x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
ترجمة والد لسان الدين
المؤلف: أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر: نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة: مج5، ص16-19
2024-01-08
919
ترجمة والد لسان الدين
وقال لسان الدين رحمه الله أيضاً في حق والده ما حاصله (1) : عبد الله بن سعيد ابن عبد الله بن سعيد بن أحمد بن علي السلماني أبو محمد، غرناطي الولادة والاستيطان، لوشي الأصل، طليطليه قرطبيه.
وقال في الإكليل: إن طال الكلام، وجمحت الأقلام، كنت كما قيل: مادح نفسه يقرئك السلام، وإن أجحمت، فما سديت في الثناء ولا ألحمت، وأضعت الحقوق، وخفت ومعاذ الله العقوق، وهذا ولو أني زجرت طير البيان من أوكاره، وجئت بعون الإحسان وأبكاره، لما قضيت حقه بعد، ولا قلت إلا بالتي علمت سعد (2) ، فقد كان رحمه الله ذمر عزم، ورجل رخاء وأزم، تروق أنوار خلاله الباهرة، وتضيء مجالس الملوك من صورتيه الباطنة والظاهرة، ذكاء يتوقد، وطلاقة يحسد نورها الفرقد، وكانت له في الأدب فريضة، وفي النادرة العذبة منادح (3) عريضة، تكلمت يوماً بين يديه في مسائل من الطب وأنشدته أبياتاً من شعري ورقاعاً من إنشائي فتهلل، وما برح أن ارتجل (4) :
الطب والشعر والكتابه ... سماتنا في بني النجابه
هن ثلاث مبلغات ... مراتباً بعضها الحجابه
16
ووقع لي يوماً بخطه على ظهر أبيات بعثتها إليه أعرض عليه نمطها:
وردت كما صدر (5) النسيم بسحرة ... عن روضة جاد الغمام رباها
وكأنما هاروت أودع سحره ... فيها وآثرها به وحباها
مصقولة الألفاظ يبهر حسنها ... فبمثلها افتخر البليغ وباهى
فقررت عيناً عند رؤية حسنها ... إني أبوك، وكنت أنت أباها
ومن نظمه قوله:
وقالوا: قد دنا فاصبر ستشفى ... فترياق الهوى بعد الديار
فقلت: هبوا بأن الحق هذا ... بقلبي يمموا فبم اصطباري
وقال:
عليك بالصمت فكم ناطق ... كلامه أدى إلى كلمه
إن لسان المرء أهدى إلى ... غرته والله من خصمه
يرى صغير الجرم مستضعفاً ... وجرمه أكبر من جرمه
وقال:
أنا بالدهر يا بني خبير ... فإذا شئت علمه فتعالا
كم مليك قد ارتعى منه روضاً ... لم يدافع عنه الردى ما ارتعى لا
كل شيء تراه يفنى، ويبقى ... ربنا الله ذو الجلال تعالى
مولده بغرناطة في جمادى الأولى عام اثنين وسبعين وستمائة، وفقد يوم الوقيعة الكبرى بظاهر طريف، يوم الاثنين سابع جمادى الأولى عام واحد وأربعين وسبعمائة، ورثيته بقصيدة أولها (6) :
سهام المنايا لا تطيش ولا تخطي ... وللدهر كف تسترد الذي تعطي
وإنا وإن كنا على ثبج الدنا ... فلا بد يوماً أن نحل على الشط
تساوى على ورد الردى كل وارد ... فلم يغن رب السيف عن ربة القرط
وسيان ذل الفقر أو عزة الغنى ... ومن أسرع السير الحثيث ومن يبطي
وهي طويلة.
قال: ورثاه شيخنا أبو زكريا ابن هذيل بقصيدة يقول فيها:
إذا أنا لم أرث الصديق فما عذري ... إذا قلت أبياتاً حساناً من الشعر
ولو كان شعري لم يكن غير ندبة ... وأجريت دمعي لليراع عن الحبر
لما كنت أقضي حق صحبته التي ... توخيتها عوناً على نوب الدهر
رماني عبد الله يوم وداعه ... بداهية دهياء قاصمة الظهر
قطعت رجائي حين صح حديثه ... فإن يوف لي دمعي فقد (7) خانني صبري
وهل مؤنس كابن الخطيب لوحشتي ... أبث له همي وأودعه سري
ومنها:
تولى وأخبار الجلالة بعده ... مؤرجة الأنباء طيبة النشر
رضينا بترك الصبر من بعد بعده ... على قدر ما في الصبر من عظم الأجر
أتى بفتيت المسك فوق جبينه ... نجيعاً يفوق المسك في موقف الحشر
لقد لقي الكفار منها بعزمة ... لها لقيته الحور بالبر والبشر
تجلت عروساً جنة الخلد في الوغى ... تقول لأهل الفوز: لا يغلكم مهري
فكان من القوم الذين تبادروا ... إلى العالم الأعلى مع الرفقة الغر
تعالوا بنا نسقي الأباطح والربى ... بقطر دموع غالبات على القطر
18
ألا لا تلم عيني لسكب دموعها ... فما سكبت إلا على الماجد الحر
ومنها:
أإخواننا جدوا فكم (8) جد غيركم ... وسيروا على خف من الحوب والوزر
على سفر انتم لدار تأخرت ... وما الفوز في الأخرى سوى خفة الظهر
وما العيش إلا يقظة مثل نومة ... وما العمر إلا كالخيال الذي يسري
على الحق أنتم قادمون فشمروا ... فليس لمخذول هنالك من عذر
وهي طويلة، تجاوز الله عنا وعنهم أجمعين؛ انتهى ما لخصته من كلام لسان الدين رحمه الله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ترجمة والده في الإحاطة: الورقة 200.
(2) عجز بيت للحطيئة، وصدره:
وتعذلني افناء سعد عليهم ...
(3) في ص ق: منادم، والتصويب عن الإحاطة.
(4) وردت هذه المقطعات في الإحاطة: الورقة 203 وما بعدها.
(5) الإحاطة: كما ورد.
(6) راجع الإحاطة: الورقة 203.
(7) الإحاطة: فإن لم يوف الدمع قد.
(8) ص ق: جدواكم.