1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : الأدب : الشعر : العصر الاندلسي :

تراجم أخرى لابن مرزوق

المؤلف:  أحمد بن محمد المقري التلمساني

المصدر:  نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب

الجزء والصفحة:  مج5، ص: 412-419

2024-01-07

1028

تراجم أخرى لابن مرزوق

قال ابن خلدون: صاحبنا الخطيب أبو عبد الله ابن مرزوق، من أهل تلمسان، كان سلفه نزلاء الشيخ أبي مدين بالعباد، ومتوارثين تربته من لدن جدهم خادمه في حياته،وكان جده الخامس أو السادس أبو بكر ابن مرزوق معروفاً بالولاية فيهم، ونشأ محمد هذا بتلمسان، ومولده فيما أخبرني عام عشرة وسبعمائة، انتهى.

وهو مخالف (1) لما ذكره لسان الدين فيما مر عنه (2) .

ثم قال ابن خلدون: وارتحل مع والده إلى الشرق سنة ثلاث عشرة، وسمع ببجاية على الشيخ ناصر الدين (3) ، ولما جاور أبوه بالحرمين رجع إلى القاهرة، فأقام وبرع في الطلب والرواية، وكان يجيد الخطين، ورجع سنة ثلاث وثلاثين (4) إلى

 

412

المغرب، ولقي السلطان محاصراً لتلمسان، وقد شيد بالعباد مسجداً عظيماً وكان عمه محمد بن مرزوق خطيباً به على عادتهم في العباد، وتوفي، فولاه السلطان خطابة ذلك المسجد مكان عمه، وسمعه يخطب على المنبر، ويشيد بذكره ويثني عليه، فحلي بعينيه فقربه، وهو مع ذلك يلازم ابني الإمام، ويأخذ نفسه بلقاء الأفاضل والأكابر والأخذ عنهم، وحضر مع السلطان وقعة طريف، ثم استعمله في الرسالة إلى الأندلس، ثم إلى ملك قشتالة في تقرير الصلح، واستنقاذ ولده المأسور يوم طريف، ورجع بعد وقعة القيروان مع زعماء النصارى، فرجع إلى المغرب. ووفد على السلطان أبي عنان بفاس مع أمه حظية أبي الحسن، ثم رجع إلى تلمسان، وأقام بالعباد، وعلى تلمسان يومئذ أبو سعيد عثمان بن عبد الرحمن وأخوه أبو ثابت، والسلطان أبو الحسن بالجزائر، وقد حشد هناك، فأرسل أبو سعيد ابن مرزوق المذكور إليه سراً في الصلح، فلما اطلع أخوه أبو ثابت على الخبر أنكره على أخيه، فبعثوا من حبس ابن مرزوق، ثم أجازوه البحر إلى الأندلس، فنزل على أبي الحجاج سلطانها بغرناطة، فقربه واستعمله على الخطبة بجامع الحمراء، فلم يزل خطيبه إلى أن استدعاه أبو عنان سنة أربع وخمسين بعد مهلك أبيه واستيلائه على تلمسان وأعمالها، فقدم عليه، ورعى له وسائله ونظمه في أكابر أهل مجلسه، ثم بعثه لتونس على ملكها (5) سنة ثمان وخمسين ليخطب له ابنة السلطان أبي يحيى، فردت الخطبة، واختفت بتونس، ووشي إلى السلطان أبي عنان أنه كان مطلعاً على مكانها فسخطه لذلك وأمر بسجنه، فسجن مدة، ثم أطلقه قبل موته.

ولما استولى أبو سالم على السلطنة آثره، وجعل زمام الأمور بيده، فوطئ الناس عقبه، وغشي أشراف الدولة بابه، وصرفوا إليه الوجوه، فلما وثب عمر بن عبد الله بالسلطان آخر عام اثنين وستين حبس ابن مرزوق، ثم أطلقه

413

بعد أن رام كثير من أهل الدولة على قتله، فمنعه منهم، ثم لحق بتونس سنة أربع وستين، ونزل على السلطان أبي إسحاق وصاحب دولته أبي محمد ابن تافراكين، فأكرموه وولوه الخطابة بجامع الموحدين، وأقام بها إلى أن هلك السلطان أبو يحيى سنة سبعين وولي ابنه خالد، ثم لما قتل السلطان أبو العباس خالداً واستولى على السلطنة، وكان بينه وبين ابن مرزوق شيء لميله مع ابن عمه محمد صاحب بجاية، عزله عن الخطبة، فوجم لها، فأجمع الرحلة إلى المشرق، وسرحه السلطان، فركب السفينة، ونزل بالإسكندرية، ثم ارتحل إلى القاهرة، ولقي أهل العلم وأمراء الدولة، ونفقت بضائعه عندهم، وأوصلوه إلى السلطان الأشرف، فولاه الوظائف العلمية، فلم يزل بها موفر الرتبة، معروف الفضيلة، مرشحاً لقضاء المالكية، ملازماً للتدريس، إلى أن هلك سنة إحدى وثمانين؛ انتهى ملخصاً.

