحذر بنيها واحتفظ من شرهم إن البنين لأمهم أتباع
وقال :
يا مجيب المضطر عند الدعاء منك دائي وفي يديك دوائي
جذبتني الدنيا إليها بضبعي ودعتني لمنحي وشقائي
يا إلهي وأنت تعلم حالي لا تذرني شماتة الأعداء
67 _ وقال الحافظ الكبير الشهير أبو عبد الله الحميدي صاحب الجمع
بين الصحيحين رحمه الله تعالى :
كتاب الله عز وجل قولي وما صحت به الأثار ديني
وما اتفق الجميع عليه بداءا وعودا فهو عن حق مبين
فدع ما صد عن هذي وخذها تكن منها على عين اليقين
وقال :
طريق الزهد أفضل ما طريق وتقوى الله بادية الحقوق
فثق بالله يكفك واستعنه يعنك وذر بنيات الطريق
68 _ وقال أبو بكر مالك بن جبير رحمه الله تعالى :
رحلت وإني من غير زاد وما قدمت شيئا للمعاد
ولكني وثقت بجود ربي وهل يشقى المقل مع الجواد
وتوفي المذكور بأريولة _ أعادها الله تعالى إلى الإسلام سنة 561
69 _ وقال ابن جبير اليحصبي وهو الكاتب أبو عبد الله محمد
كلما رمت أن أقدم خيرا لمعادي ورمت أني أتوب
صرفتني بواعث النفس قسرا فتقاعست والذنوب ذنوب
رب قلب قلبي لعزمة خير لمتاب ففي يديك القلوب
ولتعلم أن كلام أهل الأندلس بحر لاساحل له ويرحم الله تعالى لسان
الدين بن الخطيب حيث قال في صدر الإحاطة: وهذا الغرض الذي وضعنا له هذا التأليف يطلبنا فيه ما قصدنا به من المباهاة والافتخار بالإكثار واستيعاب
النظام والنثار ويحملنا فيه خوف السآمة على الاختصار والاقتصار وكفى بهذا جلاء في الأعذار والله تعالى مقيل العثار وساتر العيب المثار بفضله انتهى
70 _ ولنختم هذا الباب بقول أبي زكريا يحيى بن سعد بن مسعود القلني:
عفوك اللهم عنا خير شيء نتمنى
رب إنا قد جهلنا في الذي قد كان منا
وخطينا وخلطنا ولهولنا ومجنا
إن نكن رب أسأنا ما أسأنا بك ظنا
وذيلته بقولي :
فأنلنا الخم بالحسنى وإنعاما ومنا آمين