وقال الحافظ ابن حجر: إنه لما وصل تونس أكرم إكراماً عظيماً، وفوضت إليه الخطابة بجامع السلطان وتدريس أكبر المدارس، ثم قدم القاهرة، فأكرمه الأشرف شعبان، ودرس بالشيخونية (6) والصرغتمشية والنجمية، وكان حسن الشكل، جليل القدر، مات في ربيع الأول سنة إحدى وثمانين؛ ى انتهى.

وقال ابن الخطيب القسمطيني: هو شيخنا الفقيه الجليل الخطيب، توفي بالقاهرة ودفن بين ابن القاسم وأشهب، وله طريق واضح في الحديث، ولقي أعلاماً، وسمعنا منه البخاري وغيره في مجالس، ولمجلسه لباقة وجمال، وله شرح جليل على " العمدة " في الحديث؛ انتهى.

وكتب بخطه (7) بلدينا أبو عبد الله ابن العباس التلمساني ما نصه: نقلت من خط بعض السادات كتبه للإمام زعيم العلماء الحفيد ابن مرزوق أنه وجد بخط جده

 

414

الخطيب ابن مرزوق لما ثقفه عمر ابن عبد الله على يد الشيخ أبي يعقوب كتب ما نصه: الحمد لله على كل حال، خرج الطبري من منسكه (8) وأبو حفص الملاي في سيرته عن عبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن عمرو ابن العاص رضي الله تعالى عنهم، قالا: وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على الثنية التي بأعلى مكة، وليس بها يومئذ مقبور، فقال: يبعث الله من ههنا سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب، يشفع كل واحد منهم في سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عقاب، وجوههم كالقمر ليلة البدر، فقال أبو بكر: من هم يا رسول الله قال: هم الغرباء من أمتي الذين يدفنون ههنا، ففي هذا الموضع دفن والدي رحمه الله تعالى، وبعد سماعه لهذا الحديث بسبعة أيام دفن فيه، أفتراه لا يشفع فيمن أقال عثرة ولده أفما يشترى هذا بأموال الأرض أفلا يرعى لي ثمانية وأربعين منبراً في الإسلام شرقاً وغرباً وأندلساً أفلا يرعى لي أنه ليس اليوم يوجد من يسند أحاديث الصحاح سماعاً من باب إسكندرية إلى البرين والأندلس غيري ونحو من مائتين وخمسين (9) شيخاً والله ما أعلمه، لكن حرمني الله تعالى، نبذت الاشتغال به، وآثرت اتباع الهوى والدنيا، فهويت، اللهم غفرانك! أفلا يرعى لي مجاورة نحو اثني عشر عاماً وختم القرآن في داخل الكعبة، والإحياء في محراب النبي صلى الله عليه وسلم، والإقراء بمكة، ولا أعلم من له هذه الوسيلة غيري أفلا يرعى لي الصلاة بمكة وغربتي بينكم (10) ، ومحنتي في بلدي، على محبتكم وخدمتكم، من ذا الذي خدمكم من الناس يخرج على هذا الوجه أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله من ذنوبي، وذنوبي أعظم، وربي أعلم، وربي أرحم، والسلام؛ انتهى.

415

ففي هذا دليل على عظم قدره ومكانته في الدين والدنيا.

قلت: ولقد رأيت مصحفه بتلمسان عند أحفاده، وعليه خطه الرائق الذي أعرفه، وهو يقول: قرأت في هذا المصحف تجاه الكعبة المشرفة اثني عشر ألف ختمة؛ انتهى.

ومع هذا فقد نسي في المصحف المذكور لفظك إليك من قوله تعالى " ينقلب إليك البصر " حتى كتبه بخطه فوق السطر حفيده العلامة سيدي أبو عبد الله محمد بن مرزوق، رحم الله الجميع.

قال (11) الخطيب المذكور رحمه الله تعالى في بعض تعاليقه ما صورته: ومن أشياخ والدي سيدي محمد المرشدي، لقيه في ارتحالنا إلى الشرق، وحين حملني إليه وأنا ابن تسع عشرة سنة نزلنا عنده، ووافقنا صلاة الجمعة، ومن عادته أن لا يتخذ للمسجد إماماً، وحضر يومئذ من أعلام الفقهاء من لا يمكن اجتماع مثلهم في غير ذلك المشهد، قال: فقرب وقت الصلاة، فتشوف ممن حضر من الفقهاء والخطباء إلى التقديم، فإذا الشيخ قد خرج فنظر يميناً وشمالاً وأنا خلف والدي، فوقع بصره علي، فقال لي: يا محمد، تعال، قال: فقمت معه حتى دخلت معه في موضع خلوة، فباحثني في الفروض والشروط والسنن، وقادني إلى المنبر، وقال لي: يا محمد، ارق المنبر، فقلت له: يا سيدي، والله لا أدري ما أقول، فقال لي: ارق، وناولني السيف الذي يتوكأ عليه الخطيب عندهم، وأنا جالس مفكر فيما أقول إذا فرغ المؤذنون، فلما فرغوا ناداني بصوته، وقال لي: يا محمد قم، وقل بسم الله، قال: فقمت، وانطلق لساني بما لا أدري ما هو، إلا أني كنت أنظر إلى الناس ينظرون إلي ويخشعون من موعظتي، فأكملت الخطبة، فلما نزلت قال لي: أحسنت يا محمد،

416

قراك عندنا أن نوليك الخطابة، وأن لا تخطب بخطبة غيرك ما وليت وحييت، ثم سافرنا فحججنا، وأراد والدي الجوار، وأمرني بالرجوع لأونس عمي وقرابتي بتلمسان، وأمرني بالوقوف علي سيدي المرشدي هنالك، فوقفت عليه وسألني عن والدي، فقلت له: يقبل أيديكم، ويسلم عليكم، فقال لي: تقدم يا محمد، واستند إلى هذه النخلة، فإن شعيباً يعني أبا مدين عبد الله عندها ثلاث سنين، ثم دخل خلوته زماناً، ثم خرج فأمرني بالجلوس بين يديه، ثم قال لي: يا محمد، أبوك من أحبابنا وإخواننا، إلا أنك يا محمد، إلا أنك يا محمد، فكانت هذه إشارة إلى ما امتحنت به من مخالطة أهل الدنيا والتخليط، ثم قال لي: يا محمد (12) أنت متشوش من جهة أبيك، تتوهم أنه مريض، ومن بلدك، أما أبوك فبخير وعافية، وهو الآن عن يمين منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن يمينه خليل المالكي، وعن يساره أحمد قاضي مكة، وأما بلدك، فبسم الله، فخط دائرة في الأرض، ثم قام فقبض إحدى يديه على الأخرى وجعلهما خلف ظهره يطوف بتلك الدائرة، ويقول: تلمسان، تلمسان، حتى طاف بتلك الدائرة مرات، ثم قال لي: يا محمد، قد قضى الله الحاجة فيها، فقلت له: كيف يا سيدي (13) فقال: ستر الله إن شاء الله على من فيها من الذراري والحريم، ويملكها هذا الذي حصرها، يعني السلطان أبا الحسن، فهو خير لهم، ثم جلس وجلست بين يديه، فقال لي: يا خطيب، فقلت: يا سيدي عبدك ومملوكك، فقال لي: كن خطيباً، أنت الخطيب، وأخبرني بأمور، وقال لي: لا بد أن تخطب بالجامع الغربي، وهو الجامع الأعظم بالإسكندرية، ثم أعطاني شيئاً من كعيكات صغار، زودني بها، وأمرني بالرحيل.

417

وأما خبر تلمسان فدخلها المريني كما ذكر، وستر الله من فيها من الذراري والحريم، وكان هذا المرشدي يتصرف في الولاية كتصرف سيدي أبي العباس السبتي، نفعنا الله بهما.

وللخطيب ابن مرزوق تآليف: منها شرحه الجليل على العمدة في خمسة أسفار، جمع فيه بيت ابن دقيق العيد والفاكهاني مع زوائد، وشرحه النفيس على الشفاء، ولم يكمل، وشرحه على الأحكام الصغرى لعبد الحق، وشرحه على ابن الحاجب الفرعي، سماه إزالة الحاجب لفروع ابن الحاجب وله غيرها، وديوان خطب بالغرب مشهور كقصيدته التي قالها في نكبته بتلمسان، وأولها:

رفعت أموري لباري النسم ... وموجدنا بعد سبق العدم

ومن نظمه عند وداعه أهل تونس:

أودعكم وأثني ثم أثني ... على ملك تطاول بالجميل

وأسأل رغبة منكم لربي ... بتيسير المقاصد والسبيل

سلام الله يشملنا جميعاً ... فقد عزم الغريب على الرحيل

ومن نظم أبي المكارم منديل ابن آجروم يسلس المذكور عندما سجن بعد قتل السلطان أبي سالم، رحمهم الله أجمعين:

يا شمس علم أفلت بعدما ... أضاءت المشرق والمغربا

حجبت قسراً عن عيون الورى ... والشمس لا ينكر أن تحجبا

وهو بيت علم وولاية وصلاح لعمه وجده وأبيه وجد أبيه، ولولديه محمد وأحمد وحفيده عالم الدنيا البحر أبي عبد الله محمد بن أحمد بن مرزوق، وولد حفيده المعروف بالكفيف، وحفيد حفيده المعروف بالخطيب، وهو آخر المذكورين منهم فيما نعلم.

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) يعني تاريخ مولده.

(2) ق: فيما يروى عنه.

(3) وسمع ... الدين: لم يرد في التعريف، والنص منقول عنه باختصار.

(4) التعريف: سنة خمس وثلاثين.

(5) التعريف: عام ملكها.

(6) ص: بالسيوفية.

(7) ص: ووجد بخط.

(8) ص: مناسكه.

(9) ص: مائة وخمسين.

(10) ق: فيكم.

(11) ق: وكتب.

(12) فكانت ... محمد: سقطت من ص.

(13) ق: يا سيدي كيف.

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي